ذكرى راحلة ، جسد ساكن ! ❥ [ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-color:white;border:4px double teal;"][CELL="filter:;"] [ALIGN=center]_ _ كانت تنظر إلى وجه صديقتها الشاحب و عينيها المغمضتين و إلى جسدها الساكن دون أي حراك ، أنتظرت قليلاً لتستوعب الأمر لم يكن هنالك الوقت الكافي لكي تستوعبه فقد قالت لها والدة صديقتها بصوتها الباكي الأجش و المتألم ـ لقد ماتت ، أجل يوكي قد ماتت ... آآه ثم سقطت والدة يوكي أرضاً و أخذت تبكي بكاء مستمر لنعد إلى جينا التي لم تصدق ما قيل لها من قبل والدة يوكي أنطلقت جينا نحو يوكي و أخذت تهزها وهي تقول بين دموعها ـ يوكي قولي أن هذا غير صحيح تحدثي أرجوك لا تتجاهليني ! أدركت جينا أن يوكي لم يعد لها نفس في هذه الحياة ، أدركت أن دمائها المملوئة بالحب قد توقفت عن التدفق في عروقها ، وأن قلبها الكبير الذي من الممكن أن يحوي بداخله العالم بأسره ، قد توقف عن النبض ! بعد ما أدركت ذلك هربت من ذلك الواقع المرير خارج تلك الغرفة السقيمة متجهة نحو الـ لا مكان ! ، أي مكان بالأحرى و دموعها كانت لا تتوقف ضلت تركض و تركض تود الهرب ، ولكن إلى أين لا مكان تلجأ إليه بعد أن رأت صديقة طفولتها ممدة على فراش الموت دون أي حراك قالت بين شهقاتها و بصوتها المبحوح الحزين ـ لا يمكن ذلك يوكي لم تمت بالأمس تواعدنا أن نذهب للحديقة العامة . لم تنتبه جينا حتى أصبحت في الحديقة العامة ، حدقت بالمكان حولها متمنيتاً أن يكون ذلك حلماً و ان تكون يوكي جالسة في مكان ما ولكن هيهات لقد رحلت ولن تعود ، و ستبقى ذكرى و مجرد أسم عابر بلا جسد ذهبت جينا نحو الكرسي و جلست عليه ثم أخذت تتذكر ما حدث لها بالأمس - ـ جينا ـ نعم يوكي هل من شيء ؟ أبتسمت يوكي بمرح و أمسكت بيدي جينا بقوة ـ هل ستأتين إلى الحديقة العامة في الغد ؟ ردت عليها جينا ببتسامتها المعتادة ـ مؤكد سأتي . ـ أكيد ؟ ، لا أريد أن أبقى وحدي و لا تأتين . اطلقت جينا ضحكة خفيفة بصوت منخفض ـ يالك من مجنونة بالطبع سأتي صدقيني - عادت جينا إلى الواقع ثم أنهمرت دموعها و قالت بصوتها المبحوح من كثرة البكاء ـ لكن أنتي أبقيتني وحيدة ولم تأتي ، يوكي . ثم وضعت كلتا يديها على وجهها و أجهشت بالبكاء - مرت عشر سنين على تلك الحادثة المؤسفة ، وأصبح عمر جينا 21 سنه أصبح لديها طفلة جميلة أسمتها يوكي ، وهي الأن حامل بصبي كانت جينا تمشي و هي تمسك بيد يوكي الصغيرة ـ ماما إلى أين نحن ذاهبون ؟ أبتسمت جينا بحنان لسؤال أبنتها الصغيرة ـ نحن ذاهبون نحو الحديقة العامة ، التي كانت تجتمع فيها صديقتين و لكن لم تلتقيا مجدداً
لسبب أقوى منها بكثير ! نظرت يوكي لوالدتها ذات الأبتسامة المشرقة فابتسمت بطفولية ـ متى ستلتقيان مجدداً ؟ نظرت جينا إلى السماء الزرقاء الواسعة ثم أبتسمت ـ لا أعلم ، قد يشاء لهما القدر أن تلتقيا عالياً أعلى من هذه السماء . _[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
التعديل الأخير تم بواسطة طـيـف ♥ ; 07-01-2014 الساعة 08:51 PM |