عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 06-23-2014, 11:23 PM
 
مقتطفات روايتي المفضلة 2

و هذا مقتطف أخر آلمني و أستفدت منه العبرة و ربما أخرجت العبرات و أنا أقرؤه:
{ و ما هي إلا لحظات حتى خلا سطح السفينة من كل شيء إلا من " فرجيني " واقفة في مؤخرتها تنتظر قضاء الله فيها، و رجل بحار واقفا في مقدمتها قد خلع ملابسه ثم لمح " فرجيني" و اقفة موقفها هذا، فأبى له كرمه ووفاؤه إلا أن يمد لها يد المعونة لينقذها، فمشى إليها وجثى بين يديها و طلب منها أن تخلع ثوبها ليحملها على ظهره و يسبح بها

أتدري ماذا كان بعد ذلك؟

كان أن غلب الحياء على الفتاة حينما رأت رجلا عاريا بين يديها يريد أن يضمها عارية إلى جسمه فأشاحت بوجهها عنه، و أشارت برأسها أن لا، فصاح الناس من كل جانب: أنقذها! أنقذها!
فوثب الرجل قائما على قدميه و مد يده إلى ثوبها ليجردها منه.
و هنا، واأسفاه، أقبلت موجة عظيمة كالجبل الأشم تندفع نحو السفينة اندفاع القضاء النازل، وتزمجر في اندفاعها زمجرة الليث الهصور، فذعر الرجل إذ رآها و طاش عقله، و ما لبث أن قفز من مكانه و ألقى بنفسه في الماء.
اما " فرجيني " فلم تخف ولم تطش، بل لبثت في مكانها كما هي وعلمت أن الساعة آتية لا ريب فيها، فضمت قميصها إلى جسمها بيد، ووضعت اليد الأخرى على قلبها، و سبحت بنزرها في الفضاء فأصبح منظرها منظر ملك عظيم يطير بجناحيه في جو السماء.
و ما هو إلا أن أغمض الواقفون عيونهم جزعا من هذا المنظر الهائل المخيف، ثم فتحوها فإذا البحر قد ابتلع كل شيء، و إذا كل شيء قد انقضى.
}
__________________


بَديعٌ شَكْلُ وَجْهِي بَعْدَ أَنْ فَقَدْتُ اِبْتِسَامَتِي!