عرض مشاركة واحدة
  #45  
قديم 07-22-2014, 06:06 PM
 




-

" لدي بضع أسئلة قد وعدتني بالاجآبةة عليها " قآل ( آدم ) ببطئ و (ويل ) يحدق به بعينيه الخضراوتان.

" مالذي تريد معرفته ؟ "

-



" كل شيء , أخبرني عن حيآتك و ما هو الشعور بالسعآدة " قآل ( آدم ) بسرعة , لقد كآن متحمساً

ليعرف اخيراً كيف كآنت الحيآة سآبقاً قبل ان تتحول الى جَحيم . آمآ (ويل ) فقد قام بتبليل شفتاه و هو يستعد لاخبار قصته الطويلة




" ولدت بشهر أكتوبر اليوم التاسع و العشرون من سنة 1881 في (نيو جيرسي ) , سنوآتي الاولى

عشتها في مزرعةة كَبيرةة مع وآلدآي , كآنت آمي تقوم بحلب الابقآر .. و من ثم تقوم بصنع الجبن

وكآنت تعتني بالحيوانات , أما أبي فقد كان يقوم بالاشياء الاكثر صعوبةة , مثل اطعام الحيوانات الكثيرة في مزرعتنا

و تنظيفها , كما انه كان يقوم بالزراعة و الاعتناء بادوات الحرآثةة التي كآنت حِصانتنا ( باستي ) تساعدنا بجرها


كان ابي يبيع قطيع الاغنام في المدينة القريبة لنا , مع انه كان ياخذ اربعة ايام ليذهب و يعود بقطيع الاغنام

ولكنها كانت دائماً امسيةة سعيدة عند عودته للمنزل , لا زلت اذكر عندما كان يجلب لي الكثير من الحلوى التي كانت تجعلني سعيدا


الثمن الذي ناخذه من بيع الاغنام كان بالكاد يكفينا للعيش ولكننا مع هذا كُنا سعداء بحياتنا البسيطة هذه .

انا , امي و ابي كنا نوفر نقود شراء الاشياء التي ناكلها و نلبسها , لذلك كنا نقوم بصنع كل شيء

و هذا يعني بانني لم اكن استطيع الذهاب للمدرسةة مثل باقي الاطفال

لانه لا احد اعتقد بان التعلم هو شي ضروري اذ انهم اعتقدوا بانني ساكبر لاصبح فلاحاً مثل والدي

وادير امور المزرعة ,لذا كل ما كان علي تعلمه موجود في المكان الذي اعيش فيه وليس في فصل مدرسي

تسألني عن السعادة؟ من الصعب وصفها لشخص لم يشعر بها مثلك

السعادة هي الشعور بالامان والمحبة ..

اما الضحك فهو شيء ثاني , يمكنني وصفها بانها الانشودة التي تنشدها روحك.




عام 1890 عندما كنت بالتاسعة شيء ما حدث وقام بهز و تحطيم عالمي الامن .

كانت امي على وشك ان تنجب طفلا ثانيا ولكنها ماتت و مآت الطفل بَدآخلها كذلك


انا و ابي لم نستطع ادارة المزرعة من دونها , كان لها دور كبير كما ان ابي كان حزيناً جداً لفقدانها

لدرجة انه لم يستطع ان يعمل بجهد , مصدر مالنا انقطع و لم نكن نعلم مالذي يجب علينا فعله.


لذلك قام والدي ببيع مزرعتنا و اجبرنا على العيش في المدينة , انتقلنا لشقة صغيرة في وسط المدينة

و بدء والدي بالعمل في مصنع للاسلحة , كان يقف 10 ساعات ليراقب الآلآت ليحرص على ان كل شيء يجري بشكل صحيح


انقلب عالمي بالكامل , حتى لو كنت طفلاً انذاك طفلاً لدرجةة انني لم استطع الحصول على عمل

ولكن كان علي ان اعمل , بدءت بتسليم الصُحف لمنازل الناس الاغنياء للحصول على بعض القطع النقدية كل اسبوع.

كما انني كنت اساعد جَزاراً في محله.

مع هذا لم يكن مالنا كافياً و كان من الصعب ان نحضر طعاماً لمنزلنا .

كان من المؤسف بانني لم استطع الذهاب للمدرسة و التعلم و بهذا لم استطع الحصول على عمل جيد.


كان الامر كذلك حتى وقعت بحب ابنةة رجل غَني , يوماً ما عندما كنت بعمر السادسة عشر

كان عَلي الرُكض لكي اسلم صحيفةة لمنزل كبير واقع على حدود المدينة , ومع ان الوقت كان مبكرا

قامت هي بالانتظار في الخارج و شاهدتني و انا اركض مقترباً و بيدي الصحيفة .


( أنابيل ) , كنت فتاة جميل ولم استطع منع نفسي من حبها , كُنت دائماَ اشعربالضياع دآخل عيناها الغامضتان

و رآئحةة شعرها ذو اللون العسلي لايزال يطاردني.


كُنت و ( أنابيل ) نتقابل كل يوم و لاحقا هي ايضاً وقعت بحبي ولكنه كان حُباً ممنوعاً و َ خطيراً

وذلك لان والدها الغني و ذو السلطة لم يكن ليدع ابنته الغالية تتزوج بفتى طائش مثلي.


ولكن هذا الامر لم يُخفنا و علاقتنا اصبحت متينة اكثر.


في يوم ما قامت ( أنابيل ) بسرقة مبلغ كبير من المال من عائلتها و قمنا , انا و هي , بالهرب بعيداً معاً

وقبل ان اغادر المدينة تاكدت من ان اترك لوالدي مبلغ مالي لكي يجعل حياته افضل .

أنا و (أنابيل ) هربنا لـ نيويورك ,تلك المدينة حيث تتحقق الاحلام , و هناك عشنا بسعادة حتى عام 1900.

كُنت بالتاسعة عشر عندما ظهرت هذه السحابة السوداء و اختفت السعادة من الارض "







أخذ (ويل ) نفساً عميقا و حَدق بالسقف بعيناه الهادئتان .

كآن ( آدم ) يتنفس بالكاد وذلك لان حيآة (ويل ) قد اثرت به كثيرا , كان يحتاج لسماع بقيةة القصةة

" لا تتوقف! " قال ( آدم ) بصوت عالي.

اما (وَيل ) فقد اخذ نفساً عميقا و استعد ليكمل قصته " في البدآيةة كنت مثلك , انتظر عيد ميلادي الـ 30 لاموت

عَزيزتي ( أنابيل ) لم تكن كما عهدتها بعد اليوم الذي اختفت فيه السعادة , كآنت سابقاً مشرقةة و مرحةة

ولكن بعد ظهور هذه السحابة اصبحت مُكتئبةة كل يوم من شروق الشمس حتى غروبها .

كآنت تجلس على كرسي هزاز قَديم و تنظر خارج النافذة , اصبحت (أنابيل) ميتةة من الدآخل.


حتى انها اصبحت لا تستجيب عند سماع الموسيقى , مع انها كانت تضحك عند سماعها و تبتسم و

ترقص كالمهووسةة في نعيم خآلص.


مَرت السنين و بقيت مع ( آنآبيل ) و اعتنيت بها , حتى بَقي ثلاثةة ايام فقط على عيد ميلادي .

( أنابيل ) و التي كانت اصغر مني بسنة كان عليها ان تعتني بنفسها .

أشعر بالخجل من قول هذا ولكنني .. لم اكن حزينا لانني ساترك (أنابيل ) .. لانها كانت كالهيكل العظمي .

في الواقع كنت سعيداً .



ركضت بالشوارع و صرخت بان موعدي قد حآن .. وبانني اخيرا ساموت .. ولو انني كنت اعرف مالذي اعرفه اليوم لما فعلت هذا.

كآن في عام 1911 عندما ظهرت مجموعةة من الشباب و ضربوني حتى الموت بسبب ثرثرتي عن عمري في الشارع.

عام 1914 وَلدت من جَديد , ولكن هذه المرةة ولدت في الصين كَطفل لَاثنان من العُشاق الفقراء.

وَجدت جَسدي الثاني مبهر وذلك لانه كان مختلفاً عن جسدي السابق .. كمثال اصبحت اقصر بكثير من السابق!.

الشيء المميز عندما تولد من جَديد هو انك يجب عليك ان تتعلم كل شيء من جديد ولكن ذكرياتك

من حيآتك السآبقةة ستأتي بشكل غَير واضح في ذهنك , وفي عمر العاشرة ستتذكر كل شيء بوضوح.


عندما ولدت مرة اخرى أصبح لدي الوقت لافكر , لماذا اردت ان اموت منذ البدآية؟ وادركت بانني بالواقع استمتعت بالعيش.

قررت ان اتحدى هذه اللعنة و ان لا اتوقف عن المحاربةة من أجل حَقي للعيش .

عام 1944 , قبل يوم وفاتي قتلت نفسي , عن طريق طعن قلبي بسكين حآدة و تركت روحي تبحث عن جسد اخر

( آدم ) , لقد اصبح هذا الامر كالهوايةة بالنسبةة لي.

عام 1950 اخيراً استقرت روحي في جَسد ثالث , في هذا الوقت وَلدت في نيويورك بما ان كل الناس قد انتقلوا للعيش

هناك , ولقد استغرق الامر ستة سنوات لروحي لكي تَجد جَسداً مناسباَ لي. ولكنني لم احب جَسدي الثالث

اذ ان ذلك الجسد كان ضَعيفاً و لا يستطيع تحمل اي شيء .

عآم 1980 قَتلت نفسي مرة اخرى , و بعد خمس سنوات وَجدت روحي هذا الجسد

هذا هو جَسدي المفضل , مع انني قَصير توعاً ما هنا , ولكن عدا هذا كل شيء مثالي , صحيح؟ "

نَظر (وَيل ) لـ ( آدم ) و هو ينتظر اجآبةة , أما آدم فقد حدق به ببرود و قال " مآذآ ؟"

قهقه (ويل ) بخفةة ثم ابتسم ابتسامةة واسعة و قال " ألست وَسيماً ؟"

اتسعت عينا ( آدم ) " أوه .. !" قال بهدوء و نظر للارض , ثم نظر لـ ( ويل ) بطرف عينه" لا بأس بك "

ضحك (ويل ) ثم ضرب كتف ( آدم ) بخفةة ثم قال " أوه انت غيور وَ حسب "

تنهد (ويل ) بهدوء , ثم ابتسم و قال " اذا هذه هي قَصتي نوعاً ما , ابلغ 20 سنة الان

وانا لا اخطط للتوقف عن مسألةة قتل نَفسي حتى اصبح اخر شخص يقف على الارض "





كآن (ويل ) يحرك جَسده يميناً وَ يساراً بلا توقف وَ هو مُقطب الحآجبين .. كآن هنالك شيء يزعجه.

" هلَ هنآلك خَطبٌ ما؟ " سأل ( آدم ) بهدوء , أما (وَيل ) فأعطآه نَظره بآرده بطرف عينه

" جرحي هَو الخَطب , أنه يؤلمني بشدة " تَمتم (ويل ) وَ رمى برأسه على الوسآدة و أغمض عَينه بألم

وَ هو مُطبق الفَكين , كآن يَبدو عليه الالم بَوضوح .

" ومآلذي تَريد مَني فعله ؟ " سأل (آدم ) وَ هو يَرفع حآجبه الأيمن بأستفهام .

" أقطع قَدمي وَ وفر لَي عَناء الشعور بالألم " تَذمر (ويل) كآنت قَطرآت العَرق تتزحلق مَن جَبيته والى

خَده لتسقط على الوسآدةة , لَم يَكن ( آدم ) يعلم أذا ما كآن ألم (ويل ) مستمر ام يأتي في مَوجآت

متقطعةة , ولكنه كآن يعلم شيئاً واحداً وَ هو أنه بالتاكيد لا يستطيع بَتر قدم

وأذا كآن (آدم ) عَديم الخبرةة بَشيء فهو عديم الخبرةة بَمجآل الادويةة و الطب. ولهذا هو لا يعلم

كيفيةة القيآم بَشيء كهذا .. حتى انه لا يعرف كَيف ينظف جَرح بَسيط !

كآن (ويل ) لَينزف حَتى الموت لَو حآول ( آدم ) بَتر قَدمه , بالتاكيد

لذلك أجآب ( آدم ) (ويل ) بأقصر طَريقةة وَ هو يقول " آسف .. لا أستطيع "

تَنهد (ويل ) وَ هو يغلق عَيناه بَينما يَشعر بَموجةة الألم تَعتصر قَدمه , كآن الالم غَير مُحتمل

" وَيل ؟ .." سأل ( آدم ) وَ هو يقترب مَن (ويل )

" أنا جائَع ! " قآل (ويل ) و هو يفتح عَينيه ليحدق بَـ (آدم ) , لقد كآنت الثلاجة فآرغةة

لم يكن هنالك شيء ليؤكل هنا , " لَيس لَدي أي شَيء لتأكله " حآول ( آدم ) تًفسير ذلك , ولكن (ويل) بدء يصبح

مزآجياً مُجدداً , " أذا أشتري شيئاً ما !!" قآل (وَيل ) بصوت عآلي , " أحمق " ثم أكمل و هو يتمتم.

كآن (آدم ) يَشعر بالآهآنةة بعض الشيء وَلكنه حَقاً لم يكن يهتم لما يقال عنه على اي حآل

" مع مآل خَيآلي؟ لقد أنفقت كل مآلي لكي آشتري لَك الادويةة .. أتذكر؟ " قآل (آدم )وَ هو يَتكتف

زَفر (ويل ) لانه كآن غاضباً ولان بَطنه خآليةة

" أحتآج الى آلطعام , ألآن ! الا يمكنك الذهاب الى البنك و اخذ بعض النقود او شَيء مآ ؟" قآل (وَيل )

بَنبرةة تَوسل و أنزعاج واضحةة في صوته

لقد مَر آسبوع منذ أن آقترض (آدم ) نَقوداً من البَنك , لذلك كآن مَسموحاً له بان يأخذ نقوداً الان

كآن هذا نظآم بَنوك مدينةة (نيويورك ) , انتظر أسبوع , ثم انتظر ليتم التاكد من اسمك على اللائحة و ستحصل

على نَقودك , سهل .

" سُحقاً , حَسناً ! , ولَكن تَدين لي بالكَثير مقابل هَذا " قآل (آدم ) و هو يسير نَحو الباب حيث وضع حذائه و سترته.







__________________




التعديل الأخير تم بواسطة Hazel # ; 07-22-2014 الساعة 06:42 PM