في الصباح عند جان الذي كان في غرفته استيقظ ليقول: كاميليا أحضري لي بعض الماء لم يسمع أي إجابة منها لينهض و ينظر للمكان الذي اعتادت الجلوس فيه لكنه لم يجدها هناك لينهض و يخرج من غرفته يبحث عنها حتى وصل لغرفة المعيشة ثم يرى بعض الخادمات هناك ليقول: أين هي كاميليا؟ قالت إحداهن: لقد أمر السيد باحتجازها بعد عودته لأنها فقدت قلادتها نظر جان إليهن باستغراب ثم يستوعب الأمر و يغادر مسرعا الغرفة ذاهبا للجهة الأخرى من الحديقة الرملية ليفتح ذلك الباب الذي في الاسطبل ليجدها هناك مربوطة بذلك العامود كالعادة ليقول لها: أنت فقط تقلقينني يا كاميليا و تريدين مني أن أشفى سريعا قالت كاميليا: أنا آسفة لأنني أسبب لك القلق دائما اقترب منها جان و احتضنها و قال: لا تهتمي لذلك فطالما أنت بجانبي سأكون بخير دائما احمرت وجنتيها تماما لاحظ ذلك ليبتسم بمرح و يبتعد عنها فتح تلك القيود ليسير برفقتها لغرفته دخل الحمام ليستحم ثم بدل ثيابه ليجلس على الأريكة بهدوء متأملا منظر الحديقة من تلك الجهة ليقول : تبدو الحديقة جميلة من هنا قالت كاميليا: أجل إنها كذلك قال جان: بالمناسبة هل تذكرين أين أضعتها؟ قالت كاميليا: ليس تماما لكنني سأبحث عنها جيدا قال جان: لقد أخبرتك بأنه لا داعي لتفعلي ذلك قالت كاميليا: لكنني لا أريدك أن توبخ بسببي سيدي قال جان: لا بأس فقد اعتدت على الأمر و لم يعد يزعجني قالت كاميليا: لكنه يزعجني أنا سيدي فأنت لا تستحق أن توبخ بسبب إهمالي الدائم قال جان بابتسامة: إن كان الأمر كذلك فكوني حريصة أكثر قالت كاميليا: سوف أفعل بالتأكيد سيدي ابتسم لها بمرح ثم تنهض و تذهب لتعد له بعض الإفطار ليتناوله ثم تعود للغرفة لتراه يغفو في مكانه الذي تركته فيه و هو مبتسم بسعادة لتضع الطعام على الطاولة ثم تذهب إليه و تقول: سيدي إن غفوت هنا و هكذا سوف تصاب بالبرد عليك أن تذهب لسريرك أمسك بها جان ليسحبها لبين أحضانه ثم يقول في أذنها هامسا: فقط دعينا نبقى هكذا فأنا حقا أحتاج وقتا للهدوء و الراحة قليلا قالت كاميليا بإحراج و خجل شديدين: لكن إن أتى شخص ما و رآنا هكذا سوف يعاقب كلانا سيدي قال جان و هو يوشك على أن يضع شفتيه على عنقها: لا يهم فأنا و أنت علاقتنا معروفة للكل قبل عنقها بهدوء لتشعر كاميليا بحرارة أنفاسه في عنقها ابتسم جان بمرح ليغمض عينيه و هو يدفن وجهه في شعرها الكثيف و الناعم كانت كاميليا في قمة إحراجها و خجلها ليقول جان: هل اعتدت على الأمر يا كاميليا؟ فأنت تبدين هادئة على غير العادة قالت كاميليا بخجل شديد: أبدا سيدي لكنني أدركت بأنك لن تتوقف مهما كان ما سأقوله لك قال جان: إذا جيد أنك أدركت هذا قالت كاميليا: لكن سيدي حقا لو عرف أحد ما بالأمر سوف تكون مشكلة كبيرة قال جان: لا عليك....لا عليك يا كاميليا فلا أحد موجود في المنزل أساسا تنهدت كاميليا باستسلام لينهض و يقول: حسنا لقد انتهى وقت الاسترخاء ابتسم بمرح و ذهب لتلك الطاولة ليتناول طعام الإفطار بينما كان جسد كاميليا يشتعل حرارة من شدة الخجل و الإحراج كان جان يضحك في نفسه دون أن يبين ذلك على وجهه طرق الباب ليقول: نعم ماذا هناك؟ قال الطارق: أرجو المعذرة لإزعاجك سيدي لكن قد وصلت رسالة لكاميليا للتو في ظرف قال جان: حسنا أدخلي دخلت الخادمة لتعطي كاميليا الرسالة فتحت كاميليا الرسالة لترى قلادتها التي أضاعتها لتبتسم بمرح و سعادة انتبه جان لذلك ليقول: يبدو أن شخص طيبا كفاية وجده و أعاده إليك قالت كاميليا: أجل فقط لو أرفق اسمه لأشكره لذلك انتبهت كاميليا للرائحة التي كانت في الظرف لتقول في نفسها: إنه هو قال جان: من هو؟ هذه النظرات تعني أنك تعرفينه قالت كاميليا: شاب التقيت به في الطريق بالأمس انزعج جان من كلامها ذاك وضعت كاميليا القلادة ثم جلست و هي تفكر في طريقة ترد فيها الدين له بينما كان جان منزعجا للغاية من تفكيرها بالأمر لهذا الحد ليقول لها: هل نسيتي أن اليوم سيكون علينا زيارة الطبيب؟ و أيضا سيكون علينا التسوق من أجل الاجتماع العائلي هذا المساء أتمنى ألا تكوني قد نسيتي قالت كاميليا: بالتأكيد لم أفعل سيدي لكن متى تود الذهاب؟ قال جان: بعد انتهاء الإفطار مباشرة نهضت مسرعة لتذهب و تحضر العربة و الأشياء اللازمة الأخرى لخروجهم كالمظلة و المروحة انتهت من ذلك لترى جان قد بدل ثيابه بنفسه هذه المرة لتقول: يبدو أنني تأخرت عليك كثيرا هذه المرة أيضا أنا آسفة قال جان: قبل أن نغادر أريد أن أخبرك بشيء ما اقترب منها ليهمس في أذنها قائلا: أنت لي فقط لن أسمح باقتراب أي شخص آخر منك غيري فأنا أريدك أنت فقط صدمت كاميليا لسماع هذا و احمرت وجنتيها ليبتسم جان و يقول: أتمنى أنك فهمت هذا قالت كاميليا: لكن لماذا فجأة؟ لماذا تخبرني بهذا الآن فجأة؟ هل فعلت شيئا ما أزعجك قال جان: ذلك الشاب يزعجني كثيرا فقط ذكرك له بتلك الطريقة المبتهجة و تلك الابتسامة الجميلة تجعلني أرغب في قتله سبقها في المغادرة لتلحق به و هي تحاول أن تفهم سبب انزعاجه من ذلك الشخص الذي لم تعرفه إلا لثواني بعد وقت قصير وصلا للمشفى لتنزل برفقته و يذهبا للطبيب الخاص به و يفحصه ثم يقول له: يبدو أن صحتك في تحسن و هذا جيد للغاية قال جان: فكرت بأنني لن أخسر شيئا لو بقيت لمدة أطول على قيد الحياة ضحك الطبيب بمرح ثم قال: أخبرني هل تفعل ذلك لمخطوبتك الآنسة جينا؟ قال جان: لا تمزح في هذا بالتأكيد ليست هي فأنا مجبر على الزواج منها على كل حال قال الطبيب: لكن ذلك سيكون جيدا لك لأنها ستهتم بك جيدا قال جان: لدي بالفعل من يهتم بي لذا لا داعي للقلق علي قال الطبيب: هكذا إذا....حسنا لا تنسى أخذ دوائك في موعده و إلا تعرف ما قد سيحصل لك قال جان و هو ينهض: حتى لو نسيت لدي من يذكرني بأمره بشكل مزعج للغاية ابتسم الطبيب له بمرح شديد غادر الغرفة ليرى كاميليا في انتظاره ليذهب إليها ثم تقول له: هل كل شيء على ما يرام؟ أتمنى أن تكون بصحة جيدة سيدي قال جان: لا داعي لكل هذا القلق فأنا بخير بالفعل قالت كاميليا: هكذا إذا....هل تود العودة للمنزل الآن أم نذهب للتسوق؟ قال جان: سوف نذهب للتسوق بالتأكيد فأنا لا أريد رؤية جينا هذه صعدا العربة ليتوجها لسوق المدينة تجولا هناك و اشتريا العديد من الأشياء و الأغراض ليعودوا للمنزل في المساء ليروا أن عدد الضيوف قد اكتمل تقريبا ليذهبا لغرفته و يستحم جان و يرتدي بنطالا أسودا مقلما فضفاضا للغاية يصل لأعلى الوسط و بلوزة سوداء مقلمة بأكمام متوسطة و معطف خفيف باللون الرمادي طويل و واسع من الأسفل بأكمام طويلة جلس قليلا على السرير بانزعاج لتقول كاميليا: ماذا هناك سيدي؟ هل تضايقك ملابسك؟ قال جان: لا أبدا فقط أنا منزعج لأنني سأرافق جينا طوال الوقت هذا اليوم قالت كاميليا: عليك ذلك سيدي فهي مخطوبتك في النهاية قال جان: رجاء لا تقوليها هذا يجعل الأمر أكثر إزعاجا قالت كاميليا: كما تريد سيدي طرق الباب لتدخل تلك الفتاة لتقول بمرح: مساء الخير جان و كاميليا قالت كاميليا: مساء الخير آنسة ماريا أتمنى أن تكوني في صحة جيدة قالت ماريا: بالتأكيد أنا أحافظ على صحتي على عكس شخص ما هنا في الغرفة نظر جان إليها بانزعاج لتبتسم بمرح و تذهب لتعانقه و تقول: لقد اشتقت إليك كثيرا لماذا تغيب كل هذه المدة عني؟ قال جان: أرجو المعذرة لكنك أنت من لا تأتين لزيارتي فأنا لا أستطيع الخروج من المنزل مثلك قالت ماريا: بإمكانك أن تأتي برفقة كاميليا لن يرفض خالي ذلك حينها قال جان: بلى سيرفض فحاليا أنا و كما تعرفين مرتبط بجينا المزعجة قالت ماريا: لقد سمعت بذلك لكن هذا أيضا لا يمنعك من زيارتي قال جان: حسنا....حسنا فقط توقفي عن إزعاجي و ابتعدي عني ابتعدت ماريا عنه لتجلس بقربه و تتحدث معه بمرح شديد حتى طرق الباب لتفتح كاميليا الباب و تقول لها كبيرة الخدم: لقد حان الوقت حضور السيد قالت كاميليا: حسنا سوف يذهب الآن دخلت لتخبره بذلك نهض من على سريره لتقف ماريا برفقته و تمسك بيده لتقول: دعنا نذهب هكذا قال جان: يبدو أنك تريدين الانتحار سريعا ماريا ضحكت بمرح لتسير برفقته و هي ممسكة بيده في الحديقة الكبيرة التي كانت خلف المنزل حضر فيها أفراد العائلة كلهم و عدد غير يسير من الضيوف خارج العائلة كان من ضمنهم يوري و أليكس و أيضا ماريوس فقد حضر ثلاثتهم نيابة عن باقي أفراد عائلتهم المشغولين قال يوري: تبدو حفلة مملة بشكل قاتل قال أليكس: من غير اللائق قول هذا في مكان تزوره للمرة الأولى قال يوري: لكنها الحقيقة قال ماريوس: تحمله فنحن الوحيدين المتفرغين لهم لذلك حضرنا قال يوري: لو كنت أعلم أنها ستكون بهذا الملل لأشغلت نفسي بأي شيء حتى لا أتي ابتسم له أليكس و قام بالتربيت على رأسه بمرح استمتعوا بالحفل حتى سماعهم لصوت صرخات قادمة من زاوية معينة في الحديقة ليذهبوا لهناك مسرعين ليدهشوا برؤية جثة ذلك الشاب مستلقية على الأرض بتلك الطريقة المريبة لينظر الكبيران لبعضهما بدهشة ليقول أليكس بتلك اللغة: متى و كيف حدث هذا؟ قال ماريوس باللغة نفسها: لا أعلم لكن يبدو أنه أحد من عائلتنا قال أليكس: لقد لاحظت ذلك أيضا انتبه كلاهما لذلك الشخص الذي كان بعيدا عن أعين الجميع في السماء لينزعج ماريوس من رؤيته بينما كان أليكس يحاول تفسير الأمر في عقله ليقول ماريوس: لقد كنت أشك فيك لكن يبدو أنها الحقيقة قالت الوالدة: أجل فأنا قد سئمت البقاء في المنزل و المشاهدة فقط و لا أحد يتجرأ على فعل شيء لذا فعلت ذلك بنفسي هذا سيشجع الآخرين على فعله أيضا سيكون ذلك ممتعا غادرت بتلك الضحكات السعيدة لينزعج ماريوس لكنه انتبه كما فعل أخواه للفتاة التي كانت تسير بصدمة و هدوء و هي مقتربة من تلك الجثة حتى جثت على ركبتيها بقربه تحاول تفسير ذلك المنظر لنفسها اقتربت منه لتقول: أرجوك سيدي توقف عن المزاح هذا ليس وقته تماما أمسكت بها إحدى الخادمات لتأخذها بعيدا من هناك لتبدأ أعينهم باللحاق بها فقد كانت تبكي و بشدة فهو الشخص الوحيد الذي كانت تتحدث إليه ذهب يوري ليرى ما سيحدث لتلك الفتاة بينما حاول الشقيقان تهدئة الآخرين عند يوري الذي كان يختلس النظر من جزء الباب المفتوح لتلك الفتاة التي كانت تبكي و بشدة على ذلك السرير اقترب منها ليحاول تهدئتها لكنه تفاجأ عندما سمعها تقول: ألا يكفي أنني لا أذكر من أن أكون لأفقده هو الآخر؟ لماذا حدث هذا له؟ لم يفعل أي شيء لأي شخص لقد كان شخصا مهما للغاية بالنسبة إلي ذهب من هناك فهو لا يعرف ما يفعل بعدما قالت ذلك فض أفراد العائلة الأشخاص الذين كانوا في الحفل ليعرفوا ما في الأمر قام والد جان بإلقاء كاميليا خارج المنزل بادعاء أنها السبب وراء هذا. |