مقتطف أما هذا فمقتطف من قصتي القصيرة الأولى التي لم يكتب لها النزول في منتداي العزيز:
{ لكن هذه الأيام لم أجد حتى العمل فمن صادفته يملك منصبا شاغرا أبى تشغيلي لقلتي و فقري، وهل انا دارية بمقادير حياتي، يا لقساوة قلوبهم! و تجمد ضميرهم! ألا يرحمون ضعفي؟ ألا يرحمون حاجتي وقلة حيلتي؟ أم أنهم رموا مشاعرهم و أحاسيسهم حيث رموا عبراتهم، وأصبحوا جثثا خاوية لا يبقيها على الأرض سوى الجاذبية...
تلك كانت حياتي البائسة، انا اليوم لا أملك من الدنيا شيئا سوى معطف رث رميته على كاهلي عله يقيني ما نمر به من موجة برد قاتلة، كنت إن وجدت رغيف خبز في اليوم يسد خلتي فقد حققت الهائل من الشيء، و لم أكن الوحيدة التي تعاني من أجل النجاة، فكثر هم غيري يملئون حواف الطريق، ينشدون أملا ضئيلا في العيش، وكثر هم الذين وجدوا ميتين جوعا او عطشا، لم أكن أملك العمل فلم يكن بين يدي سوى أن أطق العنان لقدمي لأطزف الشوارع الواسعة و أنا موقنة أيما تيقن أن حياتي ستجد المخرج من دجى الليل إلى نور الصباح، فذات يوم بينما كنت أخذ طريقي لا ألوي على شيء شاردة أفكر في مصيري، لمحت من بعيد شيئا قد لف في بطانية آلم بياضها الناصع مقلتاي، و قد كان يتحرك، راعني ان تحركه ذاك لم يكن محض خرافة أو توهم صاغه عقلي من الاشيء بل هو يتحرك بالفعل، اقتربت أخطو خطوات مضطربة و قلبي تحيطه هالة من الشك القاتل، بلغته و نبض قلبي في تسارع حتى ظننته سيغادر جنبي، توقفت حواسي و تجمدت أطرافي عندما انبعثت صرخة منه، تداخلت الأسئلة في رأسي و دفعني قلبي لفك رباط هذا الشيء الذي كان ملقى على هامش الطريق دون اهتمام يذكر، فتحته ودهشت لما كان بين يدي، فتحت و أغلقت عيني عدة مرات محاولة افهام عقلي أن عيني لا تكذب، لقد وجدت رضيعا علمت في النظرة الأولى له انه حديث الولادة، كان وجهه الذي يلمع مع ضوء الشمس الخافت الذي يندر أن يخرج من كهفه في مثل هذا الوقت من السنة، ضممته إلى صدري وقلبي تتقطع أوصاله لمنظره، لم يكن إنسان في موقفي ذاك سيصبر أن يرى منظرا هائلا كذاك، تساءلت في نفسي مستنكرة: من هذه الأم المتبلدة المشاعر التي رمت فلذة كبدها هنا على جانب الطريق دون أن تلتفت لتلقي نظرة على وجهه الملائكي فيحن قلبها و تعلم خطأها، من هذه التي سلمت قلبها للأرض لتبتلعه فتركت هذا المخلوق البشري و ليس عليه من الملابس سوى هذه الخرقة البيضاء، ألم تفكر أن رياح قوية ستصيبه بمرض يرديه و يتركها ثكلى حزينة تتساقط حبات قرمزية من عينيها بدل العبرات، وهل ظنت أن هذه البطانية التي لفتها به بسرعة ستقيه قساوة الجو و تحفظ حياته، بئس أما أنتِ، فقد ملئت بقعة الأرض للأسف بمثيلاتك. }
كانت هذه محاولتي الأولى لكتابة قصة قصيرة باللإضافة إلى قصتي شهيد الحرية و التي قدر لها ان تكون بين صفحات المنتدى
__________________
بَديعٌ شَكْلُ وَجْهِي بَعْدَ أَنْ فَقَدْتُ اِبْتِسَامَتِي! |