مدينة الاحزان (3)

نعم انتم تستحقون البقاء

وانت احمق وهي ايضا حمقاء

وها انا الان يا زائر مدينتي

اعود من جديد في البحث عن حكايات

وبين الخطوة والاخرة اسمع همسات

فـ اقترب في خطوات

الي مصدر الاصوات

فشاهد امراءة جالسة وبالقرب منها لوحة مكتوب عليها

انا امراءة خرساء لا تتحدث معي وتدخل في نزاعات


سالتها والسؤال فيه شئ من التعجبات

قلت لها يا امراءة
ماذا حدث لك حتي اصبحتي خرساء

نظرت اليه نظرة ساخرة وبها شئ من الاستغرابات

فهمت مقصدها فهي لا تتحدث ولان تحكي عن ايـ اشياء

اعطيت لها ظهري ومشيت مسرعا الي مكان اخر

ولكني تذكرت انني هنا من اجل الحكايات

ولا يمكن ان اترك تلك المراءة اسير فانا امير

فعد بوجهي اليها انثر

او حتي احاول ان اعلن

انثر لها كلمات ربما تتحدث

او اعلن لها حدث يفرح واجعلها تمرح

وبالفعل نظرت فوجد ابتسامة قد ارتسمت

فسالتها لماذا انتي خرساء تحدثي واخرجي الي الهواء

وفجاة سمعتها تتحدث واول ما قالت

يرحمني

يرحمني

قلت من ؟

قالت ربي

ماذا حدث

قالت الا تفهمني

قلت لا

قالت اذن ارحل عني

قلت لماذا ؟

قالت لانك لا تفهمني فـ انا يا سيدي

كنت امراءة ثرثارة اتحدث ولا اصمت

اوبخ غيري من وراءه

ثم اذهب الي الطرف الاخر واشكر فيه

ثم اعود واظلم فيه

ثم انقل الحديث وانظر واضحك

واكون اول من يمشي عندما يبدا النزاع

ثم تبكي وتقول ارحمني ياربي

فهمت مقصدها اخيرا


وقلت النميمة التي تدمر حياة الاخرين

مثل السيوف هي تقتل في لحظات

فـ اعمليـ ليه معروف يا سيدتي واجعلني ارحل من هنا

قبل ان اصاب بداء الخوف

قالت وما هي علاقة ثرثرتي القديمة بالخوف ؟

قلت لها لان من ينقل الاقاويل

يبقي في خوف

سوف ارحل من هنا وياليتني ما سمعتك وتركتك خرساء

ثم مضيت

ومضيت

ومضيت