عرض مشاركة واحدة
  #45  
قديم 07-05-2014, 01:46 AM
 
Wink الفصل الرابع بعنوان: قرار نهائي */الجزء الأول/*

.















.







بمحض الصدفة التقيت هذا الشخص الذي يدعى دونالد ستيوارت ، كانت صدفة تستحق بالفعل فبقدر ما هو وسيم و محياه بشوش مبتسم، بقدر ما هو لطيف و حلو الأخلاق، و تماما كما كان يمتلك قواما متناسقا جميلا، كان يمتلك تلك الهالة التي تفرض على كل المحيطين به احترامه و توقيره، أظنني افتتنت به لأقصى الدرجات، فابتسامته الساحرة تذهب بلب كل من تقابله.
كنت شاردة هناك ممسكة يده ببلاهة مبتسمة بوجهه ، وعقلي قد ترك الأرض تماما.
لاحظ كل من كان هناك موقفي ذاك و استغربوا بشدة أما أنا فلست في وعيي ما في ذلك شك.
كان من بين المستغربين دونالد نفسه و هو يحاول تخليص يمناه من بين قبضتي، و أنا أأبى ذلك، فقال بإحراج ممزوج باستغراب طفيف:
- آنسة ويلسون ألن نذهب؟؟
استفقت من غيبوبتي تلك على اثر كلماته و شعرت ببشاعة الموقف الذي وضعت نفسي فيه مجددا.
تركت يده و أنا أضم خاصتي إلى جانب قلبي -الذي بدا أنه سيغادر جنبي- باحراج شديد أظهرته وجنتاي اللتان بدتا كأنهما ستنفجران من فرط الخجل.
يا إلهي لما أضع نفسي بصورة مستمرة في مواقف كهذه، ألا أتعلم أبدا من أخطائي.
أخذت أؤنب نفسي بقسوة، و الواقفون هناك ينتظرون استجابة مني.
انطلقت ناتسومي بحروفها الأشبه بسهام تختوق قلبي الصغير:
- أرى أنك لا تعلمين أصول الإحترام يا فتاة، هذا المدير العام السيد دونالد ستيوارت، و ليس واحدا من أصدقائك المتشردين.
زممت شفتاي وقلبي قد تلقى ضربة قاضية كدت أسقط على إثرها لكنني تماسكت بصعوبة و أنا أغالب الدموع لكي لا تفضحني أمامهم:
- أتأسف حقا سيدي، لم أكن أدري، أتمنى أن تقبل اعتذاري.
فرد ببشاشة وود و ابتسامة عريضة مرسومة على وجهه:
- لا عليك، لم يكن بالأمر المهم، ثم ناتسومي تبالغ كثيرا.
أحسست بالإحراج كثيرا، إنه كالملاك من كل النواحي، لا أدري لما كتب له أن يكون في مكان كهذا حيث يقبع الشر المستطير بين كل من ناتسومي و ريو.
يا لحظه العاثر، ثم سوء هذين الإثنين و خير دونالد مفهومان متناقضان.
على الأقل لن أبقى الوحيدة المهمشة هنا ففي نظر دونالد لست تلك الفتاة الفقيرة المقلة التي تحتاج الكثير و الكثير لتصبح انسانة..
ضرب مديري السيد هيجي كفه بكفه و قال:
- فلنباشر العمل يا سادة...
انطلق كل منا لعمله بهمة و نشاط، توجهت لمكتب المدير ظنا مني أن ذلك هو موقع عملي المزعوم.
بلغنا المكتب و الصمت سيد الموقف، التفت السيد هيجي لي قائلا:
- آنسة ويلسون مالذي تفعلينه هنا؟
استغربت و بدا ذلك جليا على محياي... فأضاف:
- مكتبك في الطابق الثاني..
رنت كلمة الطابق الثاني و تكررت على مسامعي بلحن مزعج يؤدي طبلة أذني..
فقلت بدهشة و حنق حاولت جاهدة اخفاؤه:
- لكن في الطابق الثاني يعمل......
بتر جملتي الدير بقوله:
- ريو يامازاكي أعلم،... لقد طلب مني أن أحول مكتبك هناك لأنه في حاجتك أكثر مني..
هيستيريا غضب اجتاحتني و اعصار جامح يعلن عن بدايته داخلي، و بركان قلبي انفجر و حممه ستصب على المدير المسكين:
- كيف؟؟؟ لكن لا يا سيدي،.. هذا غير معقول،
رد علي بقلة حيلة و حنان اب على ابنته لم أشهده منه سوى اليوم:
- من دون لكن عزيزتي كايت، أردت العمل فاقبلي باعراضه الجانبية.
أخفضت رأسي باستسلام:
- حسنا لا بأس...
و ضعت الأوراق التي طلب مني العمل عليها الليلة الفارطة ، و حملت حقيبتي مغادرة إلى طابق المشاكل، ارتقيت الدرج و أنا ألعن الحظ الذي قادني لمقابلة هذا الوباء بعد كل هذه السنوات.. لماذا؟؟ ألم يكفيه كم الإهانات التي وجهها لي في الجامعة ، حتى جعلني محتقرة من طرف الجميع، صرت أشعر نفسي كأنني مخلوق فضائي أو شيء من هذا القبيل، حتى المكتبة التي كانت أحب مكان إلى قلبي، ما صرت أذهب إليها إلا نادرا،
بلغت مكتبي دون أن يلتقي وجهي بوجه ذلك المتعجرف، جيد !!!
رفعت عيني فوجدت على باب المكتب الخشبي " كايت ويلسون "
يا لسعادتي مكتب عليه اسمي، فتحته متحمسة جدا،
فوجدته يصرخ اناقة و روعة، مكتبه الأسمر اللون الذي يجاوره في طرفيه أصان جميلان زرعت فيهما زهور الساكورا. نافدته التي تطل على الحديقة العامة مع أصوات الأطفال المترددة على مسامعي، و الهواء العليل الذي يتحف الغرفة بجو من السكينةو الهدوء.
جلست على كرسيي أتمتع بلحظة الهدوء تلك، تنفست الصعداء و التفتت إلى مكتبي الذي وجدت كما من الأوراق عليه، استقمت في جلوسي و شرعت في العمل في نشاط و حيوية، ارتشف رشفات متقطعة من كأس ماء كان قربي.
انتهيت من تلك الأوراق في وقت قياسي، جملتها في الملف الذي أتت فيه و رغبتي الذهاب لمكتب المدير ليتمكن من امضائها لي.
سمعت طرقات على باب المكتب فقلت بارتباك طفيف:
- تفضل
فتح الباب و أنا أترقب من ورائه بتشوق و لهفة...........
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*



اتمنى لكم قراءة ممتعة






.





.
__________________


بَديعٌ شَكْلُ وَجْهِي بَعْدَ أَنْ فَقَدْتُ اِبْتِسَامَتِي!