عرض مشاركة واحدة
  #174  
قديم 08-14-2014, 11:44 PM
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اعتذر حقاً و بشده علي تأخري تلك المدة الطويلة .. اسفه كثييرا
سأطيل البارت اليومان القادمان قبل بدأ الدراسة لآني لن اكون قادرةً علي فتح الحاسوب
لن اطيل عليكم اكثر من ذلك .. لنبدأ :
البارت الحادي عشر
.
.
لنذهب الي تلك المشفي مجددا حيث كان تيرو قد ارتدا ملابس غرفة الطوارئ و كان مع مجموعةٍ كبيرةٍ من الاطباء لآخراج الرصاصة من صدر اكيرا اتت في رأسه تلك اللحظة (الزمن يعيد نفسه) و توقف عن التفكير علي صوت احد الاطباء و هو يقول : سيدي تيرو .. بماذا شردت؟
تيرو و قد افاق و نظر له : لا .. لاشئ يا راكي
راكي و قد شعر ببعض القلق : سيدي هل انت علي ما يرام؟
تيرو بأبتسامة مطمئنة : نعم يا راكي لا تقلق
و من ثم اعاد النظر الي جثمان صديقه علي ذلك السرير الابيض و بدأوا إجراء العملية
.
.
لنعود مرةً اخري عند مايو ، كان هيجي ما زال في صدمته بسبب شئٍ ما ، بينما زيرو ما زال في غضبه الجامح ، و مايو لم تفهم اي شئ
شرد هيجي قليلا و تذكر تلك الكلمات : (إذا فقدت اختك ذاكرتها ثانيةً فسوف ..)
و لكنه خرج من شروده حينما قالت مايو : من انتم .. و هل تعرفونني؟
قال هيجي لها بخيبة امل : ما هو اخر شئ تذكرينه؟
مايو و قد وضعت يديها علي رأسها بتعبٍ : اتذكر انه كان هناك شخصُ ما يطاردني و من ثم اسودت الرؤية بعدها
هيجي : هيا لندخل يا اختي و في الغد سنتناقش
قال زيرو : و انا سأذهب الي بيتي ..
قاطعه هيجي و قال : لا يا زيرو .. ستبقي معنا اليوم لآن الوقت تأخر كثيرا
و لم يستطيع زيرو ان يكمل كلامه لان هيجي قد ذهب و خلفه مايو فلم يجد حلا الا ان يتبعه الي منزله ، طرق هيجي الباب فـ أنتفض كلاً من السيدة ماي و سايا رعباً .. ابتلعت سايا ريقها و اتجهت نحو الباب و قالت بصوتٍ خائفٍ : من الطارق؟
رد هيجي : عزيزتي .. انا هيجي
اطمئنت سايا لآنه كان هيجي و فتحت الباب .. رأت هيجي يدخل اولا و قد وضع يديه بجيوبه و نظر للآسفل بخيبة املٍ و قد غطا شعره عينيه .. يتبعه زيرو الذي لا تزال علي وجهه بعض علامات الغضب ، و في النهاية تتبعهم تلك الفتاة التي كانت تنظر ببرائة للجميع
ما إن رأتها السيدة ماي حتي ركضت بأتجاهها مسرعةً و عانقتها و قالت و الدموع قد اخذت مجري علي خديها : مايو عزيزتي .. لقد اخفتيني كثيرا عليكِ ..
قاطعها هيجي و الذي لم يكن قد ابتعد كثيرا : امي لا تتعبي نفسكِ .. فقد حدث ما كنا نخشاه!
السيدة ماي بأستغراب : ماذا تقصد؟
هيجي : مايو قد فقدت ذاكرتها
فتحت السيدة ماي عيناها علي وسعها بصدمةٍ كبيرةٍ و كأن حلّت عليها صاعقةً ما! و كذلك الحال مع سايا و لكن السيدة ماي كانت مختلفةً عن سايا!
امسكت سايا بيد مايو و كأنها طفل صغير يتبع والدته و اجلستها علي اريكةٍ مريحةٍ و قد كانت غير مصدقةٍ لما قاله هيجي كانت تنظر لمايو بنظرات ترجي و كأنها تقول لها ارجوكي كذٌّبي ما قاله هيجي ، لكنها لم تجد من مايو الا الصمت و هي تنظر نحو الارض .. نظرت سايا هي الاخري الي الارض بخيبة املٍ و في ظل ذلك الجو المشحون بالعواطف اتجه هيجي نحو مايو و جلس في الاريكة المقابلة لها اي بجانب السيدة ماي و زيرو و قال لها : انا هيجي .. اخوكي –اشار نحو السيدة ماي- و هذه تكون والدتي و والدتك –اشار نحو سايا- و هذه ابنة عمك و خطيبتي بنفس الوقت و تعتبرينها انتي اكثر من اختٍ لكِ –اشار نحو زيرو- و هذا زيرو صديقي و ايضا حارسك الشخصي
اومأت مايو و قد فهمت هيجي و عرفت من حولها ، بينما تجمعت الدموع في عينا سايا و لكنها كانت مخفضةً لرأسها حتي لا يراها احداً .. و لكن كان هناك شخصاً يستشعر حزنها يستشعر ألمها و دموعها التي علي اتم استعدادٍ للنزول بأي لحظة كان ذلك الشخص يخفي حزنه العميق ايضا ، وضعت مايو يدها علي فمها و تثاءبت ففهم هيجي بأنها تود اخذ قسطٍ من النوم ، قال لها : اختي .. اتبعيني
صعد هيجي ذلك السلم الطويل الذي قد التف كألتفاف الاشجار العتيقة ببعضها و قد كان مرتدياً سجاداً ازرق اللون علي غير عادات القصور لآن اغلب من في القصر يحبون اللون الازرق ، صعد هيجي و كانت تتبعه مايو الي تلك الغرفة الكبيرة التي كانت تمتلكها مايو , فتح هيجي باب الغرفة و وقف قرب الباب ، استغربت مايو كثيرا و عقدت حاجبيها ففهم هيجي ما تتريده و قال لها : هذه غرفة نومك انتي وحدك .. ليست مشتركة
اومأت مايو بتفهمٍ لهيجي ، فاستدار هيجي ليغادر و لكنه توقف عندما سمعها تقول بغموضٍ : لماذا؟!
استغرب هيجي و عقد حاجبيه بعدم فهمٍ لها و لكنه لم يستدر لها و قال : ماذا تقصدين؟
مايو : لا لاشئ انا اشعر بالارهاق فقط سيد هيجي
التفت هيجي لها و قال بغضبٍ طفيفٍ : لا تقولي سيد هيجي تلك مجدداً .. انتي اختي و لذلك ناديني اخي او هيجي فقط
اومأت مايو بأبتسامةٍ مرحةٍ لم يستطع هيجي مقاومة نفسه اكثر من ذلك فتجمعت الدموع في مقلتا عينه و قام بمعانقتها بقوة و انهمر ذلك السيل من الدموع ليبلل شعرها ، كان يعانقها بقوةٍ و يقول بصوتٍ متحشرجٍ و الدموع تغالبه : لو أنني أستطيع العودة بالزمن .. لو أنني صدقتك لما حدث كل ذلك يا اختي .. انا أسف
كانت مايو لا تزال بحضنه فلم تتبين ملامحها تلك اللحظة ، لم تصدر مايو اي ردة فعل و لم تكلف نفسها بأن ترفع ذراعيها و تعانق هيجي حتي! ابتعد هيجي عن مايو بعدها و مسح دموعه التي تأبي بشدة التوقف و ابتسم ابتسامةً و كأنه كان يتمني انهمار دموعه تلك منذ زمن ، وضع هيجي يده علي وجهها الذي كانت علي قسماته التيه و الفراغ ، امسك هيجي يدها بهدوءٍ و دخل غرفتها و ادخلها معه للغرفة ، تركت مايو يده و اتجهت نحو سريرها و قامت برمي جتتها عليه ليهبط من ثقل جسدها و يعلو ليقوم بإطارة جسدها لآعلي و ينزل جسدها عليه مجدداً و لكن دون تكرار تلك الحركة ، تنهدت مايو براحةٍ و كانت تشعر بالراحة الشديدة علي سريرها الحميم ، عندما تأكد هيجي من انها دخلت غرفتها و اراحت جسدها خرج من الغرفة و اغلق بابها خلفه .
اعتدلت مايو و جلست علي السرير برهةً من الزمن و اخذت نفساً عميقاً و قامت بزفره من فمها كانت آن ذاك مغمضةً عينيها ففتحتها و قامت برفع ثقل جسدها و اتجهت نحو دولابها و فتحته ، رأت امامها ملابساً للبيت بكل الالوان الهادئة التي تحبها فاختارت قميص نومٍ يصل الي نهاية قدمها بلونٍ زهري و اخرجت خفاً بلونٍ زهريٍ ايضا ، فكت مايو ربطة شعرها و تركت شعرها بحريةٍ ليتناغم مع الهواء الذي دخل غرفتها عبر نافذتها التي تبقيها دوماً مفتوحةً ، اغمضت عيناها لثوانٍ تستنشق ذلك الهواء المنعش الذي اخذ يصفع وجهها ليتناغم مع شعرها الرمادي ، فتحت عينيها التي امتلكت لو العشب النقي مع لون السماء الصافية و اتجهت بنظرها نحو بابٍ في غرفتها ، اتجهت نحوه و قامت بفتحه ليتبين لنا انه الحمام ، دخلت مايو الحمام و اخذت منشفتها الزرقاء و اغلقت الباب خلفها
.
.
في مكانٍ اخر و بالتحديد في ذلك البيت المتوسط كان يجلس ذلك الشاب و الذي كان قد اعد له كوباً من الشاي الاخضر و كان يقرأ كتاباً ما ، كان منهمكاً جداً بقراءته و لكنه بنفس الوقت كان مستشعراً لمن حوله فشعر بأقتراب احدٍ من فأنزل الكتاب و نظر حيث اتت تلك الفتاة ذات الشعر البنفسجي و جلست علي الاريكة البنية التي كانت امامه ، وضع ذلك الفتي كتابه علي الطاولة و وضع فوقها نظارته الطبية و كتف ذراعيه و قال ببرود : هل هناك شئ آخر تودين قوله يا آنسة سورا؟
انزلت سورا رأسها للآسفل بإحراجٍ لما قاله لها ، لآول مرةٍ في حياتها تشعر بالندم قالت و الندم يفوح من صوتها و كانت ما تزال منزلةً لرأسها : انا اسفةً كثيراً اخي ماثيو
كان هو ما يزال مكتفاً يديه امام صدره و قال بنفس بروده السابق : لماذا تتأسفين؟
رفعت رأسها و كانت الدموع قد اخذت مجراها علي خديها ، في ذلك الحين صدم ماثيو بشدة إنها اول مرةٍ دموع اخته! اتسعت عيناه و فك عقدة يديه كان ينظر لها و مقلتا عينيه قد صغرت من شدة اتساع عينيه ، اتجه بسرعة نحو اخته و قام بضمها الي صدره .
لقد مضت مدةً لم يضم اخته فيها بينما هي ايضا ضمته بقوةٍ و قالت من بين شهقاتها : لقد تعذبت كثيرا في الخارج .. كل يومٍ كنت اموت فيه ألف مرةٍ و انا بعيدةً عنك انت و امي و ابي ، ياليتني لم اقبل تلك البعثة اللعينة ما كان ليحدث كل هذا!
استغرب ماثيو مما تقوله اخته و خاف عليها كثيراً ، ابعدها عنه قليلا و نظر الي عينيها كان يري في عينيها هموم الدنيا و ما فيها! كان يري فرحتها محجوزةً بداخل قفصٍ من الهم و الحزن .. صمت قليلا و من ثم قال لها : اخبريني ما الذي حدث منذ بداية تلك البعثة اللعينة!
اومأت برأسها و قد ظهرت بعض الراحة في عينيها و كأنه سيريحها من ألمٍ شديدٍ علي قلبها ، و لكنها قالت له : في الغد سأروي لك كل شئٍ .. اما الان يجب أن أصعد و أنام لآنني مجهدةً بشدة
اومأ برأسه و تركها بعد ان كان ممسكاً لها من كتفيها ، فوقفت علي قدميها و قامت بطبع قبلةٍ رقيقةٍ علي خد شقيقها و قالت له بأبتسامة رقيقة : شكراً لك اشكر الرب انك معي
ابتسم حينها ماثيو براحةٍ و كان ينظر لها ، تبعها بنظراته الي ان ذهبت لغرفتها ، جلس بعدها بحيرةٍ و كأنه اخذ الهموم من عينيها و جعلها فوقه هو .. كان يفكر في ما حدث مع اخته في تلك البعثة ، هل يعقل ان يكون الامر بهذا السوء؟!
.
.
لنعود ادراجنا الي ذلك القصر الكبير و نذهب بالتحديد الي تلك الغرفة و نذهب بالتحديد لصاحبتها التي كانت قد لفت نفسها بتلك المنشفة الزرقاء الكبيرة التي تصل الي اسفل ركبتيها بقليلٍ و كانت متجهةً الي نوافذ غرفتها لتغلقها و لكن النوافذ كانت مرتفعةً عن طولها هي ، قفزت مايو في محاولاتٍ منها لتغلق النافذة كطفلةٍ تود التقاط نجمةٍ من السماء! زفرت مايو بغضٍب طفولي لعدم قدرتها علي التوصل الي نوافذ غرفتها فجالت بنظرها في الغرفة بحثاً عن شئٍ الي ان وجدته فذهبت اليه و قامت بشده و الذي لم يكن سوي كرسيٍ مرتفعٍ قليلا ، وقفت مايو عليه و قامت بإغلاق النوافذ ذات اللون الازرق و قامت بالنزول من علي ذلك الكرسي الرمادي .
اتجهت نحو سريرها النيلي و اخدت من عليه قميص النوم الواسع و قامت بفك المنشفة الزرقاء و ارتداء قميص النوم و الخف الوردي ، ذهبت بعدها نحو تسريحتها فنظرت في المرآة لنفسها .. كان شعرها مبعثراً و مبلولاً رأت انه طال كثيراً فأمسكت بالمقص الذي كان امامها و قربته من شعرها و كانت علي وشك قصه .. لكنها أعادت المقص مكانه و قد غيرت رأيها بقص شعرها اخذت فرشاتها و قامت بتسريح شعرها الي أن أنتهت من تسريحه فتركته بحريةٍ و اتجهت نحو سريرها و لكن قبل ان تذهب إليه لمحت شئ .. نظرت الي كتفها المجروح فذهبت الي المرحاض مرةً اخري و فتحت علبةً ما و أخرجت منها لاصقة و قطعة قطنٍ و أغلقت العلبة و خرجت و أغلقت باب المرحاض خلفها ، أتجهت نحو المرآة و نظرت للجرح من خلالها فقامت بأمساك قطعة القطن و أمسكت من امامها زجاجة عطر و قامت بالرش من زجاجة العطر علي قطعة القطن و وضعتها علي الجرح لتطهيره .. شعرت بألمٍ بسيطٍ في البداية و لكن بعد بضع ثوانٍ شعرت براحةٍ فأزالت القطنة و التي كانت تحتوي علي بضع قطراتٍ من دمها و رمتها في سلة المهملات و قامت بوضع اللاصقة بعدها .. توجهت مايو نحو ثلاجةٍ معدنيةٍ صغيرةٍ و فتحتها و اخدت منها زجاجةً بها عصير الرمان الذي تعشقه ، شربت القليل منه و ارجعتها مكانها و اغلقت الثلاجة و اتجهت نحو سريرها بعد ان اغلقت إضاءة غرفتها و فتحت النوافذ مرةً اخري .
قامت برمي جسدها علي السرير و غطت في نومٍ عميقٍ .
.
.
.
انتهي البااااااارت
أكرر اعتذاري علي هذا التأخر
و الان لنأتي للآسئلة :
ما مصير اكيرا؟
ما الشئ الذي شرد فيه هيجي؟
مقطع اعجبكم؟