الموضوع: two souls in another world
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-07-2014, 04:13 AM
 




في قلب غابةٍ تغمرها الخضرة حتى اخر شجرةٍ فيها ، يقبع كوخٌ قديم البنيان ، محاطٌ بسياجٍ خشبي متين ، لا يكفي لصد وحوش الغابة التي تحيط به .
يخرج من مدخنته النحيلة ، بضع خيوطِ دخانٍ كثيفه ، مثبتةً بذلك وجود حياةٍ داخلة ، كانت العائلة الصغيرة ، والمكونة من " طفلين " وامرأةٍ ورجل ، تجلس على طاولة الطعام ، وتتناول إفطارها في غير موعده ، حيث اعتاد

افراد هذه الاسرة على تناوله في السادسة والنصف ، بينما تناولوه هذا اليوم في السابعة تماما !
لم يكن محتوى افطارهم مثيرا للاهتمام ، فكل ما احتواه هو الخبز ، وبعض المربى والجبن والحليب ، ولأن الاب كان مستعجلا فقد كان يتناول الطعام بسرعة خارقه ، ثم نهض ليرتدي حذائيه ويخرج من الكوخ مصدرا خلفه

ضجةً بفعل إغلاقه الباب .
همساتٌ تناقلها الطفلان ، كان محتواها بسيطاً ، فقد كانوا يحددون موعداً للعب في المزرعة ، والذي يخططان فيه الى تعذيب الدجاجات السمينة البطيئة ، وبينما تستمر الام في الاكل بنهمٍ شديدٍ لا تظهره الا عندما يقوم زوجها من

على الطاولة ، شربت " ايري " حليبها الى اخر قطرة ، بينما استمر توأمها " ايكو " في تناول قطع الخبز المدهونة بالجبن الساخن ، وفي كل مرةٍ يلطخ فيها وجهه ببعض الجبن تمسحه ايري بكل حبٍ اخوي ، آه ، انا امزح ،

إنها تفرك وجهه حتى يحمر تماما وكأنها تقول له الا يفعل هذا مره اخرى ، ولكنه يستمر في العناد بتلطيخ وجهه عمدا متحملا المه بابتسامه ، ويالهُ من طفلٍ شجاع !

قام الطفلان من على الطاولة ، وخرجا مباشرةً الى المزرعة ، بينما قامت الام بحمل الاطباق وتنظيف الطاولة ، وأكل بقايا الخبز المتناثرة ، بحجة انها نعمة من الله ! ، ونعم الحجه اختارت لتخفي امر انها " شرهة " .
صوت ضحكات " ايكو " ملأت المكان ، يكمن داخلها خبثٌ طفولي ، وهو مستمتعٌ بنتف ريش الدجاج ووضعه في جيب اخته ، التي تقف بوجهٍ جامد مخفيةً استمتاعها بالأمر ، قفزت الدجاجة على " ايكو " لكنه تراجع الى الخلف

بابتسامه وركلها بقدمة ، ثم انكبت عليها " ايري " لتحملها بين يديها وهي تقول بنبرةٍ هادئة مخفيه حماسها : خذ من ريشها الان .
كاد " ايكو " ان يمد يده ، لولا سماع والدة الغاضب يصرخ: ماذا تفعل بالدجاجات المسكينة ، ايها الشقي !.
افلتت " ايري " الدجاجة ، لتقفز مذعورةً من بين يديها وتهرب بعيدا حيث اجتمعت الاخريات ، امسكت " ايري " يد شقيقها وفرت هاربةً مسلمةً اقدامها للريح ، بينما يحاول " ايكو " مجاراة سرعتها حتى لا يسقط ويتأذى ، وهو

يسمع صوت والدة الصارخ: سوف تعاقبان عند عودتكما ! ، وخاصة انت يا ايكو !.
توقفا خلف الكوخ ، حيث المخزن الصغير والذي بذل فيه الكثير من الجهد حتى يبنى ، واخذا يلتقطان انفاسهما القصيرة ، خلع " ايكو " حذائه وفرك قدميه الصغيرتين ، وعلى وجهه علامات الالم ، بينما جلست " ايري "

القرفصاء واخذت تقطف رؤوس الاعشاب التي تنمو على الارض ، ليرجح " ايكو " من تصرفها انها نادمه، او خائفة من العقاب ربما ؟ .
جلس ثم اخذ ينظف ما بين اصابعه من الاوساخ العالقة بها ، وبعد ان انتهى منها رفع اصبعه امام وجهه ، وقربه من انفه ليشمه ، لكنه ابعد اصبعه بعيدا في قرف ، متمتما " كريه جدا ! "
عاد ليرتدي حذائه مجددا ويقف ، ثم مشى متجها الى " ايري " ليقف امامها ويمد لها يده ، رفعت راسها ونظرت اليه ، ثم الى يده الممدودة ، ففهم هو الامر خطئاً ، وضع يده في جيبه واخرج منديلا مطرزاً بشكلٍ جميل ، ووضعه

على يده ، ثم مدها مجددا قائلا: هل انتِ بخيرٍ مع هذا الآن ؟.
لم تستوعب بدايةً قصده ، لكنها فهمت بعد عدةٍ ثوانٍ من التفكير القصير انه فعل مجدداً شيئا ما مقرفا بيده ، لكن ذلك لم يمنعها من امساك كفه والوقوف ، نظرت الى وجهه ليعطيها ابتسامةً واسعه ، قلقة نوعا ما ، لتضغط على

يده الصغيرة وتهمس: هل انت خائف ؟ .
فاجئهُ سؤالها ، فأجاب: لا ، حسنا ، ليس تماما ، انا فقد أتساءل عن نوع العقاب الذي سيحل بنا !.
اخفض رأسه قليلا ، ثم رفعه مجددا بابتسامه ، ليقول: لنعد الآن ! ، لابد ان ماما قلقة عليك .

كان قلبه الصغير ينبض بـ خوف ، خوفٍ من العقاب الذي سيأتيه ، والذي يعتقد لسببٍ ما انه اسوأ مما سيحل بـ" ايري " .
وها هي اللحظة التي لم يكن يريدها ان تأتي ابدا ، فتح باب الكوخ بهدوء وقلقٌ شديد ينتابه حيال ما سيحدث ، صعد الدرجات الثلاث وهو يشعر بثقلٍ في قدميه ، وكأن شيئا ما يمنعه عن الصعود ، وما إن صعد حتى وجد نفسه امام

والده مباشرة ، كانت عيناه الحادتان مخيفتان بالنسبة لطفلٍ بعمر " ايكو " ، لكن اخته دفعته قليلا الى الامام وذهبت راكضةً الى والدتها ، التي احتضنتها بهدوء ، كانت تلك الدفعة بمثابة تشجيعٍ بالنسبة لـ " ايكو " ، وكأنها كانت

تخبره بان يبذل جهده ، لكن ذلك التشجيع البسيط لم يكن كفيلاً بإنهاء خوفه ، تنهد الاب بانزعاج ، ثم رفع يده وخلخل اصابعه في شعره ليعيده الى الخلف ، عاد بخطواته الى الخلف ليحمل معطفه ويرتديه ويرمي معطف " ايكو "

عليه ، قائلا انهما ذاهبان للصيد ! .
ارتدى " ايكو " معطفه الصغير الحجم ، ويجهز حقيبته واضعاً كل ما يريد داخلها ، ثم حملها ووقف ينتظر والده الواقف امامه يجهز عده الصيد ، ليسرح فيه ، كان والده وسيم الوجه ، حاد العينين ، بشعرٍ بنيٍ ناعمٍ له نفس لون

عينيه ، وبشرهٍ بيضاء ضربتها الشمس حتى اسمرت ، ولكنها لم تزده الا وسامة ، دائما ما كان يتساءل عن الفرق بينه وبين والده ، وعن سر شعره الابيض الغريب ، لكنه لم يكن مهتما بالإجابة الى تلك الدرجة ، او ربما كان

خائفا منها فقط ؟ ، خائفا من ان لا يكون ابن ابيه .
-: هيا !
صوتٌ افاق " ايكو " من شروده ، ليجده والدة ، عيناه كانتا تحدقان به بحدة ، لكنه لم يكن يقصد شيئا بذلك ، خرج من المنزل ، ليلحقه ايكو بعد ترددٍ قصير ، واخذ يمشي وراءه ، دون ان يسأل الى اين هو ذاهب ، او ماذا

سيصطاد ؟.
اخذا بالمشي مسافةً قصيرة ، الى ان دخلا الى الغابة وتوغلا فيها ، كانت قدما " ايكو " ترتجفان وعيناه تتسعان فزعا عند سماع اي اصواتٍ غريبة ، لكن والده استمر يمشي امامه بشجاعةٍ وثقةٍ تامة ، وهو يحمل فأساً بين يديه ،

توقف فجأةً واخفض جسده بحذرٍ شديد ، بينما يجهل " ايكو " السبب ، ظهر فجأةً دبٌ ما امامهما ، اطلق " ايكو " شهقةً عالية ، جعلت الدب يلتفت ويتقدم الى مصدر الصوت ، فأطلق الاب شتيمةً ثم وقف ورما الفأس على راس

الدب ، ولكنها لم تؤثر به ! ، فقد اصابته العصا الخشبية ، اطلق شتيمةَ اخرى والتفت ليدفع " ايكو " بعيدا وهو يصرخ: اهرب !.
لم يكن " ايكو " لينتظر على كل حال ، فكل ما كان يحتاجه هو دفعةً تجعله يعود لوعيه ، كان يظن ان والده خلفه ، لكنه وعندما التفت لم يره ! ، ولم يسمع سوى صرخةٍ اتية من البعيد ، تتبعها صرخة اخرى ، واخرى ، الى ان

عم الهدوء تماما .
اكمل الجري وعيناه تدمعان خوفاً ، وصراخ والدة لا يزال يتردد في عقله ، وبلا ادنى تفكير ، سحب يده مبعداً اياها عن غصنٍ كان يدفعه ، ليرتد ذلك الغصن ويجرح عين" ايكو " اليسرى ، ويعميها تماما .

" داخل الكوخ "
مسحت " ايري " بضع اطباق ووضعتها فوق الطاولة ، واخذت تشاهد امها فور انتهائها وهي تصنع الخبز وتقلب الحساء باستمرار وتدندن بلحنٍ جميل ، فتح الباب بهدوء ، مصدراً ازيزا خفيفاً سمعته ايري ، فوضعت منديلها

على الطاولة، وذهبت لاستقبال والدها وشقيقها قائلة: مرحبا بعودتـ ...
الجمتها الصدمة ، مظهر شقيقها كان كفيلا بجعلها بهذا الشكل ، عينه اليسرى تدمي بشكلٍ رهيب ، وخطٌ من المخاط يسيل من انفه ، صوت انفاسه عالٍ ويشهق بشكلٍ مخيف ، مسحت الام يديها ومشت الى " ايري " بقلق سائلةً

اياها عن ما يحدث .
لتتفاجأ بمنظر طفلها الذي لم يبلغ العاشرة بعد !.
وضعت يدها على فمها بعد اطلاقها شهقةً عالية ، ثم تقدمت اليه وسحبته بسرعةٍ لتجلسه على اقرب كرسيٍ لها، وصرخت على " ايري " طالبةً منها احضار قماشةٍ نظيفة ، وسائلا مطهر .

" بعد نصف ساعه "

كانت الام قد اخاطت الجرح باستخدام إبرةٍ مقوسة ، وخيوطٍ عادية ، رغم علمها بانها لن تنفع ابدا ! ،ولكنها لا تملك خياراً " يمكن عندها بصل " ، كانت تسأله باستمرار عن ما حدث معه ، لكنه لم يكن يجيبها سوى بالتأتأة

الغير مفهومه .
تقدمت " ايري " وجلست امامه لتمسك بيده ، كانت تنظر في عينه الباهتة ، عادت لتضغط على يده بشده ، حتى قال اخيرا: ابي .. دب .. ابي .. مات !.
صدمت الام بما سمعته ، لكنها ابتسمت محاولة تكذيب ما تفكر فيه لتقول: هل تعني بان والدك قد قتل الدب ؟.
حرك رأسه بـ لا ، ومن ثم اخذ يشهق بشدةٍ غير قادرٍ على البكاء .
اخذت " ايري " تضغط على يد شقيقها ، لتخفض رأسها بهدوء ، ثوانٍ ورفعته من جديد ، وهي تنظر الى امها بعينين دامعتين ، ترتجيانِ حظناً دافئ ، لكن الام كانت في عالمٍ مختلفٍ تماما ، عالمٍ مختلفٍ جداً ، عالمٌ حيث وجدت

فيه كل لحظاتها الجميلة مع زوجها ، والتي كانت اجمل ايام عمرها حرفيا !.
وقفت بهدوء ، وبصوتٍ مخيفٍ فارغ قالت: اذهبآ للنوم ، فالوقت متأخر !.
فعارضتها " ايري " بهدوءٍ وصوتٍ متردد: لكنها الظهيرة امآة !.
لم تكن في مزاجٍ جيدٍ للنقاش ، فصرخت عليها قائله: قلت انه وقت النوم الآن !.
ابتلعت لسانها وصمتت ، حتى ان صوت انفاسها اختفى تماما ، وقفت ، وسحبت يد شقيقها ليقف ويذهب معها الى غرفتهما .
وضعته على فراشه ، واغلقت ستار النافذةِ لتصعد الى فراشها ايضا ، نظرت الى السقف ، ثم سألته: هل يؤلم؟.
ساد الصمت لثوانٍ قليلة ، كان صوتُ انفاسهما هي كل ما يسمعانه ، وضع " ايكو " يده حيث جرحة ، ثم قال: لا استطيع تحريكها ، وهناك وغز خفيف فيها .
همهمت بانها فهمت ، ثم اغمضت عينيها ، حتى ....




فينيشش ،، طبعاً مافي اسئلة ، مافي شي ، بس عندي طلب بسيط ، بضع انتقادات ، لو سمحتم

الاحداث الحقيقة بتبدأ من البارت الجاي ، هذي بس مقدمة :nop:
وزي ما قلت ، البارت الجاي ما حيكون من كتابتي ، حيكون من كتآبةه صديقتي " حنين " .

سايوناراا *^* .