عرض مشاركة واحدة
  #437  
قديم 07-26-2014, 01:22 AM
 
عِيدٌ بأية حالٍ عدتَ ياعيدُ ... بأدمع القهر أم للمـوت تهديدُ
أم يحملُ الليلُ فى أثوابهِ كفناً ... أم يطبقُ التربَ فوقَ الهامِ تلبيدُ
أم يحشرُ الناسَ بؤسٌ فى جنازتنا ... ويملأ الكونَ بالآهاتِ تعديدُ
تدمى الجراحُ فما تنفكُ راعفةً ... فى كلِ حينٍ لها بالقرْحِ تجديدُ
...
كيفَ السبيلُ إلى الأفراحِ فى وطنٍ ...يزدادُ بؤساً إذا ماأقبلَ العيـدُ
وكيفَ نعشقُ بعدَ اليومِ أغنيةً ... وكيفَ تحلو لنا بعـدُ الأناشيـدُ
ترى الخلائقَ يومَ العيدِ باسمةً ... ونحنُ نبكى وكفُ الشرِ ممـدودُ
ترى الدموعَ لها فى العينِ رقرقةً .. وفى الخدودِ وقد شُقّتْ لأخاديدُ
نستقبلُ العيدَ فى خوفٍ وفى حَزَنٍ ..وفي الفيافي لنا بؤسٌ وتشـريدُ
نأوي إلى طَللِ الأحجارِ نرقبهُ ...وقدْ تهاوتْ على الربعِ الجلاميـدُ
ويشربُ الناسُ فى أعيادهم عسلاً .وعندنا الصابُ فى الأعيادِ محمودُ
وكمْ جرعنـا مرارَ البؤسِ آونةً ..وكمْ سقانا مرارَ الظلمِ عربيـدُ
كـأنَّ شعبي معَ الأحزانِ موعدهُ . في كلِِ عيدٍ وما تبلى المواعيـدُ
تـرى الليـاليَ سوداً فى حوادثها وللمصائبِ عندَ النومِ تسهيـدُ
أنا المعذبُ في أشواقهِ حقباً ... أنا السجينُ وعنْ لقيـاكِ محـدودُ
ماذا جنيتُ لكي أحيا بلا وطنٍ ... وكلُّ نهْجٍ الى الأحبابِ مرصودُ
عيدٌ يمـرُّ وأعيـادٌ تظللنا ... لكـنْ بأيةِ حـالٍ عدتَ يا عيـدُ
__________________

رغمَ الزّوالِ فيكَ، لا زلتَ جُرمًا.