السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم؟ إن شاء الله تمام؟
طبعا أنا الي كم يوم غايبة عن المنتدى بسبب حدث فظيع صار
راح أحكي عن هذا الحدث تحت
لكن الآن نروح على الخاطرة بسرعة
أنَتْ تْقْتْلِـنَيٌـ بّـصٍـمِـتْكُ.....اٌبّـكُِ....اٌبّـكُِ.....اٌبّـكُِ
قطرة دم....فقصة عشق....ولكنها ذات مذاقٍ مختلف...
تسمع آهات النساء تدوي....ونحيب الأطفال يتردد....ودموع الرجال تنساب
قصة عشق....ترى فيها صاروخ غدّار يفتك بالعاشقين لتبقى المعشوقة تبكي
قصة عشق...ترى فيها رصاصة هوجاء تنثر الدماء على الجدران المهددة بالانهيار
قصة عشق....ترى فيها بيوتاً شامخة تحولت في ثوانٍ إلى ركام
قصة عشق....تخطف المعشوقين بلمح البصر وكأنهم لم يكونوا
حقاً أيُ نوعٍ من قصص العشق هذه؟!!
تدفع الأَجِنَّة بطون أمهاتها طلباً للخروج ورؤية الحياة المرتقبة....
ترتسم أزهى ابتسامة على وجه الأم لرؤية طفلها بالنهاية...ولكن...
ولكن بين صمت العالم المتآمر وصرخات المظلومين يختفي الطفل والأم وحتى الطبيب المشرف على الولادة في ثوانٍ معدودة جراء صاروخٍ موجه بلا عقلية تفكر سيسلب روح من!....
تٌكتب سطور هذه القصة بدم أولئك الذين لا يستحقون الحياة في وجهة نظر العالم أجمع
تبلل صفحات هذه القصة دموع أولئك الذين لا يستحقون الحياة الذين يبكون على الذين لا يستحقون الحياة في وجهة نظر العالم أجمع
حقاً أين هذه القصة المعجزة؟!!
في بلدٍ لم يعد لاسمها معنىً في وجهة نظر العالم أجمع
في بلدٍ استبدل اسمها ظلماً وجوراً باسم طفلة العالم المدللة
في بلدٍ تنتظر الدمى أصحابها للعب بها ولكن تُداس تلك الدمى بركام المنازل
في بلدٍ تخلى عنها الجميع.....الجميع بلا استثناء....وبقيَ لها ربها...أليس هذا بكافٍ؟!
فلســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــطين
ما هذه البلد لم أسمع بها حقاً أين تقع؟!!
إنها تقع بين المطرقة والسندان....
بين بني صهيون وأعوان بني صهيون...
بين عالمٍ متوحش نسيَ قضيتها وباع نفسه لقاء الأموال
لحظة....لحظة هل أنتِ تتحدثين عن اسرائيل؟!
إياك......إياك أن تتلفظ بتلك الكلمة القذرة
لا يوجد هنالك ما يُسمى باسرائيل!!
لكن دعني أكمل القصة.....
لا تتوفر أبسط مقومات الحياة
حصارٌ خانق .....هواءٌ قاتل
إذا حاولت البحث بين ثنايا الجدران
لن تجد عائلة إلا وقد رحلت روحٌ من هنالك
من صاروخ.....من رصاصة....من دبابة.....من بارجة....من غازٍ سام
كل تكنولوجيا الأسلحة مستخدمة هنالك ...
وتبقى العائلة المختنقة تبكي....
تشكو همومها للخالق....
وتلك البلد قُدر لها أن تعيش على آلام فقدان عشّاقها ببساطة!!
أن تعيش كل لحظة بترقب ولا تدري أستلقى حتفك أم لا؟!
يبقى هذا الهاجس يهاجمك بلا رحمة...
أسيأتي الصاروخ أخيراً وأرحل أم ماذا؟!
لا تستطيع الجلوس باطمئنان لأن هنالك طائرة تحلق فوقك
تستمع لصوتها الذي يلعب بمشاعرك بلا هوادة
أطلقي الصاروخ هيا لقد تعبت!!!....أطلقيه لقد نفذ صبري!!.....أطلقيه لعلي ألقى ربي
أن تعيش كل يومٍ لحظات فقدان أعز أعز الناس على قلبك
وترى الدماء تعبث بمشاعرك رويدًا وباستمتاعٍ متناهٍ حتى تتركك جسدًا بلا روح
فقط تضطر لحمل ذلك الكفن الأبيض وقد لُف حول أحبائك تريد البكاء...الصراخ...قتل نفسك حتى!!
وبالنهاية تستسلم للقدر....
لكن لا ليس للمتجبر!!
ستجف الدموع في النهاية وستمر السنوات بسرعة ولكننا
لا ولم لن ننسى دماء الشهداء
في حربٍ شوعاء مريرة
عائلاتٍ بأكملها أُبيدت عن بكرة أبيها
أطفالٌ أبرياء قُتلوا
وأطفالٌ مساكين تبقوا لوحدهم في هذه الدنيا
وبلا أيِ أدنى تحذير جاء الموت ليسلب الأرواح بسلاسة
فقط إنه القدر....والموت.....
ولتعلم أنها أرض وقف إسلامي
وكل المسلمين عنها مسؤولون...
ولكنهم نسوا....وبكل بساطة....أفسدتهم الدنيا....أو حتى هم أفسدوا أنفسهم بأنفسهم.....
قسماً لسوف تحاسبون...قسماً لسوف تحاسبون
إن لم يكن في هذه الدنيا ففي يومٍ لن يستطيع أحد الهرب من العقاب
ولسوف تُسألون....ماذا قدمتم لها؟!....ما الذي فعلتموه لإسكات آهات النساء وتهدئة نحيب الأطفال ومسح دموع الرجال؟!...ماذا؟!.....ماذا؟!
لا أدري يا وطني أنبكيكَ أم تبكينا؟
هنا وهنا فقط...
المآذن تبكي.....الجدران.....الركام.....الشجر.....الحجر.....الدمى.....الحيوانات.....النساء.....الأطفال....
الرجال.....كل شيء.....كل شيء يبكي
فابكِ يا عالم...فابكِ....فقط تظاهر بالبكاء ولا تبقَ صامتاَ....أنت تقتلني بصمتك.....ابكِ......ابكِ....ابكِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رجعت لكم بعد هالخاطرة
أعرف طويلة ولكن أتمنى أنكم قرأتوها بتمعن وأعجبتكم
طبعاً الخاطرة وأنا بكتبها أو من المفضل أحكي وقلبي بكتبها أوشكت أن أبكي
كتبها قلمي ألماً على فراق أجمل وأطيب وألطف إنسانة وأكثرهم خلقاً ابنة خالتي الغالية
ابنة خالتي الحامل في شهرها التاسع وطفليها الصغيرين بالإضافة إلى العديد من أفراد زوجها استشهدوا في قصفٍ غاشم على منزلهم في غزة
ولا بد من القول أن هذا الحدث مزّق قلبي لأشلاء
خصوصاً أن التي استشهدت هي صاحبة الابتسامة التي لا تفارق وجهها والحنونة الرائعة ومحبة الأطفال وألطف وأكثر إنسانة خلوقة شفتها بحياتي
وهذه صورة ألطف طفلين وألذهما
حقاًَ هل يستحقون الموت؟؟
حقاً بكيت حتى جفت الدموع من قلبي
ولم أصل إلا أن أكتب هذه الخاطرة الأليمة
أعرف أن التنسيق ليس جميلاً لكنني لست في مزاج يسمح لي حقاً بالتصميم
أريد طلب خاص منكم
أرجوكم ادعوا لها بالرحمة وادعوا لنا ولأهلها بالصبر
وادعوا على بني صهيون وأعوانهم
وحسبي الله ونعم الوكيل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته