بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين
أقدم لكم موضوعي الجديد برعاية شلة العائدين إلى الله
الحمد لله الملك القهار، العزيز الجبار، الرحيم الغفار، مقلب القلوب والأبصار، مقدر الأمور كما يشاء ويختار، مكور النهار على الليل ومكور الليل على النهار، أسبل ذيل الليل فأظلم للسكون والاستتار، وأنار منار النهار فأضاء للحركة والانتشار
وجعلهما مواقيت للأعمال ومقادير للأعمار ، وسخر الشمس والقمر يجريان بحسبان ومقدار ، ويتعاقبان في دارة الفلك الدوار على تعاقب الأدوار، وجعلهما معالم ليعلم بهما أوقات الليالي والأيام والشهور والأعوام في هذه الدار، ويهتدى بهما إلى ميقات الصلاة ،والزكاة والحج والصيام والإفطار ، وحجة قائمة قاطعة للأعذار ، وحكمة بالغة من حكيم عليم ذي اقتدار
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ إِمَامٌ عَدْلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ))
الإمام ليس المقصود به هنا من يصلي بالناس بل كل من عليه مسؤلية و مهمته تلبية احتياجات الناس و إسعادهم
و من يكون عادلًا و على قدر المسؤولية يستظل بظل عرش الرحمن بإذنه
من يحبس نفسه على الطاعة و يقبض على تدينه و فطرته كما يقبض على الجمر و ذلك من كثرة الفتن
و يبقى منذ ولدته أمه حتى يموت مسلمًا على كامل فطرته فذلك يستظل بظل عرش الرحمن بإذنه تعالى
رجلٌ لكثرة محبته للمسجد يصلي فيه الصلوات الخمس كل يوم
و لا تفوته صلاة في وقتها أبدًا
سيحظى بأن يكون تكت ظل عرش الرحمن بإذنه تعالى
شخصان يحبان بعضهما لعبادتهما و حبهما للقرآن و الخير و الصلاة
و لا يجدان في صدريهما حاجةً لبعضهما غير أنهما يحبان بعضهما في الله
فهنيئًا لهما بأن يستظلوا تحت ظل ملك الملوك بمشيئته
رجلٌ دعته امرأة ذات منصب و جمال و مال و عندها من خيرات الدنيا و كنوزها
دعته للفاحشة و للحرام
فرفض ذلك خوفًا من الله
ذلك يكون تحت ظل العرش بمشيئة الله
و أيضًا امرأة دعاها رجل ذو منصب و جمال تدخل في نفس المعنى
هو الذي تصدق بصدقة ذات قيمة هو نفسه لم يحسب هذه القيمة
و هو الذي تصدق لله و لم يهتم بالشهرة و السمعة
سيكون بإذن الله تحت ظل عرش الرحمن
من ذكر الله خاليًا من الرياء و حب الثناء و الشكر من الناس و دمعت عينه
فمبارك عليه الاستظلال بظل عرش الرحمن يوم القيامة
لا تنسوا الدعاء للمسلمين المستضعفين في كل مكان فدعوة واحدة من القلب لناس يستحقون كل الخير لا يمنعها شيء من الوصول إلى السماء
رددوا معي:
اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك