عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 07-13-2014, 09:00 PM
 
بدأت نبضات قلب الجميع تتسارع ليخرجوا من هناك و يبحثوا عن كاميليا في أرجاء القصر لكنهم لم يجدوها اجتمعوا في غرفة روبن التي كانت قريبة من الطابق السفلي ليلتقطوا أنفاسهم و يحاولوا التفكير في أماكن لم يذهبوا إليها حتى أتاهم صوت طرق على النافذة ليستغرب روبن ذلك و يذهب ليرى ما في الأمر ليرى جوان هناك و يستعجب أكثر من الأمر ليفتح النافذة دخل جوان ليقول: لقد كان الأمر رهيبا للغاية خيرا أنني وصلت لهنا
نظر الجميع إليه باستغراب لينظر إليهم هو الآخر ثم يقول: هل انتهى اجتماعكم ذاك؟
قال أليكس: من أنت؟ و كيف دخلت لهنا؟ و لماذا تعرف بشأن اجتماعنا؟
قال روبن: رويدا رويدا يا أليكس دع الشاب يأخذ أنفاسه أولا....الآن أجب أسئلته
انحنى لهم جوان ليدهشوا منه أكثر ثم يقول: أنا جوان أحد أفراد عائلة كيرستو و قد كنت أبحث عن الآنسة رايمس و قد التقيت بها اليوم هنا و قد أخبرتني بأمر اجتماعكم بعد ظهوركم المفاجئ في ذلك الوقت
قالت ميرا: لكننا لم نرك هناك
عاد جوان لحجمه الأصلي ليبحث الجميع عنه ثم يعود لحجمه ذاك و يقول: ذلك لأنني كنت في حجمي الأصلي لذلك لم يرني أي منكم
قال ماريوس: إذا أتعرف أين هي كاميليا؟
نظر جوان إليه بتلك النظرة المريبة لكنه لم يقل شيئا ثم قال: لقد أتى شخص ما و أخذها من هناك لا أستطيع أن أوصفه لأنه كان متنكرا
نظر الجميع لبعضه فهم تقريبا عرفوا من يكون هذا الشخص ليقول أليس: إذا أين هي الآن؟
قال جوان: لا أعرف حقا فهي قد أخذت لمكان خارج هذا القصر و لم أستطع اللحاق بها لأنني فكرت بالقدوم و إخباركم
قالت تارا: هذا بلا معنى طالما أنك لا تعرف مكانها
قال جوان بعد صمت قصير: يبدو المكان مألوفا بعض الشيء لي و أنا واثق أنني أعرف الطريق لهناك لذا يمكنني أخذكم لهناك
قال ماريوس: ليس على جميعنا الذهاب لذا سأذهب أنا
قال روبن: ماريوس معه حق فنحن لا نستطيع الاختفاء عن المنزل لكل ذلك الوقت لأنهم سيكتشفون الأمر لذا علينا الاعتماد على ماريوس
غادر ماريوس برفقة جوان الذي كان ينتظر مغادرتهم للقصر ثم يقول: لماذا؟ لماذا لم تخبر الآنسة بأنك تعرفها؟
قال ماريوس: رجاء أخبرني حقيقة من تكون فأنا ما زلت لا أصدق الهراء الذي قلته قبل قليل
قال جوان: أنا لم أكن أكذب لقد كانت الحقيقة....أنا كلفت من قبل السيد و السيدة رايمس بالبحث عنها بالرغم من أنني فعلت قبل ذلك بحكم أنها صديقة طفولتي إلا أنني لم أجدها....و أعرف بشأن علاقتكما أيضا و ما حصل بعدها
وقف ماريوس مصدوما مما سمعه ليقول جوان: أجل فقد كانت تخبرني بكل شيء و كنت أرافقها دائما لكنك لم تكن تراني أجبني الآن لماذا لم تخبرها بأنك تعرفها؟
قال ماريوس: هل فقدت عقلك في مكان ما؟ بالتأكيد لن أخبرها فأنا لا أريدها أن تتأذى مجددا يكفي ما حصل لها بسببي لا أريد توريطها أكثر من هذا
قال جوان: إذا ماذا تفعل الآنسة في قصركم؟
قال ماريوس: لقد رأها أخي الصغير و طلب إلينا إبقائها في المنزل حتى تستعيد ذاكرتها
تفهم جوان الأمر و أكملا طريقهم بصمت في القصر قال روبن: إذا هي فرد من أفراد عائلة رايمس هذا مثير للاهتمام لكنني لا أذكر أن كان لديهم فتاة
قال أليس: بلى لقد كانت أصغر من التوأمتين في ذلك الوقت لذلك لا تتذكرها فأنت لست مهتما بالفتيات الصغيرات على ما يبدو
قال روبن: أجل إنهن مزعجات بشكل لا يصدق
تنهد ثلاثتهم بهدوء ليقول أليكس: طالما عرفنا من تكون علينا إعادتها لأهلها بعد أن نعثر عليها
قال روبن: أجل فنحن لا نستطيع إبقائها أكثر لربما عائلتها تبحث عنها منذ وقت طويل
قال أليس: هذا سيجعلنا نتفرق من جديد و هذا سيكون محزنا للغاية
صمت الجميع ليعودوا لغرفهم لاحقا عند ماريوس الذي وصل برفقة جوان لتلك القلعة القديمة ليدخلا إحدى أبراجها الطويلة ليفتحوا ذلك الباب و يصدما برؤية كاميليا مستلقية على الأرض بتلك الطريقة ليقتربا منها بسرعة لكن شخص ما وقف حائلا دون ذلك ليقول: هل تعتقد أنك تستطيع فعل ذلك مرتين يا ماريوس؟
قال ماريوس: و من تكون يا هذا؟ و ماذا تريد من كاميليا؟
قال الغريب: كاميليا؟! أذكر أن اسمها كان سايري فما هذا التحويل؟ المهم ليس ما أريده منها بل ما هو مقصدك من الاحتفاظ بها في قصرك هل تريد أن تسبب ثورة أخرى؟
قال ماريوس: لقد أتت لهناك بمحض إرادتها لم أكن السبب فهي لا تتذكر حتى من أكون
قال الغريب: لسبب ما لا أستطيع تصديقك
قال جوان: إنها الحقيقة الآنسة لا تتذكر أي شيء
نظر الغريب إليهما باستغراب لكن جميع الأنظار توجهت لكاميليا التي نهضت لتنظر إليهم باستغراب شديد ثم تقول: ما الذي أتى بنا إلى هنا ماريوس؟
نظر الغريب إليها ليقترب منها و ينزل لمستواها و ينظر لعينيها جيدا بينما كانت فزعة منه أبعد ذلك القناع عن وجهه ليقول: أحقا لا تعرفين من أكون؟ انظري جيدا إليّ
نظرت كاميليا مطولا إليه لكن لا فائدة فهي لا تستطيع تذكر أي شيءليبدو الحزن على وجهه و يغطي وجهه مجددا ثم يقول: حتى لو لم تكن تتذكرني هذا لا يعني بأنني سأغفر لك فعلتك ماريوس لكن في الوقت الراهن سأدعكم تذهبون
غادر ذلك الغريب من هناك ليذهب جوان و ماريوس إلى كاميليا ليقول ماريوس: هل أنت بخير؟
قالت كاميليا: أنا بخير
قال ماريوس: هذا جيد دعينا نعود للقصر الآن
عاد ثلاثتهم للقصر لتعود كاميليا لغرفتها بعد ذلك عاد ماريوس لغرفته لينام الجميع بهدوء و سالم في الصباح الباكر استيقظ أليس و غادر غرفته بهدوء ليذهب لغرفة كاميليا طرق الباب ليفتحه و يتفاجأ باستيقاظ كاميليا من الأساس ليقترب منها و يقول بهدوء: صباح الخير كاميليا
التفتت إليه لتبتسم و تقول: صباح الخير أليس ماذا تفعل هنا و بهذا الشكل أيضا؟
قال أليس: قد يبدو هذا مفاجئا و غريبا إلا أنه سيكون عليك العودة لمنزل والديك
قالت كاميليا: و هل عرفت من يكونان؟
قال أليس: أجل لذا سوف نغادر الآن حتى لا يعرف أحد بمغادرتي للمنزل
قالت كاميليا: حسنا
أعطاها أليس معطف أسود مع غطاء لتغطي به وجهها و تخرج من هناك برفقته غادرا من هناك ليصعدا العربة التي جالت بهما الطرقات لتصل لمنزل رايمس الذي كان أصغر من قصرهم بكثير لم يتوقع أليس هذا فبالرغم من معرفته بعائلة رايمس إلا أنها المرة الأولى التي يرى فيها منزلهم ليقول: يبدو أنها ساعة الوداع يا كاميليا لقد استمتعنا حقا بوجودك بيننا قد يكون صعبا على الصغار تفهم سبب رحيلك الباكر لكن سيكون ذلك أفضل
قالت كاميليا: حسنا إلى اللقاء لاحقا أليس سعدت أيضا ببقائي معكم لقد استمتعت بوقتي هناك
عانقها أليس بمرح ثم غادر من هناك ليقول جوان: سوف يكونان سعيدا للغاية لعودتك للمنزل أخيرا
قالت كاميليا: خائفة للغاية من لقائهما فأنا لا أعرف كيف يبدوان أو أي شيء آخر
قرعت الجرس و أصابعها ترتجف عندما فتح الباب نظر إليها ذلك الشخص ثم قال: و من أنت؟ و ماذا تريدين؟
تحول جوان لشكله ذاك ثم قال: أنا جوان و قد أعدت الآنسة للمنزل
قال الشاب: آه حقا؟ تفضلا بالدخول إذا؟ لماذا لم تقولي ذلك من البداية؟
دخلت كاميليا المنزل ليأخذها الشاب لإحدى الغرف و يطلب منها الانتظار بعد وقت قصير أتت سيدة برفقة زوجها و يبدو عليهما الانزعاج أو ربما الدهشة لينظرا إليها بهدوء شديد ثم تقول السيدة: إذا أخيرا قررتي أن تعودي للمنزل سايري ماذا كنت تفعلين كل هذا الوقت؟
قالت كاميليا: لقد فقدت ذاكرتي بطريقة ما و أنا لست متأكدة من حقيقة من أكون و قد أخبرني جوان بأنني أنتمي لهنا
قال السيد: بالتأكيد تفعلين بالرغم من فقدانك لذاكرتك إلا أنك فرد من عائلة رايمس و اسمك هو سايري
انتبهت سايري لحماس السيد للقائها بينما السيدة لا كما لو أنها تود التخلص منها بطريقة ما لتبتسم للسيد بمرح و تسترسل معه بالحديث لكن السيدة قاطعت ذلك قائلة: إلى متى تنوي تلك العمياء الاختباء؟ لقد أتت ابنتها و لم تأتي لتلقي عليها التحية هذا مزعج بشكل لا يصدق....أيتها الخادمة اذهبي و أحضريها لهنا
وقفت سايري و قالت: لا بأس سأذهب أنا إليها
ذهبت سايري برفقة الخادمة لتلك الغرفة في الطابق السفلي في نهاية الممر المؤدي للحديقة لتطرق الخادمة الباب ثم تقول: سيدتي الآنسة أتت لرؤيتك
فتحت الباب لتدخل سايري و ترى تلك السيدة الجميلة التي تجلس على سريرها بهدوء لتقترب منها و تقول: صباح الخير سيدتي
قالت السيدة: صباح الخير عزيزتي لا أصدق أنك عدتي حقا إلي أخيرا
عانقتها السيدة بمرح شديد و حنان و دفئ عميقين لتبادلها سايري ذلك الحضن الدافئ لتقول السيدة: أنت لم تتغيري حقا بالرغم من عدد السنوات التي فارقتنا فيها
قالت كاميليا: ليتني فقط أتذكرك جيدا يا أمي
قالت السيدة: هل فقدت ذاكرتك عزيزتي؟ لا بأس حتى بدونها سوف نحي و احدة أخرى معا
ظهر جوان ليقول: تبدين بصحة جيدة سيدتي هذا خبر رائع
قالت السيدة: أجل فقد استعدت بصري لكنني لا أنوي إخبار أي أحد بذلك لذا أبقياه سرا
قالا معا: حسنا
ابتسمت لهما بمرح لتقول: ألم تعد تلاحق سايري كالسابق جوان؟ يبدو أنك استسلمت للواقع
ابتسم جوان بمرح و قال: أجل لقد فعلت لأن الآنسة لديها شخص أهم مني تهتم به
قالت السيدة: حقا سايري؟ و من يكون المحظوظ؟
قالت سايري: للآسف لا أتذكر سوى ذكرى صغيرة.....لا بل جزء من تلك الذكرى الصغيرة عنه
قالت السيدة: لا تقلقي عزيزتي سوف يبحث عنك ذاك الشخص بالتأكيد و سيأتي لرؤيتك أيضا
ابتسمت سايري بمرح لوالدتها تحدثتا مطولا حتى غفت كلتاهما في مكانهما عند أليس الذي كان في غرفته مع بقية إخوته قال يوري: كيف تفعل هذا دون أن تدعنا نودعها أقلها؟ أنت شخص شرير للغاية أليس
قال أليس: لو لم أفعل في ذلك الوقت كان سيكتشف أمرها حينها سوف يعاقب الجميع و لم أرد حصول ذلك
قالت ميرا: لا أصدق بأنني وقعت فيها مجددا
قالت تارا: أن تتعرض للألم ذاته مرتين مؤلم للغاية
انتبه الجميع لكلماتهما ليقول أليكس: لقد لاحظت ذلك منذ قدومها تتحدثان إليها كما لو أن هذا لقائكما الثاني بها
قال روبن: أجل هذا مريب للغاية لذا إن كنتما تعرفانها لماذا أخفيتما ذلك عنا؟
نظرتا لبعضهما بهدوء ثم نظرات خفية إلى ماريوس الذي كان هادئا على غير العادة ليقول لهم تخاطريا: لا بأس أخبروهم بالأمر فأنا كنت سأكشفه على كل حال
نظرتا إليه باستغراب شديد ليلتفت الجميع إليه لتقول تارا: في الواقع لقد كنا نعرفها أنا و ميرا و أيضا يوري لكنه لا يتذكر ذلك
نظر يوري إليهما باستغراب لتقول ميرا: أجل فكاميليا لا بل سايري لقد كانت الفتاة التي أحبها ماريوس و التي لن نغفر لها أبدا خطيئتها في تلك الثورة و مقتل جون و كاي أيضا
نظروا إلى ماريوس الذي كان هادئا للغاية ليقول أليس: هل ما قالتاه صحيح يا ماريوس؟
قال ماريوس: أجل سايري كانت الفتاة التي أحببتها و أيضا الفتاة التي قامت الثورة من أجلها
صدم الجميع لسماعه ما قاله ماريوس لهم لينظروا إليه بصدمة شديدة بينما فتح ماريوس عينيه ينظر إليهم ثم يقول: ما بال هذه النظرات البلهاء على وجوهكم؟
قال أليكس: يبدو أنك تكذب بطريقة ما لذا رجاء أخبرنا الحقيقة
قال ماريوس: و لماذا قد أكذب في شيء كهذا؟ أنا لا أكذب أبدا
قال يوري: إذا هذه هي الفتاة التي جعلتك حزينا للغاية؟
لم يجبه ماريوس لينهض يوري من هناك و يغادر بانزعاج شديد و كذلك الفتاتين ليبقى ماريوس مع أشقائه الكبار ليقول أليس: رجاء أخبرنا السبب وراء عدم إخبارنا بذلك من قبل
قال ماريوس: لم أكن أنوي ذلك لكن القدر شاء ذلك....لا أريد أن تحدث كارثة أسوأ من سابقتها ذلك هو فقط
قال روبن: لكن لماذا لم تخبرها بأنك على معرفة سابقة بها؟
قال ماريوس: إن فعلت ذلك مجددا ستكون بداية الثورة الجديدة
قال أليكس: لكن لماذا قامت الثورة من أجلها؟
قال ماريوس: ذلك السبب أجهله بعض الشيء لكنني أعتقد أن لوالدتي دخل بالموضوع فأنا قد قرأت في بعض كتب منزلنا أن لعائلتنا عداوة طويلة مع عائلة رايمس لذلك السبب ربما قامت الثورة
قال روبن: حقا؟ لم أكن أعرف ذلك
قال أليس: إذا لماذا أخبرتنا بهذا الآن؟
قال ماريوس: مشاعري....مشاعري تقول بأن شيئا سيئا سيحدث قريبا سوف يحاول شخص ما اقتحام القصر لذلك أردت أن أخبركم بهذا قبل حدوثه
نظر ثلاثتهم لبعضهم فهم يعرفون أن مشاعر ماريوس علامة لحدوث الأشياء جيدها و سيئا ليقول أليس: منذ متى و أنت تشعر بذلك؟
قال ماريوس: منذ يومين تقريبا لكن اليوم هو الأسوأ
قال روبن: لذلك بدأت الغيوم بالتجمع هنا
قال أليكس: متى ما ساءت أكثر أخبرنا بذلك
قال ماريوس: سأفعل
غادر ماريوس الغرفة و هو يفكر في ما سيحدث لاحقا قبل أن يصل لغرفته لم يعد يقوى على التحرك بدأت أطرافه بالارتعاش جلس على الأرض محاولا ألا يفقد السيطرة على نفسه ليقول في نفسه: هذا....هذا غير جيد البتة عليّ أن أخبر أليس بهذا
قبل أن يستطيع ماريوس النهوض فقد وعيه كانت إحدى الخادمات مرات من هناك لتراه بتلك الوضعية لتذهب إليه ركضا و هي تقول: سيدي هل أنت بخير؟
أتى رئيس الخدم ليأخذه لغرفته و يطلب منها أن تخبر أليس بالأمر أتى أليس و أليكس على عجلة ليقتربا منه و يقول أليس: هل أنت بخير ماريوس؟
فتح ماريوس عينيه بصعوبة ليقول: لا تدعوا أحدا يغادر المنزل اليوم لا أحد فالأمر أخطر مما توقعت
قال أليس لرئيس الخدم: أخبر الجميع بألا يغادروا المنزل كبارا و صغارا أفراد العائلة و الخدم أيضا لا تسمح بخروج أي أحد من أسوار القصر
ذهب الرئيس لينفذ أمر أليس جلس أليكس بقربه ليضع يده على جبينه ثم يقول: يبدو أن الأمر أسوأ مما توقعنا يا أليس يبدو أن مصيبة ما ستوشك على الحدوث
قال أليس: فقط ابقى بجانبه أليكس سوف أذهب لأتفقد البقية
غادر أليس ليذهب ويتفقد أفراد أسرته جميعا بأنهم في غرفهم حتى ذهب لغرفة التوأمتين ليراها فارغة تعجب من ذلك و بدأ القلق يدب في قلبه بحث عنهما في غرفتهما ثم حاول التواصل معهما تخاطريا لكن لا فائدة أغمض عينيه محاولا الوصول لمكانهما لكن لا فائدة تنهد ليحاول أن يهدأ أتاه صوت الفتاتين ليفتح عينيه و ينظر إليهما بتلك الابتسامة المرحة لتقولا معا: يبدو أنك قلقت علينا للغاية أليس كذلك؟
احتضنهما أليس بشدة وقال: لا تفعلا هذا بي مجددا فقد قلقت عليكما بشدة
اعتذرتا إليه فهما قد تعمدتا القيام بهذا لتريا مقدار قلقه عليهما لكنهما تفاجأتا من النتيجة للغاية بقوا على ذلك الحال لمدة طويلة ابتعد عنهما أليس ثم قال: لا تفعلا ذلك أبدا حسنا؟ فنحن الآن في وضع سيء للغاية
قالت تارا: هذا يفسر الجو العاصف في الخارج
قالت ميرا: هل الأمر خطير للغاية؟
قال أليس: أجل لذا لا تغادرا القصر أبدا حتى يزول هذا الجو
قالتا معا: كما تشاء أليس
ابتسم لهما و قبلهما على جبينهما ثم غادر غرفتهما عند سايري التي كانت جالسة برفقة والدتها التي كانت تحكي لها عن بعض الأشياء التي حدثت في السابق ثم قالت: بالرغم ما أخبرك به فإن أردت معرفة شيء عن نفسك عليك أن تسألي جوان فهو أكثر دراية مني بك لأنه كان مرافق لك في كل مكان و زمان حتى أنك كنت تخبرينه بكل شيء حتى الأشياء التي لا تستطيعين إخبارنا بها
ابتسمت سايري بمرح ثم قالت: أتمنى ألا أكون قد أزعجتك يا أمي فقد أطلت الحديث معك
قالت الوالدة: على العكس حبيبتي فأنا كنت بانتظار هذا الوقت منذ زمن لأتحدث إليك حتى أتعب
ابتسمت سايري لها لتقول الوالدة: حسنا سوف أخذك لغرفتك الآن
حاولت الوالدة النهوض لكنها لم تستطع فهي لا تستطيع السير من قبل اختفاء سايري لتقول لها: لا بأس يا أمي استريحي هنا سيأخذني جوان لغرفتي فهو على الأرجح يعرف مكانها
قالت الوالدة: آسفة لأنني لا أستطيع مرافقتك لهناك
قالت سايري: لا عليك أبدا يا أمي
نهضت سايري لتسير في الممر كما طلب إليها جوان حتى وصلت للطابق الثاني من المنزل في طريقها للمكان المنشود أوقفها ذلك الشاب الذي فتح الباب لها ليقول: إذا لقد عدت يا سايري و يبدو أنك فقدت ذاكرت كما سمعت من أمي
قالت سايري: أجل
اقترب الشاب منها ليمسك بذقنه و ينظر إليها نظرة تفصيلية ثم يقول: يبدو أنك أصبحت أكثر جمالا من قبل و هذا جيد للغاية
لم تفهم سايري مقصده من وراء كلامه هذا ليظهر جوان بشكله ذاك و يسحب سايري بعيدا عن الشاب الذي انزعج منه قال جوان: تعلم يا تيم أنه محظور عليك الاقتراب من الآنسة لا أنت و لا أي شاب آخر
قال تيم: أنت تفسد متعتي دائما يا جوان عليك أن تعرف كيف تصبح أكثر مرونة
قال جوان: أنا لن أسمح لك بتلويث الآنسة أبدا ثم أنها لا تريدك بقربها أبدا
قال تيم: هذا كان في السابق و ليس الآن
قالت سايري: أرجو المعذرة لكن طالما أن جوان قال ذلك فعليك أن تبقى بعيدا عني
أكملت طريقها بعد ذلك لغرفتها برفقة جوان لينزعج تيم من عدم قدرته الحصول على ما يريده وصلت سايري لغرفتها لقد كانت جميلة بشكل بسيط و رائع ليقول جوان: عليك أن تتفادي الحديث مع تيم سايري فهو شخص سيء للغاية و لا أحبذ فكرة بقائك معه البتة
قالت سايري: لا تقلق لن أفعل ذلك
ابتسم لها بمرح ليجلس بقربها و يقول: آخر مرة غادرت فيها هذه الغرفة كنت تبتسمين نفس هذه الابتسامة و بعدها لم نرك مجددا
قالت سايري: إلى أين كنت ذاهبة في ذلك الوقت؟
نظر جوان إليها بهدوء ثم قال: لا أستطيع إخبارك طالما أنك لم تتذكري ذلك
قالت سايري: حسنا سوف أبحث عن طريقة ما لاستعادة ذاكرتي
قال جوان: سوف أساعدك في ذلك
ابتسمت له بمرح ليعود لحجمه الطبيعي ذهبت سايري لجهة الحمام لتستحم و تبدل ثيابها لثياب المنزل و تجلس قرب مكتب كان في غرفتها فتحت أول أدراجه لترى مجموعة ألبومات صور صغيرة لتفتحها و تبدأ في تصفها لترى العديد من الصور لها برفقة والديها و تيم و فتاة تبدو أكبر منهما و صور لها مع جوان هما فقط حتى وصلت لألبوم صور مختلف فقد كان صغيرا و على شكل قلب أسود اللون كتب عليه" سوف أفتقد هذه الذكريات كثيرا" فتحت الألبوم لتفاجئ بصور لها مع ماريوس و كذلك التوأمتين و يوري و هو صغير قالت لجوان: هل كنت أعرفهم من قبل يا جوان؟
قال جوان: في الواقع أجل كنت تعرفين ماريوس و التوأمتين و يوري لقد كانوا صغارا في ذلك الوقت
انتبهت سايري لطريقة إمساكه بها و تقبيله لجبينها و أيضا الابتسامة التي كانت وجهه لتقول: هل الشخص المهم الذي قصدته سابقا هو ماريوس؟
اقترب جوان منها ثم قال: إنه شخص آخر ليس هو لكن من عائلته
انتبهت سايري للهجته في الحديث احتضنها جوان بحنان و هدوء و يهمس في أذنها قائلا: رجاء انسي أمره لا أريدك أن تبتعدي عني مجددا يكفي أنني فقدتك مرة و لا أريد أن أكرر التجربة مجددا لا تعرفين ما تعنيه سايري بالنسبة إليّ....سايري كل شيء بالنسبة إليّ
تعجبت سايري من كلامه لكنها شعرت بصدق تلك الكلمات لتقول له: لا تقلق حتى أجد ذاكرتي لن أفعل أي شيء غير البقاء بجانبك جوان
ابتسمت له بمرح شديد و لطف شديد عاد لشكله الأصلي لتنهض سايري و تذهب لتنام فقد تأخر الوقت.
__________________
العاب