••◘○ ♥ ○◘ •• || « يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ
» ||
النواصي مقدم الرأس، والأقدام معروفة، فتؤخذ رجله إلى ناصيته،
هكذا يطوى طيًّا إهانة له وخزياً له، فيؤخذ بالنواصي والأقدام، ويلقون في النار ••◘○ ♥ ○◘ •• || «هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ*يَطُوفُونَ بَيْنَهَا
وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ
» ||
يعني يقال هذه جهنم التي تكذبون بها، وقال {المجرمون } ولم يقل: تكذبون بها،
إشارة إلى أنهم مجرمون، وما أعظم جرم الكفار الذين
كفروا بالله ورسوله،
واستهزؤا بآيات الله واتخذوها هزواً ولعباً
هذه هي حاضرة معروضة - كما ترون - يطوف بينها
وبين حميم آن . .
متناه في الحرارة كأنه الطعام الناضج على النار!
وهم يتراوحون بين جهنم
وبين هذا السائل الآني. انظروا إنهم يطوفون الآن!
" فبأي آلاء ربكما تكذبان؟ " !
هذه ضفة العذاب الأليم. والآن إلى ضفة النعيم والتكريم
••◘○ ♥ ○◘ ••
|| « وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ» ||
يعني أن من خاف المقام بين يدي الله يوم القيامة، فإن له جنتين.
وهذا الخوف يستلزم شيئين: الشيء الأول: الإيمان بلقاء الله - عز وجل -
لأن الإنسان لا يخاف من شيء إلا وقد تيقنه.
والثاني: أن يتجنب محارم الله،
وأن يقوم بما أوجبه الله خوفاً من عقاب الله تعالى،
فعليه يلزم كل إنسان أن يؤمن بلقاء الله - عز وجل -،
لقوله تعالى: {يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه }
وقال تعالى: {واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين}،
وأن يقوم بما أوجبه الله، وأن يجتنب محارم الله فمن خاف هذا المقام
بين يدي الله - عز وجل - فله جنتان {فبأي ءالآء ربكما تكذبان }
وللمرة الأولى - فيما مر بنا من سور القرآن - تذكر الجنتان.
والأظهر أنهما ضمن الجنة الكبيرة المعروفة!
ولكن اختصاصهما هنا بالذكر قد يكون لمرتبتهما.
وسيأتي في سورة الواقعة أن أصحاب الجنة
فريقان كبيران: هما السابقون المقربون.
وأصحاب اليمين. ولكل منهما نعيم.
فهنا كذلك نلمح أن هاتين الجنتين هما لفريق ذي مرتبة عالية.
وقد يكون فريق السابقين المقربين المذكورين في سورة الواقعة.
ثم نرى جنتين أخريين من دون هاتين.
ونلمح أنهما لفريق يليذلك الفريق. وقد يكون هو فريق أصحاب اليمين.
على أية حال فلنشهد الجنتين الأوليين، و
لنعش فيهما لحظات!
••◘○ ♥ ○◘ ••
|| « ذَوَاتَا أَفْنَانٍ* فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ » ||
{ذواتآ أفنان} أي صاحبتا أفنان، والأفنان جمع فنن وهو الغصن،
أي أنهما مشتملتان على أشجار عظيمة ذواتي أغصان كثيرة وهذه الأغصان
كلها تبهج الناظرين {فبأي ءالآء ربكما تكذبان }
{فيهما عينان تجريان } أي: في الجنتين عينان تجريان،
وقد ذكر الله تعالى أن في الجنة أنهاراً من أربعة أصناف،
فقال - جل وعلا -: {مثل الجنة التى وعد المتقون
فيهآ أنهار من ماء غير ءاسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من
خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى}
والعينان اللتان تجريان، يظهر - والله أعلم - أنهما
سوى هذه الأنهار الأربعة{فبأي ءالآء ربكما تكذبان }
••◘○ ♥ ○◘ ••
|| « فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ* فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ » ||
في هاتين الجنتين من كل فاكهة،والفاكهة كل ما يتفكه الإنسان به مذاقاً ونظراً،
فيشمل أنواع الفاكهة الموجودة في الدنيا، وربما يكون هناك فواكه أخرى
ليس لها نظير في الدنيا
••◘○ ♥ ○◘ ••
|| « مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ» ||
يتنعمون بهذه الفاكهة حال كونهم متكئين،
وعلى هذا فكلمة متكئين حال من فاعل والفعل المحذوف،
أي: يتنعمون ويتفكهون، متكئين، والاتكاء قيل: إنه التربع،
لأن الإنسان أريح ما يكون إذا كان متربعاً،
وقيل {متكئين} أي: معتمدين على مساند من اليمين والشمال
ووراء الظهر {على فرش} يعني جالسين {على فرش بطآئنها من إستبرق}
يعني بطانة الفراش وهو ما يدحى به الفراش من استبرق وهو غليظ الديباج،
وأما أعلى هذه الفرش فهو من سندس، وهو رقيق الديباج، وكله من الحرير
{وجنى الجنتين دان } تأمل أو تصور هذه الحال
إنسان متكىء مطمئن مستريح يريد أن
يتفكه من هذه الفواكه هل يقوم من مكانه الذي هو مستقر فيه
متكىء فيه ليتناول الثمرة؟
بيّن الله بقوله تعالى ذلك {وجنى الجنتين دان }
قال أهل العلم: إنه كلما نظر إلى ثمرة وهو يشتهيها، مال الغصن
حتى كانت الثمرة بين يديه لا يحتاج إلى تعب وإلى قيام، بل هو متكىء،
ينظر إلى الثمرة مشتهياً إياها، فتتدلى له بأمر الله - عز وجل -
مع أنها جماد،
لكن الله تعالى أعطاها إحساساً بأن تتدلى عليه إذا اشتهاها
ولا تستغرب فهاهي الأشجار في الغالب تستقبل الشمس،
انظر إلى وجوه الأوراق أول النهار تجدها متجهة إلى المشرق،
وفي آخر النهار تجدها متجهة إلى المغرب ففيها إحساس،
كذلك أيضاً جنى الجنتين دان قريب يحس، إذا نظر إليه الرجل أو المرأة
فإنه يتدلى حتى يكون بين يديه
••◘○ ♥ ○◘ ••
|| « فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ» ||
فيهن} أكثر العلماء يقولون: إن الضمير يعود إلى الجنتين،
وأن الجمع باعتبار أن لكل واحد من الناس جنة خاصة به،
فيكون {فيهن} أي في جنة كل واحد ممن هو في
هاتين الجنتين قاصرات الطرف،
وعندي أن قوله {فيهن} يشمل الجنات الأربع،
هاتين الجنتين، والجنتين اللتين بعدهما،
{قاصرات الطرف} يعني أنها تقصر طرفها أي نظرها
على زوجها فلا تريد غيره، والوجه الآخر: قاصرات الطرف،
أي: أنها تقصر طرف زوجها عليها فلا يريد غيرها،
وعلى القول الأول يكون قاصرات مضافة إلى الفاعل،
وعلى الثاني مضاف إلى المفعول
{لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جآن } أي: لم يجامعهن،
وقيل: إن الطمث مجامعة البكر،
والمعنى أنهن أبكار لم يجامعهن أحد من قبل لا إنس ولا جن،
وفي هذا دليل واضح على أن المؤمنين من الجن يدخلون الجنة
••◘○ ♥ ○◘ ••
|| «كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ» ||
في الحسن والصفاء كالياقوت والمرجان، وهما جوهران نفيسان،
الياقوت في الصفاء،
والمرجان في الحمرة، يعني أنهن مشربات بالحمرة
مع صفاء تام {فبأي ءالآء ربكما تكذبان }
••◘○ ♥ ○◘ ••
|| « هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ» ||
يعني ما جزاء الإحسان إلا الإحسان، الإحسان الأول: العمل،
والإحسان الثاني: الثواب، أي: ما جزاء إحسان العمل إلا إحسان الثواب
••◘○ ♥ ○◘ ••