عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 07-05-2014, 09:16 PM
 







قرآءةة ممتعةة










دَخَلَ ذَلك الشاب تلك الشُقةة القديمةة والتي كانت اقرَب لـ (منزله) , أغلقَ الباب خَلفه

بحذر ثم قام بأزاله معطفه الثقيل عنه و سُترته السوداء القَديمة ,ثم ترك قطع الثياب تقع على الارض

تثآءب الشاب بينما هَو يَسير بآتجاه دَورةة المياه ,لم تكن الشقةة المنهارةة هذه تَحتوي

على العَديد من الاشياء , كالاجهزةة الكهربائيةة , و الاثاث الجيد , وَلكن الشاب

كآن مُمتناً و سَعيدا لَوجود المَياه فَيها .

تَفحصت عَيناه الحَمام , وكالمعتاد كان المُكان سَيئاُ , بَعض قُطع الارضيةة المتسخةة كانت مفقودةة.

و كآنت الرائحةة سَيئةة , بالواقع .. كآنت رائحةة الشُقةة بأكملها سيئةة .

لَيس و كأن ذلك الشاب كآن بأستطاعته انتقاء مكان افضل لينام فَيه .


سآرَ نحو حَوض المياه , كآنت هنالك مرآة مكسورة معلقةة فوقه , فَقط قطع قليلةة منها

كانت لا تزال على الحائط .

و كآن الشاب بالكآد يستطيع رؤيةة وجهه في أكبر قطعةة مَوجودة .

حَدقَ بأنعكاسه , شابٌ صَغير ذو شَعر أسود فَوضوي , حآجبان غامقان , أنف مدبب

زَوج من الاعين الحزينةة بندقية اللون حَدقت به , بَشرته كآنت جآفةة وَ تعابير وجهه هامدة.

كآن اسم الشاب هو (آدم) , ( آدم آرثر ) , كان عمره 29 و 10 اشهر , و كآن يحسب الايام حتى

عيد ميلاده الـ 30 , اليوم الذي سيترك به هذه الارض , او هذا الجحيم عندما فكر بالامر ..

قامَ ( آدم ) بفتح الصنبور وَغسل وَجهه , ثم خرج من الحمام .


على الارض كآنت هنالك مَرتبةة هوائيةة بآليةة , كآن هذا هو المكان الذي نآم به ( آدم ) كل ليلةة .

لذلك استلقى عليها ثم اغمض عينه متجاهلاً اضواء النيران الحمراء النآفذةة الى الشقةة

كآن الجَو بارداً , وَ كان (آدم) يرتعش بسبب ذلك ..ولكنه بطريقةة ما تمكن من النوم .

حتى صرخات الناس في الشارع لم تكن لتوقضه.





أستَيقظ (آدم ) على صوت المُنبه , تثآئب ليغطي أذنيه بكفا يديه بآنزعاج , ولكن حتى هذا

لم يكن ليخفف من شدةة الصوت , كآن صبآحآ ولكن كآن ليكون ضوء النهار واضحاً لو لم تكن الغيوم تحجب الشمس

لتغرق الارض في ظلام عدآ ضوء آلنيرآن المشتعلةة في الشوارع.


لم يرى ( آدم )الشمس من قبل , ليس في حياته كلها , بالنسبةة له هي لم تكن صفراء .. بل حمراء .

نهض ( آدم ) من المرتبةة , تلك المرتبةة المغبرةة لم تَكن مفيدةة لظهره

شعر ( آدم ) بالضياع أذ انه لم يكن يعرف مالذي عليه فعله كـ خطوةة قادمةة , ولكنه اكتشف بأن

شراء بعض الطعام كآن شيئاً مهما بما ان معدته كآنت تؤلمه و تصدر اصواتاً عآليةة كآنها نمر بري


بالواقع , ( آدم ) كآن يعد الايام حتى موته , موته كآن الشيء الوحيد الذي يستحق ان يتطلع اليه ..

كآنَ صَبره قد نَفذ من الشعور بالفراغ و التعاسةة , ولحسن حظه , فقد تبقى له شهرين فقط يعيشها على

هذه الارض و بعدها , كل شيء سينتهي .


قَبل مُدةة طَويلةة (آدم ) كآن لَديه شَخص ما ليمضي وَقته معه, ( أمه )

لَقد انتظرا سَوياً , ولكن عندما كآن عمر ( آدم ) تسع سنين أصبحت والدته بعمر الثلاثين

وأن تصبح بالثلاثين من عمرك يعني الموت . حَينها شَعر ( آدم ) بأنه نَكرةة .

كآن لا يزال يتذكر وَجهها عَندما فارقت الحياة .. أبتسآمتها الجميلةة وَ هي تَهمس " أحبك "

( آدم ) كآن يعلم بانه من المفترض ان يكون غاضباً منها لانها جَلبته الى عالم البؤس

ولكنه لم يستطع ذلك .. لانها كآنت وآلدته العزيزة على قلبه بعد كل شيء .


كآن ( آدم ) يحاول ان يُفلد ما يسمى بـ " الابتسامة " التي قد تظهر احيانا على وجوه هؤلاء الذين يرآهم في الشارع

وهم ينتظرون الموت المحتوم , ولكنه لم يستطع.

كآنت أبتسامته تبدو مخيفة .. وليست دافئةة و حقيقيةة مثلهم .. محاولةة ( آدم ) للابتسامةة كآنت تزيد

شعوره بالفراغ و تشعره بانه قَد فوت شيئاً رائعاً قد حظى به الكثيرون قبله .


دَخل (آدم ) المَطبخ وَ فَتش بَين الارفف ليجد شيئاً ليأكله , ليس و كأن هنالك شيء على الارفف ..

كل ما وجده هو الغبار و شبكآت العنكبوت القابعةة في كل زاويةة .. تنهد (آدم ) .. كآن عليه الذهاب الى المتجر ليشتري شيئاً ليأكله

قام بدفع خصلات شعره خلف اذنه ..لقد كآن بالواقع خائفاً من ان يذهب للخارج .. كآن خائفاً

من ان يقتله احد او ان يحدث شيئ , مما يؤدي به ان يولد من جديد و يعيش 30 سنة اخرى ينتظر موته .


كآنت الشوارع خاليةة تقريباً , تنهد (آدم ) بأرتياح .. لا نآس يعني لا مخاطرةة .

سآرَ (آدم ) نحو اقرب متجر بخطوات سريعةة و هو يسحب المعطف اقرب الى جسده و ينظر

الى الارض , فجأةة سَمع صَرخةة .. التفت (آدم ) لاتجاه الصوت .

بغضون ثواني بدء يركض نحو مصدر الصوت و وجد أمرأة مستلقيةة على الارض ..

حجم بطنها كآن كبير كفايةة ليؤكد له بانها حامل .

شعر (آدم ) بالحزن عندما عرف بان هذا الطفل كآن على وشك ان يعاني لمدةة 30 سنة من العذاب .

عيناها الواسعتان شاهدتا (آدم ) و صرخت وهي تمسك ببطنها " ساعدني !"

زأرت بألم لتخرج دمعةة من عينها ..هز ( أدم )رأسه بالنفي ببطئ .. لم يكن لديه الوقت او الطاقةة ليساعد غريب.

كآن بأستطاعته رؤيةة الذعر في عينيها .

"لا تذهب , أرجوك .. سيدي .. انا على وشك ان ألدَ طفلاً ! " تَوسلت تلك الامرأة .. نظر ( آدم ) لها

كآن من الواضح بانها تحتاج للمساعدةة .. و الشيء الاوضح هو انها كآنت على وشك ان تنجب طفلاً

لم يعرف (آدم ) مالذي كآن عليه ان يقوله او يفعله , لذا فقد أستدار و بدء بالسير مبتعداً عنها .


" لا تذهب ! " صرخت تلك المرأة بألم .. كآن (آدم ) يستطيع سماعها تبدء بالنحيب و هو يسير مبتعداً .



سآر (آدم ) ببطئ نحو الشقةة القديمةة و هو يحمل الطعام الذي اشتراه ..

عندما وصل اخيراً للبنايةة القديمة .. زفر بأرتياح ثم فتح البوابةة الاماميةة و دخل .

المنظر الذي شاهده جعله يتجمد .. على الارض و بالجانب لـ السلالم المؤديةة لمكانه ..

كآن هنالك شاب ملقى على الارض ملتصق بالحائط وهو متكور على شكل كرةة صغيرة في بحر من دماءه .


(مَن هَو ؟ هل الناس الذي قاموا بـ ايذاءه لا يزالون هنا ؟ هل سيقومون بقتلي؟ ..هل هذه .. وشوم على جَسده ؟ هَل سَينجو ؟)

كآن (آدم ) يستطيع ان يتجاهل الشاب .. و يواصل صعود السلالم .. و يقفل الباب خلفه ..

و يأمل بأن الشاب سيختفي في الصباح

ولكن بدل هذا سار (آدم ) مقترباً من الجسد .. الذي كان مستلقياً على الارض و وجهه مقابل للحائط ..

دَنى (آدم ) منه .. ثُم مَد يده حتى وصلت للجثة و توقف..

كآن خائفاً من ان يلمسه .. وكأن شيئاً قد يقفز من اللامكان اذا فعل .

أبتلع (آدم ) مخاوفه ثم لمس كَتف الشاب بخفة .. لم يحدث شيء .. ولا ردةة فعل .

كآن الشاب يتنفس بهدوء وهي آشآرةة جيدة .. على الاقل هو ليس ميتً .. أدار (آدم ) الشاب ذو

الوشوم ليجعله يستلقي على ظهره .

تفاجأ (آدم ) عندما نظر لذلك الشاب .. ملابسه ..وتسريحةة شعره.. و وشومه .. كآن .. مختلفا..

وجد (آدم ) ايضاً مكان الجرح , كآن جرحاً في فخذه .. كآن عميقاً و ممتداً حتى ركبته.


لم يكن الجرح جَديداً بما ان الدماء قد توقفت عن التدفق . تسائل (آدم) عن المدة التي ظل ذلك الشاب مستلقياً بها هنا.

والان كآن عليه أن يتخذ قراراً ثانياً .. هل سيترك الشاب ام لا ؟ أكتشف (آدم) بانه كان على الارجح سيضع

حياته في خطر اذا اختار ان يساعده ,

قرر (آدم ) بأن يفعل شيئاً غير اناني .. وللمرة الاولى في حياته ثم سحب الشاب من كتفه و بدء يصعد الدرج.

(آدم ) ولانه لم يكن شخص مفعم بالحيويةة وجد تلك الرحلةة متعبةة .

قدم ذلك الشاب كانت ترتطم بكل شيء و هي تترك اثار دماء في كل مكان على الارضيةة ..


أغلق (آدم ) باب الشقةة خلفه و سحب الشاب نحو المرتبةة الهوائيةة في غرفةة الجلوس

تطاير الغبار في كل مكان عندما رمى (آدم ) جسد ذلك الشاب الفاقد للوعي على المرتبةة .

دفع (آدم) خصلات شعره خلف اذنه و نظر للجسد بتوتر .. بدء الذعر يسيطر عليه ..

كيف سأتصرف الان ؟! .. فكر (آدم ) و شعر بجسده يرتجف .. وكآن يتنفس بصعوبةة

نظر (آدم ) لوجه الشاب .. كآن يتألم و بحاجةة كبيرةة لمساعدته ..

كآن (آدم ) يعلم بانها كآنت مسألة وقت ان كآن الشاب سيعيش ام لا ..

لذلك ركض (آدم ) نحو المطبخ .. لم يكن لديه اي اسعافات اوليةة لذلك كان عليه ان يستخدم ذكاءه .

بحث في الارفف و لحسن حظ ذلك الشاب وجد (شراباً يحتوي على الكحول لم يستخدم منذ فترة) و مقص و قطعة من القماش ذات لون غريب

ثم توجه نحو الحمام لياخذ تلك الضمادات و عاد للشاب

جلس (آدم ) على ركبتيه بجانبه . ثم بدء يتحقق من الجرح .. كآن من المستحييل رؤيةة اي شيء بوجود

ذلك الجينز لانه عالق في الجرح .. كآن الجينز يبدو رائعاً ولكنه كآن عائقاً في الطريق..

لذلك قام (آدم ) بقطعه بالمقص فقط لكي يستطيع القيام بعمله ..

بعدها أعاد اهتمامه للجرح .. كآن عميقاً و كأن أحداً قد طعنه بالسكينة .. امسك (آدم ) و يداه ترتجفان

بالمشروب وسكب القليل منه على قطعةة القماش وبدء يمسح الجرح بلطف .. كآن (آدم) سعيدا لان

الشاب كآن فاقداً للوعي .. و الا لكان الالم لا يطاق .



عندما انتهى (آدم ) من عمله .. نهض على قدمه , كل ما كان يستطيع فعله حالياً

هو ان ينتظر .. ربما سيتعافى الشاب ,, وربما لا .

كآن (آدم ) يحوم حول الغرفةة و يداه خلف ظهره ..

مراراً و تكراراً ..


و كآن الشاب يَتنفس بصعوبة و يحرك اطرافه بين الحين و الاخر .. الضماد الابيض الملفوف حَول

قدمه بدت مُحترفةة و جعلت (آدم ) فخوراً بنفسه , كآن ذو الوشوم لا يزال فاقداً للوعي

ولكن الان كان هنالك اشارةة على انه حَي ..وهذا الامر جعل (آدم ) قلقاًو سعيداً في نفس الوقت ..

لقد شعر بأنه شخص جيد و سيء في نفس الوقت .. من كآن يظن نفسه لينقذ حياة شخص ما من دون اذنه؟ ربما اراد الموت ..




















الأسئلةة /


- مآ رأيُكم بَـ شَخصيةة (آدم ) ؟

- تَوقعاتكم ؟

- أقترآحآت ؟ / اي استفسار





في آمآن الله












__________________




التعديل الأخير تم بواسطة Ν J O M ❥ ; 07-06-2014 الساعة 12:59 AM