قراءةة ممتعة
(في وقت سابق )
-نآتآليآ-
جلست على احدى الكراسي في المطبخ و انا ارتشف من قهوتي بهدوء كي لا احرق شفتاي , لقد كانت الساعة التاسعة
صباحا , كان (مايكي ) في الجامعة و (جيرارد ) في الشركة , اما انا فلم اكن مع (مايكي )لانني لم اكن اشعر بانني بخير
تنهدت بهدوء لاضع الكوب على الطاولة
كنت سأتصل بـ (اليسيا ) لكنني تذكرت بانها ايضا في الجامعة , زفرت بضجر لانهض من الكرسي و اتوجه
لغرفتنا انا و (جيرارد ) , دخلت الغرفة و بدأت بتنضيفها و ترتيب اغراض (جيرارد ) المبعثرة على الارض
بعد ان انتهيت رميت نفسي على السرير ثم فتحت مذكرتي التي كانت تحت وسادتي و بدءت بالكتابة dear diary
لقد مرت تسعةة اشهر منذ ان توفي والداي , ولكنني تجاوزت الامر بسرعة , و بالنسبة لادمان (جيرارد )
على ما يبدو بعد ما رأى كم كنت تعيسة عندما توفي والداي قام ببذل مجهود اكثر , تدريجيا حتى انه الان اصبح ياخذ حبة واحدة
في اليوم , لا اعتقد بانه سيتوقف نهائيا ولكن وضعه الان افضل بكثير من الماضي .
انا وحدي في المنزل و اشعر بالملل , لا تتوقعي ان اقوم بتنظيف المنزل مذكرتي ! , سوف اخلد للنوم و حسب .)
اغلقت المذكرة ثم وضعتها تحت وسادتي , و اغلقت عيني لاخلد للنوم.
استيقظت عندما شعرت بحركة ما , فتحت عيني لاجد (جيرارد ) جالسا على السرير بجانب رأسي
ولا يزال بزي العمل ( سترة ) , ابتسم لي ثم قال " اسف لايقاظكِ "
" لا بأس , لما لا تزال بزي العمل ؟ " سالته و انا احاول طرد النعاس من عيناي , شاهدت عيناه تلمعان
ثم قال " آه ظننت ربما بامكاننا ان نخرج قليلا ؟ " ابتسمت له ثم قلت " موعد ؟ " ليهز برأسه
نهضت من السرير و انا انظر له مبتسمة " لا بأس , موافقة " .
بعد ان تجهزت لهذا الموعد المفاجئ , وقفت امام المرآة لاتفحص نفسي لاخر مرة , لا احب ان ارتدي فستاناً
و خاصة ليس باللون الزهري , ولكنه كان أجدد فستان لدي قد يليق بموعد ما , لم اضع اي مكياج و اكتفيت بارتداء
حذاء مريح مع بعض المجوهرات , تعطرت ثم خرجت من الغرفة , اخبرني (جيرارد ) بانه سوف يذهب للتنزه حتى
انتهي انا , لذلك اخرجت هاتفي وارسلت له رسالة و انا اخبره بانني مستعدة, جلست على الاريكة و انا انتظره ليخرج (مايكي )
من غرفته , نظر لي ولكنه لم يكن مستغربا بل ارتسمت ابتسامة كبيرة على وجهه عندما جلس بجانبي
" اذا و اخيرا , ستخرجان اليوم في موعد ؟ " قالها بعفوية , نظرت له بطرف عيني " ماذا تقصد ؟"
هز كتفه ليقول " لا شيء " ضربته على كتفه بلطف " اوه هيا اخبرني ! " قلت مترجية ولكنه لم يخبرني .
زفرت بهدوء ثم حدقت الى التلفاز الذي كان (مايكي ) يقوم بتقليب قنواته حتى سمعت صوت الباب
نهضنا انا و (مايكي ) بنفس الوقت و على وجهنا علامة الحماس .. ولكننا توقفنا ثم نظرنا لبعضنا البعض
قلت ساخرة " لما انت متحمس؟ لم اعتقد بان (جيرارد ) سيأخذك انت لهذا الموعد " , شعرت بوجنتاه تحمران قليلا ثم
تمتم" اخرسي ليس الامر كذلك " ابتسمت بانتصار عندما جلس مجددا على الاريكة ,انتظرت و لكن لم يظهر (جيرارد )
لذلك توجهت نحو الباب لاجده واقفا بانتظاري , تقدمت نحوه ثم خرجنا من الشقة
كنا نسير على الرصيف عندما اعترض طريقنا
طفل صغير و هو يحمل وردة حمراء لم ارى لها مثيلا من قبل , اقترب منا ليبتسم و يمد يده باتجاهي
نظرت له بدهشة لاخذ الوردة منه وابتسم له " شكرا لك " قلت بلطف , نظرت لـ (جيرارد ) بطرف عيني
وكان يبتسم هو الاخر, اتسعت ابتسامتي لاثبت الوردة بين خصلات شعري , ثم التفتت له لاسأله اذا كانت تبدو جيدة
أمسك بيدي و شَد عليها ليقول " رائعة "
مرت ثلاث ساعات ونحن في الخارج نتجول بين المطاعم و الاسواق و الاماكن الترفيهيةة , حل الظلام
و خلت الشوارع تقريبا من الناس , اما أنا و (جيرارد ) فقد قررنا ان نسير ببطئ و نحن مُمسكي الايادي , لما لا ؟
شعرت بقطرات المطر على شعري , رفعت وجهي باتجاه السماء لتدخل قطرة في عيني , مما جعلني افلت يد (جيرارد ) لاضع يدي
على عيني " سحقا " قلت وانا احاول ان اكبت شعوري بالانزعاج , شعرت بـ (جيرارد ) يبعد يدي عن وجهي بعد فترة , عندما نظرت
له كان مبتلا كلياً مثلي , ابتسمت قائلة " هل يمكننا ان نبقى في المطر لفترة اطول ؟! " ثم اكملت " أرجوك ! "
ضحك (جيرارد ) قائلا " لم اقل شيئا ! , كما تريدين ,بالواقع .. "
التفتت له لاراه يخرج شيئا من جيب بنطاله , ركع على ركبته اليمنى ثم فتح ذلك الصندوق الصغير
شعرت بالتوتر و الحرارة رغم انني كنت وسط عاصفة من المطر " نآتآليآ , هل تقبلين ان تكوني .."
قال هذا و هو يخرج الخاتم ثم اكمل عندما رفع رأسه لينظر لي"زوجتي؟ " اعطاني تلك النظرةة
التي جعلتني اوافق على المجيئ معه الى غرفته لارى رسومه في المرة الاولى التي التقينا بها
ابتسمت له " نعم " قلت بسعادةة , راقبته و هو يمسك يدي و يدخل الخاتم في اصبعي
نهض هو من الارض ليضع الخاتم الثاني في اصبعه ثم رفع وجهه لينظر لي, اتسعت ابتسامتي لامد يدي
و ابعد الشعر الملتصق بوجهه بسبب المطر , ليحتظنني بقوة ويهمس بأذني " و أخيرا , نآتآليآ .. أنتِ لي "
-بعد اسبوع-
دخلت (اليسيا ) للغرفة و هي تلهث , اخذت نفسا عميقا لتبتسم قائلة وهي
تعدل فستانها " نآتآليآ , لقد حان الوقت .. هم بانتظارك !"
كُنا انا و (دونا ) و الجدة (الينا ) نتحدث بينما (دونا ) تقوم باضافة بعض اللمسات على مظهري , نعم .. كنت متوترةة
ولكنني كنت متحمسةة بنفس الوقت , نهضت من المقعد و نظرت لنفسي بالمرآة , كانت كل من (دونا ) و (اليسيا )
و الجدة خلفي وعلى وجههن ابتسامةة سعيدة, نظرت لفستاني الابيض
ثم رفعت نظري تدريجيا نحو وجهي , لقد كان من الغريب
ان ارى مكياجا على وجهي , ولكنه يوم زفافي .. لما لا .
التفتت لهن لابتسم واخرج من الغرفة , حالما خرجت وجدت (مايكي ) ينتظرني ببزته السوداء
عندما وقعت عيناه علي ابتسم ليقول " تبدين رائعة ! " , اتسعت ابتسامتي لاتمتم " شكرا مايكي ! "
نعم , سيكون (مايكي ) هو الشخص الذي سيوصلني لمنصةة الزفاف .. بما ان والدي الحقيقي لم يكن هنا
و سأشعر بعدم الارتياح اذا تولى (دون ) ذلك , لذا وجدت ان (مايكي ) هو الشخص الانسب
سبقتنا كل من (اليسيا و دونا و الجدة ) الى موقع الزفاف , اما انا و (مايكي ) كنا نسير ببطئ خلفهم
و نحن نتدرب في طريقنا بسرعةة على ما سنفعله .. نعم ! , لقد كنت متوترة لهذه الدرجة .
واخيرا خرجنا من المبنى و سرنا متوجهين نحو الزفاف , لقد كان المكان اشبه بغابة ولكن الارض كانت مفروشةة
بالسجاد الاحمر في الطريق بين المبنى و بين الحديقةة الواسعةة التي سنقيم فيها الزفاف
لقد كان مكانا خاصا لاقامةة حفلات الزفاف لذا .. نعم , عندما وصلنا للحديقة كان هنالك عدد لا بأس به من الناس
امسك (مايكي ) يدي و بدئنا نسير في الممر بين المقاعد الخاصةة بالضيوف الذي بدا و كأنه لن ينتهي
حاولت التعرف على المدعوين لكنني لم اميز اي شخص عدا اصدقاء (مايكي ) الاربعة من تلك الفرقةة الموسيقيةة الحديثةة
و (دينيس ) صاحب المكتبةة و (جاك ) الذي عَمل على وَشمي , ابتسمت لهم ثم نظرت لـ (دون ) الواقف
على يمين المنصةة و (دونا و اليسيا و الجدة ) على اليسار , لقد كنت مركز اهتمامهم لذلك شعرت بالاحراج
و انزلت رأسي .. خطوة , خطوتان .. ثلاثةة , بلا شعور بدءت بتذكر كل ما حدث في السنتين الاخيرتين .. منذ انتقلنا الى هذه المنطقة
الى هذا اليوم , مر امامي كل هذا بسرعةة البرق وكان يدفعني الى الابتسامة اكثر بكل خطوةة اخطوها نحو المنصة
(جيرارد )
رفعت رأسي وانا أبحث عنه لاجده أمامي , توقف (مايكي ) فجأة لانظر له , كان ييبتسم لي ثم افلت يدي و سار ليقف
بجأنب (دون ) و هو ينظر لي كالجميع , رفعت نظري نحو (جيرارد ) لامسك بيده لـ يقودني ولنقف امام الاشبين
عندها افلت يدي و حل الصمت
" سيداتي و سادتي " نطق الاشبين لانظر للارض و انا ابتسم " لقد اجتمعنا في هذا اليوم لنشهد زواج (جيرارد دونالد برات )
و (نآتآليآ جايمس لوكك ) "
" ردد معي " , قال الاشبين و هو ينظر لـ (جيرارد )
" أنا (جيرارد دونالد برات ) " , " أنا (جيرارد دونالد برات ) "
" اقبل بكِ , (نآتآليآ جايمس لوكك ) زوجتاً لي " , " أقبل بكِ , (نآتآليآ جايمس لوكك ) زوجتاً لي "
" لاحميك و ابقى بجانبكِ " , " لاحميك و ابقى بجانبكِ "
.
.
.
" في السراء و الضراء , في الغنى و الفقر , في الصحةة و المرض "
.
.
.
.
"لاحبكِ و احافظ عليكِ طالما انا على قيد الحياة "
" (نآتآليآ ) هل تقبلين بـ (جيرارد ) زوجاً لك؟ " رفعت رأسي لابتسم بهدوء و انظر لـ (جيرارد )
" أقبل "
لاول مرةة بحياتي شعرت بنوع من الدف , شعرت بسعادةة تغمرني و بأن هذه الارض لا تحتويني
كنا أنا و (جيرارد ) نسير في الممر بين الحظور و بيدي باقة ورد اعطتني اياها (اليسيا ) متوجهين الى
تلك السيارة التي ستأخذنا لمنزلنا الجديد , توقفت احلامي الوردية عندما تجمد
(جيرارد ) في مكانه ليفلت يدي و هو ينظر بين الحظور
رفعت رأسي لاهمس له" (جيرارد ) ؟ " لكنه لم يلتفت لي .. نظرت الى الشخص الذي كان يحدق به و كان
شاباً يرتدي سترتاً سوداء , لم يكن جالسا مع الحظور و قد بدا بانه قد وصل للتو و على وجهه ابتسامة غامضةة
شعرت بالقلق لوهلة و شعر الجميع بتوتر الجو , نظرت باتجاه (مايكي ) الذي قدم مسرعا باتجاه (جيرارد )
" (جيرارد ) , انظر لي " قال (مايكي ) وهو يقف امام (جيرارد ) يحاول لفت انتباهه
" (جيرارد ) , انت لا تريد ان تقوم بافساد زفافك من أجله .. حسنا ؟! (بيرت ) , او (نآتآليآ ) ؟ "
همس (مايكي )
(بيرت)
حولت نظري بأتجاه ذلك الشاب , اذا ذلك هو (بيرت )
شعرت باحتقار مفاجئ له , كيف يعيش حياته و هو يعلم بانه قد دمر حياة شخص اخر كان يعتبره صديقا له ؟
بعد كلما فعله , والان بعد ان اصبح كل شيء بخير , جاء ليفسد الامر مرةة اخرى ..
لن اسمح بهذا
التفتت لـ (جيرارد ) لاقترب من اذنه " (جيرارد ) .. (جيرارد ) ! " ترجيته قائلة " من اجلي (جيرارد ) !"
نظرت في عينه لاكمل " لا تدعه يدمر حياتك مجددا ! , الا يكفي ما حدث لك؟ صدقني .. سيدفع ثمن افعاله عاجلا ام اجلا"
اخذ (جيرارد ) نفساً عميقا ثم اخبر شقيقه بانه بخير , نظر لي ليبتسم و يقول " من أجلكِ نآت "
ثم تابعنا سيرنا و شعرت بأن التوتر قد اختفى عن الاجواء , في طريقنا نظرت بطرف عيني لـ (بيرت ) و شاهدت
انزعاجه الواضح , اتسعت ابتسامتي لادخل للسيارةة مع (جيرارد )
- في الوقت الحالي -
- ميرندا - dear diary
اسفة لانني لم اكتب لك منذ شهر تقريبا ,ولكنني كنت مشغولةة نوعا ما بالتخطيط مع (جيرارد ) لحفلة الزواج
نعم مذكرتي ! سأخبركِ بكل شيء باختصار لانني على وشك الذهاب لمنزل والداي القديم لكي اشرف على نقل الاغراض و بيعها
لقد قررت ان ابيع المنزل .. لانه بهذه الحالة سيبقى خاليا ولن يستخدمه احد بالطبع
اذا , قبل شهر و اسبوع بالضبط و عندما اخبرتك بانني سانام , خرجت انا و (جيرارد ) في موعد مفاجئ
ولقد عرض علي الزواج به ! وبالطبع وافقت , حتى انه قد عَين طفلا صغيرا ليعطيني هذه الزهرةة الجميلةة اثناء سيرنا !
رومانسي , صح ؟على اي حال .. بعد اسبوع كامل من التخطيط ,قررنا جعل الامر بسيطا فجعلنا الزفاف بتلك الحديقةة
المشهورةة , على اي حال لقد كان كل شيء مثالياً و شعرت بالفرح , ولكني احزري من قرر ان يفسد البهجة؟
ليس و كانه فعل على اي حال , (بيرت ) , نعم لقد ظهر بين الحظور و حاول ان يفسد الزفاف .. ولكنني و (مايكي )
اقنعنا (جيرارد ) بان يتركه باعجوبةة .
لا اعلم اذا كان (جيرارد ) قد فعل شيئا سيئا لـ هذا الـ (بيرت ) يوماً ما و كان (بيرت ) ينتقم .. ولكن ما فعله
لـ (جيرارد ) كان عملاً متوحشاً ! , نعم مذكرتي لقد اخبرني (جيرارد ) بكل شيء , لن استطيع اخباركِ لانني وعدته بان
لا اخبر احداً , على اي حال لقد مر شهر منذ زواجنا انا و (جيرارد ) , لم يحدث شيء فعليا بعد و انا اشعر
بالارتياح بوضعنا حاليا ولست بحاجةة لاي زيادةة او نقصان, منزلنا الجديد رائع !
حسنا انه عبارةة عن منزلين متصلين يفصلهما بابين و ممر واحد يطل على حديقتان خلفية و اماميةة
لقد قررنا باننا نحن الاربعة (جيرارد و انا و مايكي و اليسيا ) سنعيش هنا , لكي نبقى قريبين من بعضنا بما ان
الشقيقان لا يحتملان الفراق مرةة اخرى , وبما ان علاقتنا اصبحت قويةةنحن الاربعة ..
كما انني اراهن بان (مايكي و اليسيا ) سيتزوجان عما قريب !
حان وقت الذهاب مذكرتي! اراكي لاحقا )
ادرت الصفحةة ولكنني تفاجأت بعدم وجود شيء اخر , لما قد تتوقف ناتاليا هنا ؟
زفرت بضجر و شعرت بالانزعاج , والان ماذا سأفعل ؟! " ميرندا .. العشاء جاهز ! " " قادمةة ! "
- قبل اسبوع من الان -
- نآتآليآ -
لبست ملابسي الاعتياديةة والتي صادفت بانها سوداء , حسناً انا احب اللون الاسود لانه هادئ نوعا ما
اليوم هو ذكرى وفاة والداي , لقد مرت سنةة و اشعر بانه يجب علي زيارةة قبرهما , لذلك قررت ان اذهب مع (مايكي )
و (جيرارد) , لقد كانت (اليسيا ) في رحلةة علميةة بالجامعةة لذا لم تكن موجودة , على اي حال
عندما وصلنا للمقبرة , اقتربت من قبر والداي لاضع تلك الازهار التي اخترتها من المتجر على القبرين
جلست على ركبتي وانا احاول تذكر اي شيء فعلاه سابقا لجعلي سعيدة , ولكنني فقط لم استطع التذكر
شعرت برغبةة بالبكاء ! , انه فعلا امر عَجيب كيف تصبح ضائعا بدون العائلة .. كيف تشعر بشيء مفقود
بغيابهم , حتى لو لم تشعر بانك تحبهم او بانها عائلتك .. سيبقى هنالك جزء صغير بداخلك يشتاق اليهم
اشعر بالاسف عليهم, انا اعلم بان هنالك شيئا واحدا لا يموت مع الانسان و هو الذكريات الجميلة
ولكن ماذا لو لم يكن هنالك حتى واحدة ؟ هل سأنساهم بعد مرور سنتين او ثلاثةة ؟
بدأت بالبكاء عندما شعرت بألم بداخلي , احسست بـ (جيرارد ) يحوطني بذراعه وهو يطبع قبلاته على جبيني
اما (مايكي ) فقد دنا منا و اكتفى بالتربيت على كتفي , قطع تفكيري صوت رنين هاتف .. هل يعقل بانه هاتف احد
الشقيقين؟ لكنني لم اسمع هذه النغمةة من قبل و بالتاكيد لم يكن هاتفي!
شعرت بـ (جيرارد) ينهض بعيدا عني و سمعت خطواته و هو يبتعد قليلا ..رفعت رأسي
لالتفت للخلف لاشاهد فتاةة صغيرةة تجري مبتعدة عنا , رفعت رأسي لـ (جيرارد ) و علامة
الاستفهام جليةة على وجهي , اما هو فقد ترك وجهه الجدي و ابتسم لي قائلا " لا شيء نآتي "
- في الوقت الحالي -
-ناتاليا-
توقفنا امام منزل والداي القديم لنخرج من السيارة , وقفنا عند عتبة الباب ثم طرقنا الباب بهدوء, لقد قررت
آخذ (جيرارد ) معي و الذهاب لمنزلي القديم بحجةة انني اشتقت له , ولكنني في الواقع اضعت مذكرتي هناك
واحساسي يخبرني بأن هنالك احداً ما قد .. " يا الهي ! نآتآليآ !!! "
قطع افكاري صوت تلك الفتاة المراهقةة التي فتحت لنا الباب , وعندما شاهدتني صرخت اسمي بحماس
تبادلنا انا و (جيرارد ) النظرات " آه .. كيف تعرفين .." " أوه , ها ..لقد اخبرتني امي بأسمك!"
بقينا واقفين هناك لوهلة لتدرك تلك الفتاة شيئا " آه .. تفضلا !"
دخلنا المنزل و كان قد تغير كثيرا , اعني الطلاء و الاثاث كان مختلف كلياً
" أنا ميرندا ! أمي و ابي ليسوا هنا لذلك نحن وحدنا في المنزل الان !"
قالت تلك الفتاة وهي تبتسم لنا , حككت ذراعي بتوتر لاقول " ان نآتآليآ .. ولكنني اعتقد بانك تعلمين بذلك !"
مدتت يدي لاصافح يدها , ثم سمعت (جيرارد ) يتمتم باسمه عندما كان هو الاخر يصافحها
جلسنا في غرفة المعيشة و الابتسامة لم تفارق وجهها لتقول " قهوة ام شاي ؟"
ابتسمت بوجهها و قلت " قهوة , لنا الاثنان "
عندما ذهبت الى المطبخ ,التفتت الى (جيرارد ) اما هو فقد نظر لي و قال " انها تلك الفتاة التي
رأيتها في المقبرة قبل اسبوع " , نظرت له بدهشة " حقا! ؟"
" هل من المعقول بان مذكراتي بحوزتها ؟! " سألت (جيرارد ) بقلق , ليهز كتفه
" اراهن بانكِ كتبتي ادق التفاصيل في تلك المذكرة , و الان هي على علم بكل شيء "
قال (جيرارد ) وكانه يانبني لما فعلته , " كم هذا محرج.." تمتمت تحت انفاسي ..
رفعت رأسي لارسم ابتسامة على وجهي بسرعة عندما عادت (ميرندا ) و معها كوبين قهوة
شكرتها بهدوء و ارتشفت من قهوتي , ابتسمت لنا لتسأل " اذا .. أشتقتِ للمنزل نآتآليآ ؟"
وضعت الكوب على الطاولة "آه ..نعم, اشتقت له .. كثيرا .." سكتت ثم رفعت راسي
لانظر لـ (جيرارد )و اكمل " بالواقع .. سأذهب للقبو لانني اعتقد بانني نسيت شيئاً شخصيا هناك "
قلت هذا ثم نهضت بعد ان سمحت لي بالذهاب للقبو , نزلت مسرعة ثم بدءت ابحث بتوتر" أين
هي , اين هي .." قلت و انا ابحث بين الصناديق
"نآتآليآ؟ .." سمعت صوتا ما , قفزت بذعر لالتفت خلفي و اجد (ميرندا ) و بحوزتها دفتر ما
بعد التدقيق اتضح بان ما تحمله هو مذكرتي " اتبحثين عن هذا ؟" قالت بـ شك
ابتسمت بتوتر لاقول" آه ,نعم .. " حل الصمت بيننا وانا انتظر منها ان تقول بانها قد قرأته
" تعلمين , لم اقصد التجسس عليكما ولكن .. " قالت هي بتوتر .. ثم اقتربت مني لتحتظنني
بقوة و قالت " نآتآليآ .. أنتِ فتاة قويةة جدا! , اعتقد بأنكِ قدوتي !"
كان هذا اخر ما توقعت ان اسمعه , ولكنه كان افضل بمئةة مرةة مما تخيلته !
بعد ان استعدت مذكرتي , كنا بطريقنا للعودة الى منزلنا وانا اخبر (جيرارد ) بما حدث بالقبو
"وبعدها اخبرتني بانني فتاة قويةة و بانني قدوتها .. اعني .. هذا رائع !" قلت لـ (جيرارد )الذي كان
يتولى القيادة بحماس , سمعته يضحك ليقول " اذا هل ستدعينني اقرأ تلك المذكرة نآت ؟"
ضحكت بتوتر " هاها مضحك (جيرارد ) مستحيل " , شاهدته يبتسم عن طريق المرآة ثم ابتسمت انا الاخرى
و فتحت المذكرة التي كانت بين يدي و بدءت بالكتابةة
dear diary
مرحبا مذكرتي , أنها آنآ .. نآتآليآ !
بسم الله الرحمن الاخير
تم بحمدلله
وأما بعد و أخيرااً
كان هذا اخر فصل بالروايةة و الحمدلله ختمتها بعد فترة طويــلةة و صبر طويل
اعرف الفصل الاخير مو بالمستوى لكن انا ما اعرف اعمل حفلات زفاف
و نوعاً ما مو راضيةة ع الفصل لكن اهم شي المضمون
ولا تعلقوا على اسم (جيرارد ) لما كتبت اسمه تذكرت لما وحدة قالت
انو اسم دونا يذكرها بالدونات , و انا اختاريت دونالد
المهم , انتظروني بروايتي الجديدةة الي رح تكون من نوع فريد مرةة ثانيةة ز1
نوعها بكون تراجبدي و نوعا ما خيالي ولكن بشكل واقعي
المهم اتمنى انكم استمتعتوا بهذي الروايةة
ورح يكون في اوفا اكيد لهذه الرواية لكن مو قريب
في امان الله |
|