عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 06-23-2014, 11:07 PM
 
مقتطفات روايتي المفضلة

بما أنها مدونتي يمكنني أن أكتب ما يحلو لي من مقتطفات راقتني
لأمتع بها رواد مدونتي
فإليكم المقتطف الأول من رواية أسرتني من رأسي إلى أخمص قدمي " الفضيلة " للكاتب القدير مصطفى لطفي المنفلوطي:
{ جاء الصباح فنهض بول من مضجعه القلق المضطرب ، و مشى في طريقه إلى كوخه ، و مشيت وراءه أرقبه على البعد من حيث لا يشعر بمكاني. فلم يزل سائرا حتى لمح الخادم "ماري" واقفة على رأس هضبة عالية تنظر جهة البحر ، فذعر إذ رآها، وناداها: أين "فرجيني" يا "ماري"؟
فأطرقت برأسها و بكت. فجن جنونه، و علم بما كان ، و هرع إلى شاطئ البحر يعدو عدو الظليم. فلم ير أمامه على سطح الماء شيئا ، وحدثه الناس هناك أنا السفينة قد أقلعت قبيل الفجر، وأنها قد تجاوزت مدى البصر، فلا سبيل لرؤيتها.
فكرَّ راجعا حتى وصل إلى ذلك الجبل االعظيم الذي يسمونه " جبل الإستكشاف "، فارتقاه بأسرع من لمح البصر على وعورته و تشعب مسالكه حتى بلغ قمته العليا، و ضرب الفضاء بنظره، فلم ير في عرض البحر إلا نقطة سوداء صغيرة تتلاشى شيئا فشيئا، فعلم انها السفينة التي تحمل " فرجيني ". فاستمر نظره عالقا بها لا يفارقها حتى غابت عن عينيه، فظل واقفا حيث هو، ينظر حيث ينظر، كأنما يظن أنها ما تزال باقية في مكانها، وظل على ذلك ساعة حتى نشأت أمام عينيه سحابة سوداء حجبت عنه كل شيء، فلوى رأسه و انفجر باكيا، و أنشأ يعج عجيجا محزنا يرن في أجواف الغابات و الأدغال، و تردد صداه أكناف الجبال. }
__________________


بَديعٌ شَكْلُ وَجْهِي بَعْدَ أَنْ فَقَدْتُ اِبْتِسَامَتِي!