يلتف الكون متسربلاً بلحافٍ من رمادٍ أسود .. ، يختلط الغيم الرمادي مع دجى الليلك في صفحة السماء ، لتصطك بالأعين لوحةٌ غرقت في لجّة من الظلمة الثائرة .. !
وبثناياها التي تشتد عنوة محتضنة تفرّعات الطرق .. في ضباب يغشي البصيرة ، يحيط بأذرعه حيّز المكان .. بلا رؤى بيّنة قد تعتلي السطح ، سوى حركة الظلال .. وأضواء مصابيح الإنارة الباهتة على مدى الطريق
ورائحة .. لاذعة .. ! ،
تستثير العقل بهاجسٍ مريب !
تنبعث تحت مصباح إنارة ينطفأ ..و يضيء ، ثم ينطفئ
كل مضي ثانيةٍ ، .. كاشفاً بغموض تهتاج منها النفس .. عن حركةٍ مجهولة الهوّية .. قد يتبدد كنهها إن أرتخى المصباح بإضاءته من فوقها لأجزاءٍ من الزمن .. حتى ينزاح الحاجز الحاجب للظلام الآسر .. !!
شيءٌ يفقد إتزانه العقلي بستدراجٍ عشوائي ..!
يغوص المعنى مستوطناً رؤيا تتضارب مع المنطق والفِكر السليم .. ،ويتلاشى ستار القضية مرتهباً من مكوثه على منظرٍ يجازف الواقع ولو أنحرف بشتى الظروف .. !
أنه متكيء .. على أحدى ساقيه ،
يرهش بكفّه مرغماً العنف عاملاً يعينه.. ، بسكينٍ رفيعة تلتوي في إنغراسٍ مشبوه ، على همس إحتكاك يولد كشرارة في الصمت المطبق مع لهيث المستصرخ بخيط نجاة .. يعلو صوت شيء أسفنجي يتقطع !!
تتسلى انامله من الوقت في أوج الليل ، تنزلق صيحات الخليط الأحمر على حراره لهيث أنفاس الضحية ، فينجلي المكنون المخبأ من عمق القضية ليتراءى شاب مبهم تلتف ذراعه حول عنق رجلٍ في الثلاثينات .. ،
تعتلي حدقتاه طرف السماء بإتساع تكاد فيه تفلت من محجريهما .. وفجوة أستوطنت الحيّز من قلبه .. إنساب منها فيض من الدماء مكتسيةً سترته الزرقاء الثمينة .. وياقته الذهبية ، وهي تلفظ القطرات الحمر بتتابع بينما تدور يداه في الفراغ مناديةً بعويلٍ كاتمٍ تهتز له الأبدان قبل الآذان .. !!
وتمضي عقارب الزمن ناخرةً الوقت أمام بحيرة قرمزية تعكس بسطحها ما تراه بخفاء .. ما برح الجسم في مرآتها يرفع كفّه ثم ينزل به مخترقاً أضلعاً نابضة .. بطعنات متتالية .. حتى يستأصل بهذا الفعل بغيته .. !!