عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-13-2014, 01:11 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://im58.gulfup.com/jIM3fJ.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




تنسب الملكة بلقيس إلى الهدهاد بن شرحبيل من بني يعفر،
و هناك اختلاف كبير بين المراجع التاريخية في تحديد اسم
ونسب هذه الملكة الحِمْيَرية اليمانية،
كما أنه لا يوجد تأريخ لسنة ولادتها ووفاتها.

كانت بلقيس سليلة حسبٍ و نسب، فأبوها كان ملكاً،
و قد ورثت الملك بولاية منه؛ لأنه على ما يبدو لم يرزق بأبناء بنين.
لكن أشراف وعلية قومها استنكروا توليها العرش
وقابلوا هذا الأمر بالازدراء و الاستياء،
فكيف تتولى زمام الأمور في مملكة مترامية الأطراف مثل مملكتهم امرأة،
أليس منهم رجلٌ رشيد؟
و كان لهذا التشتت بين قوم بلقيس أصداء خارج حدود مملكتها،
فقد أثار الطمع في قلوب الطامحين الاستيلاء على مملكة سبأ،
ومنهم الملك "عمرو بن أبرهة" الملقب بذي الأذعار.
فحشر ذو الأذعار جنده و توجه ناحية مملكة سبأ
للاستيلاء عليها و على ملكتها بلقيس،
إلا أن بلقيس علمت بما في نفس ذي الأذعار فخشيت على نفسها،
واستخفت في ثياب أعرابي ولاذت بالفرار.
و عادت بلقيس بعد أن عم الفساد أرجاء مملكتها فقررت التخلص من ذي الأذعار،
فدخلت عليه ذات يوم في قصره و ظلت تسقيه الخمر
وهو ظانٌ أنها تسامره وعندما بلغ الخمر منه مبلغه،
استلت سكيناً و ذبحته بها.
إلا أن رواياتٍ أخرى تشير إلى أن بلقيس أرسلت إلى ذي الأذعار
وطلبت منه أن يتزوجها بغية الانتقام منه،
وعندما دخلت عليه فعلت فعلتها التي في الرواية الأولى.
وهذه الحادثة هي دليلٌ جليّ وواضح على رباطة جأشها وقوة نفسها،
وفطنة عقلها وحسن تدبيرها للأمور،
وخلصت بذلك أهل سبأ من شر ذي الأذعار وفساده.

وازدهر زمن حكم بلقيس مملكة سبأ أيمّا ازدهار،
واستقرت البلاد أيمّا استقرار، وتمتع أهل اليمن بالرخاء و الحضارة والعمران والمدنية.
كما حاربت بلقيس الأعداء ووطدت أركان ملكها بالعدل وساست قومها بالحكمة.
ومما أذاع صيتها و حببها إلى الناس قيامها بترميم سد مأرب
الذي كان قد نال منه الزمن وأهرم بنيانه وأضعف أوصاله.
وبلقيس هي أول ملكة اتخذت من سبأ مقراً لحكمها.




وهذه قراءةٌ في شخصية الملكة بلقيس

· ذكر بلقيس في القرآن الكريم

إن بلقيس لم تكن امرأة عادية،
أو ملكة حكمت في زمن من الأزمان و مر ذكرها مرور الكرام
شأن كثير من الملوك و الأمراء.
و دليل ذلك ورود ذكرها في القرآن. فقد خلد القرآن الكريم بلقيس،
و تعرض لها دون أن يمسّها بسوء ،
و يكفيها شرفاً أن ورد ذكرها في كتابٍ منزلٍ من لدن حكيم عليم،
وهو كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه،
ولم و لن يعتريه أي تحريف أو تبديل على مر الزمان،
لأن رب العزة –جل و علا- تكفل بحفظه وصونه “إنا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون".
فذِكر بلقيس في آخر الكتب السماوية و أعظمها و أخلدها
هو تقدير للمرأة في كل زمان و مكان،
هذه المرأة التي استضعفتها الشعوب والأجناس البشرية وحرمتها من حقوقها،
وأنصفها الإسلام و كرمها أعظم تكريم.
و هذا في مجمله وتفصيله يصب في منبع واحد،
ألا وهو أن الملكة بلقيس كان لها شأنٌ عظيم
جعل قصتها مع النبي سليمان –عليه السلام- تذكر في القرآن الكريم .


· رجاحة عقل بلقيس، و بليغ حكمتها، و حسن مشاورتها

إن الملكة بلقيس ما كان لها هذا الشأن العظيم
لولا اتصافها برجاحة العقل و سعة الحكمة و غزارة الفهم.
فحسن التفكير و حزم التدبير أسعفاها في كثيرٍ من المواقف العصيبة
والمحن الشديدة التي تعرضت لها هي ومملكتها؛
و منها قصتها مع الملك ذي الأذعار الذي كان يضمر الشر لها و لمملكتها،
ولكن دهاءها وحنكتها خلصاها من براثن ذي الأذعار
و خلص قومها من فساده و طغيانه و جبروته.

كما أنها عرفت بحسن المشاورة إلى جانب البراعة في المناورة،
فهي لم تكن كبقية الملوك متسلطة في أحكامها، متزمتة لآرائها،
لا تقبل النقاش أو المجادلة، بل كانت كما أجرى الله على لسانها
“ قالت أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون"،
و ذلك على الرغم من أنه كان بمقدورها أن تكتفي برأيها
و هي الملكة العظيمة صاحبة الملك المهيب .
فهي ببصيرتها النيّرة كانت ترى أبعد من مصلحة الفرد،
فهّمها كان فيما يحقق مصلحة الجماعة.


· ذكاء بلقيس وفطنتها

كانت بلقيس فطينة رزينة، و كانت فطنتها نابعة من أساس كونها امرأة،
فالمرأة خلقها الله –عز وجل- وجعلها تتمتع بحاسة
تمكنها من التبصر في نتائج الأمور وعواقبها.
والشاهد على ذلك أنه كان لبلقيس –كعادة الملوك-
عدد كبير من الجواري اللاتي يقمن على خدمتها، فإذا بلغن استدعتهن فرادى،
فتحدث كل واحدة عن الرجال
فإن رأت أن لونها قد تغير فطنت إلى أن جاريتها راغبة في الزواج،
فتُزوجها بلقيس رجلاً من أشراف قومها وتكرم مثواها.
أما إذا لم تضطرب جاريتها ولم تتغير تعابير وجهها،
فطنت بلقيس إلى أنها عازفة عن الرجال، وراغبة في البقاء عندها
ولم تكن بلقيس لتقصر معها.
ومن أمارات فطنتها أيضا أنه لما ألقي عليها كتاب سليمان
علمت من ألفاظه أنه ليس ملكاً كسائر الملوك،
وأنه لا بد وأن يكون رسول كريم وله شأنٌ عظيم؛
لذلك خالفت وزراءها الرأي عندما أشاروا عليها باللجوء إلى القوة،
وارتأت بأن ترسل إلى سليمان بهدية،
و كان المراد من وراء هذه الهدية
ليس فقط لتغري وتلهي سليمان – عليه السلام - بها،
وإنما لتعرف أتغير الهدية رأيه و تخدعه؟
و لتتفقد أحواله و تعرف عن سلطانه و ملكه و جنوده.
ومن علامة ذكائها أيضا أن سليمان – عليه السلام - عندما قال لها متسائلاً
“ أهكذا عرشك؟ قالت: كأنه هو"،
ولم تؤكد أنه هو لعلمها أنها خلفت عرشها وراءها في سبأ
ولم تعلم أن لأحد هذه القدرة العجيبة على جلبه من مملكتها إلى الشام.
كما أنها لم تنفِ أن يكون هو؛ لأنه يشبه عرشها
لولا التغيير والتنكير الذي كان فيه.

إسلام الملكة بلقيس مع سليمان

كثيرةٌ هي القصص المذكورة في القرآن عن أقوامٍ لم يؤمنوا برسل الله
و ظلوا على كفرهم على الرغم مما جاءهم من العلم .
إلا أن بلقيس وقومها آمنوا برسول الله سليمان –عليه السلام-
ولم يتمادوا في الكفر بعدما علموا أن رسالته هي الحق
وأن ما كانوا يعبدون من دون الله كان باطلاً.
واعترفت بلقيس بأنها كانت ظالمة لنفسها بعبادتها لغير الله
“ قالت ربي إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين “.

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________



ماذا سيحصل لو تحولنا الى بلاد ؟
انت سوريا وانا بغداد ..💜
يميل رأسي على كتفك قليلا فتزهر فلسطين..💜
ويستقيم العالم ..!!





رد مع اقتباس