قصة الشاب الأمريكي وحزنه على أبويه في حال الكفر قال أحدهم : كنت أدرس في أمريكا قبل بضعة سنين , وفي أثناء دراستي هناك كنت أدعو زملائي إلى الإسلام , فشرح الله صدر أحد زملائي من الأمريكان للإسلام فأسلم وفهم معنى الإسلام والدعوة إلى الله حق الفهم , فبعد أن كان مدعوا صار داعيا إلى الله بتوفيقه سبحانه وقال : فرجعت إلى السعودية بعد إتمام الدراسة , ومازالت علاقتي قائمة مع زميلي هذا بواسطة الهاتف والرسائل , وفي هذه الأثناء دعوته لأداء فريضة الحج فلبى دعوتي , فلما فرغ من الحج دعوته في بيتي ودعوت جمع من الأصدقاء والأقارب ليسمعوا كلام هذا الأمريكي وتأثراته في الإسلام , فاجتمع الناس من المدعوين في بيتي فبعد الحمد والثناء على الله , بدأ الضيف الأمريكي يبين محاسن الإسلام ففي أثناء المحاضرة سأل الحاضرين عن بعض الأشياء التي كانت حولهم في البيت .. من المفروشات والثلاجات والستائر والكراسي وغير ذلك من المصنوعات فسأل عن صنع المفروشات ؟ قيل هي من المصنوعات الأمريكية , وسأل عن الثلاجة ؟ فقالوا : من المصنوعات اليابانية , وسأل عن الستائر المعلقة ؟ فقالوا : صنعت في ايطاليا , وهكذا سأل عن السيارات والطيارات ؟ فقالوا : صنعها فلان وفلان من دول الكفر والإلحاد .
فقال الشاب الأمريكي : قد أعطاكم الله تعالى جميع هذه المصنوعات المريحة وأنتم جالسون في بيوتكم وأصحاب الشركات يوصلونها إليكم بأنفسهم بعد أن بذلوا جهدهم الكبير في صنعها , وهذا مبلغ حياتهم في الدنيا , وهم يؤدنه حق أدائه ولا يقصرون في ذلك , ويبلغون مصنوعاتهم في مشارق الأرض ومغاربها لاستفادة الناس بها ثم قال : أيها المسلمون قد أنعم الله تعالى عليكم بأكبر ملك وثروة وهو كلمة (لا اله إلا الله محمد رسول الله ) والله لا يساويها العرش وحملته ولا جنان عدن ولا الأفلاك الدائرة , لأنها كلمة لو وزنت بالكونين لرجحت كما في الأحاديث , فها أنتم أيها المسلمون لا تستفيدون من نعمة لا اله إلا الله حق الاستفادة ولا تبلغونها إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم حق البلاغ , فاقدروها أيها الأحباب ولا تسوفوا وبلغوها في مشارق الأرض ومغاربها كي لا يموت الناس من أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على الضلال كما مات أبي وأمي على ذلك , وأنا على ذلك بفراقهما لمحزون إنا لله وإنا إليه راجعون,
وقال متأوها ومتأسفا وعيناه تذرفان : مات أبي وأمي في حالة الكفر قبل أن يرزقني الله بنعمة الإسلام وكان قلب كل واحد منهما ألين مني وأرق , سمعت بأذني هاتين وكانا يتذكران الإسلام أحيانا ويعجبان بمحاسنه ولكن كان ما قدر الله لهما بسبب غفلة الدعاة المسلمين حتى ماتا على الكفر وقال : أتفكر أحيانا وأقول :
أكان قد خلق حسنهما للنار ؟
وهل كان أبي ووالدتي توقد بهما النار , وتشعل كغيرهما من الناس ؟
وقد قال تعالى ( فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين )
وقال : وهل تدعوهما نار الله يوم القيامة بسبب إعراضهما عن الإسلام
قال تعالى ( تدعو : أي النار من أدبر وتولى )
وصاح الشاب الأمريكي بصوته الرفيع ولم يتمالك إلا أن بكى لموت الأبوين على الكفر , فخاطب الحاضرين قائلا : أهكذا تفعلون أيها الظالمون مع أمة نبيكم على وجه الأرض كما فعلتم بأبي وأمي والى متى ؟!
وقد قال ربكم مخاطبا لكم خاصة : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس )
جميعا لا للمسلمين فقط ( تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )
ثم قال أجيبوني يا معشر العرب فهل من مدكر وهل من مجيب ؟
فبكى الناس ببكائه وحزنه على موت أبيهما في حالة الكفر .
ومن فوائد هذه القصة :
1- استمرار الدعاء لهم
2- المساهمة بالإنفاق على طباعة الكتب ونشرها
3- استشعار ما نحن عليه من نعمة الإسلام
4- شكر الله فالنعم تدوم بالشكر
5- الاستفادة من تقنية الانترنت في تبليغ الدعوة
..هذا وصلى الله وسلم على رسولنا محمد.. |