العهد القديم هو أقدم النصوص الذي يشير إلى هذه الملكة دون أن يسميها
أو يذكر من أين أتت تحديداً قاصراً ذكرها على أنها ملكة مملكة سبأ سمعت بخبر سليمان
وحكمته فذهبت إليه لاختبار هذه الحكمة والتحقق منها.
قادمة على ظهور الجمال بقافلة من الطيب والأحجار الكريمة والأبخرة الذي يذكر العهد القديم
أن أورشليم لم تشهد مثلها من قبل التحقق من القصة من ناحية الآثار يكاد يكون مستحيلا،
ولكن الإشارات إلى الطيب والأحجار الكريمة التي " لم يأت بعد مثلها "
دلائل أن المملكة التي كانت تحكمها بلقيس غنية بهذه العناصر.
وقد كانت ممالك اليمن القديم كذلك .
و يذكر العهد القديم أن مملكة سليمان دخلت عصرا من الازدهار والثراء بعد هذه الزيارة،
وأنه بنى عرشه من العاج وأغشاه بالذهب وجعل آنية الشرب كلها من الذهب
وأن ملوك الأرض كلها أتت إلى سليمان لتسمع حكمته وتتعلم منه حسب العهد القديم.
وورد ذكر سبإ في سفر أشعياء بأن أهلها سيأتون محملين بالطيب على ظهور الجمال
ليعظموا المسيح اليهودي ويعتقد المسيحيون أن المقصود هو يسوع
لم يذكر العهد القديم مالذي حدث للملكة بعد هذه الزيارة
سوى أنها تعلمت من حكمة سليمان وعادت إلى بلادها الغير المسماة
ولكن سبأ اسم أرض في الأساس كباقي أسماء القبائل في اليمن .
علاقة ملكة سبأ بالملك سليمان
لا توجد إشارات في الكتاب المقدس عن علاقة بين سليمان وملكة سبأ
ولكن ورد أنه كان لسليمان 700 زوجة و 300 جارية
وسليمان ليس نبيا كما هو في الإسلام بل ملك وتظهر النصوص غضباً من يهوه إله إسرائيل
لتعلق قلبه بالنساء والتغاضي عن بعض أفعاله لإنه إبن داوود
مع ذلك لا إشارة بعينها لعلاقة بين سليمان وبلقيس
ولكن بنيت قصص العلاقة المزعومة في تعليقات أو تفاسير الأحبار
استنادا على ماورد عن حب سليمان للنساء في التوراة
المدراش ووالتناخ فصلوا في القصة،
ورد في المدراش أن الملكة سمعت بخبر سليمان وحكمته فقالت لقومها :
"سأذهب لإختباره بأحاجي لأرى إن كان حكيما أم لا "
ويبدو أنها كانت بارعة في مسألة الأحاجي والألغاز والأسئلة المعقدة
وكان سليمان يحب الأحاجي ويكثر من تبادلها مع الملوك
وهي علامة على الكفاءة والذكاء حسب مفاهيم العالم القديم
وسألت بلقيس الملك سليمان أحاجي وألغاز كثيرة
ويبدو من القصة وتعليقات الحاخامات أنها أشبه بدروس دينية لكثرة الأمثلة
التي أوردها سليمان على بلقيس عن أنبياء مثل لوط وأيوب وموسى وأباه داوود
وكلها كانت لإقناع بلقيس بدين سليمان وأن مالديه من الحكمة الممنوحة من إلهه
يفوق ما لديها حتى أيقنت بلقيس قائلة: "ليتبارك الرب إلهك إله إسرائيل"
وتزوجت بلقيس من سليمان وأنجبت إبنا اسمه بن صيره
إلا أن هذه الروايات كلها من تأليف حاخامات ورجال دين متأخرىن
أضافوا إلى القصة من عندهم الشيء الكثير..!!
ذكرت ملكة سبأ في العهد الجديد بأنها ملكة الجنوب أو ملكة تيمان
« ملكة تيمن ستقوم في الدين مع رجال هذا الجيل وتدينهم.
لانها اتت من اقاصي الارض لتسمع حكمة سليمان وهوذا اعظم من سليمان ههنا»
في إشارة إلى يسوع بمعنى أن ملكة سبأ ستقوم بإدانة معارضي يسوع
لإنها استعمت لحكمة سليمان ويسوع أعظم من سليمان في الاعتقاد المسيحي
ويطلق اليهود لفظة (تيمان) على يهود اليمن.
وقال القديس جيروم بأن الإدانة المعنية ليست إدانة إلهية
بمعنى أن ملكة سبأ لديها خاصية من خصائص الإله،
إنما هو عتب على اليهود الذين رأوا المسيح ولم يصدقوه رغم أنها غويام
وربط المسيحيين بين قدومها محملة بالطيب والحجر الكريم والذهب
بقصة قدوم المجوس الثلاثة حين ولادة يسوع لتعظيمه .
ورد في كتاب الأسطورة الذهبية أن الملكة ركعت أمام حاجز مصنوع من خشب الشجرة المحرمة
لعلمها أن المسيح سيشنق عليها ولم تطأ على الحاجز الخشبي
بقدمها بل خلعت حذائها وآثرت أن تمشي على الماء
وعندها تحولت قدمها الغريبة إلى قدم إنسان مما آثار هلع سليمان
فأمر بدفن الحاجز الخشبي الذي اكتشف بعد ألف سنة
وصنعت منه الأخشاب لصلب المسيح في رواية أخرى
أقدم الإشارات لهذه الملكة موجود في كتاب مجد الملوك
الذي يعود للقرن الثاني عشر الميلادي وهو مبني على العهد الجديد ماكيدا،
امرأة ذكية وجميلة وحكيمة ذهبت إلى أورشليم لتتقصى عن خبر سليمان
ويربط الإثيوبيين بينها وبين كنداكة ملكة الحبشة
الوارد ذكرها في سفر أعمال الرسل في العهد الجديد
وصلت الملكة إلى سليمان الذي سعد بقدومها كثيرا وأمضت تسعة أشهر عنده
وفي طريق عودتها لإثيوبيا ولدت طفلا من سليمان أسمته منليك
وهو الملك الذي زعم ملوك إثيوبيا أنهم متحدرون من سلالته وكلمة منليك تعني إبن الحكيم
إستطاع سليمان أن يشاركها الفراش بعد عدة محاولات بائت بالفشل لإقناعها،
وفي آخر ليلة لها حاول سليمان أن يغويها فأبت ماكيدا.
فشرط عليها أن لا تأخذ شيئا من قصره عند رحيلها.
وضع سليمان كأسا من الماء قرب فراشها ليلا فأستيقظت الملكة عطشانة
ورأت كأس الماء أمامها وماكادت أن تلمسه حتى أمسك سليمان يدها
متهما إياها بنقض وعدها مما مكنه من مجامعتها
عندما بلغ منليك الثانية عشرة من عمره,
أخبرته أمه عن أباه وحين بلغ الثانية والعشرين
قرر منليك زيارة والده في أورشليم الذي سعد بقدومه وقال
"س أنتم تقولون أنه يشبهني والحقيقة أنه أشبه بوالدي داوود
في صباه وأيام شجاعته. إنه أجمل مني بكثير "
— مجد الملوك 33:61
النقاط الأكثر وضوحا للخلاف تتعلق بتاريخية كتاب مجد الملوك.
القضية الرئيسية هو ربط سبأ التوراتية بإثيوبيا
ولكن معظم الباحثين حدد شيبا التورارتية بأنها سبأ التاريخية
الواقعة في جنوب شبه الجزيرة العربية. إمكانية الدعم تأتي من نقش ملكي
يشير إلى سبأ عثر عليه في شمال إثيوبيا
ومن الأدلة اللغوية والآثار الباقية يتضح أن السبئيين في شمال إثيوبيا
كانوا مرتبطين بالمملكة الأكبر في اليمن.
وهذه الكتابات السبئية تعود للقرن الثامن قبل الميلاد
بينما حدد علماء الكتاب المقدس حياة الملك سليمان في القرن العاشر.
هذا يدل أن التواجد السبئي في إثيوبا متأخر جداً عن فترة الملك سليمان
وهو مايطعن في مصداقية وواقعية كتاب مجد الملوك
وبالتالي فإن قصة منليك الأول وجلبه لتابوت العهد
مستندة على مفارقة تاريخية لا مصطلحات تاريخية حقيقية