يتبع للمبدعة آرليت
حروبٌ تطغى منكَ يا ابن آدم !
انا قد عاصرت دهوراً كنتم فيها الوحوش الكاسرة !
قتلتهم ونهبتهم بنيّ جنسكم ! تقتلون البشر امثالكم !
وتنبذوننا نحن الوحوش إن قتلناكم !
انتم الوحوش المتجردة من الرحمة
انتم لن تكفيّ سقر لمحو ذنوبكم !
انتم الشّر إن اردتم اظهار الخير !
انتم الدمار إن ابتسم رضيعكم على بياض الثلوج !
انتم تسفكون الدماء .. تصنعون الوحوش .. بعدها تدمرون !
أنتم يا بني البشر .. خطيئة تتنفس على مرأى الجحيم !
كان يردد تلك الكلمات المتحشرجة المتألمة
ريثما الفارس يلوح بنصله الحاد على جسده ،
ادمته الجراح من كلِ مكان ،
التنين المنيع الحصين الذي خشيّ هذا النصل طوال قرون ،
السلاح الوحيد الذي يمكنه قتله هو الان بيد
يديّ هذا الفارس الذي اتى لنجدة آخر فردٍ من قرية " ميداردس "
تصرخ هي مطالبة بأن لا يقتله ،
لم يستمع اليها ! يريد قتل المسخ وكفى !
والتنين المرهق على عهده ! لن يقتل البشر مرة اخرى !
لذا فالفارس يطعنه ويسبب له الجراح القاتلة
وهو فقط ينظر ناحيتها ! لتلك الفتاة التي تبكي لأجله مرتعبة ،
يبتسم وسط سيل دمائه وقد تشوشت الرؤية في مقلتيه ،
يراها تهرع ناحيته صارخة بألم !
- توقف ! لا تقتله ! انا احبه !!!
كانت تلك الكلمة هي كل ما تمناها التنين الجريح على عتبة الموت ،
فابتسم بسعادة والدماء سيلٌ من ثغره الباسم ،
واذا بدموع السعادة من عينه اليمنى تسقط !
والرؤية تعتم شيئاً فشيئاً في ناظريه ،
يمد يده صوبها وهو يعلم ان لا مناص من موته الان ،!
وقبيلما يصل لمحبوبته البشرية ، يخترق ذلك السيف قلبه !
فتسّود الرؤية في عالمه ، وتفقد عيناه الحمراوتان بريقهما ! ،
يتوقف قلبه عن النبضِ ويسقط صريعاً فتصرخ هيّ اكثر
حتى فقدت قدرتها على الصراخ !
ارتمت على جثته تناديه ! تحثّه على الكلام والتوقف عن العبث معها !
ولكن هيهات من ان يعود الموتى للحياة !
فتشعر ببرودة جسده وخفوتِ روحه وإلى تدفق دمه تحت اقدامها !
فيشتعل فتيل الحقد في قلبها وتعمى بصيرتها ،
تقف مترنحة تنظر صوب الفارس بحقد وهو قد انحنى
بعض الشيء قائلاً باحترام :-
- انا كلوديوس فارتنر ، من مملكة " والدوس " اتيت لنجدتك بعدما سمعنا اشاعاتٍ عن كونك رهينة لذا التنين المسخ !
اثارت آخر كلمتين حفيظتها ،
فإذا بها تسرق السيف من بين يديه على لحظة بغتة منه ،
تصوبه ناحيته فتصيبه بجرحٍ عميقٍ في صدره ! تصرخ متوعدةً إياه :-
- اغرب عن وجهي ايها الوحش المدمر ! لا اريدك لي منقذاً !
قتلت محبوبي ايها اللعين ! اخرج من هنا واتركني لوحدي !!!!!
وإلا انتزعت الحياة من جسدك الواهن !
ما كان من الفارس إلا إن استجمع شتات كرامته المهدرة
ويخرج من هذه القلعة التي لم يتوقع فيها هذا النوع من البشر !
اما هي فقد سقطت على ركبتيها !
ثم ارتمت على جثته تبكي بحرقة حتى انقطعت انفاسها وصرخاتها !
ثلاثة أيامٍ بلياليها لم تكف عن البكاء والنحيب ..
وعلى شروق فجر اليوم الرابع ... كانت ديفا قد فارقت الحياة !
ضامة إياه بين يديها الصغيرتين ،
مبتسمة وخطٌ احمر من اثر البكاء قد استولى على وجهها !
وبقيت تلك القلعة من حينها ..
موحشة مهجورة بلا روح ! او ضحكاتٍ من فاهيهما !
الامير قاتل ببسالة ..
هو قد ذبح التنين !
الاميرة بكت لأيام ..
هي قد احبتْ ذلك التنين !