07-04-2014, 04:13 PM
|
|
لَا تَقْبِضْ عَلَى اَلْمَاءْ بِيَدَيْكَ بِقُوّةْ
وَ إِلَّا فَإِنّهُ سَـيَخْرُجُ مِنْ بَيْنَ أَصَابِعَكْ
لَيْسَ لِأَنّهُ شَيْء تَافِهْ لَيْسَ مَكَانَهُ يَدَيْكْ
أَوْ أَنّ يَدْيْكَ تَافِهَةْ لَا يَجْلِسُ فِيهَا اَلْمَاءْ
بل لأنكما لا تنسجمان مع بعضكما
ِببَـــسَــاطَةْ بَيْنَمَا أَتَكَلّمْ مَعْ مُعَلّمَتِي أَنْظُرْ لِصَدِيقَاتِي وَأَتَذَكّرْ قِصّتِي مَعْ كُلّ وَاحِدَةْ مِنْهُنّ
وَقَدْ وَصَلْنَا حَيْثُ قَرُبَ مَوْضُوعْ اِكْتِشَافْ إِحْضَارْ ( التابليت ) لِلْمَدْرَسَةْ
َوَقَدْ كَانَ اَلْبَارْتْ الْأَخِيرْ بَارْتْ تَوْصِيفِي لِبَعْض الَأُْمُورْ فَحَسْبْ اَلْبَارْتْ اَلْأَوَلْ اَلْبَارْتْ اَلْثَّانِي اَلْبَارْتْ اَلْثَّالِثْ اَلْبَارْتْ اَلْرَّابِعْ اَلْبَارْتْ اَلْخَامِسْ اَلْبَارْتْ اَلْتَّوْضِيحِي
نظرت للفتاة بصدمة .... كيف علمت ...... حسنا صحيح أنها أول مرة أحضر
( التابليت ) يومين متتابعين
وصحيح أنني كنت مستهترة نوعا ما في الحفاظ على سريته
لكنني كنت أقنع نفسي أنني لو عرف أمري فسأعرف طريقة للخروج
خطرت في بالي فكرة توموش : ومن قال أنني أحمل هاتفا محمولا معي ؟ الفتاة : وهل تريديننا أن نبلغ الإدارة بأنفسنا توموش باستهتار : فلتبلغوها فأنا أقسم أنه ليس لديّ هاتف محمولا ( هنا تلاعب في الكلام فـ التابليت الصيني لا يعتبر كـ هاتف محمول مجرد جهاز لعدم توفر شريط الشحن أو ما شابهه )
وفي تلك اللحظة خرجت معلمة من إحدى مخارج الإدارة إلى ساحة الطالبات ........ وركضت الفتيات إليها
في ذلك الوقت حاولت إخفاء الجهاز في حقيبة كارين لكنها فاجأتني برفضها للموضوع
غضبت بشدة من كارين و أخذت الجهاز والذي وضعته داخل عباءتي
وفي تلك الحظة التي نقلت عباءتي بها من حقيبة كارين إلى حقيبتي
ظهرت المعلمة ورائي وخلفها الفتاة ومجموعتها وقالت الفتاة : أرأيت ....... ولديها أكثر من حقيبة أيضا
المعلمة : توموش ... تعالي معي
درست الأمر في رأسي .. المعلمة رنكاريكا اتصلت بأبي قبل فترة قصيرة لكي يأخذني
غضبت من الأمر وقتها لأنني أردت قضاء المزيد من الوقت مع صديقاني
لكن الآن رأيت أن الأمر في صالحي ..لعلي أخرج قبل اكتشاف الإدارة للموضوع توموش بعد أن ذهبنا إلى زاوية منفردة ( كانت المعلمة طيبة القلب ) : نعم أحضرت تابليت صيني .... ولكن أعدك أنها لن تتكر أرجوك لا تخبري المديرة أو المعلمة رنكاريكا المعلمة : لكن الفتيات اشتكوا إليّ .... أنا أعلم أنك فتاة تستحق الثقة ولن تكرريها مرة أخرى ......ولن إذا وصل الأمر للمديرة فسوف أفصل من عملي ....... ما رأيك أن نكلم المعلمة رنكاريكا بالموضوع وهي ستحلها بإذن الله ؟ توموش : لا لا لا أفضل أن تخبري المديرة بالموضوع عوضا عن المعلمة رنكاريكا ......... سوف تخبر أبي ويعاقبني بشدة المعلمة : ولكنك أخطئتِ وعليكِ تحمل المسؤولية أغمضت عينيّ بقوة و قلت : هل يمكنك أن تخبري المعلمة بلطف ..... لأنه إذا وصل الأمر للمديرة فبالتأكيد ستتصل بأبي لكن هناك أمل مع المعلمة أن لا تتصل
أخذتني إلى قسم الإدارة ونادت المعلمة وكلمتها بعيدا عني ..... و كلما سمعت صوت المعلمة رنكاريكا أشعر بالخوف من صوتها حيث غضبت و قالت : ماذا ؟ ..... لا بالطبع علينا إخبار المديرة ؟ ..... لقد تم توضيح القوانين مئات المرات فقدت الأمل جاءتني المعلمة رنكاريكا بغضب وقالت : أعطني ذلك الجهاز فورا توموش : أرجووك لا تخبري المديرة أو أبي أرجووووك المعلمة رنكاريكا : لا سأخبرها وسأخبر والدك ........ أأنت مجنونة ....... والدك يضحي بنفسه دوما من أجلك و أنت تكافئينه هكذا ؟ ............. تجرحين كبريائه أمام الناس ؟؟ توموش : بالطبع لا ولكن أرجووووك سيعاقبني بشدة المعلمة : تسحقين ذلك أعطني هذا الجهاز فتحت حقيبتي و أخرجت الجهاز منها وسلمته إليها
فتحت الجهاز لكنه لم يفتح معها
غضبت وقالت : هل استنفذتم كل طاقته حقا ؟ ............ كنتم تلعبون أنت وصديقاتك به طوال اليوم ؟؟
تذكرت صباح اليوم عندما حاولت تشغيله لكنه توقف فجأة عن العمل رغم أنه شحنه كان 100% توموش : لالالا حاولت تشغيله ولكنه لم يفتح معي المعلمة : كفاكِ هراء ..... وكأنني طفلة لأصدق هذه الكذبة
ذهبت المعلمة لغرفة المديرة وهي تسحبني معها ..... تعجبت المديرة عند رؤيتي ولكنها دعتني للجلوس أنا والمعلمة رنكاريكا ( أنا والمديرة تجمعنا علاقة طيبة )
أخبرت المعلمة المديرة بكل شيء ........ صدمت المديرة لكنها تقبلت الصدمة وسألتني سؤالا واحدا المديرة : من هن صديقاتك بالضبط ؟ توموش : ريكا و ران و كارين و ميريكا وبضعة فتيات أيضا المعلمة : كارين ؟ ... التي انتقلت بجوارك مؤخرا .... فهمت الآن القصة ؟ قلت مستغربة : أي قصة ؟ ردّت عليّ بغضب : كارين هي من أقنعتك بإحضار جهازك أليس كذلك ؟ قلت بصدمة : ماذا ؟ لا وما دخل كارين بالموضوع ؟ أجابت المعلمة محدثة المديرة : كارين فتاة جريئة جدا ... يبدو أنها قد أصرت على توموش هكذا لتوقعها في المشاكل ؟ توموش : ماذا ؟ ....... لا لا لا أقسم لكِ لم يحدث شيء من هذا أرجووك لا تدخلي كارين فالموضوع المعلمة محدثة المديرة : أرأيت ...ردة فعلها تدل على صدق كلامي
شعرت بغصة كبيرة في قلبي .. كارين التي حاولت كسب صداقتها بكل شكل ستبتعد عني تماما إن ورطتها في مشكلة كهذه قالت لي المديرة بهدوء : أخبرينا بسبب جلب الجهاز للمدرسة ونعدك سنحاول حل الأمور بهدوء بشرط أن لا تكذبي علمت أن لا خيار لدي و قلت : أردت تعلم طريقة تنزيل الفيديوهات من اليوتيوب و عندما أحضرت الجهاز كان الإنترنت لا يعمل لديّ المعلمة وهي تمسك بجوالها مهددة : أخبرينا بالحقيقة ....... والدك مبرمج ماهر في الكمبيوتر ويبدو أنك أحضرت الجهاز لتدخلي الإنترنت بالقوة توموش بصدمة : لا لا لا ليس الأمر هكذا في البداية عندما سألت أبي عن عدم عمل شبكة الإنترنت لديّ أخبرني أنه لا يعرف ومن ثمّ فيما بعد أخبرني أنه قد فصل الإنترنت المعلمة : لم أقتنع .... ليس سببا كافيا لإحضار الجهاز للمدرسة .......... أخبريني بصدق ماذا كنتم تودون فعله بعد تشغيل الإنترنت هنا شعرت أن مصيبة ما وسوء ظن كبير سيلحق بي قصرًا
قامت المعلمة بوقت سابق بشحن الجهاز بشاحن البلاك بيري بالطبع غضبت في البداية لكنهم أخبروني أنه لا يؤثر على الجهاز فهدأت
ونظرت المعلمة للاستديو والصور بالطبع << ربما ظنت أننا صورنا المعلمات والطالبات << لا تسألوا مدرستنا كذا تفكيرهم دائما يروح بعيد المعلمة وهي تحاول تصنع الهدوء : حسنا ..... وكارين من قلتي أنها ستصلح الجهاز ؟... و أحذرك إن لم تخبرينا فسننادي الفتاة لتخبرنا بنفسها توموش : أقسم لكِ أخبرتها بذلك فقط واعتقدت أنها مزحة لكنها حينما علمت أنني أحضرت الجهاز رفضت عمل ذلك و لم تلمس الجهاز بتاتا .. أرجووووك لا دخل لكارين فالأمر بتاتا
^
^
^
هنا ستقولون أنني كذبت
و أن كارين هي من كانت تمسك بالجهاز أكثر من أي واحدة منّا نعم كذبت كذبت لأنني لم أستطع رؤية أعز إنسانة على قلبي تتأذى بسببي كذبت لأنني لم أرد توريطيها بمشكلة بسببي كذبت لأنني أخاف من نسمة هواء تؤذي صديقاتي كذبت لأنني أكثر من حاول ويحاول دوما حماية أصدقائي من نسمة الهواء تلك كذبت لأنني لن أكون من يجرح إحدى صديقاتي كذبت لأنني لم أرد توريط كارين بأي مشكلة قالت المعلمة بسخرية : وهل كارين أكثر معرفة من والدك << ملحوظة هنا كارين أخذت دورات في مجالات عدة منها الحاسب الآلي توموش : لالا أخبرت كانت تمزح معي لم تعرف أنني بالفعل سأحضر الجهاز دقّت الباب في تلك اللحظة إحدى الفتيات وعندما رأتنا مشغولين أرادت الذهاب لكن المعلمة نادتها المعلمة : من فضلك هناك فتاة تدعى كارين في الصف الأول متوسط ...... هل يمكنك مناداتها ؟ انهرت تماما في تلك اللحظة
تجمد جسمي وعقلي و أخذت أنظر للمعلمة برعب
لا لا لا ليس لهذا الحد ألم تخبريني بأنك لن تنادي الفتاة إذا أخبرتكم بالحقيقة ؟!؟!
تركتني المعلمة منهارة ومتجمدة وخرجت من الغرفة لتتركني وحدي مع المديرة
جلست أحاول إقناع المديرة بأن كارين لا ذنب لها في الأمر
بأنها كانت تمزح معي حينما قالت أنني سأصلحه وتفاجأتْ عندما أحضرته
بدأت المديرة بالاقتناع رويدا رويدا
دخلت فجأة كارين وهي تدق الباب
كاد يغمى عليّ في تلك اللحظة حقّا
نظرت إليها وقلت لها بدون صوت : أنا آسفة
دخلتْ ولم أشعر بأي شيء حولي بعدها
فقط المديرة عندما أخبرت كارين بأن دخولها شديد الثقة من الباب تشبه دخلة ( القبضاي ) << ما بعرف شو بتنحكى بالفصحى
سمعت جزء من الكلام كان عبارة عن تهزيئ كارين على تحريضها فتاة بمخالفة قوانين تحريض !! مخالفة القوانين !!
ماذا يحدث هنا بحق الله ؟؟
أخذت نظرة خاطفة على كارين
وانهرت بعدها بكل ما في الكلمة من معنى
ها هي
وجهها لا يحتوي أية تعبيرات
فقط وكأنها صنم
وشلالات دموع تنزل من عينيها وهي تحاول إيقافها
وقتها فقدت أعصابي و دموعي المكبوتة وذهبت للمديرة و أنا أركع على قدمي و أنا أضم يديّ مترجية و أنتفض من شدة البكاء : أرررجووك ...ددد... دعي كارر.... كاريين تذهب ....... ألم تعدددد.... تعدووني أن لا تفعلوا لها أي شيئ ؟ .......... لا ذننننننـ..ذنب لها أنا المخطئة ما ذنببببببـ.....ذنبها لتعاقب بجرم أنا ارتكبببببـ ........ ارتكبته ؟؟ أرجوووك أخبببـ ....... أخبري أبي للـ .....لكن لا تفعلي لها أي شئ ودعيها تغاااا ...... تغادر فحسب
أتتخيلون ذلك الموقف ؟
أن تتخلوا عن كامل كبرياءكم
كنت أركع على قدميّ بشكل يشبه كما نفعل أحيانا عندما نتناول الطعام على الأرض ليتني لم أحضر ذلك الجهاز اللعين ليتني لم أعرف كارين ليتني لم أحضره اليوم ليته ليس لديّ جهاز أصلا ليتني لم أولد أصلا ليتني وليته .... كلها أمنيات
قالت المديرة بضعة كلمات لكارين بأنني و إياها سنوقع تعهد في المرة المقبلة التي نكرر فيها هذا الأمر
و أننا لسنا من هذا البلد أصلا << الأحداث في السعودية وجنسيتي أنا وكارين ليست سعودية بل جنسية أخرى
و أن ذلك لا يعطينا حصانة ضد مثل هذه الأمور
ومن هذه الأمور ومن ثم سمحت لكارين بالانصراف
لم تتكلم كارين بأي كلمة طول هذا الوقت
كنت أنا من يجاوب على كل سؤال تسأله المديرة
ودوما أنفي التهمة عن كارين
لم أرى كارين تبكي في حياتها قط
وربما تكون هذه المرة الأولى التي تبكي فيها منذ ولادتها
لا أعلم
لم أعد أعلم أي شيء
جاءت المعلمة بعد خروج كارين بفترة بسيطة و أخذتني لأغسل وجهي فأبي كان قد وصل وهو عند الباب
وما إن رأتني رأيتْ على وجهها شبح ابتسامة ؟
ما كان سر تلك البسمة ؟ قالت لي : و أخيرا بكيْتي ؟ قلت في نفسي : وهل كل ما حدث هو حتى أبكي !!! فجأة !
ظهرت ريكا من خلف ظهر المعلمة وقامت بضمّي بقوة بين ذراعيها الحنونتين وغسلت وجهي
شعرت بالأمان والحنان ..... كيف لفتاة في مثل عمرها أو أي فتاة في أي عمر ....... أن تكون بهذا الحنان
وكيف لأي فتاة أن تتجاوز عن أخطائي وتواسيني
من هي هذه الفتاة بحق الله ؟
شعرت بأن المعلمة تنظر لـ ريكا نظرات لم أفهم معناها ولكن بالتأكيد لم يعجبها الموقف
توموش : ريكا هل يمكنك أن تعتذري لـ كارين عنّي ؟
ردّت المعلمة بقوة : ماذا ؟ هي من عليها أن تعتذر منك لا أنتي ؟
تعتذر ؟
من ماذا تعتذر ؟
بحق الله ماذا يحدث هنا ؟
لم تسمح المعلمة لريكا بمكالمتي و أخذتني بسرعة لألبس عباءتي
ركبت السيارة .. شعر أبي بشيء غريب وقال : ماذا بكِ ؟ ..... لماذا أنت ساكتة هكذا ؟
قلت و أنا أحمد ربي أن عباءتي تخبئ وجهي جيدا وعليّ فقط الاعتناء بصوتي : لا شيء فقط أنا أشعر بالنعاس بشدة وكذلك لديّ صداع بسيط
لم يقتنع أبي لكنه قدّر رغبتي في عدم التكلم
دخلت لغرفتي ورميت نفسي على السرير ..... بعباءتي التي لم أخلعها
جلست أبكي كما لم أبكي من قبل
لم يتم إهانتي من قبل هكذا
لم يتم جرح شعوري هكذا
وكأنني خسرت كل ما لديّ
لم شعرت هكذا ؟
لا أعلم
ربما بنظركم كارين هي فتاة عادية
ولكنها بالنسبة لي هي نسخة لا نظير لها
هي كنز
و أنا من دمّر ذلك الكنز بنفسي |
__________________ ♬ وَمَا مِنْ كَاتِبْ إلِاّ سَيَفْنَى وَيُبْقِي اَلْدَهْرْ مَا كَتَبَتْ يَدَاهْ فَلَا تَكْتُبْ بِخَطّكْ غَيْرَ سَطْرًا يَسُرُّكَ فِي اَلْقِيَامَةْ أَنْ تَرَاهْ ♬ |