منذ عدة أيام كنت أشاهد فيلما عن أمهات الشهداء الفلسطينين وكان يتحدث بصفة خاصة عن أولئك الشباب الذين ذهبوا للموت بأنفسهم واختاروا الموت بشجاعة أملا في ان تكون ارواحهم خطوة في طريق حرية أهلهم واحبائهم.
كنت اتامل الأم مع ابنها الشاب الذي لم يتجاوز الثامنة عشرة ربيعا في شريط الفيديو الذي سبق عمليته الاستشهادية.
كنت اتامل هذا البشر على الوجوه وهذا الصبر والايمان القوي والعميق بأن ما سيفعله انما هو الحق بعينه.
كنت اتامل صبر الام العجيب وتلك الراحة على وجهها بالرغم من يقينها ان ابنها ذاهب بلا عودة وربما حتى لن تستطيع رؤية جسده وان رأته سيكون .....
على الجانب الاخر من الصورة أري شبابا ورجالا يرفعون السلاح ويغطون وجوههم بأقنعة لا يهم ما كتب عليها .. لكن الأهم أنها أختلفوا حتى في حمل الراية
رأيت رجالا وشبابا ذاهبون حاملون سلاحهم على اكتافهم .. ليس بحثا عن الشهادة ولكن بحثا عن أخ يقتلوه.
رأيت شبابا ورجالا يمهدون الطريق لأنفسهم ويزيح أخاه ببندقيته ظانا انه عقبه في طريقه
عندما ذهب زمن فلسطين الواحدة وجاء زمن النفس الواحدة
عندما لم يعد الأقصي مهما واصبح الكرسي هو الأهم
عندما أصبح الحجر في وجه العدو موضة قديمة واصبح الجديد رصيد البنوك
اصبحت الحكومة حكومتان
واصبحنا مثل الشطرنج
رقعة عليها ملكان ووزيران وجيشان
لكن ....
لا وجود لقلعة او دولة أو حتى سبب للحرب