مقدمه :
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ، ونستغفره ونتوب إليه ، ونثني عليه الخير كله ، أهل هو أن يعبد ، وأهل هو أن يحمد ، فله الحمد كله ، وله الشكر كله ، وإليه يرجع الأمر كله ، علانيته وسره ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، لحمد في الأولى والآخرة ، وهو على كل شيء قدير ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أرسله رحمة للعالمين ، صلوات ربي وسلامه عليه ، وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر المحجلين ، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . . . أما بعد : أبدأ موضوعي بهذه الظاهره التي إنتشرت عندنا مؤخراً ألا و هي :
( تلعين و شتم الوالدين )
فمن الصفات القبيحة ، والخصال الذميمة ، والأخلاق الدنيئة التي تحلى بها بعض الناس ، خلق اللعن والسب ، وهما صفتان لا ينبغي لمسلم أن يتصف بهما ، لأنهما من أنواع الذنوب ، ولا شك أن الذنوب تنقص الأجور ، وتوغر الصدور ، وفيها محق للحسنات وجمع للسيئات ، وإنزال في الدركات .
فيا أخي المسلم ........ أختي المسلمه ......... أن للتلعين و الشتم و الطعن عذاب عظيمٌ يوم القيامه ........... فكيف إذا كان بحق الوالدين أقرب شخصين لك ............ هما الذان ربياك و علماك .......... ثم تأتي أنت في النهايه و تلعنهما و تشتمهما من أجل أمور تافه فمثلاً :أحضر لي كأساً من الماء !!! .........
إن كان ذلك الطلب السخيف يزعجك ..... فأعلم أنهما لم ينزعجا من طلابتك لا بل على العكس كانا يلبيانها لك بكل فرحٍ و سرور و أنت تكافأهما بسبهما و لعنهما ......
ظاهرة السب و التلعين بحق الوالدين أصبحت منتشره بشكل كبير في مجتمعنا ....... و قد حرم ألاسلام ذلك و هو من كبائر الذنوب فقد قال الرسول صلى الله عليه و سلم : (أنه لعن من لعن والديه وسواء كان ذلك اللعن مباشراً أو سبباً لأن النبي صلي الله عليه وسلم قيل له وهل يلعن الرجل والديه؟ قال: نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه ) .........
و قد قال الني صلى الله عليه و سلم :
(("إِنّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرّجُلُ وَالِدَيْهِ ))
التوبه :
وأما بالنسبة للتوبة .....
فله توبة وما من ذنب إلا له توبة لقوله تبارك وتعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) لكن لما كان هذا الذنب متعلقاً بمخلوق فلا بد من تصليح التوبة من طلب العفو ممن جني عليه حتى تتم التوبة .
(عصيانهما )
و قد قال الله تعالى في كتابه العزيز :
وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً [الإسراء: 23-24].
أي أن الله - تعالى - يأمرنا ببر الوالدين و الاحسان إليهما في ألايات الكريمه التي ذكرتها سابقاً ....
نستنتج أن الله سبحانه و تعالى أمرنا بطاعة الوالدين و ألاحسان إليهما عندما يكبران و يجب علينا أن لا نتذمر مما يقولانه لنا أو أن يعلو صوتنا على صوتهما ....
فقد حرم الاسلام كلمه " أُفٍ " في حقهما .... التي نقولها كل يوم لهما .... في قوله تعالى :
" فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ "
بل يجب علينا أن ندعو لهما بالمغفره و أن نطيع أوامرهما و أن لانتذمر من طلباتهما فهما باب من أبواب الجنه ....
و يأتي شخص و يبدئ يلعن و يسب بهما ......
ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"رضى الله فى رضى الوالدين وسخط الله فى سخط الوالدين".
أنظر لمكانت الوالدين عند الله عز و جل إن الله يرضى برضاهما أي أن الله سبحانه و تعالى يرضى عنك لرضاهما عنك .....
وسخط الله فى سخط الوالدين
و يغضب عليك لغضبهما
فيا أخي المسلم أختي المسلمه والديك نعمة من الله غيرك لا يملكها و هما باب من أبواب الجنه .....
لهذا السبب أحسن إليهما و أطعهما ......
لكن ...
"وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ "
أظن أن الرسالة التي كنت أريد إصالها قد وصلت .....
عليك أن تطيع والديك و أن تحسن أليهما تعاملهما .... ولكن ...
لا تطعهما إن قالا لك أمور تخالف تعاليم ديننا الحبيب .... أي أطعهما بأي شئ إلا ما نهى الله عنه ....
قصه سمعتها عن عقوق الوالدين .....
هذه قصة يرويها أحد بائعي المجوهرات يقول : دخل عليه في المحل رجل وزوجته وخلفه أمه العجوز وتحمل ولده الصغير..
يقول أخذت زوجته تشتري من المحل وتشتري من الذهب ..
فقال الرجل للبائع : كم حسابك ؟
قال البائع : عشرون ألف ومائة ..
فقال الرجل : ومن أين جاءت المائة..
قال : أمك العجوز اشترت خاتماً بمئة ريال ..فأخذ ابنها الخاتم ورماه للبائع وقال : العجائز ليس لهن ذهب ..
ثم لما سمعت العجوز هذا الكلام بكت وذهبت إلى السيارة ..
فقالت زوجته : ماذا فعلت ؟ ماذا فعلت لعلها لا تحمل ابنك بعد هذا ؟ عياذاً بالله كأنها خادمة عندهم ..
فعاتبه بائع المجوهرات .. فذهب الرجل إلى السيارة وقال لأمه : خذي الذهب الذي تريدين . خذي الخاتم إن أردت ..
فقالت أمه : لا والله .. لا أريده .. والله لا أريد الخاتم ولكني أريد ان أفرح بالعيد كما يفرح الناس فقتلت سعادتي سامحك الله .
﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرِ أَحِدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلَاً كَرِيمَاً ﴾ [ سورة الإسراء ، الآية 23 ] .
في الختام .......
أرجو أن موضوعي قد نال إعجابكم .....
دعواتكم ........ في أمان الله .....