عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 08-16-2014, 02:29 PM
 
فهذا التوحيدُ لم يذهب إلى نقيضه
طائفة معروفة من بني آدم؛


بل القلوب مفطورة على الإقرار به؛
أعظم من كونها مفطورة
على الإقرار بغيره من الموجودات؛


كما قالت الرسل فيما حكى الله عنهم‏:‏

{‏ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ
فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ‏ }

‏[‏إبراهيم/10‏]‏‏.‏


وأشهر من عرف تجاهله
وتظاهره بإنكار الرب فرعون،
وقد كان مستيقنًا به في الباطن


كما قال له موسى‏:

‏ ‏{‏ قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَـؤُلاءِ
إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ ‏}

‏[‏الإسراء/102‏]‏‏.‏


وقال عنه وعن قومه‏:‏

{‏ وَجَحَدُوا بِهَا
وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ
ظُلْمًا وَعُلُوًّا‏ }

‏[‏النمل/14‏]‏‏.‏


وكذلك من يُنكرُ الربَّ اليومَ من الشيوعيين؛
إنما ينكرونه في الظاهر مكابرة؛
وإلا فهم في الباطن
لابد أن يعترفوا أنه ما من موجود إلا وله موجد،
وما من مخلوق إلا وله خالق
وما من أثر إلا وله مؤثر،


قال تعالى‏:

‏ ‏{‏ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ
أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ *
أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ
بَل لا يُوقِنُونَ‏ }

‏[‏الطور/35-36‏]‏‏.‏


تأمل العالم كله، علويه وسفليه،
بجميع أجزائه؛
تجده شاهدًا بإثبات صانعه وفاطره ومليكه‏.
‏ فإنكار صانعه وجحده في العقول والفطر؛
بمنزلة إنكار العلم وجحده،
لا فرق بينهما

‏[‏لأن العلم الصحيح يثبت وجود الخالق‏]‏،


وما تتبجح به الشيوعية اليوم
من إنكار وجود الرب؛
إنما هو من باب المكابرة،
ومصادرة نتائج العقول والأفكار الصحيحة،

ومن كان بهذه المثابة،
فقد ألغى عقله ودعا الناس للسخرية منه‏.‏


قال الشاعر‏:‏

فَيا عَجَباً كَيفَ يُعصى الإِلَهُ **
أَم كَيفَ يَجحَدُهُ الجاحِدُ

وَفي كُلِّ شَيءٍ لَهُ آيَةٌ **
تَدُلُّ عَلى أَنَّهُ واحِدُ

__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس