الموضوع
:
ﻣ̲ﻋﺂ̲ﻧ̲ﺂ̲ة طﻓ̲ﻟ̲ة _________
عرض مشاركة واحدة
#
9
07-20-2014, 01:59 AM
mariling
البارت الثاني:
عذابي راحة لهم
استيقظت الصغيرة مولي على صوت احدهم فنهضت من السرير ورفعت راسها لترى الخادمة الشابة آنا تبتسم لها بحنان:
انستي الصغيرة عليكي ان لا تكثري من النوم في هذا الوقت
اومأت مولي براسها:
حسنا، قولي لي كم الساعة الان؟
- انها الثانية والنصف لقد حان وقت الغداء، تعالي بسرعة لقد اتى والدكي وعمتكي والسيدة جوليا
اشاحت مولي راسها بحزن:
لااريد، ثم لو ارادوا ان آتي لكانوا ارسلوا بطلبي بوقت ابكر
نظرت اليها آنا بتوتر لكن مولي ابتسمت لتلطف الجو:
لاعليكي ساذهب لاحضر كتابا لأسلي نفسي
- حسنا واذا اردتي شيئا فانا في الخدمة
ابتسمت لها مولي شاكرة وما ان غادرت آنا حتى اختفت تلك الابتسامة وعاد الحزن مكانها، لكن لا! عليها ان تتفائل بالخير.
توجهت الى مكتبة القصر، فتحت الباب بهدوء. كانت كبيرة بحق،غرفة ضخمة زينت حيطانها البيضاء بزخرفة ذهبية جميلة،
ورفوف كثيرة ملئت بمختلف انواع الكتب، قرب النافذة الواسعة ارائك فاخرة وطاولات صنعت من اجود انواع الخشب.
اتجهت الى احد الرفوف واخذت كتابا نال اعجابها، كانت ستذهب للجلوس على الاريكة.
اوقفها صوت الباب، دخل دانيال ببروده المعتاد، احتدت نظراته ما ان رآى مولي التي ادارت وجهها خوفا منه ثم ذهبت للجلوس على الاريكة وبدات بقراءة الكتاب، اما هو فتجه الى الطاولة قرب تلك الاريكة وكلما اقترب زادت سرعة دقات قلبها وسرعة تنفسها الذي اصبح ثقيلا على رأتيها.
ما ان اقترب حتى اغمضت عينيها بينما هو انحنى لاخذ اوراق خاصة بالعمل كانت موضوعة على الطاولة.
نظر اليها ببرود وفهم ارتباكها منه لذا ابتسم بسخرية:
تبدين كمن راى شبحا، هل انتي خائفة مني؟
ادارت راسها اتجاهه وعيناها تنظران للارض:
ل ... ليس الامر كذلك
اتسعت ابتسامته اكثر:
تعجبينني عندما تمثلين دور البريئة
نظرت اليه بصدمة و بعض الغضب:
ان
ا
لم افعل شيئا
اختفت الابتسامة ونظر اليها بطريقة مرعبة:
بل انت السبب في كل شيء انت من دمر حياتنا! نعم كل من في هذا البيت انتي السبب في معناته ابتداءا مني انا، بل السبب هو وجودكي في هذه الحياة!
كل نطق كلمة تشعر وكانها تخترق قلبها كسهم مسموم، خصلات شعرها كانت تغطي عينيها المليئة بالدموع بينما تعض شفتيها محاولة كتم شهقاتها.
اما هو فكان ينظر لها ببرود وبلا اهتمام رغم منظرها المؤثر، فعندما يتعلق الامر بها جوفه يصير خال من اي مشاعر كالرحمة او الشفقة.
نظر الى ساعته يجب عليه الذهاب الى الشركة لانهاء بعض الاعمال ومراقبة تجهيزات الحفل ولابد ان لورين وجوليا تنتظرانه، لذا غادر بهدوء
اما هي فقد مسحت دموعها وعادت الى غرفتها فلم تعد لها رغبة بقراءة شيء. جلست على سريرها وشغلت التلفاز.
بقيت هكذا لساعتين ونصف تقريبا شعرت بملل شديد وهي تسمع صوت ضحكات اخوتها وهم يلعبون.
عادت اليها ذكريات جميلة عندما كانت تلعب مع شقيقيها التوامين في حديقة القصر والجو يتلئلئ من حولهم من الضحكات والمرح وسط انظار والديهم المبتسمين لسعادة ابنائهم ...
اعادها الى الواقع صوت هاتفها، نظرت اليه لترى ان المتصل صديقتها جينا ففتحت الخط بسعادة:
مرحبا
اجابها صوت فتاة صغيرة بمرح:
اهلا اهلا كيف حالكي يا صدقتي العزيزة
- بخير شكرا لكي، وانت؟
- انا ايضا، اخبريني هل انتي مستعدة للحفل
ردت مولي بحزن لم يخفى على جينا:
انا ... لن اذهب
- هيا! لقد وعدتني، ثم ان ستيفاني قادمة ايضا!
- لكن....
قاطعتها جينا باصرار وترجي:
ارجوكي المكان سيكون مملا دونكي والاهم من ذلك الحفل هو لشركة والدكي
بعد دقيقة من التفكير حسمت مولي امرها:
حسنا سوف اتي
- رائع سنكون بانتظاركي! الى اللقاء
- الى اللقاء
بعد ان اغلقت الخط راحت تفكر بالورطة التي وضعت نفسها فيها، ما الذي ستفعله الان؟ لقد منعها افراد عائلتها من الذهاب ولن يسمحوا لها حتى لو ترجتهم. بينما هي غارقة في افكارها، لم تنتبه على من دخل الغرفة من دون استأذان ووقف ورائها وغطى عينيها.
بصوت بريء:
من انا؟
تفاجأت من الحركة لكن ما ان سمعت صاحب الصوت حتى ضحكت برقة:
صوفيا ههههههه لقد اخفتني
ابتسمت صوفيا بسعادة وحماس:
احزري ماذا؟
- ماذا هناك؟
- لقد سمحت لي امي بالذهاب الى حفلة الشركة اخيرا!
- حقا؟ هذا رائع! لكنكي رغم ذلك ستنامين وسط الحفل لان الوقت سيكون متاخرا
نفخت صوفيا خديها بطفولية:
هذا غير صحيح انا كبيرة الان! هل ستذهبين انت ايضا؟
- لا ادري ربما نعم وربما لا
- حسنا ساذهب الى غرفتي لأتجهز، الى اللقاء
غادرت صوفيا الغرفة، بينما هي تبتسم بهدوء فصوفيا هي الوحيدة التي تعاملها بلطف بين افراد عائلتها ... احست بشعور غريب، توجهت الى النافذة فرأت احدا بعباءة سوداء في حديقة القصر ينظر جهة نافذتها.
احست بالرعب حقا، عيناه تتوهجان بالبنفسجي اللامع وتستطيع رؤية ذلك رغم المسافة البعيدة. فركت عينيها جيدا وأعادت النظر للنافذة فوجدت ان الشخص الغامض اختفى، توترت كثيرا لكنها اقنعت نفسها بأن هذا مجرد وهم رغم ان قلبها قد انكر هذه الافتراضية.
بقيت تفكر في خطة للذهاب الى الحفل، فلمعت في رأسها فكرة، توجهت الى باب خشبي داخل غرفتها، ولما فتحته تبين انه غرفة صغيرة بعض الشيء مملوءة بعدة ملابس واكسسوارات واحذية. اخذت فستانا ذو لون ازرق داكن من دون اكمام يصل الى ما تحت ركبتيها بقليل.
وحذاءا ازرق داكن تتوسطه زهرة زرقاء، ثم ارتدت اقراط أذن واكسسوارات في اليد بنفس لون الفستان مع حقيبة زرقاء وسرحت شعرها وتركته منسدلا على ظهرها.
كان شكلها يبدو لطيفا حقا. بعد ان انتهت نظرت الى الساعة التي تشير الى السادسة والربع، عادت الى قرب النافذة لتجد ان سيارة اللموزين قد نقلت اخوتها الى موقع الحفل.
اما هي فخرجت من غرفتها بهدوء ونزلت لتتوجه الى الباب الخلفي للقصر، من حسن حظها ان الحرس لم يروها بعد ان خرجت من البوابة. لما وصلت الى الشارع رأت سيارة اجرة فأشارت لها لتتوقف.
لما ركبت سألها السائق:
الى اين تريدين الذهاب يا ابنتي؟
- الى شارع (.....) قرب شركة ولسون من فضلك
- كما تريدين، لكن الأ تبدين صغيرة على الخروج وحدكي؟
ابتسمت مولي بارتباك:
في الحقيقة والداي ينتظرانني
-حسنا ...
بعد لحظات وصلت الى المكان المنشود، اعطت السائق المال ثم خرجت. نظرت الى بناء الشركة الشاهق والضخم، بعدها دخلت.
كان المكان ضخما فقد بني بافضل وارقى طراز. لم يتغير المكان كثيرا رغم انه قد مضت مدة طويلة على اخر مرة قد اتت الى هنا فوالدها وعمتها لايسمحان لها،هما لايطيقان رؤية وجهها في البيت فما ادراك بمكان عملهما.
توجهت الى القاعة الخاصة بالاحتفال الضخمة عبر السجاد الاحمر.
زينت القاعة بآثاث فاخر وثريا ضخمة. كان يوجد الكثير من رجال الاعمال المشهورين كيف لا والامر متعلق بشركة ويلسون للمجوهرات احد انجح واشهر الشركات في العالم.
التفتت مولي لترى صديقتاها جينا وستيفاني تشيران اليها بالقدوم. توجهت اليهما وهي لازالت تتلفت يمنة ويسرة خوفا من ان يراها احد من عائلتها. عانقتها ستيفاني:
مرحبا لم اركي منذ مدة!
ابتسمت مولي رغم ارتباكها:
انا ايضا لم اركي منذ مدة
نظرت اليها جينا بشك:
هل انتي بخير تبدين مختلفة
- لا! لست كذلك
- حسنا ... لايهم هيا لنتسلى
امضوا الوقت بالتسلية والضحك والاستماع للموسيقى وتناول الطعام. ولم تنتبه الى ابفا التي كانت تنظر اليها بحقد. نادت التوأمين:
مارك! ماثيو!
اقتربا منها فسألها مارك:
ماذا هناك ايفا؟
اشارت الى مولي:
انظرا من هنا
ماثيو بغضب:
ما الذي تفعله هنا؟!
- هيا لنخبر ابي
اومأ الآخرين موافقة ثم توجها الى والدهم وعمتهم وجوليا الواقفين رفقة مجموعة من رجال الاعمال فناداه ماثيو:
ابي
نظر دانيال اليهم ثم استاذن من الاشخاص حوله واتجه الى ابنائه
سالهم مستفهما:
ماذا هناك
اجابته ايفا:
لقد اتت مولي للحفل
نظر اليها بانكار:
مستحيل
نظر دانيال الى الاتجاه الذي اشار اليه الثلاثة وفعلا كانت مولي مع صديقتيها. تحولت ملامحه من الصدمة الى الغضب العارم، فكيف تتجرأ على مخالفة اوامره؟ احس بيد في ذراعه فالتفت الى الخلف ويجد اخته لورين وجوليا التي تكلمت بهدوء:
لا تفعل اي شيء الان حتى ينتهي الاحتفال، فإذا ذهبت وعاقبتها امام الجميع وخصوصا بوجود الصحفيين. فما الذي سيقولونه؟
اكملت لورين:
معها حق يا اخي سوف ندمر مكانتنا وحسب لذى اصبر قليلا
بالكاد استطاع الحفاظ على هدوئه وقرر ان يترك الامر لما بعد الاحتفال.
الساعة تشير الى العاشرة والنصف وكل شيء على ما يرام، ماعدا النظرات الحارقة الموجهة لمولي والتي لم تشعر بها بسبب انشغالها مع صديقتيها. بعدها بنصف ساعة انتهى الاحتفال وذهب الجميع.
مولي التي ودعت جينا وستيفاني كانت واقفة تنتظر سيارة اجرة، فجأة احست بيد امسكتها من كتفها بقوة.
لما استدارت صعقت فوالدها وعمتها امامها وينظران اليها بغضب شديد، لم تستطع ان تقول كلمة واحدة من شدة الخوف وما زاد الامر سوءا ان دانيال قد ضغط على كتفها بقوة حتى تأوهت من الالم ثم سحبها الى سيارة اللموزين الفاخرة وادخلها بالقوة.
الجميع داخل السيارة وصوفيا نائمة، كان الصمت سيد المكان الى ان قاطعته جوليا وهي تتحدث بسخرية:
يبدو ان الصغيرة تعلمت الاعتماد على نفسها
تابع مارك بسخرية ايضا:
نعم فلقد استطاعت ان تخرج من المنزل دون علم الحراس، يالكي من محترفة هروب
لم تستطع مولي ان تنطق باي كلمة.
خرج الجميع من السيارت ودخلوا القصر. اعطت لورين صوفيا الى لإحدى الخادمات، اما مولي فكانت واقفة امام والدها الذي اقترب منها اكثر وصفعها بقوة على وجهها حتى سقطت على الارض.
كانت تشعر بالخدر في وجنتها التي احمرت بشدة وهي تنظر له بصدمة. لم يكتفي بذلك بل رفعها من شعرها وهي تصرخ من الالم ثم نظر اليها باحتقار:
لماذا خالفتي اوامري؟! بل كيف تجرأتي على ذلك ومن تظنين نفسكي!
مولي التي لم تعد تتحمل اكثر بدأت دموعها تسقط واحدة تلو الاخرى، صرخت بأقوى ما لديها رغم الالم في شعرها و الالم في وجنتها:
انا ايضا كنت اريد الذهاب!! فانت دائما تحبسني في هذا القصر وفوقها لاتعاملني كانني من العائلة!!
قهقهت لورين بسخرية:
وكانكي لا تزالين واحدة منا. لاتكبري من قدركي ايتها الحشرة!
اكمل دانيال بعد ان رماها على الارض بقوة:
وترفعين صوتكي علي؟! عليكي ان تعلمي انكي مجرد حثالة وبقائكي مثل عدمكي! انتي تستحقين الموت على ما فعلتي فانتي السبب في موت ومرض اعز شخصين لدينا. لذا لا يحق لكي ان تقرري ما تريدين! فلتكوني شاكرة لاننا تركناكي بيننا!!
كان الجميع ينظر للطفلة الملقاة على الارض من دون حركة. وقد اختلفت مشاعرهم اتجاهها، فدانيال ولورين كانا يوجهان اليها نظرات مليئة بالرغبة بقتلها، مارك وماثيو ينظران اليها بسخرية ورغبة في الضحك، جوليا وايفا فقد كانتا تنظران لها بمكر وشماتة، ما عدا الخدم والحراس الذين كانوا ينظرون لها بشفقة لحالها المزرية.
فجأة نهضت مولي من الارض بخطوات مترنحة وصعدت الدرج الى غرفتها، توجهت الى النافذة وهي تنظر للفراغ. فتح الباب فدخلت ايفا وهي تضحك بسخرية:
مسكينة مولي انتي في حالة مثيرة للشفقة، هذا امر طبيعي فأنتي الفتاة المكروهة في العائلة
مولي التي لم يظهر شيء من ملامحها تحدثت بصوت منخفض:
اخرجي ...
نظرت اليها ايفا بتعالي:
اووووو هل انتي تغارين مني لاني الابنة المفضلة وانتي لاشيء سوى حشرة؟
استدارت مولي بكامل جسدها وعيناها الحاقدتين تشعان بشكل غريب ومريب:
قلت لكي اخرجي!!
شعرت ايفا بخوف شديد فغادرت بسرعة. اما مولي فأعادت نظرها للنافذة وسقطت الدموع من عينيها بغزارة وهي تنظر للقمر في السماء المظلمة، اخرجت القلادة التي ترتديها لقد كانت ذهبية على شكل قلب لما فتحتها ظهرت صورة داخلها.
ومن بين شهقاتها نطقت بصوت خفيض:
امي...
لكنها لم تنتبه ابدا ومطلقا للشخص ذي العباءة السوداء خلفها ينظر اليها بعينيه اللامعتين بهدوء وغموض.
نهاية البارت.
ارجو ان يعجبكم البارت واسفة على التاخير
.
mariling
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى mariling
البحث عن المشاركات التي كتبها mariling