عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 07-28-2014, 05:56 AM
 
البارت الثاني






ـ هذه آخر مرة أجلبكِ معي !
قالتها مارثا بطفيف من الغضب ، فاتحتًا باب المنزل الخشبي وقد دخلته بكل سلاسة حاملتًا ثلاث أكياس
كمــا قُلت أنابيل لم يكن لها رأي في شيء إنها مظلومة وأعني بذلك ؛ أنها حملت ما يفوق و زنها بمرتين
ـ هيــا أدخليهم للمطبخ
أغلقت مارثا الباب بهدوء ومن ثم أجلست المفاتيح في صحن زجاجي قد مُلِء بمفاتيح أخرى بمداليات تتغلّلها ألوان عديدة ( وهل أملك خيار ؟ ) كان تفكيرها الباطني يردد طوال طريقها في الردهة و مرورًا بغرفة الجلوس إلى المطبخ
ـ ألكس ..
طأطأت أنابيل رأسها بترحيب لـ ألكس حبيب أختها الصغرى ، يمكننا القول بأنها تغار من الثنائي بشكل لا يصدق فـ قصتهم أشبه بفلم مراهقين ... لا يعقل أن يقع المرء في حب جاره إلا في حالة ألكس و تاليا عصفري الحب منذ اليوم الأول
ـ آنــا
رسم ابتسامة عذبة على وجهه الطفولي ، مازال صغير في الخامس عشر يال هذا الحب !
أكملت آنـا طريقها للمطبخ وقد ألقت الأكياس على الطاولة بكل ارتياح متنفستًا الصعداء
ـ أشكرك ، والعشاء سيجهز في التاسعة !
رسمت مارثا ابسامة قد لاقتها ومن ثم رفعت خصلات شعرها الصهباء عن الوجه لكيلا يعيقها في الطبخ
ـ أمــي
ألحت آنــا كالطفلة الصغيرة تشير لحقيبتها التي ابتلعت الهاتف منذ ثلاث ساعات ، فهذا أمرٌ طبيعي أن تقول عشر دقائق وينتهي المطاف في ساعة
ـ آه نعــم نسيت أمره
فتحت مارثا الحقيبة مسلمتًا الهاتف لـ آنــا وقبل أن تفلته في يداها الملهفة لقراءة الرسالة أمسكته محكمتًا القبض عليه
ـ بخصوص الهاتف
ـ مـــاذا يا أمي ؟
تذمرت من جديد وقد جلست على الكرسي بكل انزعاج تريد هاتفها النقال باي طريقة
ـ هل كونتِ أصدقاء هذه الفترة ؟
ـ أمــي لقد تلقيت رسالة مهمة من أحد وأتوق لقرأتها !
نبرة اليأس قد استحوذتها كيف لفتاة مثل آنا أن تترجَ أحد ؟ فهي ذات شخصية بارزة في المدرسة ...
ولكن ليس من النوع البارز إيجابيًا بل سلبيًا
ـ ليس شاب أليس كذلك ؟
رفعت حاجبها مداعبتًا ابنتها البكر ، حركت آنــا عيناها بإنزعاج
ـ أمــي حتى وإن كان عشيقي ليس لكي الحق بالتدخل !
سحبت الهاتف من يد والدتها وقد بادرت بالخروج من الغرفة قبل أن تضيف حرفًا آخر
ـ إن كان كذلك فل يحترمكِ ، إنها أهم شيء في العلاقة
صرخت والدتها قبل أن تنهِ آنــا فِكرها الباطن ، صاعدتًا السلالم بكل ملل وقد تخطت بعض العتبات كما لو كانت تلعب لعبة ، اقفز على هذه وتفادى هذه ...
رنين الهاتف في قبضة يدهــا جعل من فضولها أقوى لرد دون النظر للمتصل
ـ مرحبـــا
ـ أخيرًا جلالتك قد رفعت السمّاعة ؟ أم أنكِ تخافين على عضلات أصابعك الرقيقة ؟
سَخِرت في كلتا الحالتين على آنــا التي فتحت باب الغرفة الخاصة بهــا ومن ثم توجهت لـ أريكة لشخصين جالستا عليهــا
ـ كيف حالكِ تيفاني ؟
ـ بخير يا فتاة ، اذ لم اتصل عليكِ لمــا بادرتي بهذا الأمر بتاتًا
ـ أنــا ، هـ كم جرحتي مشاعري
ـ أظن أنِ خدشتها بمــا أن مشاعرك محجّرة منذ قرون
حوّلت ناظرها لنافذة التي قد حركتها هواء أشجار السرو من الحديقة المقابلة للمنزل
ـ ها ها أكاد أموت من الضحك ، ما سبب المكالمة الغريبة هذه ؟
ـ لا شيء ...
ـ تـــــــيفــــاااني ؟؟!
ـ أوه حسنــًا حسنًا وددت سؤالك إن حجزتي التذكرة لـ أيرلندا ؟
ـ وااااه لقد مر على ذلك شهر بالكاد أذكر متى تقلع الطائرة
ـ قومِ بمعروف يا جميلة و تأكدي من يوم الهبوط ؟
طأطأت آنـــا رأسها كما لو أن تلك التيفاني قد رأتهــا
ـ لحظة ...
تمتمت وقد سارعت بخطاها مبتعدة عن الأريكة ونحو المكتبة التي ضمت مئة كتاب ، ساحبتًا كتاب سميك يتحدث عن فلسفة اليونان المملة وفتحه ، كانت تقلّب بين صفحاته ترى بعض من الورود التي أبقتهم في الداخل القليل من الصور و تذكِر السفر لـ آيرلندا
ـ هـــا هي !
رسمت ابتسامة وقد هبطت بسرعة على الكرسي القريب منهــا
ـ اذــااا ؟
كان صوتها يدل على الحماس
ـ الخامس من حزيران
ـ تمـــام ، عليّ الذهاب الآن
رفعت حاجبها باستغراب فور إغلاق تيفاني الهاتف في وجهها
ـ ألا يمكننِ أن أحصل على صديق ما بين الغريب جدًا والمُمِل جدًا ؟
تنهدت آنــا بملل وقد لمحت الساعة الجالسة على المكتب ( السابعة والنصف )
ـ ربما أستحم
قالتها شامتًا شعرهــا الذي لم يصدر رائحة ومن ثم توجهت لمرآة قد علقت على طول الباب
ـ عليّ أن أستحم
أجابت بعد رؤيت شعرها الذي بدأ يظهر علامات التّزيت ، سحبت منشفة من دولاب ومن ثم عاد هاتفها بالرنين ، باغتت لرؤية المرسل لهذه الرسالة فور فتحها لتلك الرسالة الإعلانية تذكرت تلك الرسالة ، توجهت للمكتب من جديد وقد فتحت الحاسوب الذي جلس على المكتب يستنجد الاستخدام ، ولكن الهاتف عاد لـ الرنين
ـ من ؟
أطلقت العنان لأعصابها بكلمة من حرفين للمستمع البريء
ـ واااو كلها دقيقتين ، من عكر مزاجك ؟
ردت تيفاني على غضب آنــا المفاجئ
ـ آسفة ولكنِ أشعر بأنِ مظلومة منذ الصبــاح
ـ هـ عزيزتي هذا أمرٌ نابع من الطبيعة
ردت تيفاني لـ تفسير آنــا ومن ثم نقرت آنــا على متصفح الإنترنت تنتظر فتحه
ـ حسنــا أعرف أنِ منزعجة
فور تلك الجملة هزت آنــا رأسها بإيجاب لمــا قالتها
ـ ولكنِ صديقتك و أخت من أمٍ أخرى
ـ اختصرِ !
ألحت آنــا وقد أدخلت البريد الإلكتروني وكلمة السر ومن ثم انتظرت قبولهم من الشبكة
ـ هل هبوطك في الصباح أم المساء ؟
استغربت آنــا لهذه الأسئلة الغريبة التي تطرحهــا ، ناظرتًا لـ التذكرة من جديد
ـ آه فجرًا ، ربمــا الثالثة أو الرابعة
ـ هذاا ممتـــــــااااز !
صرخت في السماعة ، مبعدتًا آنــا الهاتف عن أذنها ومن ثم التوجه لـ الرسائل والضغط على تلك الرسالة بكل سهولة
ـ الأمر أن فرقة سوف تأتي في ذلك اليوم وظننت بأنِ سأفوتها لكني لن أفوتها سأخذكِ معي
كانت عينا آنــا ملتصقة بتلك الرسالة ، لم تسمع ما قالته تيفاني لتو كيف لها ومحتوى الرسالة يجذب الكفيف الذي لا يبصر
ـ اه تيفاني علي الإغلاق ، سأستحم الآن
مشاعرها كانت ثابتة وتعابير وجهها ساكنة لا يوجد شيء يمكن أن أصفه من تفاصيل جسديّة
ـ حـ حسنــًا
كان الاستغراب في نبرة صوت تيفاني ، دائمًا ما تكون آنــا متلّهفة لمكالماتها لكن اليوم تركتها من أجل رسالة .
مغلقتًــا آنــا الهاتف وقد أجلسته على المكتب تنظر لـ الرسالة بكل ذهول لمــا كُتِب فيهــا من مشاعر قد وجدت رابطًا فيه

" عزيزي أيًا تكن ...
في الحقيقة هذه الرسالة أحد الطرق للعلاج ، أو كما يقول الطبيب باترك ! لا أفهم لمــا عليّ كتابة رسالة ولكنهــا تجدي نفعًا أكثر من الحوار وجها لوجه هكذا قيل لي ، مع ذلك فضّلت الرسالة الإلكترونية على النصية فمن الصعب أن أجد التهجئة السليمة دون معالج ...
ربمــا تظن بأنِ جاهل ، لست كذلك لكنِ لم أحبذ يومًا دراسة اللغات ، إن كنت من النوع الذكي ، فقد لاحظت أنِ قلت طبيب وهذا شيء يصعب عليّ تقبله فقد اضطررت للخضوع للمعالجة النفسية ، لا أنــا لست مجنون بل أنــا في حالة نفسية لا أكثر ولا أجد تفسير لهذا السبب ولمــا أصبحت هكذا ..
سأروي قصتي لك ولكن سأنبذ هويتي وأي شيء يربط صلة بهويتي فهذه الطريقة الوحدة التي تجعلك تقرر...
أبلغ العشرين الآن هذه معلومة يمكن أن تفيدك ! ، أنــا شابٌ كذلك ...
لنقل أنِ خظيت بفرصة العمر ولا يمكن أن تكرر ، ولكن الأمر أن فرصة العمر هذه قد أخطات بالحكم عليهــا ، ظننت من الممتع أن أجرب هذا الأمر ولكن رد فعل العالم اتجاهي كان سلبي بشكل كبير ...
لا لست تاجر مخدرات أو أي شيء من قبيل مُذهِبات العقل ولكنِ في موقع لا يسمح لي أن أعبر عن رأي فـ رأي يسهل التلاعب به في المجتمع الذي أُعاشره كونه سطحي ولا يهمه سوى العلاقات العابرة
لم أحظ بالإهتمام الذي حلمت به بالعكس وجد الجانب الآخر ألا وهو الكابوس الذي أرتعب من مجرد فكره
والآن أنــا أخوض معركة بين ذاتي والكابوس الذي يطاردني ، لا يمكنني الفرار حاولت ولكن الحيــاة لها سنن لا أعلم كيف تسير ...
أعترف بأنِ فعلت العديد من الأشياء الخاطئة لكنِ لم أصل لمرحلة أفقد صوابي به و أنّفسه على من كان حولي ، لقد عانيت بكبته داخلي ممـا جعل حالي تسوء أكثر فأكثر

آسف للإزعاج إن كنت غير مهتم ، اذا لم ترّد بعد يومين سأعتبر بأنك لا تريد الرد على قضيتي ..
إلى حين الرد ، أتوق لمعرفة رأيك بمــا يحدث لي "

تنفست بهدوء تفكر ببطء ، ألا يمكن للقدر أن يجعل حياتها أقل تعقيدًا مما هي الآن ؟
ـ لو ..
همست تلك الكلمة ومن ثم هزت الفكرة عن بالها تمامًا ، ماذا الآن ، أتبعث ردًا أم تكمل حياتها كالمعتــاد ؟
وفي الوقت الحالي كل ما يشغل بالهــا هو آيرلنــدا وحياتها الجامعية التي قد اقتربت ..
فتلك الرسالة ليس سوى أحد الفقاعات التي جاءت تخترق جدار حياتهــا لتفقع داخلها وتمكث هنالك لأطول فترة

...

مضى عام منذ أن أوقفت له سيارة الأجرة في محطة البــاص ، مع أنه قَبِلَ مساعدتهــا إلا أن عودته لـ الفندق لم تزده سوى عنادًا على الإنتحار ولكن صورتهــا لم تفارق محيّاه عندما يقرب الشفرة أو جسر أو حتى بركة السباحة ، كيف لفتاة ضئيلة لا يعلم من هي أن تجول في باله ؟ لم يعلم بأن تفكيره أصبح ينحصر بـ فتاة؟
ومع ذلك حالته لم تزدد إلا سوء ، فقد أبى على تناول الطعام لفترة طويلة كمــا أنه يشعر بالإرهاق آخر فترة ليس ذلك فقط فتلك الفتــاة التي أنقذته قد حوّل أفكارهــا عنهــا من منقذته إلا أبشع التصورات التي يمكن أن يتخيلها المرء ، كيف ؟ ببساطة لأنه ظن بأنه كرهته وأن ما فعلته كان تمثيل لا أكثر ربمــا كانت معجبة لا تريد أن تتدهور حال الفرقة التي تحبهــا !
هل سبق وقلت أن حالته سيئة ؟ لذا اجتمع أصدقائه وأفراد العائلة و استقروا لـ إخضاعه لمعالجة نفسية مع أفضل طبيب نفسي في لندن ... وتلك الفكرة كانت آخر ما ينقص ذلك الشاب البائس
ـ لورانس عنادك و تفاهتك في الأشهر الماضية لن تجعلنـا سوى أشخاصًا مصرّين !
ركن الشاب الذي فاق لورنس جمالًا بمائة مرة أو كمــا يفكر لورانس فـ جيرمي لا يفوقه جمالًا ! بل العكس فمعظم الفتيات يجدون الشباب ذو الأعين الزرقاء أكثر جاذبية من البنية ..
ـ لا يهم
فتح لورانس باب السيارة ببرودة ومن ثم أغلقه بكل عنف لا يأبى لما يحدث حوله
ـ عنيد
تمتم جيرمي بعد أن سحب سيارته مبتعدًا عن لورنس الذي دخل مبنى الطبيب ...
ـ لورنس ؟!
ابتسمت شابة أكبر من لورنس بسنتين بالكثير ، كانت لطيفة ومظهرها أنيق ، طأطأ لورنس رأسه بكل ضجر وناظرهــا
ـ هل سموّه جاهز لاستقبالِ ؟
أجاب بسخرية وقد وقف عن الأريكة الجلدية التي مكث عليها لأكثر من نصف ساعة
ـ سيوافيك الطبيب في مكتبه بعد أن يستخدم دورة الميــاه
أشارت الشابة نحو الباب الذي كتب عليه " بــاترك بينيت " ، ( أحمق ولا يلتزم بالمواعيد ) فكره كان كذلك بمجرد دخول الغرفة ، كانت درجة الحرارة دافئة لكون لندن مدينة يعتريها البرد من حين لآخر وهذا اليوم صادف بأن يكون ذو نسمات مميتة البرودة
ـ لورانس ! كيف الحال ؟
دخل رجل في أواخر الأربعينيات بعد ربع ساعة من تفحص لورنس الغرفة المملة
ـ بخير
قالها ببرودة فور جلوسه على الأريكة المجاور لمكتبه
ـ اليوم سنغيّر طريقة الجلسة !
ابتسم باترك بفخر كــما لو كان مكتشف الذرة ، أمسك لوح خشبي يملؤه الأوراق بمختلف الألوان
ـ وأتســائل مــا هي ؟
رد بسخرية نحوه يناظر لباسه التقليدي بناطل أسود وقميس باللون الأزرق مقلّم بالأبيض
ـ أخبرنِ هل تفضل الكتابة على ورقة أم على الحاسب ؟
جلس باترك مقابل لورنس على الأريكة الأخرى
ـ وما المغزى من هذا السؤال ؟
ـ كن لطيف وأجب على السؤال !
ـ أفضل الحاسب
قالها مسترخيًا على الأريكة ومستعد لنوم في هذه الغرفة إن سنحت له الفرصة
ـ اذا بمــا أنك تفتقر التواصل معي في تفسير سبب الإنهيار الذي أنت به ، قررت أن أجعلك ترسل رسالة بما يحدث معك لأحدٍ مــا أعرفه ولكنه يجهل من أنت تمــامًا سيرد عليك إن أراد بكل صدق دون أي تدخل منّي
لاق لورنس ما سمع من الطبيب من فكرة فقد وجدهــا أسهل لتفسير هكذا
ـ وكيف لي أن أعلم بأنك لست من يقرأهــا ؟
ـ سأرافقك أينمــا كنت وأعطيك بريدي وحاسبي أي شيء آخر ؟
رمقه قبل أن ينظر للنافذة الكبيرة التي بدأت تظهر قطرات المطر الهاطلة
ـ حسنــًا لنبدأ !
ـ قبل البدء عليك إبقاء هويتك مخفيّة ...




الأسئلة :

1. رأيك في القصة حد الآن ؟
2. هل كونتم فكرة عن الشخصيات ؟
3. ماذا تتوقعون الحدوث ؟
4. لمــا ستسافر آنــا لـ آيرلندا ؟

وشكرًا جزيلا لجمييع الذين قرأوا و ردواااااا ما بتعرفوا إيديش فرحتوني ^^





__________________
[IMG]file:///C:/Users/user/Pictures/Rula/Images/one.gif[/IMG]