عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 07-06-2014, 01:37 AM
 
Talking

[COLOR="DarkRed"](الجزء التاسع )



قالت وهي تنظر لهيلاري ومارف بقليلٍ من الشرود " حسناً ... يقول بأنه يشعر بالراحة أكثر هناك ... لكن.. في الحقيقة ليس هذا هو السبب الحقيقي "

عقدتُ حاجبي وقلتُ " هذا ليس السبب الحقيقي ؟.. إذاً ما هو ؟ "

فانتفضت بيلا في مكانها عندما انتبهت لما قالته وابتسمت بتوتر ثم قالت " أنا قلتُ ذلك ؟.. كلا أنا لم أقصد ما قلته "

قلتُ بشك " ماذا قصدتِ إذاً ؟ "

إزدردت لعابها بارتباك ثم قالت " سأذهب لشرب الماء ، أشعر بالعطش " .. ولما همتْ بالرحيل أمسكتُ ذراعها وقلتُ
بفضول كبير " لا تغيري الموضوع وتهربي .. اخبريني بالحقيقة "

فصمتت لوهلة ثم قالت " حسناً سأخبركِ لكن ليس هنا و الآن "

ابتسمتُ برضا وقلتُ " لا بأس "

في تلك اللحظة قال مارف الذي يبعد عنا بمسافة بعيدة قليلاً " بيلا ، أخبري ستيوارت أن يجلب دلو الماء إلى هنا حتى يشرب حصاني "

قالت بيلا " حسناً "

فقلتُ بسرعة قبل أن ترحل " بيلا ،هل يمكنني إخباره بدلاً عنكِ ؟ "

ابتسمت بيلا بهدوء وقالت" تستطيعين ، إنه لايزال في الاسطبل "

بادلتها الابتسامة ثم انطلقتُ إلى الاسطبل لمخاطبة ذاك الرجل ستيوارت ، ولما وصلت لهناك دخلتُ بهدوء فوجدتُ ذاك الأخير ينظف مكان حصان مارف وما إن هممتُ بالتكلم حتى سقطت عيني على جان الذي لا يزال واقفاً في مكانه وهو يضع وجهه بالقرب من وجه حصانه ويغمض عينيه بهدوء ويضع يده على رقبته .... نظرتُ إليه لفترة بتعجب ثم أخذتُ أتقدم منه بهدوء حتى وصلتُ إليه .. لم يتحرك ولم يفتح عينيه حتى وكأنه لم يشعر بي .. فأمسكتُ بـ كم معطفه وشددته للأسفل برفق قائلة بصوتٍ منخفض "جان "

ففتح عينيه بهدوء ولما رآني ظهرت على محياه علامة التعجب ولم يتكلم فقلتُ له بتساؤل أبله "هل أنت نائم ؟ "

فرفع حاجبيه ثم انزل يده من على رقبة الحصان وابتعد قليلاً ليقول ببرود " وكيف لي أن أنام وأنا واقف ؟ "

ابتسمت ابتسامة عريضة وقلت " ومن يدري ، ربما تكون كالزرافة التي تنام وهي واقفة ! "

فأخرج الحروف من بين أسنانه المتطابقة ببطء " زرافة ؟ ".. ثم أردف وهو يضع يديه في جيوب معطفه ويمر من جانبي " حمقاء مزعجة "

فالتفتُ إليه وكأنني أنتظره ليهينني لأقول له من غير تردد كلمة " منحرف "

فجأة توقف في مكانه جامداً ، ثم التفت إلي بهدوء لأرى نظرة الاستغراب في عينيه لكنها سرعان ما تحولت للغضب المكبوت وقال " ما الذي تفوهتِ به يا ثرثارة ؟ "

قلتُ بثقة على الرغم من أني خائفة من ردة فعله " منحرف .. ولو أنك لست كذلك لما تواجد ذاك الفستان الذهبي في خزانة الغرفة التي نمتُ فيها في منزلك "

صمتُ رهيب خيم على المكان وهو ينظر إلي بنفس النظرة السابقة إلا أنها إمتزجت باستغراب كبير .. لكنه قال بهدوء مريب " يبدوا بأنكِ لم تتركي أي شيء في المنزل إلى وفتشته ... هل رأيتِ الكيس الذي جلبته معي عندما اتيت ؟ "
أجبته بعد فترة من الصمت " أجل "

قال لي " لقد أعطيته ساره أطلبي منها أن تريكِ ما بداخله .. وإذا رأيتِ ما بداخله " .. ثم أردف بثقة وصرامه " ستعتذرين لي رغماً عنكِ .. وإذا لم تفعلي ، سأجعلكِ تندمين لأنكِ رأيتني يوماً " ... ثم جحدني باحتقار وغادر المكان بينما بقيتُ واقفة في مكاني للحظة أفسر ما قاله لي حتى تذكرتُ بأن مارف طلب دلو ماءٍ من أجل حصانه فأخبرتُ ستيوارت على الفور بذلك ...



عدنا لداخل المنزل بعد ساعة من خروجنا .. وجلسنا في أماكننا السابقة نتحدث بهدوء .. إلا أني نهضتُ من مكاني بعد أن استأذنتُ من بيلا في نهوضي وذهبتُ إلى حيث تجلس ساره وقلتُ لها " ساره "

نظرت إلي تلك الأخيرة مع هيلاري ومارف وقالت مبتسمه " ماذا ؟ "

قلت " هل لي بأن أكلمكِ على إنفراد إذا سمحتِ ؟ "

قالت وهي تنهض من مكانها " بكل تأكيد " ... ثم ابتعدتُ وإياها عن الجميع ووقفنا بجانب السلم لأقول لها " لقد طلب مني جان أن أقول لكِ بأن تريني ما في الكيس الذي أعطاكِ إياه .. إذا لا تمانعين "

ابتسمت ساره وقالت " أبداً إني لا أمانع أبداً .. تعالي لغرفتي حتى أريكِ إياه "

وبالفعل صعدنا نحن الاثنتين معاً حيث الغرفة فدخلناها حال وصولنا إليها لتحمل ساره الكيس من على سريرها ذا الغطاء الرماني وتخرج ثوباً ذهبياً طويلاً .. فقط أبصرته .. واتسعت بؤبؤة عيني على مصرعيهما .. إنه الثوب نفسه الذي رأيته في الخزانه التي في منزل جان .. إنه ليس لفتاة يعرفها أو له علاقة بها .. بل هذا لأخته .. وأخيراً لقد ارتكبتُ خطأً جسيماً بنعته بالمنحرف .. ثم تذكرتُ قوله " وإذا رأيتِ ما بداخله ، ستعتذرين لي رغماً عنكِ .. وإذا لم تفعلي ، سأجعلكِ تندمين لأنكِ رأيتني يوماً " .. فازدردتُ لعابي بندم وقلتُ في سري " كيف سأعتذر له الآن وانا التي قلتُ بأني سأنتقم منه ؟ "

فقالت ساره مبتسمه " هل هو جميل ؟.. لقد ابتاعه من أجل أن أذهب به لحفلة زفاف صديقتي "

فابتسمتُ بتوتر وقلت " بالتأكيد هو جميل .. بل مذهل يا ساره "

ابتسمت لي بسعادة ثم نزلنا معاً لأسفل .. وأنا أفكر في موقفي عندما اعتذر منه .. بالتأكيد سيبتسم ابتسامته التي لا طالما أغاضتني .. ابتسامته الساخرة المتعجرفة ... سحقاً له ..



هبط الظلام بعد ساعات قليلة .. وأقبل علينا ليلاً طويل تسير فيه الثواني والدقائق ببطء .. فأخذتُ بيلا بعيداً عن الجميع وقلت لها " هيا أخبريني بالسبب الحقيقي الذي جعل جان يعيش لوحده في ذاك المنزل بيعداً عنكم "

فتنهدت بيلا بعمق وقالت " لكن عديني أولاً بأن الذي سأخبركِ به لن يخرج لأي أحد كان "

قلتٌ بحماس " أعدكِ لن أتفوه بأي كلمة لأحد "

فنظرت إلي بنظرة مشككة وقلتٌ لها " أقسم بأن هذا سيبقى سرٍ لن أطلع عليه أحد قط "
فقالت بصوتٍ منخفض قليلاً " حسناً .. " ...ثم تنهدت من جديد وكأنها تستعد لقولِ شيءٍ عظيم " قبل سنة من الآن .. أحب أخي مارف فتاة شابة من نفس الجامعة التي يدرس بها .. ولما تأكد من شعورها تجاهه تقدم لخطبتها فوافقت ، وأصبح يخرج معها كل ليلة تقريباً .. وفي بعض الأحيان يدعوها لتناول الطعام برفقتنا ، فكنا نجتمع على طاولة طعام واحدة دون استثناء .. ومع مرور الأيام بدأ يلاحظ عليها بأن حبها له قد قل .. وأنها تتجاهل حديثه معها في بعض الأحيان وتميل للحديث مع ... جان أكثر منه ، لكن جان يحاول تجاهلها لعدم جرح مشاعر مارف ، حتى أنه إذا علم بأن مارف سيأتي بها للمنزل لتناول وجبة طعام معنا يعتذر منا ويحتج بأن أصدقائه قد دعوه لتناول الطعام معهم ... لكن في ذاك اليوم .. أتت بغته للمنزل مع مارف وجلست لتناول وجبة العشاء معنا ، لكنها لم تكن سعيدة او حتى مسرورة بسبب عدم وجود جان معنا على العشاء لأنه نائم في غرفته وطلب منا عدم إيقاظه لشعوره بالتعب من جامعته وارتفاع حرارته قليلاً ، فلاحظ مارف ذلك لذا ظهرت على وجهه بعضاً من علامات القلق لكون ما يفكر فيه صحيحاً .. وبعد إنتهائنا من تناول العشاء طلب مارف منها أن ترافقه لغرفته كي يريها بعضاً من الأشياء التي أبتاعها من أجلها .. ولما صعدا لغرفته أخذ يريها الأشياء التي ابتاعها ثم اعتذر منها وذهب للحمام ... أما هي فاعتبرت خروجه فرصة وقد اتتها على طبقٍ من ذهب ، لذا خرجت من الغرفة ، وبما إنها تعرف كل ركن في المنزل لترددها عليه مراتٍ كثيرة توجهت نحو ... غرفة جان .... ~ قاطعتُها بشهقة أطلقتها عفوياً وقلت " ماذا ؟.. "

قالت لي بسرعة بصوتٍ منخفض " اششش ، أخفضي صوتكِ لئلا يسمعنا أحد "

فوضعتُ يدي على فمي وانا أنظر حولي .. ثم انزلتها وقلتُ بصوتٍ منخفض " حسناً وماذا حدث بعد ذلك ؟ "

أكملت " عندما دخلت لغرفته وجدته نائماً على سريره .. فأخذت تقترب منه بهدوء وهي تقصر المسافة بينهما بكل خطوة تخطوها .. ولما وصلت إليه مدت يدها لتحرك شعره من على جبينه .. فشعر جان بها وأخذ يفتح عينيه ببطء ولما أدرك وجودها في غرفته وهما لوحدهما خرجت عينيه من محجرهما وسارع في النهوض من على فراشه رغم التعب الذي يشعر به وابتعد عنها ثم سألها بغضب عن السبب الذي دخلت لغرفته من أجله لتجيبه بأنها لم تعد ترغب بمارف ليكون زوجاً لها لأنها لم تعد تحبه بل تحب جان وستطلب من مارف الانفصال كي تتزوج بجان .. صدم أخي جان مما سمعه وأخذ يتراجع للخلف حتى اصطدم جسده بمكتبته التي لم تكن ببعيدة عنه وهو لا يزال مصدوماً من كلامها ، ولما ادرك اقترابها منه صاح فيها بغضب شديد وحذرها من الاقتراب منه وإلا سيخبر مارف بأمرها فأجابته بأنها لا تهتم به فهي لم تعد تحبه ولا تريد ربط حياتها بحياته فكل ما تريده الآن أن تبقى مع جان وحسب .. حينها تراخت كل ذرة في جسد جان وبقي ساكنٍ في مكانه وينظر لشيءٍ ما أخر .. فلما لحظت هي نظراتها الموجهة لغيرها التفتت إلى ما ينظر إليه ووجدت بأن مارف كان واقفاً أمام باب الغرفة بصمتٍ تام ووجوم وقد استمع لكل شيءٍ تقريباً ... ومنذ تلك اللحظة أنفصل مارف عنها ، وعلى الرغم بأنه متألم جداً لما حدث إلا أنه قرر أن يبدأ حياة جديدة وينساها تماماً بكل ما اوتي من قوه "

سألتها بسرعة " وكيف كان يتعامل مارف مع جان بعد تلك الحادثة ؟ "

أجابتني " لحسن الحظ بأن مارف شخصٍ متفهم جداً .. ولم يفسر الأمر بأن الخطأ صدر من جان .. كما إن كل شيء كان واضحاً وليس هناك مجال لظهوره مذنباً أبداً ..لذا كان يتعامل معه بشكلٍ طبيعي وكأن شيء لم يكن .. إلا أن جان كان أكثر حساسية وتألماً منه .. حيث أنه لم يعد يستطيع النظر إليه أو الحديث معه بأريحية كما في السابق بسبب الخجل الذي اعتراه ..لذلك خرج للعيش في ذاك المنزل " ... ثم صمتت لفترة وقالت " هل لحظتي التوتر الذي أصابه عندما حدثه مارف في الاسطبل ؟ "

أومأتُ برأسي بسرعه وقلت " أجل أجل .. لقد لحظتُ ذلك .. وليس هذا فقط .. فلقد كان متوتراً أيضاً حتى على وجبة الغداء "

ابتسمت بيلا بهدوء وقالت " تبدين دقيقة الملاحظة .. أجل لقد كان كذلك حتى على وجبة الغداء .."

ابتسمتُ ابتسامة عريضة ثم محيتها وانا افكر في جان .. كيف لمظهره الهادئ وأسلوبه الساخر في الحديث أن يتوتر لمجرد محادثة أخيه له ؟ .. هذه أول الأشياء التي عرفتها عنك يا جان .. فهل هناك المزيد يا ترى ؟



في تمام الساعة الثامنة تجمعنا من جديد على طاولة الطعام من أجل تناول الطعام ... وجلسنا بنفس الترتيب الذي رتبنا أنفسنا عليه في الظهيرة .. إلا جان الذي سارع في الجلوس على كرسي ساره ليقابلني ، ويجعلها تجلس على كرسيه لمقابلة بيلا ..وبدأنا بالأكل .. وأنا ، لقد توترت قليلاً عندما جلس جان قبالتي وفكرتُ بأمر الاعتذار له .. فأخفضتُ رأسي وأصبحت أأكل بهدوء .. حتى سمعتُ مارف يقول بهدوء " جان .. هات الملح من فضلك "

في تلك اللحظة رفعتُ رأسي على الفور ونظرتُ لجان الذي ظهرعلى محياه التوتر الطفيف والذي كان واضحاً في صوته حين قال بخفوت " حاضر " .. ثم مد له الملح ليسأله مارف مبتسماً " لماذا غيرت مكانك ؟ "

ابتسم جان بشحوب وشد على قبضة يده الممسكة بالملعقة وقال " ليس هناك سبب .. فقط احببتُ التغيير "

فابتسمت ساره ابتسامة طفيفة وصمت مارف ولم يتفوه بكلمة وهو لايزال مبتسماً أما جان فمحيت ابتسامته حال نظره لطبق طعامه وعاود الأكل ببطء ..

بقيتُ انظر إليه لفترة .. تساءلت بداخلي عن شعوره وأحاسيسه وما يخالج صدره .. لأجده قد باغتني بنظرة منه إلي ،

فرفعتُ حاجبي متفاجئة بينما كان هو ينظر إلي ببرود ثم أنزل عينيه لطبقه من جديد ..



انتهى جان من تناول طعامه ونهض من على الكرسي بهدوء قائلاً " شكراً على الطعام " .. ثم غادر الغرفة .. وبعد دقائق قليلة أنتهيتُ أنا الأخرى ووقفتُ قائلة بابتسامه " شكراً على الطعام .. لقد أعجبني كثيراً "

ابتسمت دينيا وقالت " بالهناء والشفاء "

وسعتُ من ابتسامتي لها .. ثم غادرت الغرفة قاصدة المغسلة البعيدة عن انظار الجميع لغسل يدي .. لكنني فوجئت قليلاً بوجود جان بجانبها وهو يسند جسده على الحائط القريب منها مكتفاً يديه .. فقال لي بهدوء " لقد رأيتِ ما جلبتُه لساره .. أليس كذلك ؟ "

عندها ازدردتُ لعابي بصعوبة وقلتُ ببطء " بلـى "

رفع حاجبيه بمستوى بسيط وقال " إذاً ؟ "

فصمتُ قليلاً وأنا أنظر إليه بهدوء وأقول في سري " يريدني أن أعتذر إليه .. إني حقاً لا استطيع إخراجها من فمي بهذه السهولة .. تباً له ، أشعر بأني أذل نفسي " .. ثم أردفت قائلة بصعوبة وخفوت وأنا أنظر للأرض " أنا .. آســفة "
قال " لم أسمع "

فرفعتُ رأسي أرمقه بتعجب ثم كززتُ على أسناني بغيظ .. لا بد وأنه سمع اعتذاري لكنه يريدني أن أكرره مجدداً ، هل يريد إهانتي ؟.. وفي الواقع فكرتُ أن أتجاهله إلا أن تهديده لي عاد كالصدى يتردد في مسامعي لذا قلتُ بسرعة وأنا أغمض عيني بقوة وإحراج " أنا أسفة "

عندها سمعتُ قهقهة ساخرة صدرت منه وقال " هذا جيد " .. ثم غادر مكانه وبقيتُ أنظر لمكان الخالي منه وانا اتمتم بغضب واضرب بقدمي على الأرض " تباً ، تباً ، تباً
" [/COLOR]

و اسفة على التاخير حب7
( الجزء العاشر )


عندها سمعتُ قهقهة ساخرة صدرت منه وقال " هذا جيد " .. ثم غادر مكانه وبقيتُ أنظر لمكان الخالي منه وانا اتمتم بغضب واضرب بقدمي على الأرض " تباً ، تباً ، تباً "



عندما أصبحت الساعة تشير للثامنة والنصف جلسنا في غرفة المعيشة بعد انتهائنا من تناول العشاء .. فقال مارف الجالس بجانب ساره وبيلا وهيلاري وأنا مخاطباً جان الذي يجلس بعيداً عنا وهو يقرأ أحد الكتب " جان .. تعال هنا "

فنظر ذاك الأخير لمارف وابتسم بشحوب وتوتر ثم وقف واتجه نحونا بتباطؤ وقال " ماذا ؟ "

أشار له مارف بالجلوس بجانبه ففعل جان ذلك باستحياء واضح وقال مارف بمرح " لم تجلب دالاس معك .. لقد اشتقتُ إليه يا رجل "

فقال جان مبتسماً بهدوء وتوتر " أجل .. لقد تركته في المنزل خشيتاً من أن يثير الضوضاء هنا "

فصمت مارف قليلاً وهو ينظر إليه مبتسماً ثم قال مخاطباً هيلاري " آنسة هيلاري .. هل تسمعين أغاني لــ (سانغ يو )؟ "

فقالت هيلاري مبتسمة بلطف " أجل ، إن صوته رائع جداً "

مارف " إذاً هل سمعتي ألبومه الجديد ( Do not leave me )؟ "

أومأت هيلاري برأسها نافية وقالت " كلا ، لم أعلم بأنه أخرج ألبوماً جديداً "

قال مارف مبتسماً " إذاً سأعيركِ إياه لتسمعيه " .. ثم التفت إلى جان وقال له " جان أحضر الـ " سي دي " من غرفتي إنه في درج مكتبي "

فوقف جان بسرعة وكأنه نجا من الجلوس بجانب وحش وقال " حاضر "

ثم هرول بخطواته لأعلى حيث غرفة مارف ... في حين عاد ذاك الأخير يكمل حديثه معنا وفجأة قال " أوه .. لقد تذكرتُ بأن الـ " سي دي " ليس في درج مكتبي .. أرجو المعذرة سأذهب لإحضاره بنفسي " .. ثم قفز من مكانه مسرعاً وصعد لغرفته .. أما نحن فبقينا ننتظره حتى يرجع ..



في الأعلى وعندما دخل جان لغرفة مارف اتجه نحو مكتبه المركون بالقرب من خزانته وأخذ يبحث في الأدراج جميعها عن الـ " سي دي " الذي زعم مارف بوجوده فيها لكنه لم يجد له أثراً ثم أخذ يبحث على سطح المكتب ويرفع الكتب والملفات التي عليها لكنه لم يجده وفجأة .. سمع صوت مارف الذي افزعه وهو يقول " جــان "

فانتفض ذاك الأخير في مكانه واستدار بسرعة إليه وقال وهو يضع يده على قلبه بارتباك " آه ، لقد افزعتني "

ابتسم مارف له واخذ يقترب منه حتى وصل إليه وقال بهدوء " آسف " ... ثم رمقه بنظرة أربكته فأشاح بنظره للمكتب

وقال بتوتر " لم .. لم أجد الـ " سي دي " في الأدراج ولا اعلم أين هو .. هل أنت واثق بأنك وضعته هنا ؟ "

فضحك مارف بخفة وقال " أنا آسف مرة أخرى .. فالــ" سي دي " ليس موجوداً هنا أصلاً "

نظر جان إليه بتعجب ليكمل مارف قوله " في الحقيقة لقد تعمدتُ قول ذلك حتى أستطيع الانسحاب من بين الفتيات

في الأسفل وآتي إليك .. فأنا أود محادثتك في أمرٍ ما على انفراد دون أن يسمعنا أحد "

قال جان بتساؤل خائف قليلاً " وما هو ذاك الأمر ؟ "

فأمسك مارف بمعصمه وسحبه حتى السرير وجلسا معاً على طرفه وقال بجديه " حسناً .. جان أنت تتصرف بغرابة منذ زمن .. وأنا لم أشأ أن أحدثك عن ذلك لأني قلتُ لنفسي ربما ستنسى ما حدث منذ سنة وتعود كما كنت في أي وقت .. "

قال جان بعدم فهم " أ..أنا لم أفهم .. إلى ما ترمي ؟ "

فاستنشق مارف الهواء بعمق ثم زفره بهدوء وقال " إني أعني ما حدث بينك وبين مخطوبتي السابقة قبل سنة ... منذ أن حدث ما حدث وأنت تتصرف معي بطريقة شبه رسمية .. تحاول التخلص من الحديث معي بإجابات مختصرة بالإضافة إلى أنك تتهرب مني .. أليس هذا صحيحاً ؟ "

فأطرق جان برأسه وصمت بينما قال مارف " جان أرجوك تكلم "

فقال جان بعد هنيهة من صمته بخفوت وهو لايزال مطرقاً برأسه " أشعر بالخجل منك ... أشعر بأنني السبب في إبتعادها عنك .. لو لم تراني .. لو لم أتحدث معها بمرح وعفوية .. لوكنتُ رسمياً وحازماً وحاداً معها .. لما حدث ما حدث .. ولما تأذت مشاعرك وجُرِحت .. ولما عانيت أوجاع الفراق ممن تحب .. أنا حقاً لا استطيع النظر إليك "
صمت غريب كسا المكان لوهلة قصيرة ليخلعه مارف بقول مبتسماً " أود تحطيم أفكارك جاني "

فنظر جان إليه بتعجب بينما أكمل مارف بابتسامة هادئة " أخي جان .. أنت لا يجب عليك أن تشعر بهكذا شعور .." ..

ثم أردف وهو يضحك بتهكم " لو تعلم بأن الذي حدث في صالحي لما فكرت بأن تشعر بشعورٍ كهذا حتى "

فقال جان بتساؤل " ما الذي تعنيه ؟ "

قال جان بابتسامة جانبية " لقد اكتشفت بأنها سيئة للغاية .. سافلة واشبه بقمامة نتنة " .. ثم أردف وهو يقف من مكانه ويتنهد براحة " إني محظوظ للغاية لوقوعها في حبك والإبتعاد عني .. فلو أنها لم تتركني وتبتعد عني لوقعتُ وأوقعتُ العائلة كاملة في حضيض قاع يشوه سمعة العائلة واسمها " .. ثم صمت للحظة وجان ينظر إليه بشيءٍ من الأستغراب لكن مارف ابتسم بمرح وقال " والآن .. هل تسمح أن تعود أخي الذي عرفته قبلاً وتكون أكثر حيوية معي ؟ "
فضحك جان بخفة ووقف من مكانه قائلاً بمرح مماثل لمارف " بعد ما سمعته .. أسمح بهذا أخي الكبير "

ثم ضحكا معاً وأمسك مارف بيد جان ونزل به لأسفل بعد ان أخذ معه الــ" سي دي "



بعد مرور عشر دقائق نزل جان و مارف من الأعلى وعلى محياهم لاحت ابتسامة سعيدة استغربتُ وسارة وبيلا منها .. فلما اقتربا منا وجلسا في مكانيهما قال مارف " آسفان من أجل التأخير .. لقد أضعتُ الـ " السي دي " فأخذتُ أبحث عنه حتى وجدته " ... ثم ابتسم ومد الـ" سي دي " لهيلاري ليكمل مارف " أتمنى ان يعجبكِ "

ابتسمت هيلاري بلطف وخجل وقالت " أتمنى ذلك .. شكراً لك "

فقالت بيلا بعد هنيهة من الصمتٍ " جان إني أشعر برغبة في منافستك في سباقٍ للخيل .. هل تسابقني ؟ "

قال لها مبتسماً " ولما لا ؟.. "

ثم نهض من مكانه وقال مخاطباً مارف " أخي .. هلا اشتركت في السباق أنت أيضاً ؟ "

فرمقتُه بنظرة لم يختفي منها الاستغراب .. إن طريقته في الحديث مختلفة عما سبق .. ليس متوتراً ، أو مرتبكاً .. بل إنه يتحدث براحة وهدوء وكأن شيئاً ما قد حدث له .. ثم سقط نظري على ساره ومن بعدها بيلا اللتان لم تكن
نظراتهما مختلفة عن نظرتي .. فقال مارف وهو يقف " بكل سرور " .. ثم وقف من مكانه وقال " رافقونا يا فتيات "



في الخارج .. وقفنا جميعاً في الساحة الكبيرة المضاءة بتلك الأنوار البيضاء المحاطة بها .. وبيلا ومارف وجان قد وقفوا بجانب أحصنتهم وهم يتأهبون لخوض ذاك السباق فقالت بيلا بتحذلق " سأفوز عليكما .. لذا إن فعلتُ ذلك أنصحكما بعدم البكاء في حضن والدتي "

فضحكنا جميعاً ليقول مارف " وانا انصحكِ بأن لا تزيدي من جرعة الثقة فقد تصابين بداء الغرور "

قال جان مبتسماً " عندها بالتأكيد ستبكين في حضن والدتي " .. .. ثم ضحكنا جميعاً بعد جملته التي قالها وقالت بيلا بقليلٍ من الحنق " لا تستخفا بي أنتما الأثنين "

مارف " حسناً ، حسناً .. دعينا من الحديث الآن ولنبدأ السباق "

فامتطت بيلا حصانها ولما أراد جان أن يمتطي حصانه هو الآخر أوقفه مارف قائلا " مهلاً يا جان .."

استدار ذاك الأخير إليه ، ليتقدم منه مارف ويخلع وشاحه الطويل الذي يرتديه ويلفه حول عنق جان عدة لفات ويقول بلطف " لقد ازداد الجو برودة " ..

فرمقة بنظرة هادئة ثم ابتسم وقال " شكراً لك .. لكن انت ستبرد هكذا "

مارف " لا تهتم بأمري ..إني أشعر بالدفء " ... ثم استدار نحو حصانه وامتطاه بسرعة ليوسع جان من ابتسامته ويمتطي حصانه هو الأخر برشاقة وسرعة .. في حين قالت ساره بحماس وسعادة مفرطتين جعلت منها محط انظارنا
انا وهيلاري " سأكون أنا الحكم ، هيا .. انطلقوا الآن "

وما إن أنتهت من جملتها تلك حتى انطلق الثلاثة معاً بسرعة ساعين لبلوغ الهدف واحتلال الصدارة .. بقيتُ أنظر إليهم بحماس .. يتقدم كل شخصاً منهم تارة ويتأخر تارة أخرى ليسبقه الأثنين الباقيين .. لكن .. استرعى انتباهي جان .. كان ينحني للأمام وهو يمسك بلجام حصانه الأبيض الذي تسلط الضوء على جسده ليزيد من بياضه الناصع .. وشعره يتطاير خلفه بسبب الهواء ، وطرفي الوشاح كذلك .. باختصار كان منظره كفارس حقيقي يخترق الحواجز التي أمامه للوصول لمبتغاه .. وأخيراً ، وبعد طول انتظار وصل مارف للنهاية واحتًل المركز الأول ثم جان ثم بيلا ..

فصاح مارف بأعلى صوته فرحاً " واااااو ..لقد فزت عليهما " ... ثم التفت إلى بيلا وقال ساخراً " أذهبي للبكاء في حضن والدتي يا صغيرتي بيلا "
فقالت تلك الأخيرة بصوتٍ عالٍ وحانق " لا بد وأنك غششت يا مارف .. لقد انطلقت قبلنا "

ضحك مارف وجان وقال ذاك الأول " هذا ليس صحيح .. لقد انطلقتُ معكما " .. ثم صاح بنا وهو بعيداٌ عنا وقال" أليس كذلك يا فتيات ؟ "

فصحنا بأعلى أصواتنا وقلنا " بــــلى "

فعاود مارف النظر إليها وقال بفخر " أرأيتِ ؟ "

حدقت بيلا به بغضب وهي تكاد تبكي بينما قال جان وقد خطت على ملامحه السرور " لا تغضبي بيلا ، إنه مجرد سباق عادي ... كما أنكِ لم تعارضي مشاركته معنا "

فقالت بغيظ كبير وهي تجبر حصانها على السير خلفها باللجام الذي امسكته بقبضتها مبتعدتاً عنهما " هذه غلطة حياتي "

فضحك مارف وجان معاً عليها ونحنُ بدورنا ضحكنا على غضبها السريع ..



تأهبنا للخروج من منزل كارميل عندما تحركت xxxxب الساعة واشارت للتاسعة والربع ، وقفنا عند عتبة الباب وعائلة كارميل مواجهة لنا فقال والدي مبتسماً " لقد سررنا جداً بزيارتكم "

قال كارميل مبتسماً ابتسامة اوسع " بل نحن المسرورون لتواجدكم بيننا يا صديقي "

قالت دينيا بلطف " أتمنى رؤيتكِ من جديد سيدة صوفيا بخير وابنتاكِ الرائعتين "

ابتسمت والدتي وقالت " سنتقابل من جديد سيدة دينيا بالتأكيد .. فصحبتكِ لا تُمل "

فقال مارف مبتسماً " إلى اللقاء جميعاً " ... ثم أردف مخاطباً هيلاري " إلى اللقاء آنسة هيلاري ، أتمنى رؤيتكِ مجدداً "
ابتسمت هيلاري بخجل وقالت " إلى اللقاء "

أما فقلتُ مبتسمة وأنا أحاول التأكد بأن جان لا يزال على حاله التي قبل قليل " إلى اللقاء جان .. "

رمقني بنظرة متكبرة وقال بتعجرف " وداعاً " .. ثم استدار ودخل للمنزل

بينما لُوِنت ملامحي بحنق وقلتُ في خلدي مع ابتسامة مقهورة خطت على شفتي " كنتُ متيقنة بأن ما حدث قبل قليل مجرد حلم سأستيقظ منه .. يا لك من متغطرس كبير "



عندما عدنا للمنزل صعد والداي لغرفتهما وكدتُ أتجه انا الأخرى لغرفتي لكن هيلاري استوقفتني قائلة بهدوء وابتسامة بسيطة " ألــس .. "
استدرت لها وقلت " ماذا ؟ "
قالت بابتسامة خجلة " ممم .. كلا ، لا شيء .. تصبحين على خير "... ثم انطلقت مسرعة نحو غرفتها ، في حين إني استغربت من تصرفها هذا لكني رفعتُ حاجبي بعدم دراية واتجهتُ لغرفتي كي ارتاح ..




في منزل كارميل .. وقفت ساره أمام مارف وهي تقول بصوتٍ خافت يملأه الفرح " لم أصدق ما رأيته .. كيف حدث هذا ؟.. كيف عاد كما كان بهذه السرعة ؟ "
ابتسم مارف وقال " حسناً .. تستطيعين القول بأني قلتُ له كلماتٍ بسيطة أعادته كما كان "
صمتت ساره لوهله ثم ضحكت لتتبع ضحكتها بــ" أتعلم .. عندما كنا نتناول الغداء ، مال علي وقال لي بأنه يود تبديل مكانه بمكاني خجلاً منك .. لكني رفضتُ ذلك "
ضحك مارف بخفه وقال " لقد انتبهتُ على فعلته .. لكنني لم اتوقع بأن هذا ما قاله .. "
في تلك الأثناء أخذ جان ينزل السلالم الطويلة بهرولة وهو يمسك وشاح مارف حتى وصل لنهايته ، فلما رأى ذاك الأخير وساره يقفان لوحدهما أمام باب المطبخ لوح لهما وقال " هيه ، مارف ، سارة .. سأذهب لمنزلي لجلب بعضاً من ملابسي .. سأنام هنا "
فابتسمت ساره بفرح كبير وقالت " جان أنت رائع .. إذهب بسرعة ولا تتأخر "
قال مارف بسرعة " بل أجلب ملابسك كلها ، ولا تنسى دالاس أيضاً ... فلا حاجة لك بذاك المنزل بعد الآن "


[SIZE="6و هدا بارت اخر بسبب تاخيري "][/SIZE][/SIZE]
__________________
إِن لَم تَكُن مُعجبًا لِ #إكسو →_→ فَيكفِيك فَخرًا أنَك نَطقت بِإسمِهِم 💘
NarutOo 💘 & LaY 💘
رد مع اقتباس