" في يوم أصبحت بلا صديق .. بلا أخ .. بلا مصباح ينير لي الطريق .. بلا شخص يحثني على الدراسة بدلاُ من السخرية من الآخرين
ولكن لما هو حقق حلمه ؟! .. ألا يجب أن يضحي بكل شئ من أجل صديقه ؟!
ما هذا ؟! .. في ماذا أفكر هو صديقي .. وأحقد عليه ؟!
يا ليتني درست وحققت حلمي .. ليس فلاحاُ بسيطاُ كما الحال الآن
ولكن هيهات ما فائدة الندم حين لا ينفع الندم !! "
هذا ما كتبه ليون في دفتر يومياته
لاحظ قطرات الماء على وجهه .. مسحها
إلا أنها أبت الوقوف فأصبحت تجري على وجنتيه كجريان النهر على العشب الأخضر
نظر عبر النافذة التي كانت أمامه إلى القمر الأبيض ونوره الضعيف .. وكأن القمر يريد مواساته على حاله الصعبة
رأى صورة صديقه جون في قرص القمر
فأخذ يسترجع ذكرياته معاُ .. إلا أنه رفض ذلك .. بتحريك رأسه يميناُ تارة و يساراُ تارة أخرى .. أبى عقله التوقف عن جمع ذكرياته مع صديقه
" دخل إلى القطار الذي على وشك المغادرة والدموع توقفت عن الخروج من عينيه لتخفف عن حزنه قليلاُ .. إلا أن الآخر يبكي ويبكي بحوراُ من الدموع التي تنهمر من عينيه الخضراوتان
حاول مسح دموعه .. ولكنها قوية الإرادة لن تنمسح بسهولة .. قال بإبتسامة من بين دموعه : إياك وأن تنساني .. حسناُ ؟؟
أومأ برأسه من دون كلام لأنه يعرف إذا تكلم سيملئ محطة القطار كلها بالدموع
إنطلق القطار وإنطلق ليون وراءه .. يمد يده محاولاُ إمساك يد صديقه الوحيد
ولكن غيرة القدر منهما أسقطت ليون على وجهه .. مما جعله يبكي دموعاُ تنبض بالآهات و الأنين و الحزن الدفين
صرخ بصوت عالي : جوووووون
إستيقظ من ذكرياته على صوت نافذته التي تتحرك بعشوائية
بسبب الهواء المنبعث من النافذة
وعلى صوت جده الذي ينادي عليه
نهض من على كرسيه وأقفل النافذة .. كاد أن يذهب إلى أنه توقف للخطات وأعاد النظر للقمر وقال هامساُ : الوداع .. الوداع للأبد
هذه هي مشاكرتي
أعلم أنها سيئة لغاية
ولكن بذلت فيها جهدي وايوم بطوله البارحة
بالتوفيق لجميع المشتركين
في أمان الله