عرض مشاركة واحدة
  #162  
قديم 07-19-2014, 01:58 AM
 
يتبع للمبدعة آرليت

حروبٌ تطغى منكَ يا ابن آدم !

انا قد عاصرت دهوراً كنتم فيها الوحوش الكاسرة !

قتلتهم ونهبتهم بنيّ جنسكم ! تقتلون البشر امثالكم !

وتنبذوننا نحن الوحوش إن قتلناكم !

انتم الوحوش المتجردة من الرحمة

انتم لن تكفيّ سقر لمحو ذنوبكم !

انتم الشّر إن اردتم اظهار الخير !

انتم الدمار إن ابتسم رضيعكم على بياض الثلوج !

انتم تسفكون الدماء .. تصنعون الوحوش .. بعدها تدمرون !

أنتم يا بني البشر .. خطيئة تتنفس على مرأى الجحيم !

كان يردد تلك الكلمات المتحشرجة المتألمة
ريثما الفارس يلوح بنصله الحاد على جسده ،

ادمته الجراح من كلِ مكان ،
التنين المنيع الحصين الذي خشيّ هذا النصل طوال قرون ،

السلاح الوحيد الذي يمكنه قتله هو الان بيد
يديّ هذا الفارس الذي اتى لنجدة آخر فردٍ من قرية " ميداردس "

تصرخ هي مطالبة بأن لا يقتله ،
لم يستمع اليها ! يريد قتل المسخ وكفى !

والتنين المرهق على عهده ! لن يقتل البشر مرة اخرى !

لذا فالفارس يطعنه ويسبب له الجراح القاتلة
وهو فقط ينظر ناحيتها ! لتلك الفتاة التي تبكي لأجله مرتعبة ،

يبتسم وسط سيل دمائه وقد تشوشت الرؤية في مقلتيه ،
يراها تهرع ناحيته صارخة بألم !

- توقف ! لا تقتله ! انا احبه !!!

كانت تلك الكلمة هي كل ما تمناها التنين الجريح على عتبة الموت ،

فابتسم بسعادة والدماء سيلٌ من ثغره الباسم ،
واذا بدموع السعادة من عينه اليمنى تسقط !

والرؤية تعتم شيئاً فشيئاً في ناظريه ،
يمد يده صوبها وهو يعلم ان لا مناص من موته الان ،!

وقبيلما يصل لمحبوبته البشرية ، يخترق ذلك السيف قلبه !

فتسّود الرؤية في عالمه ، وتفقد عيناه الحمراوتان بريقهما ! ،
يتوقف قلبه عن النبضِ ويسقط صريعاً فتصرخ هيّ اكثر
حتى فقدت قدرتها على الصراخ !

ارتمت على جثته تناديه ! تحثّه على الكلام والتوقف عن العبث معها !
ولكن هيهات من ان يعود الموتى للحياة !

فتشعر ببرودة جسده وخفوتِ روحه وإلى تدفق دمه تحت اقدامها !

فيشتعل فتيل الحقد في قلبها وتعمى بصيرتها ،
تقف مترنحة تنظر صوب الفارس بحقد وهو قد انحنى
بعض الشيء قائلاً باحترام :-

- انا كلوديوس فارتنر ، من مملكة " والدوس " اتيت لنجدتك بعدما سمعنا اشاعاتٍ عن كونك رهينة لذا التنين المسخ !

اثارت آخر كلمتين حفيظتها ،
فإذا بها تسرق السيف من بين يديه على لحظة بغتة منه ،
تصوبه ناحيته فتصيبه بجرحٍ عميقٍ في صدره ! تصرخ متوعدةً إياه :-

- اغرب عن وجهي ايها الوحش المدمر ! لا اريدك لي منقذاً !
قتلت محبوبي ايها اللعين ! اخرج من هنا واتركني لوحدي !!!!!
وإلا انتزعت الحياة من جسدك الواهن !

ما كان من الفارس إلا إن استجمع شتات كرامته المهدرة
ويخرج من هذه القلعة التي لم يتوقع فيها هذا النوع من البشر !

اما هي فقد سقطت على ركبتيها !
ثم ارتمت على جثته تبكي بحرقة حتى انقطعت انفاسها وصرخاتها !

ثلاثة أيامٍ بلياليها لم تكف عن البكاء والنحيب ..

وعلى شروق فجر اليوم الرابع ... كانت ديفا قد فارقت الحياة !

ضامة إياه بين يديها الصغيرتين ،
مبتسمة وخطٌ احمر من اثر البكاء قد استولى على وجهها !

وبقيت تلك القلعة من حينها ..
موحشة مهجورة بلا روح ! او ضحكاتٍ من فاهيهما !



الامير قاتل ببسالة ..

هو قد ذبح التنين !

الاميرة بكت لأيام ..

هي قد احبتْ ذلك التنين !
__________________


بَديعٌ شَكْلُ وَجْهِي بَعْدَ أَنْ فَقَدْتُ اِبْتِسَامَتِي!