( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ ) الكهف : 45 ،
إنما شبه تعالى الدنيا بالماء
؛ لأن الماء لا يستقر في موضع ،
كذلك الدنيا لا تبقى على حال واحدة ؛
ولأن الماء لا يستقيم على حالة واحدة كذلك الدنيا ؛
ولأن الماء لا يبقى ويذهب كذلك الدنيا تفنى ؛
ولأن الماء لا يقدر أحد أن يدخله ولا يبتل ؛
كذلك الدنيا لا يسلم أحد دخلها من فتنتها وآفتها ؛
ولأن الماء إذا كان بقدر كان نافعاً منبتاً ، وإذا جاوز المقدار كان ضاراً مهلكاً
، وكذلك الدنيا الكفاف منها ينفع وفضولها يضر .
القرطبي / تفسيره 13 /289 .