هذا هو الصباح الثانى الذى يأتى بدون ان يحدث صديقه الوحيد و الوطيد
لا يعلم هل عليه ان يغضب منه ام يغضب من نفسه ؟ بل يريد أن يسفكها ..
لو لم يفشل فى دراسته ما كان إبتعد عنه ..
كان يحرث الأرض بقوة .. لا بل بعنف و كإنه يفرغ جام غضبه على الأرض التى احبته و إحتويته
سمع صوت خطوات تقترب نحوه .. يعرفها جيداً بل يحفظها أكثر من صوت دقات قلبه
ظلّ لبرهة يفكر ماذا يستوجب به ان يفعل فى هذا الموقف
سريعاً ما أمتلئ وجهه بدموع ساخنة تهبط على الارض لترويها التى طالما أرتوت من عرقه و جهده
إلتفت بسرعة لصديقه الذى بدأ يبكى عندما رأى دموعه
نظر لما بيده ليجدها حقيبة سفره .. ذلك هو الشئ الوحيد الذى لم يفعلاه سوياً
ترتيب حقيبة السفر ! و لكن لم يستطع لم يستطع أن يرتب معه أشيائه ليذهب إنه عذاب .. بل عقاب لن يتحمل قسوته
أخيراً نطق المسافر قائلاً : إنه الوقت رانيل !
أومئ رانيل موافقاً ليقل كابتاً دموعه : إنه وقت موتنا ..
لم يستغرب صديقه التعبير الغريب ! لإنه موت بالنسبة له أيضاً
نظر لرانيل عندما رأى المحراث يقع من يده من دون إدراك منه
وجده بدأ يشهق ليترك حقيبته مسرعاً متجهاً إليه
ليشعره بهذا الحضن الدافئ الذى طالما كان جواره
و الان .. سيُحرم منه للأبد .. أجل للأبد
قال الأخير أخيراً : ستظل فى قلبى قبل بالى رانيل !
حرك رانيل يده بتردد ليبعده عنه بعدما بلل قميصه بدموعه الساخنة
و قال وسط شهقاته : لن انساك لأتذكرك
نظر الإثنان لبعضهما مطولاً ليقولا فى نفس واحد : وداعاً يا صديق العمر !
و كإنها كلمة إعتادا عليها معاً
و لكن إنها متغيرة قليلاً كانت كلمة وداعاً جديدة على آذان الإثنين
حمل المسافر حقيبته و نظر لرانيل متأملاً يريد أن يملئ نفسه منه لإنها المرة الأخيرة !
كانت هى خطوات تحول بينهما و لكنها كانت تزداد ليصبح الحائل مسافات و طرق و الإثنان يشعران ..
بالإنكسار .
+
بس خلصت
مش عارفة إا كان طويل بس فى أسطر قصيرة عندى
__________________ كن أنت التغير الذى تريد أن تراه فى العالم ..
كن نور الحق فى عتمة الحياة !
كن عوناً دوماً للناس ..
.
. |