القصة....the story في مكان بعيد عن المكان الذي يحوي القصر الغريب كانت الشمس على وشك الغروب و السماء توشك أن تظلم كانت تلك الفتاة صاحبة الشعر الأسود الرمادي ذا الخصل الأرجوانية الداكنة من أطرافها الطويل و العينين الأرجوانيين الداكنين تبهر الجميع بجمالها ذاك تسير مسرعة في اتجاه منزلها فهي متأخرة على غير العادة كانت ستقع أغمضت عينيها مستسلمة للأمر لكن بطريقة ما لم تقع لتفتح عينيها لتقابل تلك العينين الواسعين الرماديين الباردين لتتوه فيهما قبل أن تدرك ذلك ليقول لها الشاب ذا الشعر الأرجواني المحمر الذي يصل لكتفه: هل أنت بخير؟ ابتعدت الفتاة عنه لتقول بصوتها الناعم و الخجول: أجل أنا بخير شكرا لك على إنقاذي و أنا آسفة لإزعاجك بهذا قال الشاب: لا داعي للاعتذار والشكر قالت الفتاة: كنت أود أن أدعوك لكوب من القهوة لكن وقتي لا يسمح لذا أرجوك أن تعذرني فأنا متعجلة حقا و لا أستطيع البقاء غادرت قبل أن يقول الشاب أي شيء و هي تسرع مجددا لينظر إليها الشاب بتحديق ثم نظر ناحية الأرض ليجد قلادة يبدو أنها سقطت من الفتاة ليحملها و ينظر إليها مطولا ثم يضعها في جيبه و يكمل السير في طريق الفتاة نفسه وصلت تلك الفتاة إلى المنزل لتفتح الباب و تلتقط أنفاسها لتنزع حذائها و ترتدي خف المنزل و هي تقول بصوت خافت: سوف أقتل بالتأكيد فقد تأخرت عنه عشرين دقيقة لابد أنه سيقتلني سوف يفعل أنا أعرفه أتاها صوت ذكوري يقول: بالتأكيد سوف أفعل فقد تأخرت واحدا و عشرين دقيقة و ثلاثين ثانية وقفت الفتاة من فورها لتنحي باعتذار و خوف شديد لتقول: آسفة للغاية لقد كان هناك الكثير من الأشياء أقوم بها انتبه الشاب لاختفاء شيء ما ليمسك بكتفها و يجعلها تقف و ينظر مطولا لعنقها ثم يضع يده على مكان ذلك الشيء الذي كان بقرب من صدرها ثم مرر يده الباردة على كتفها حتى وصل لرقبتها ليقوم بخنقها و يقول بهمس بقرب أذنها: أين هي؟ أين أضعت القلادة هذه المرة؟ قالت الفتاة و هي تحاول أن تلتقط أنفاسها كي تتحدث: ربما سقطت حينما سقطت في ذاك المكان سوف أذهب لأبحث عنها قال الشاب: حقا؟ سوف تذهبين و تبحثين عنها الآن؟ بالتأكيد لن تفعلي سوف تعاقبين على هذا زاد من شدة قبضته لتفقد الفتاة السيطرة على طريقة تنفسها و نبضات قلبها ليتركها لاحقا لتسقط عند قدميه لتلتقط أنفاسها و بشدة ليقول لها: لقد سئمت تصرفاتك الطائشة اليومية ألا يوجد شيء واحد يمكنك فعله بإتقان؟ قالت الفتاة: أنا آسفة سيدي سوف أذهب لأبحث عنها الآن قال الشاب: لقد أخبرتك بأنك لن تفعلي سوف أطلب من أحد آخر إيجاده عنك وضع الشاب يده على صدره ليمسك بالجدار نهضت الفتاة لتقترب منه و تمسك به لتقول: هل أنت بخير سيدي؟ أرجوك تماسك حتى نصل لغرفتك أمسكت بيده لتأخذه لغرفته التي كانت في نفس الطابق لكن بعيدة للغاية مرا بممر طويل فارغ يصل لغرفة الشاب عندما وصلا فتحت ذلك الباب الأزرق الداكن المتوسط الحجم و الذي نقش عليه العديد من الأزهار الحمراء الدموية ليدخلا لتلك الغرفة التي بدت زاوية منها كانت واسعة للغاية و تطل على حديقة رمال بيضاء جميلة و بها سرير متوسط أبيض في الجهة التي أرضيتها عالية عن باقي الغرفة لتضعه على السرير ثم تحضر له أدويته و تعطيه إياه لتجلس بقربه لدقائق أغمض الشاب عينيه ليتنفس بهدوء ثم يقول بلطف: أنت حقا منقذتي لا أعرف ماذا أفعل من دونك أو من أكون حتى أمسك بيدها ليضعه على صدره بالقرب من جهة قلبه ليبتسم بهدوء فتح الباب لينزعج الشاب ظهرت تلك الفتاة التي بدت غاضبة بشكل لا يصدق كانت الفتاة ستنهض لكن الشاب منعها من ذلك لتقول الفتاة الغاضبة: تبا لك يا جان لقد جعلتني أسير كل هذه المسافة ثم أراك مستلقيا هنا برفقة حبيبتك هذه قال جان بشكل منزعج: اسمعيني جيدا إما أن تغادري الآن و إما أن تسمعي ما لا يسرك يا جينا قالت جينا: ماذا تقصد بكلامك هذا؟ أنت لا تستطيع تهديدي بهرائك هذا لقد سئمت منك حقا نهضت الفتاة لتذهب لجينا و تقول: أرجوك آنسة جينا لقد كاد أن يفقد وعيه لتوه لذا أرجوك لا تزعجيه فهو يعاني الآن حقا سوف يتحدث إليك لاحقا قالت جينا: و من أنت لتملي عليّ ما أفعله أو لا؟ ثم أن هذا لا يعينك فأنت هنا خادمته لا أكثر لذا لا تتحدثي عنه كما لو أنه شقيقك أو مخطوبك أهذا واضح؟ قالت الفتاة: أنا آسفة لم أكن أقصد ذلك آنستي انتبهت جينا أن قلادتها مفقودة لتبتسم بمكر و تقول: إلى أين ذهبت قلادة محبوبتك يا جان؟ لا تخبرني أنها أضعتها مجددا انزعج جان منها لينهض و يقترب منهما و يقول: جينا أنا لن أعيد ما قلته لك لذا ارحلي قالت جينا: و ماذا ستفعل؟ ها؟ لن تستطيع فعل شيء بجسد كهذا رفع جان يده ليقوم بصفعها لكن تلك الصفعة أتت على وجه الفتاة التي وقفت بينهما ليبتعد جان عنها و يقول لها بانزعاج شديد: لماذا فعلت هذا؟ قالت الفتاة: أرجوك سيدي لا تفعل تعرف أن السيد لن يحب سماع شيء كهذا تذكر جان والده و ما قاله له لينزعج أكثر و يبعد وجهه عنهما لتقول جينا: جيد أن هناك من يذكرك بهذا عني سوف أرحل على كل حال غادرت جينا من هناك و أغلقت الباب بقوة و هي تقول في نفسها: لماذا أتعب نفسي مع شخص معتل مريض القلب و العقل مثله؟ هذا يزعجني للغاية سارت لغرفة المعيشة لتجلس على الأريكة بهدوء حتى رن جرس المنزل لتذهب الخادمة و تفتح الباب لترى أن صاحب المنزل قد عاد لترحب به و تأخذ منه معطفه و قبعته ذهب لغرفة المعيشة ليرى جينا هناك ثم يقول بمرح: مساء الخير يا جينا لماذا كل هذا الغضب؟ هل فعل جان شيء سيئا هذه المرة؟ قالت جينا: إنه يفعل ذلك دائما يا عمي و أنت تعلم ذلك لكنك لا تريد التحدث إليه قال والد جان: أرجو أن تعذريه عزيزتي فهو في مزاج سيء دائما قالت جينا: ثم أن تلك الفتاة التي معه يبدو أنها أضعت قلادتها مجددا لماذا لا تفعل شيء بحيالها هي الأخرى؟ لقد سئمت وجودها بقربه دائما فهي تمنع علاقتي بمخطوبي من التحسن و هذا مزعج أيضا قال الوالد: سوف أذهب لأرى ما في الأمر مع كليهما يبدو أن شيء ما قد حدث بالفعل و هذا أمر لن أسمح به أبدا ذهب الوالد في اتجاه غرفة جان ليصل إليها و يفتح الباب ليجد الغرفة هادئة و يرى تلك الفتاة جالسة على أرضية الغرفة كالمعتاد ليقترب منها و يشير إليها بالخروج لتفعل ذلك في مكان آخر في ذلك المكان الأسطوري كان ذلك الشاب يسير بهدوء حتى اجتمعت حوله مجموعة من الفتيات لتقول إحداهن و هي تداعب شعره: ألن تمرح معنا اليوم أيضا؟ لقد اشقتنا لوجودك بيننا هذا لا يجب عليك فعله بنا قالت أخرى: أنت سيء حقا في إظهار مشاعرك الحقيقية ناحيتنا قالت ثالثة: لقد اشتقنا للهوك معنا ألن تنضم إلينا؟ نظر إليهن ذلك الشاب ليبتعدن عنه ثم يقول: رجاء لا تخلطن بيني وبين شخص حقير آخر أتاهم صوت يقول: أتقول عني حقير يا هذا؟ أتعرف من أكون حتى؟ أظهر ذلك الشخص نفسه ليقول: أنا من القصر الملعون أيها المتحذلق الصغير المزعج نظر إليه الشاب من الأسفل للأعلى ثم قال: في أحلامك فقط فأنت حتى لا تحمل دليلا على ذلك غادر دون أن يهتم بما قد سيجري له ليغادر بسرعة و يذهب لذلك القصر فتحت البوابة ليظهر ذلك الطائر الكبير و المخيف ثم يبتعد فور رؤيته للشاب الذي سار باتجاهه دخل للقصر ليذهب لجناحه فيأتي رئيس الخدم و يقول: أهلا بعودتك سيدي لقد أطلت الغياب هذه المرة هل من أخبار جديدة؟ قال الشاب: و هل تظن أنني سأخبرك إن وجدت أخبار؟ صمت رئيس الخدم و اختفى في ذلك الظلام دخل الشاب غرفته ليلقي جسده على الأريكة التي لم يفارقها منذ عقود فهو لم يعد قادرا على النوم أو الاستلقاء على سريره لأن ذلك يذكره بذلك المنظر البشع الذي يحارب عقله لنسيانه لكن عقله يأبى مسح ذلك أو جعله ينساه أغمض عينيه لوهلة حتى أحس بأنفاس شخص ما في أذنه ليفتح عينيه و ينظر إليه ليرى ابتسامة ذلك الشاب الذي كان صاحب شعر أشقر فاتح و عينين زرقاوين قريبة منه ليقول: تبدو بخير كالمعتاد لكن لماذا تأخرت اليوم هكذا؟ لقد كنت قلقا عليك قال الشاب: يوري توقف عن فعل هذه التصرفات لقد كبرت عليها قال يوري: أي تصرفات تقصد؟ قال الشاب: ما ستفعله الآن ابتسم يوري بمرح ثم قبل شفتي الشاب بسعادة ثم قال: أنا أحبك كثيرا يا ماريوس قال ماريوس: لقد أخبرتك ألا تفعل يا يوري استلقى يوري بجانبه لينظر لسقف الغرفة و يقول بقليل من الحزن الطفولي: أعرف أن تفكر فيها مجددا هذا مزعج حقا لا أستطيع أن أتخيل أن هناك من يحبك أكثر مني و الأسوأ أن يكون من خارج عائلتنا قال ماريوس بابتسامة: سوف تحبها لو التقيت بها أيضا قال يوري و هو ينهض بعدائية: بالتأكيد لن أفعل فهي عدوتي فأي شخص يجعل ماريوس حزينا هو عدوي وضع ماريوس يده على رأسه ثم يقول: لا تقل هذا فهي لم تحزني على أي حال قال يوري: بلى فعلت بسببها أنت مكتئب الآن و لا تبتسم إلا في سيرتها و لم تعد تضحك حتى نهض ماريوس ثم قال: لا تقل هذا يا يوري فهي بالتأكيد تعاني من نفس ما أعانيه الآن و ربما أكثر لذا لا تقل عنها مثل هذه الأشياء قال يوري: على كل أنا أكرهها سواء كانت تعاني أم لا طرق الباب و يأتي ذلك الصوت الذكوري الجاد القائل: يوري أعرف أنك هنا عليك أن تغادر هذه الغرفة اختبئ يوري خلف ماريوس ليقول بهمس: لا أريد أن أغادر فتح الطارق الباب ليظهر ذلك الشاب ذا النظارات البيضاوية و صاحب الشعر الأزرق القاني و العينين القرمزيين لينظر في أرجاء الغرفة اقترب ماريوس منه ثم قال: أتبحث عن يوري مجددا يا أليكس؟ قال أليكس: أجل و أنا أعرف أنه هنا قال ماريوس: هل تمانع بقاؤه قليلا هنا؟ قال أليكس: لقد هرب من غرفته من ثلاث ساعات و تهرب من درس العزف و من درس اللباقة لذا لا أستطيع قال ماريوس: سوف أعقد معك اتفاقا إن وافقت عليه سوف أعدك بأنني سوف أصطحبه لكل دروسه و مواعيده ابتداء من الآن قال أليكس بعد أن تنهد: أعرف ماذا تريد أن تقول....تريده أن يبقى معك صحيح؟ قال ماريوس: أجل قال أليكس: حسنا أنا موافق فقد دعه يحضر في موعده المرة القادمة قال ماريوس: أعدك يا أخي الكبير ابتسم أليكس بمرح فهو قد اشتاق لسماع هذا منه ليبعثر شعره و يهمس بكلمات بلغة لا يفهمها سوى سلف القاطنين في ذلك المكان ليبتسم ماريوس ليعود و يجلس على الأريكة ليعانقه يوري من الخلف و يقول له: شكرا لك يا ماريوس هل قام بتوبيخك بتلك الكلمات؟ قال ماريوس: لا لقد قال لي شكرا لك ابتسم ماريوس نظر يوري إليه ليمسك بيده ثم يقول: يبدو أنك متعب....سأجهز لك سريرك نهض يوري ليقترب من السرير ليوقفه ماريوس بصوت غاضب ليفزع يوري منه نهض ماريوس ليحمل السرير بقوته تلك ليلقيها من النافذة تعجب يوري من ذلك أخذ ماريوس يلتقط أنفاسه ليعود و يستلقي على الأريكة استغرب يوري منه ليقترب منه و يجلس بقربه طرق الباب بقوة ليفزع يوري فتح الطارق الباب ليقول الحارس: سيد ماريوس عليك أن تأتي حالا فقد حدث شيء سيء ذهب ماريوس ليرى ما في الأمر توجه مع الحراس للبوابة ليرى شقيقيه الكبيران هناك أليكس و أليس ليقول أليس: آسف لإزعاجك لكنها حالة طوارئ قال ماريوس: ماذا هناك؟ قال أليكس: أترى ذلك الجمهور الواقف أمام بوابة القصر؟ يريد أن يتحدث لوالدتك ضحك ماريوس بسخرية ثم قال: أحقا؟ و فيم؟ اقترب منهم ليطير في الهواء و يقف على البوابة ثم يقول: ماذا هناك؟ أذكر أن آخر مرة طلبتموها فيها فقط سببتم صداعا لها قال أحد القادمين: نريد رؤية السيدة نود الحديث معها في أمر يخص الأشخاص في الجهة الأخرى قال أليكس: لقد تحدثنا معكم في هذا مسبقا قال آخر: لم يعجبنا قراركم نحن جميعنا نعلم بأن السبب أن أحد الطرف الآخر له علاقة بشخص ما في القصر لذلك أصدرتم ذلك القرار قال ماريوس: قرارنا كان واضحا و لا داعي للإعادة أتاهم ذلك الصوت الأنثوي القائل: أتفق معهم يا ماريوس فذلك القرار مزعج بشكل لا يصدق التفت الجميع إلى صاحب الصوت الذي كان والدة ماريوس انزعج من رؤيتها لتقول: بما أنني الآمرة الناهية في هذا القصر و في هذا المكان سوف يسمح لكم بفعل ما تشاؤون قال أليكس: لكن يا عمتي هذا سوف يجلب فقط الحرب و الدمار قالت الوالدة: هم ليسوا بنصف قوتنا حتى نخشاهم يا أليكس و نحن لسنا جبناء لنفر منهم صمت الجميع بينما رحب القادمون بتلك الفكرة ليذهبوا من هناك و هم في قمة السعادة بينما كان ماريوس يبدو منزعجا للغاية اقترب أليس منه ثم قال بهمس: لا تقلق لن أسمح بحدوث كارثة أخرى تفقدنا أشخاص أعزاء علينا أكثر مما فقدنا قال ماريوس: أتعدني بهذا؟ قال أليس: أجل أفعل أعدك بأن لا أحد سيموت هذه المرة قال أليكس: سأنضم إليكما أيضا فأنا أيضا لا أريد لأحدنا أن يفقد يكفي أننا فقدنا كاي و جون و لا أتحمل فقداننا لك أو لأحد آخر قال ماريوس: شكرا لكما ابتسما له بمرح ليذهبوا لغرفهم عند ماريوس كان يوري مختبئا في خزانته فتح الخزانة ليرى يوري يرتجف داخل الخزانة ليقول له: ماذا هناك يوري؟ رفع يوري بصره لماريوس ليعانقه و يقول: لقد كنت خائفا للغاية لا أريد أن يحدث شيء سيء آخر في قصرنا قال ماريوس: لا تقلق لن يحدث شيء كهذا دفن يوري رأسه بين أحضان ماريوس الذي عانقه ثم حمله لغرفته التي كانت في الطابق السفلي مع بقية أفراد العائلة الأصغر سنا ليراه ابن خالة يوري ليتنهد و يقول بمرح: ألا يزعجك بتصرفاته هذه؟ قال ماريوس: يحاول أن يجد شيئا ممتعا ابتسما لبعضهما ليذهبا كل في طريقه وضع ماريوس يوري على سريره ثم غادر لغرفته ليستلقي على الأريكة و يتذكر ما حدث في الخارج فيعض على شفتيه بانزعاج شديد ثم يتذكر قوله لأحدهم" أعدك بأنني سوف أكون بجانبك دائما و لن أدع أحد يؤذيك" تذكره لهذا جعله يصبح أكثر غضبا من ذي قبل. |