عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-21-2014, 02:59 PM
 
Talking



عدنا لنبدأ على بركة الله

تعريف البارانويا paranoia:

لربما تصادفت يوما بكلمة البارانويا في نص ما أو بينما كنت تتصفح النت و استغربت و تساءلت ما هو البارانويا فأنا اليوم أبشرك عزيزي القارئ أن لدي ما يشبع تساؤلك و فضولك:
البارانويا بالإنجليزية تكتب paranoia و تلفظ كما العربية و قد كانت تعني سابقا الهذيان المزمن و ذلك أن الكلمة من أخرى باللغة الإغريقية ثم بعد ذلك توسع المعنى ليشمل معاني ثانية ك: جنون العظمة أو الإرتياب و هي جملة من الأمراض النفسية و العصبية التي تخل بشخصية الإنسان فتجعله مشكاكا ( أي كثير الشك) في كل ما يدور حوله تكون بداية بشكل عادي فتتطور لتصبح مرضا مزمنا يلازمه فيصبح المريض يتحسس من أي إشارة أو علامة قد يرسلها محاوره له ، ثم فيما بعد ذلك يرمي جل مشكلاته على غيره و يؤكد لنفسه أنه ضحية مؤامراتهم الخبيثة.
من جهة ثانية فنفسية المريض تتميز بالإنشراح و المرح، و الشعور الكامل بالرضى عن الذات بشكل مفرط لكنه يدرك أتم الإدراك أنه تحت دائرة من الأوهام نسجها عقله.

انواع و بعض المسميات للمرض و تفرعاته:

هذاء ( من الهذيان ) الإضطهاد:
و هذا تفرع يجعل المريض يشكط بكل من حوله و يظن بهم السوء التام زيادة على أنه يتأكد من ماهية أنهم يتآمرون عليه في الخفاء و يودون الحاق السوء به.
هذاء العظمة:
و هذا تفرع يظن فيه المصاب بالمرض أنه شخصية مهمة في المجتمع و له من المكانة و النفوذ الكثير رغم أن لا شيء من ذلك صحيح.
هذاء توهم المرض:

و هذا تفرع يظن فيه المريض أنه مما لا شك فيه مصاب بمرض خطير ( العضال مثلا) رغم أن جميع الفحوصات تثبت العكس.
هذاء التلميح:
كأن يعتقد المريض أن جميع الحركات و التلميحات و الإشارات من حوله لها توجيه سيء ضده فيكون ذلك سببا في اعتزاله الناس و انطوائه عليهم.
الهذاء السوداوي:
و هذه مرحلة متقدمة من المرض حيث يعتقد المريض أنه سبب الكوارث الطبيعية و المصائب التي تحل بالناس مما يدعوه للشعور بالذنب في حق نفسه و رغبته في أن يعاقب على جرائمه.

أسباب المرض:

من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالمرض نذكر الآتي:

كرب الحياة:
و هي جميع النوازل و المصائب التي تنزل بالإنسان من كل جانب كانهائه علاقة عاطفية بشكل سيء أو تعرضه لخيانة أو أن يتم السطو على منزله مثلا أو أن يفقد عمله... تلك جميعها تجعله يفقد ثقته بالعالم فينطوي على نفسه و تبدأ حالته المرضية لتتطور بعد ذلك لمرض مزمن.

البيئة الخارجية:
تشكل البيئة الخارجية بدورها عاملا في تكون المرض حيث أن أخبار الإرهاب و الجرائم المتواصلة و الكرب التي تحل بالناس قد تجعل المريض يحس نفسه دوما في حالة من الخطر و أنه معرض للنوازل.

القلق و الإكتئاب:
يشكل القلق سببا رئيسيا في المرض حيث أن الشخص القلق تكون نفسيته مضطربة و فزعا أكثر من المعتاد.
أما الشخص المكتئب فيقلل تقدير ذاته و يسيء فهم الآخرين و نواياهم.

النوم السيء:
النوم السيئ أو عدم القدرة على النوم (الأرق) يشكلان محفزا أساسيا للمرض حيث أن أفكار عدم الشعور بالأمان ترتفع ليلا حينما يكون الشخص وحده في الظلام مع أفكاره.

تأثيرات العقاقير و الكحول:

تشكل المواد الكيماوية عاملاً أحياناً، فالمخدرات والعقاقير مثل الكوكائين والحشيش والكحول وحبوب الهلوسة والـLSD والأمفيتامين يمكن أن تحفز المرض، كما يمكن لستيروئيدات معينة من التي يتناولها الرياضيون ورافعي الأثقال (المنشطات لتنشيط الجسم) أن تحفزه أيضاً. وتترافق مبيدات حشرية ومحروقات ودهانات معينة مع أعراضه أحياناً.

تأثيرات الطفولة:
ان عاش الإنسان المريض حوادث مريعة في طفولته جعلته يفقد ثقته بالناس و يشك بهم فمن دون شك سيكون لذلك الدور الكبير في تصرفاته بعد أن يرشد.

التأثيرات الجسدية:
يرتبط المرض بأمراض جسديّة معيّنة، مثل داء هنتنغتون وداء باركنسون والسكتة الدماغية (النشبة) وداء آلزهايمر ( داء النسيان المزمن الذي يرافق العجائز) والأشكال الأخرى من الخرف. يمكن لنقص السمع أيضاً أن يثير الأفكار الإرتيابية عند بعض الأشخاص.
اضطراب الجو الأسري وسيادة التسلطية ونقص كفاءة عملية التنشئة الاجتماعية.
اضطراب نمو الشخصية قبل المرض وعدم نضجها.
الصراع النفسي بين رغبات الفرد في اشباع دوافعه وخوفه من الفشل في إشباعها لتعارضها مع المعايير الاجتماعية والمثل العليا.
الإحباط والفشل والإخفاق في معظم مجالات التوافق الاجتماعي والانفعالي في الحياة، والذل والشعور بالنقص وجرح الأنا.

العلاج:
بما أن مرض البارنويا مزمن و شديد الخطورة فإن أغلب ما ينصح به الأطباء النفسيون المعالجين كسب ثقة المريض و إقناعه بفعالية نجاح العلاج ليشعر ببرد الراحة، و ذلك زيادة على العلاج بالعقاقير التي تعمل على تنشيط مادة الدوبامين التي تقلل من الأعراض النفسية و ازدواج الشخصية، ومنها عقار الكلوزابين الذي يقلل عدد كرات الدم البيضاء وبذلك يقلل من مناعة الجسم فلذلك يجب متابعة الغدد أسبوعياً, يفضل متابعة جميع المرضى عن قرب.

كثيراً ما يحدث أن يمتنع المريض عن تناول الدواء ويعلل ذلك بشعوره بالتحسن، ولكن يجب أن يعلم أن الأعراض ستعاوده مرة أخرى إذا توقف عن تناول العقاقيرو الأدوية إما في الحال أو بعدها بعدة شهور. وتكون فترة العلاج الاولى هي أحرج فترات العلاج لذا يفضل الأطباء ادخال المريض المستشفى لمراقبته عن قرب، ومنع أي محاولة انتحار قد تحدث. قد يلجأ احياناً للجراحة في المخ بعد التأكد من استحالة شفاء المريض بالطرق والوسائل المعروفة كالعلاج بالكهرباء والعقاقير او التنويم الإيحائي.

تم
-----------
انتهى و الحمد لله أتمنى أنني أفدتكم
و انا عن نفسي استفدت كثيرا جدا
شكرا على طيب المتابعة
كنتم معنا في برنامج "أمراض" >> فلسفة
دمتم في حفظ البارئ



__________________


بَديعٌ شَكْلُ وَجْهِي بَعْدَ أَنْ فَقَدْتُ اِبْتِسَامَتِي!