عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 08-18-2014, 04:07 PM
 
الفصل الثاني‏:‏

مفهومُ كلمةِ الربِّ في القرآن والسُّنَّة
وتصوُّرات الأمم الضّالَّة

1 ـ مفهوم كلمة الرّبِّ في الكتاب والسنة

الرّبُّ في الأصل‏:‏ مصدرُ ربَّ يَرُبُّ،
بمعنى‏:‏ نشَّأ الشيءَ من حال إلى حال
إلى حال التمام،


يُقالُ‏:‏ ربَّه وربَّاه وربَّبَهُ،
فلفظ ‏(‏رب‏)‏ مصدر مستعار للفاعل،

ولا يُقالُ‏:‏ ‏(‏الرَّبُّ‏)‏ بالإطلاق؛
إلا لله تعالى المتكفل بما يصلح الموجودات،


نحو قوله‏:‏
‏{ ‏رَبِّ الْعَالَمِينَ‏ }‏ ‏

[‏الفاتحة/2‏]‏،


{ ‏رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ ‏}

‏[‏الشعراء/26‏]‏‏.‏

ولا يقال لغيره إلا مضافًا محدودًا،
كما يقال‏:‏ رب الدار؛
وربُّ الفرس‏.‏ يعني صاحبُها،

ومنه قولُه تعالى حكاية عن يوسف عله السلام‏:‏

{‏ اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ
فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ‏ }

‏[‏يوسف/42‏]‏
على قول في تفسير الآية‏.‏


وقوله تعالى‏:‏
{ ‏قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ‏ }

‏[‏يوسف/50‏]‏‏.‏

وقوله تعالى‏:‏
{ ‏أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا‏ }

‏[‏يوسف/41‏]‏‏.‏

وقال صلى الله عليه وسلم في ضالة الإبل‏:
‏ ‏( ‏حتى يجدها ربها‏ )‏

‏[‏من حديث متفق عليه‏]‏‏.‏


فتبين بهذا‏:‏

أن الرب يطلق على الله معرفًا ومضافًا،
فيقال‏:‏ الرب، أو رب العالمين،
أو رب الناس،

ولا تُطلق كلمة الرّبِّ على غير الله إلا مضافة،
مثل‏:‏
رب الدار، ورب المنزل، ورب الإبل‏.‏


ومعنى ‏(‏ رب العالمين ‏)‏
أي‏:
‏ خالقهم ومالكهم،
ومصلحهم ومربيهم بنعمه،
وبإرسال رسله، وإنزال كتبه،
ومجازيهم على أعمالهم‏.‏


قال العلامة ابن القيم رحمه الله‏:‏

‏(‏ فإنَّ الربوبية تقتضي أمر العباد ونهيهم،
وجزاء مُحسنهم بإحسانه،
ومُسيئهم بإساءته‏ )‏ .‏

هذه حقيقة الربوبية‏.‏
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس