عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 07-08-2014, 04:29 PM
 



بين طيات الحياة تختبأ أماني.....ذكريات.. أقدار
تغير حياتنا كلياً من دون سابق انذار
قد تسعدنا... قد تبكينا
لانعرف ولكنها حتما تقلب الموازين رأساً على عقب

في أحد بيوت لندن الواسعة دخلت إلى حديقته شابة في مقتبل العمر ربما في الثالث والعشرين ،تملك جمالاً هادئ، أخاذ ولكن برزانة... ذات شعر بني مال في عرقه ناحية السواد، وعينان زرقاوتان اختلطت بتمرد مع العرق الأسود ذاته
جلست فوق الكرسي الخشبي الملائم للطاولة لتزفر الهواء بضجر وتقول : لن ينتهي مبحثي ابداً
تلبكت امرأة جلست تحتسي الشاي على نفس الطاولة وقالت : عزيزتي، أريدك في موضوع..... وأرجو ألا تغضبي
ردت الفتاة : ماذا هناك أمي؟
قالت الوالدة : لقد عرضت علي صفقة مهمة جداً
استغربت الفتاة من الامر وقالت :وما دخلي أنا في هذا؟
ازدرت الأم لعابها بقلق وأجابت : علي السفر خارج لندن مدة شهر كامل لذا عليك أن تأتي معي...... و بصراحة سنسافر الى....... لوس انجلوس
نهضت الفتاة بغضب عارم تجسد على ملامح وجهها قائلة : ما هذا الهراء؟!
اعتلا قسامات وجه تلك الام علامات الصرامة وقالت : بيلا ..... احفظي لسانك
هدأت بيلا من روعها وجلست محاولة ضبط أعصابها وهي تقول : أمي..... أرجوك أنا لن أذهب معك.... ليس الى ذلك المكان
قالت الام متعاطفة مع ابنتها : ولكن يا ابنتي إن لم نذهب ستلغى الصفقة.... وضع الشركة لا يسمح
لطالما استسلمت لنبرة صوت أمها الحنون.... وأخذت بعين الإعتبار أن الأمر صعب على والدتها كذلك...... لذا تشبثت بآخر قشة لها وقالت : وماذا عن مبحثي؟! علي أن أكمله
قالت الأم باستنكار : بحق الله كوني واقعيةً.... يوجد مكاتب في لوس انجلوس كما يوجد خدمة الانترنت.... أنت لن تذهبي للقرون الوسطى في النهاية
بصوت أنثوي نطقت فتاة لم يلحظ أحد وجودها، ليس لأنها تسترق السمع، بل لأن النقاش الهام بين والدتها وأختها التي سبقتها في القدوم للحياة بسنة أخذ انتباه الجميع
رددت على مسمعهما : لا أظن أنك ستكتبين حرفاً أن ذهبتي
قالت الأم بتذمر : سالي.... لا تزيدي الطين بلة
بيلا : وما الذي يمنعني من ذلك ؟
سالي : أخبار لوس انجلوس يا عزيزتي
بدأت بقراءة ما كتب على جهازها المحمول : "وايت كيد" لص بارع.... استطاع الافلات من رجال شرطة لوس انجلوس....
قالت بيلا بملل : وهل تظنين أنني سأذهب لألعب معه لعبة القط والفأر !
سالي : انظري الى ما كتب هنا... "وقد استطاع أن يسرق حتى الان 87 تحفة فنية... ولكن ما يمتلكه منهن هو الصفر"
بيلا باستغراب : صفر! .... كيف؟
سالي : يعيد في الصباح التالي المنحوتة التي سرقها مرفقاً رسالة مكتوب فيها " لم ولن تكونوا نداً لي "
تمتمت بيلا : مغرور
أغلقت سالي جهازها وأسندت رأسها الى يدها وقالت مبتسمة : ألا تريدين أن تمسكي بالمغرور؟!
بادلت أختها الابتسامة.... فهي تعرف أن غرائزها التي ورثتها عن والدها أقوى من إرادتها حتى

أقلعت الطائرة متجهة الى لوس انجلوس.... حاملةً معها عائلة مونيير
وفور وصولها ونزول الركاب اتجهت والدتهما الى حيث يقف رجل ترك العمر أثره في تجاعيد وجهه.... وشيبات شعره الخفيفة
رحب بهم أحر ترحيب وعرفته والدتهما عليهم على أنه المفتش جيمس بوارو وهو صديق والدهما المرحوم كما أنه المسؤول عن قضايا وايت كيد
ظن في بداية الامر أنهما معجبتان ولكن سرعان ما وضح له أن بيلا قد درست علم البحث الجنائي وتريد خوض معركة مع المدعو وايت كيد
بوارو : سنرى إن كانت وريثة مارتن بالكفاءة المطلوب
بيلا : أرجو أن لا تخبر أحد أنني أريد التدخل في القضية ياسيدي
بوارو : لا عليك.. لن يعرف أحد
قدم رجل يافع الى حيث يقفون... القى التحية وقال : انتهيت سيدي
عرفه بوارو على انه الضابط جاك روسو
تمتمت سالي لبيلا : وسيم... اليس كذلك
تمتمت بيلا وهي تتفحص شعره الذي استوحى لونه من لون حقل القمح وقت الغروب وعيناه اللؤلؤيتان : ليس كثيرا
سالي : اتمزحين؟!!!
نظر لهما فتلبكتا معتذرتان ...بيلا كانت تدرك أن أختها كانت على حق ولكنها تحب أن تثير غضب أختها رومنسية الطباع
مشوا الى السيارة متجين للشقة المستاجرة ناشدين الراحة


رد مع اقتباس