كانت كاميليا تسير بهدوء حتى لم تعد تقوى على السير أكثر لتجلس أمام تلك البناية بهدوء لتحتضن قدميها و تدفن رأسها بينهما و تبكي بشدة حتى أتاها صوت يقول: هل أنت بخير؟ رفعت بصرها لترى يوري بتلك الابتسامة نظر إليها ثم قال: لماذا أنت حزينة هكذا؟ هل حدث شيء ما؟ لم تجبه كاميليا ليجلس بقربها ثم يقول: لماذا لا تذهبين للمنزل؟ قالت كاميليا: سأذهب لكن ليس الآن ماذا عنك؟ ألن يقلق والديك عليك؟ قال يوري: لابد أن شقيقي يبحثان عني بجنون ضحك بمرح شديد نظرت كاميليا إليه ليقول لها: أنا يوري رويال سعيد بلقائك قالت كاميليا: سعيدة بلقائك الجميع ينادوني بكاميليا لذا نادني به رجاء قال يوري باستغراب: ألا تعرفين ما هو اسمك الحقيقي؟ قالت كاميليا: لا فقد وجدت قبل سنوات و لا أذكر أي شيء و حتى الآن لم أتذكر أي شيء قال يوري: لابد أنك حزينة لأنك لا تعرفين أي شيء قالت كاميليا: ليس تماما أتاهما صوت أليكس القائل: ألم أخبرك من قبل أن تتوقف عن الهروب هكذا؟ قال يوري: أخي لقد أتيت في وقتك المناسب قال أليكس: و ماذا تريد الآن؟ همس يوري ببضع كلمات لأليكس الذي كان ينظر لكاميليا التي لم تعرهما اهتماما ليقول أليكس: حسنا إذا....يا آنسة هل تمانعين الإقامة عندنا حتى تستعيدي ذاكرتك؟ نظرت كاميليا إليه لتنهض ثم تقول: أود ذلك لكنني حقا فاشلة في كل شيء تقريبا لذا سيكون من الصعب التعامل معي قال أليكس: لا عليك يوجد العديد من هذا الصنف في منزلنا مر بعض الوقت قبل أن يصلوا لهناك عندما وصلوا استقبلهم أليس الذي أخبره أليكس بالأمر بطريقة ما ليرحب بها و يقول: مرحبا بك في قصرنا المتواضع أنا أليس الشقيق الأكبر في العائلة أتمنى أن تستمتعي بوقتك هنا قالت كاميليا: شكرا لك أخذها أليس في جولة حول المنزل و أراها أيضا أين ستكون غرفتها لقد كانت غرفة واسعة و جميلة بألوان جذابة للغاية لقد كانت هذه الغرفة في السابق لجون فقد كانت فتاة تحب كل شيء جميل و فاتح اللون لتستلقي على السرير بهدوء و تتذكر ما حدث في الحفل لتبدأ عينيها بتجميع الدموع من جديد أتاها صوت يقول: واو يبدو أن هناك أميرة جديدة في المنزل هذا رائع نظرت ناحية الباب لترى ذلك الشاب الوسيم الذي كان مستندا على الباب ليقترب منها و يجلس بقربها و يقول: ما هو اسمك أيتها الجميلة؟ قالت كاميليا: كاميليا قال الشاب: هذا اسم رائع مثلك أنا روبن جيرس ابن خالة أليس و أنا في نفس عمره قالت كاميليا: سعدت بلقائك قام روبن بمسح الدموع التي كانت في عينيها ثم قال: طالما أنك في منزلنا لا أريد أن أراك تبكين أبدا حسنا؟ هزت كاميليا رأسها دليلا على فهمها ليأتي أليس و أليكس و هما يحملان العديد من الأكياس فقد ذهبا للتسوق ليقول أليس: ماذا تفعل هنا؟ لا تقل أنك فعلت شيئا سيئا لها قال روبن: و من تحسبني يا هذا؟ قال أليس: روبن أعرفك جيدا تحب أن تفعل مثل هذه الأشياء لذا توقف عنها قال روبن: لقد ظلمتني و حسب لقد أتيت لأعرفها بنفسي فقط ثم أنني لن أفعل أي شيء لأميرة قصرنا الجديدة قال أليكس: حافظ على كلامك يا روبن فالآنسة ستبقى هنا و متى انزعجت منا سوف تغادر قال روبن: هذا لن يحدث أبدا لن أسمح بحصول شيء كهذا ابتداء من هذه اللحظة هي فرد من عائلتنا و لن أهتم لأي شيء آخر قال أليس: كما تشاء لكن لا تزعجها انتبهوا جميعا لنظرات كاميليا ناحيتهم ليدهشوا بعدها من تلك الضحكة التي تلتها لتقول: يبدو أنكم تستمتعون كثيرا بالحديث هكذا....هذا شيء مبهج حقا قال روبن: ما أروع تلك الضحكة يسعدني أن أكون السبب فيها قال أليس: لا تغتر كثيرا و هيا غادر لندعها ترتاح قليلا قال أليكس: قبل أن نغادر لقد جلبنا لك بعض الأشياء من السوق وضعا الأكياس ثم أمسك أليس بروبن و سحبه خلفهم ليغلقوا الباب انتهت كاميليا من ترتيب الأشياء في مكانها ثم تستحم و تبدل ثيابها و تنام في الصباح في حديقة القصر كان أليكس برفقة يوري و ماريوس و روبن يتحدثون بمرح حتى أتت المدبرة لتقول: صباح الخير أيها السادة قال روبن و هو يقبل يدها: صباح الخير سيدتي كيف حالك هذا اليوم؟ قالت المدبرة: ألن تكف عن تصرفاتك هذه سيد روبن؟ قال روبن: هذا يعني أنك بخير ضحك الجميع بمرح ليقول يوري: هل استيقظت كاميليا؟ أريد أن ألعب معها قال ماريوس: ألا يوجد شيء يشغل بالك غير اللهو؟ قال يوري: لا شيء بالتأكيد غير اللهو قال أليكس: لهذا السبب تزعجنا دائما لكن لا تفعل ذلك مع الآنسة أيضا قال يوري: سوف أذهب و لن أستمع إليك أخرج يوري لسانه بمرح شديد و غادر من هناك ليتنهد أليكس بانزعاج قال أليس: أنت تشدد عليه الأمر أكثر مما ينبغي يا أليكس دعه يستمتع بطفولته قليلا قال أليكس: أحاول أن أفعل ذلك لكنني لا أستطيع منع نفسي قال روبن: لهذا السبب لا تعرف كيف تمرح جيدا قال ماريوس: رجاء أعفنا من السماع لهرائك هذا التفتوا لمدخل الحديقة عندما سمعوا صوت فتاتين مؤلفتين تماما لهم ليحاول أليس الهرب من هناك لكن روبن منعه من ذلك حتى وصلت الفتاتان لتقولا بمرح: صباح الخير جميعا قال روبن: صباح الخير أيتها الآنستين النشيطتين قالت الفتاة الأولى: لقد سمعت أن هناك فتاة في قصرنا أهذا صحيح؟ قال أليكس: أجل و هي تستخدم غرفة جون الآن قالت الفتاة الثانية: و كيف سمحتم لأنفسكم بجعلنا آخر من يعلم؟ قال ماريوس: فقط لا تحاولا إزعاجها قالتا معا: نحن لم نتحدث إليك ماريوس قال روبن: يبدو أن العلاقة بين ثلاثتكم لن تتحسن أبدا قالتا: بالتأكيد فبسببه فقدنا جون و أصبح قصرنا يعج بكل هذه الإشاعات لم يقل ماريوس أي شيء فقط اكتفى بالنهوض من هناك و المغادر بهدوء شديد قال أليكس: تارا....ميرا لقد أخبرتكما أن تتوقفا عن قول هذا إنه يؤذيه كثيرا قالت تارا: إنها الحقيقة و لن أهتم إن أنزعج أو لا قالت ميرا: أجل أنا أيضا انتبهتا أخيرا لأليس الذي وصل لمدخل الحديقة و الذي بدا أنه كان يتسلل لتذهبا إليه و تعانقاه بمرح شديد و تقولا: إلى أين ستذهب؟ لن ندعك تذهب قبل أن تخبرنا بالحقيقة قال أليس: أنا حقا مشغول و لدي اجتماع مع والدكما لذا رجاء دعاني و شأني قال روبن: إنه يكذب عليكما فوالدكما في العمل الآن نظر أليس إليه و الشرر يتطاير من عينيه ليضحكا عليه بمرح شديد أخذتاه معهما لغرفتهما عند كاميليا التي كانت تجلس على طرف سريرها بهدوء و يوري يستلقي بتلك الطريقة الطفولية و هو يحدق بها لتبتسم و تقول: ماذا هناك؟ قال يوري: لا شيء فقط أحاول أن أعرف كيف كانت حياتك في السابق لكنني لم أستطع قالت كاميليا بمرح: هذا لا يهم الآن فالحاضر الذي أعيشه أهم من الماضي الذي لا أعرف عنه أي شيء قال يوري: يبدو أنك حقا لا تودين أن تعرفي من أنت سابقا طرق الباب لتدخل الفتاتين برفقة أليس لتنظر كاميليا إليهم قال أليس: أرجو المعذرة لكنهما أصرتا على القدوم إلى هنا قالت كاميليا: لا بأس نظر أليس إليهما لينتبه للصدمة التي كانت على وجهيهما ليستغرب من ذلك و كذلك يوري لتنهض كاميليا و تقترب منهما و تنزل لمستواهما قليلا ثم تقول: صباح الخير أنا كاميليا من أنتما؟ ابتعدتا عنها لتختبئا خلف أليس تعجب تصرفهما ذاك ليقول لهما: أزعجتماني لتفعلا هذا لاحقا؟ أعتذر إليك كاميليا حقا أنا لا أفهمهما قالت كاميليا: لا بأس بذلك نظرت إليهما لتغادرا الغرفة مسرعتين لتقول ميرا: أختي أليست هي؟ أليست نفس الفتاة؟ قالت تارا: بلى إنها هي قالتا معا: لذلك طلب إلينا عدم إزعاجها ذهبتا مسرعتين لغرفة ماريوس في داخل غرفة كاميليا قال يوري: إنهما غريبتي أطوار على كل حال لا أعلم كيف تتحملهما أليس قال أليس: أتمنى لو أنني أستطيع التخلص منهما ضحك يوري بمرح بينما اكتفت كاميليا بابتسامة لطيفة جلس أليس معهما قليلا ثم غادر ليقول يوري: حقا إن أليس شقيق أكبر رائع فهو أكبر شقيق لنا لذلك يتحمل أعباءنا جميعها قالت كاميليا: إنه شخص رائع حقا قال يوري: صحيح هل كان ذلك الشخص مقرب للغاية منك؟ أقصد ذلك الشاب قالت كاميليا: حسنا في الواقع لقد كنت خادمته الخاصة لكنه شخص لطيف للغاية بالرغم من أنه يبدي غير ذلك قال يوري: لابد أنك حزينة للغاية لأنه قد قتل هكذا قالت كاميليا: أجل انتبه يوري لحزنها ليحاول تغير الموضوع عند ماريوس الذي كان يجلس بتلك الطريقة و هو ينظر للفتاتين اللتين كانتا تجلسا أمامه لتقول ميرا: نحن لم نأتي لهنا لنعتذر إليك أو لأننا أحببناك فجأة فقط نود سؤالك قالت تارا: لذا لا تفهمنا خطأ و فقط استمع إلينا قال ماريوس: و ماذا تريدان؟ قالت ميرا: تلك الفتاة.... أكملت تارا قائلة: أليست هي حبيبتك؟ نظر ماريوس إليهما بقليل من الاندهاش لكنه تنهد في النهاية و قال: كيف عرفتما ذك؟ قالت ميرا: صحيح أننا كنا صغيرتين لكنني ما زلنا نتذكرها جيدا فهي السبب وراء ما حل بنا من المصائب قالت تارا: أجل كما أنها كانت تأتي لمنزلنا كثيرا لذلك لم ننسها قال ماريوس: إذا لا تدعا أحدا آخر يعرف لأنه لو حدث ذلك حينها سيحدث أمرا أسوأ من السابق قالت ميرا: كما لو أننا سنستمع إليك سوف نخبر أليس و والدتنا أيضا قالت تارا: أجل و أيضا جدنا سوف نخبرهم جميعا صمت ماريوس و أنزل رأسه ثم رفعه لتظهر تلك النظرة التي أرعبت مئات الأشخاص منه و أيضا تغيرت لون عينيه و شكلها ليقول لهما بصوت أقرب للهمس: افعلا ذلك و سوف أقتلكما بشكل ممتع للغاية ابتسم بمكر لتغادرا غرفته بسرعة تنهد ماريوس و قال في نفسه: طالما هي لا تتذكر شيئا سيكون من غير الجيد إقحامها في شيء آخر يكفي أنها عانت بما حدث سابقا تنهد بانزعاج و نظر للحديقة بعد مرور بعض الوقت اقترح روبن أن يقيموا احتفالا صغيرا في غرفة كاميليا بمناسبة انضمامها للعائلة و دعا إليها جميع من عرف بأمرها استمتع الجميع بوقته هناك عدا التوأمتين بعد تهديد ماريوس أصبح كل شيء بالنسبة إليهما بلا طعم ليقول أليس: ما بالكما؟ تبدوان غريبتين للغاية قال يوري: هما كذلك كل يوم قال أليكس: ماذا أخبرتك عن طريقة حديثك هذه إلى الآخرين؟ قال يوري: لكنها الحقيقة يا أليكس قال ماريوس: توقف عن قول هذا يا يوري نظرت الفتاتين إليه بخوف شديد حتى اقتربت كاميليا منهما لتقول: هل أنتما بخير؟ نظرتا إليها بفزع أكبر لكنهما سرعان ما لانت ملامح وجههما بعد رؤية ابتسامتها الدافئة لتقول ميرا بهمس: علينا ألا نخدع بها مجددا يا تارا قالت تارا: أجل و علينا ألا نفقد موقفنا منها أبدا قالت كاميليا: لماذا لا تنضما إلينا؟ سيكون الأمر ممتعا وافقتا على ذلك في النهاية لتستمتعا بالأمر كثيرا ابتسم أليس لهما لأنهما أخيرا قد استمتعا لشخص آخر قال روبن بهمس لماريوس: هل فعلت لهما شيء ما يا ماريوس؟ قال ماريوس: و لماذا تسألني سؤال كهذا؟ قال روبن: لقد رأيتهما ذاهبتين لغرفتك و غادرتاها بشكل مخيف للغاية قال ماريوس: لم أفعل لهما أي شيء سألتاني و أجبتهما هذا فقط ما حدث قال روبن: تعرف أنني أستطيع معرفة الأمر لكنني لا أريد أن أفعل ذلك مع أفراد عائلتي قال ماريوس: افعل ما تشاء يا روبن ابتسم روبن له بمرح شديد ثم يذهب و يجلس بقرب من كاميليا ليقول: إذا يا كاميليا أخبرينا القليل عنك قالت كاميليا: في الواقع أنا لا أعرف من أكون أو ما هي الذكريات السابقة التي لدي لذا لا أستطيع إجابة هذا السؤال قال روبن باستغراب: و هل فقدتي ذاكرتك بشكل ما؟ قالت كاميليا: أجل قال أليس: صباح الخير هل تعرف هذا لتوك؟ لقد أخبرك أليكس بهذا من قبل قال روبن: تعرف لا أستمع لأغلب ما يقوله أليكس لذلك لا أعرف نظر أليكس إليه بقليل من الانزعاج ليضحك بصوت عالي حتى طرق الباب ليفزع جميع من في الغرفة وقف أليس أمام كاميليا بينما أشار يوري إليها بالهدوء ليدخل الطارق الذي لم يكن سوى خال ماريوس لينظر إليهم باستغراب ثم يقول: ماذا تفعلون هنا؟ لماذا جميعكم مجتمعون هنا؟ هذه ليست من عادتكم قال أليس: لقد أحببنا الحديث قليلا و لا يوجد مكان فارغ اليوم سوى هنا قال الخال: أود أن أصدقكم لكنني لا أستطيع لأنه توجد رائحة غريبة هنا نهض أليكس و قال: عمي هل تعرف أن كبار العائلة يقيمون اجتماع الآن؟ قال الخال: آه أجل أنا كنت ذاهب لهناك لكنني تفاجأت عندما سمعت صوت الضحكة لذلك أتيت سأذهب الآن قال أليكس: حسنا إلى اللقاء يا عمي غادر الخال ليتنهد الجميع براحة ليجلس أليس و يقول: يبدو أننا سنعيش هذا الخوف لمدة ضحك الجميع بهدوء عدا كاميليا التي لم تفهم أي شيء انتهى ذلك الحفل على خير ليغادر الجميع الغرفة مرت ستة أشهر على هذه الحال لا أحد غير الذين عرفوا بأمر كاميليا عرفوا الأمر كانوا يستمتعون بوقتهم حتى أن الفتاتان أصبحتا متعلقتين بها كثيرا. |