عرض مشاركة واحدة
  #54  
قديم 01-01-2008, 02:04 PM
 
رد: قصة رومنسيه رووووووعه

يلا المفاجأه بس لعيونكم الحلوه
اليوم رح نزل جزئين ياااااااااااااااااااي


*الجزء الثامن*
(

هل من الممكن أن يتحطم الجليد؟..)

تعلقتعينا وعد بتلك السطور بالصحيفة..والتي كانت تنشر لها موضوعا تذكر إنها كتبته قبليومين ..وتركته بإهمال على المكتب ..لأنها شعرت بأنه غير صالح للنشر...
ولكنمادامت لم تقم بإرسال الموضوع الى رئيس التحرير حتى يقوم بنشره فمن فعل؟..إنها لاتذكر انها قد طلبت من أحد ذلك..أو إن احدهم تحدث إليها بشأن نشر هذا الموضوع..إذاًمن نشر هذا الموضوع وكيف؟؟..
وقفزت تساؤلاتها إلى لسانها لتقول بصوت مسموع: انهموضوعي..كيف نُشر بالصحيفة ومن قام بنشره؟..
انتبه لها أحمد وقال وهو يلتفت لها: أتقولين بأن موضوعك قد نُشر..هذا أمر جيد بالنسبة لصحفية تحت التمرينمثلك..
قالت وهي تهز رأسها: ليست المشكلة في أن الموضوع قد نشر أم لا..المشكلةاني لم آخذه للنشر..وها انذا..اراه قد نشر في صفحات هذه الجريدة..فمن يكون قد فعلوقا....
(أنا..)
الصوت البارد كالثلج الذي جعلها تلتفت بغرابة ودهشة الىصاحبه..وتتطلع الى طارق بحيرة ..قبل ان تتمتم بعدم تصديق: أنت من قام بنشرموضوعي؟..
قال طارق وهو يمسك بقلمه و يتطلع اليها بنظرة باردة: أجل..أنا..
ظهرت نظرات التشكك وعدم التصديق في عيني وعد..أي شخص آخر سواه كانتستصدق الا هذا الجليد..ثم كيف يقوم بنشر موضوعها دون ان يستشيرها حتى...
إحراجطارق لها في أول يوم لها..وتجاهله لها..وتصرفاته الباردة والغير مبالية معها..كلهذا جعلها تقول من باب الانتقام: ومن سمح لك بنشر الموضوع؟..
حرك طارق القلم بينإصبعيه بلامبالاة وقال: أظن إن اسمك الموجود بنهاية الموضوع وليس اسمي..أو اسم أيشخص سواي..
اختطفت نظرة سريعة الى الموضوع لتتأكد من ما قاله..وعندما تأكدت منصدق ما قاله..قالت باستنكار وحدة: ولو..لم يكن من المفروض ان تنشر موضوع يخصني..دونان تخبرني بالأمر..ربما لم أكن ارغب بنشره أو إنني أريد إضافة بعض التعديلاتاليه..
قال طارق وقد أحس بالضيق من حديثها..وخصوصا من انه فكر في إسداء خدمةلصحفية جديدة في بداية حياتها المهنية..وهي بالمقابل تقابل تصرفه بالعصبية..واختفتالنظرة الباردة من عينيه لتحل محلها نظرة منزعجة وقال: لقد قامت لجنة التدقيقوالتصحيح اللغوي والإملائي بالتعديلات اللازمة..
قالت بحدة اكبر وكأنها تريد انتتحداه وتحرجه كما فعل هو معها يوما: ولكني لم ارغب بنشره وهذا شأني انا..ليس منحقك ان تنشره بدون ان تخبرني او ان تأخذ رأيي بالأمر على الأقل..لقد...
قاطعهاطارق بعصبية تراها عليه وعد للمرة الأولى: موضوعك هذا..كان مرمي بإهمال على مكتبك.. والجميع قد غادر المكتب في تلك الأثناء..كان بالتأكيد سيصل الى سلة المهملات..عندمايحضر العامل في نهاية الدوام..لقد قرأته ووجدته جيد ويستحق النشر..واعتقد أن أمرنشره لا يتوجب كل هذا الغضب..لأني فكرت بإسداء خدمة..ولم اعلم بأنها قد كانت جريمةفي نظرك...
خيم الصمت على المكان بعد ما قاله طارق..كانت وعد تتطلع إليه وهي فيدهشة من أمرها..يا ترى هل تحطم الجليد؟..شعرت بالذهول من غضبه وعصبيته التي تتناقضمع بروده..ترى هل ما قالته استفزه الى هذه الدرجة..ام ان كلماتها كانت بالفعل فيغير محلها..لقد سيطر عليها الرغبة في الانتقام وهي تتحدث اليه..ولكن الآن ..يبدواانه هو من أعاد الكرّه..وأحرجها للمرة الثانية أمام الجميع..إنها تشعر الآن بسخف ماقالته حقا...
لم تعلم بم تجيب..وخصوصاً وان كلماته قد أخرستها تماما..لم تكنترغب بقطع هذا الصمت وهي تتحاشى النظر الى طارق الذي كان يحر ك القلم بين أصابعهبعصبية..
طارق الذي عرف ببروده أغلب الأوقات..كيف لفتاة أن تستفزه بكلماتها..كيفله ان يهتم بما قالته أصلا ..لقد فكر في تقديم خدمة وهي من رفض..وهي من ستخسر فيالنهاية..فلم أبدى كل هذه العصبية..ما الذي دعاه ليهتم بالرد على ما قالته...
( استاذ طارق..رئيس التحرير يطلبك)
قالها أحد العاملين بالصحيفة..وهو يقف عند بابالقسم..فقال طارق وهو ينهض من خلف مكتبه: حسنا..سأذهب اليه بالحال..
ولم يلبث أنغادر القسم..وقال أحمد في هذه اللحظة محاولا تلطيف الجو: أهنئك يا آنسة وعد لقدحطمت القاعدة أخيرا..فمن المستحيل أن تري الأستاذ طارق عصبيا الا مرة في الشهر..وهاانذا أراه للمرة الثانية لهذا الشهر..
قالت بصوت خفيض بعض الشيء: لم يكن علي اناقول ما قلت له..
هز أحمد كتفيه وقال: على العكس..انه حقك..ولم يكن ينبغي انيقوم طارق بنشره دون ان يأخذ الاذن منك..
قالت وعد بتردد: ولكني أظن اني زدتبالجرعة في الحديث معه..وحديثه كان صحيحا فلو لم يقم بنشره..لرُمي بسلةالمهملات..دون ان يهتم أحد به او بما كتبت..
التفت احمد لها وقال: ولكنها رغبتكفي النهاية..ولم يكن على طارق التدخل في هذا الأمر..
صمتت وعد دون أن تعلق علىعبارة أحمد..وغرقت في تفكير عميق ..وفي النهاية قالت متحدثة الى نفسها: ( يا ترىكيف أتصرف تجاه ما بدر مني؟..)
وكأن احمد قد قرأ أفكارها فقال: وعلى فكرة فطارقلا يهتم بهذه الأمور أبدا..تجدينه الآن قد نسى الأمر برمته..وسيأتي ليتحدث معنابشكل طبيعي عندما يعود وكأن أمرا لم يكن..
قالت وعد وهي تطرق برأسها: حتى وانلقد أخطأت بتصرفي..وعلي أن أتحدث معه حيال ذلك..
قال أحمد وهو يعود الى عمله: افعلي ما ترينه مناسبا..
قالها واستمر في عمله..تاركا وعد في حيرة منأمرها..
**********
أحس طارق بالحنق من نفسه..كيف؟..كيف تثير أعصابه مجردفتاة؟..فتاة لم يمضي على وجودها هنا غير أسبوع..لا بل اقل..خمسة ايام لا أكثر..منذاليوم الثاني لها وهي تتعمد استفزازه..وإثارة أعصابه..وبالتأكيد هي تفعل ذلك حتىتعيد له الكرّه عندما وجه لها تلك العبارة أمام الجميع في اليوم الأول لهابالصحيفة..
وقال بشرود وكأنه قد عاد بالزمن الى الوراء: ولكن.. ولكنهاتشبهها..كثيرا..
************
طرقات سمعها هشام على باب غرفته جعلته يقولبصوت هادئ: من..؟قالت فرح وهي تفتح الباب: الآنسة الجميلة فرح..هل يمكننيالدخول؟..
قال هشام بسخرية: لقد دخلت لوحدك الآن..فلا يمكنني ان اطردك..
قالتفرح باستنكار وهي تتقدم منه: وهل كنت تفكر بطردي لو لم أدخل لوحدي..
- ولملا؟..
قالت فرح بابتسامة ماكرة: فليكن..هذا افضل..حتى لا أخبرك بما جئت لأقولهلك..وسأخرج وحدي حتى احفظ كرامتي..
قال هشام متسائلا: وما الذي جئت لتقولينهلي؟..
قالت فرح بخبث وهي تبتعد وتتجه الى الباب: لقد جئت لأخبرك بأمر يخصوعد..ولكني أراك غير متقبل لأي شيء لذا سأغادر الغرفة وأتركك بهدو...
قاطعهاهشام وهو ينهض من خلف لوحة الرسم الهندسية ويسرع نحوها: أي كلام تقولينه..أخبرينيماذا بها وعد؟..
قالت فرح بتعالي: أولا اعتذر عما قلته..
قال بسخرية: لاتحلقي بأحلامك كثيرا..
قالت وهي تفتح باب غرفته: حسنا اذا سأغادر..
قال وهويعقد ساعديه أمام صدره: أتتوقعين أن أترجاك حتى تتحدثي..كلا لا تحلمي..اذهبي وأغلقيالباب خلفك..
رفعت حاجبيها وقالت: ما هذا التطور..هشام لا يرغمني على الحديثلأمر يخص وعد...
قال وهو يبتسم بزاوية فمه: ولم أتعب نفسي؟..سأتصل بوعد نفسهالتخبرني بالأمر برمته..
قالت فرح وهي تبتسم بمكر: انها لا تعلم بالأمربعد..
- فرح..اخرجي خارجا من فضلك..لقد ازعجتيني كثيرا..
- تريد ان تتحدثاليها على انفراد..اليس كذلك؟..
قال بضيق: اجل..والآن هلا خرجت..
قالت وهيتخرج خارج الغرفة: سأخرج ولكن لا تتوقع ان تفيدك وعد فهي لا تعلم بالأمربعد..
انتظر هشام حتى خرجت فرح من الغرفة..ثم لم يلبث ان ضغط رقم وعد وأعقبهبالضغط على زر الاتصال..وهو ينتظر إجابتها بلهفة..وما ان أجابت على الهاتف حتى أسرعيقول: أهلا وعد..كيف حالك؟..
قالت وعد وهي تزفر بحدة: بصراحة متعبة..
قالمتسائلا: بسبب العمل؟..
- اجل..
- قدمي استقالتك اذا..
ضحكت وعد قالت: أحقا..لقد قدمت لي الحل فعلا.. أشكرك..
ابتسم وقال: فليكن..سأعطيك حلاآخر..ابتلعي أقراصا مهدئة..
قالت بعصبية: اوتظنني مجنونة؟..
قال بابتسامةأوسع: أهدئي..أنا امزح..اسمعي.. الا تعلمين شيئا مما يحدث من حولنا؟..
قالتبغرابة وحيرة: ماذا تعني؟..
قال وهو يتجه ليجلس على مقعد الحاسوب المتحرك: بصراحة لا اعلم..فرح جاءت الي وقالت ان هنالك شيء تود قوله لي يخصك أو يخصعائلتك..قبل ان اطلب منها مغادرة الغرفة..لذا فهي رافضة لإعلامي بالأمر الا بعداناقدم تصريح الاعتذار لها..
قالت وعد بمرح: قدمه..والا سيتم إصدار حكم بالأشغالالشاقة عليك..
- لا أريد تخييب ظنها ..ولكنها تحلم بجموح..
قالت وعدبابتسامة: وما المطلوب مني..فإن كنت تصدق فأنا نفسي لا اعلم بهذا الأمر الذي قديكون يخصني..
وأردفت: اسمع..مع إني في صف فرح دائما ولكن هذه المرة فقط سأكون فيصفك..لأنني انا نفسي اصبت بالفضول لمعرفة هذا الشيء الذي يخصني ولا اعرفه..لذاسأتصل بها وأتحدث اليها وأحاول جرها في الحديث الى ان تبلغني بالامر..وبعدها اتصلبك وابلغك..هه ما رأيك؟..
- أمتأكدة من انك لم تعملي مع المقدم سالم قبلالآن؟..
ضحكت بمرح وقالت: مع اني لا اعلم من هو سالم هذا..لكن تأكد اني لم أعملقبل الآن غير مهنة الصحافة..
واستطردت قائلة: والآن الى اللقاء..سأتصل بك فيمابعد..
- الى اللقاء..
وما إن أغلق هاتفه..حتى انتظر بلهفة اتصال وعد..تتطلعالى ساعة يده بين اللحظة والأخرى ..وهو يجلس بانتظار اتصالها..ولما شعر بالملل..فتحجهاز الحاسوب ..وتسلى بالدخول الى عدد من المواقع على الانترنت..
ولما شاهد اننصف ساعة قد مضت دون ان تتصل وعد..قرر ان يتصل بها..التقط هاتفه وضغط على زرالاتصال..وانتظر إجابتها لكنها لم تجب..أعاد الاتصال لثلاث مرات أخرى ولما شعرباليأس من إجابتها..عاد ليبحر في عالم الانترنت....
**************
قال عمروهو يضحك متحدثا الى عماد بذلك المطعم: أتتحدث عن نفسك أم عن فيلم أجنبي..
قالعماد بابتسامة: هذا ما حدث صدقني..يبدوا الأمر غريبا فعلا..في البداية أمر الموقفذاك الذي اوقفت سيارتها به على الرغم من انه كان من حقي انا التوقف به..ثم أمرالمتجر..وبالأمس ذاك الموقف الذي حصل بالبنك أمام عينيك..
قال عمر مازحا: واينسيكون المشهد التالي؟..
قال عماد بسخرية: في قاع البحر..
قال عمر وهو يضحك: لم ؟..المشهد القادم سيكون مع حورية ام سمكة..
قال عماد بضيق: توقف عن ضحكك ياعمر لقد اخبرتك بالأمر لأني اثق بك وأريد رأيك بالموضوع..
قال عمر وهو يهزكتفيه: رأيي في ماذا؟..في فتاة لا تعرف عنها شيئا غير ان اسمها ليلى..وما الذيسيفيدك اسمها..انك لا تعرف من تكون..ومن أي عائلة..واين تسكن..وما هي صفاتهاوشخصيتها..
قال عماد بهدوء: الفتاة سيطرت على تفكيري ليس الا..ولم اقل اني أفكربالارتباط بها..
- ولو..فكر بالأمر بجدية..اين يمكن ان تلتقيها..لقد جمعتكماالصدفة فقط..انك لا تعرف رقم هاتفها حتى تتحدث اليها حتى وتطلب منها مثلا لقائك فيمكان ما..
- أنت تعلم إنني لست من هذا النوع من الشباب..
قال عمر بجدية: اسمعني..إذا كنت جادا بالأمر وتفكر بالارتباط بها..فليس هناك ما يعيب حديثك معها أولقاءك بها..
قال عماد وهو يرفع حاجبيه: رويدك..أنا لم اقل إلا انني أعجبتبها..هل سأرتبط بها هكذا..ثم من قال اني أفكر بالزواج؟..
مال نحوه عمر وقال: اسمعني..ما دامت فتاة قد نالت على إعجابك أخيرا فلا تضعها من بين يديك..انت لن تجدفتاة تنال إعجابك كل يوم..فذوقك صعب جدا..
ابتسم عماد وقال: لا تخشى شيئا..لستمريضا نفسيا..حتى اكره جميع الفتيات..يمكن ان تقول انني لم اجد بعد الفتاة التيرسمتها بذهني واحاول ان اطابقها مع احدى فتيات الواقع..
قال عمر باهتمام: وتلكالفتاة..
قال عماد وهو يزفر بحدة: تطابقت معها ..تقريبا...فأنا لم ارى سوى الشكلالخارجي بعد..لم اعرف بعد من هي تلك الفتاة فعلا..ما هي طباعها.. طموحها .. تصرفاتها.. أتفهمني يا عمر؟..
قال عمر بابتسامة: كيف لا افهمك يا عماد..ما تقولهصحيح أنت لم ترى غير الشكل الخارجي بعد..ولكن كيف ستتعرف على شخصيتها؟..انت لا تعرفمن تكون حتى..
قال عماد بشرود: دع هذ للأيام فكما جمعتنا يوما..قد تجمعنا مرةأخرى من جديد...
**********
غرق هشام في تصميمه الذي صممه على حاسوبه.. تصميملمنزل من طابقين..الطابق الأول يتكون من ردهة واسعة..وغرفة معيشة..واخرىللجلوس..ودورة المياه ومطبخ واسع..
أما الطابق الثاني فكان يحتوي على ثلاث غرفللنوم..وكل واحدة منها تحتوي على دورة مياه تابعة لها..وردهة صغيرة ومطبخ صغير تابعللردهة..
وابتسم بشرود وهو يتطلع الى المنزل الذي صممه..لو انه اشرف على بناءهذا المنزل الذي رسم له هذا التصميم الهندسي..ليكون هذا المنزل له ولوعد..هما فقط.. يشرفان على بناءه ويختاران الألوان لكل غرفة منه..ومن ثم يضعان الأثاث في كلغرفة..وثم يسكنانه..
أحلام كثيرة شغلته..وأحس بالمرارة منها..ترى هل يمكن انيتحقق حلمه بأن تكون وعد شريكة حياته..انها لا تشعر به حتى و....
شعر بغتة بيدانتغلقان عيناه فقال بضجر: فرح ازيلي يديك عن عيني والا كسرتهما لك..
سمع صوت فرحوهي تقول له: تكسر يداي مرة واحدة..يالك من شرير.. حمدلله اذا ان هاتين ليستا يدايأنا..
استغرب من كلامها..وشعر باليدين تنزاحان عن عينيه..وصوت ضحك ينطلق منخلفه..فالتفت وراءه وقال بابتسامة واسعة: وعد...
واسرع ينهض من خلف مقعده وقال: اشتقت إليك..
قالت وعد بمرح: يا لك من كاذب..بالأمس فقط كنا معا..
كاد ان يهمبقول شيء ما حين سمع صوت ضحك فرح..والتفت اليها مستغربا ..ولم تلبث وعد ان شاركتهاالضحك..فقال وهو يعقد ساعديه امام صدره: هل لي ان اعرف ما الذي يضحككما..فلست مهرجاحسبما اعلم..
قالت وعد وهي تتوقف عن الضحك: بصراحة عندما اتصلت بي كنت اعلم ماهنالك وماذا أرادت فرح قوله لك..ولكننا اتفقنا انا وفرح على عدم إخبارك..حتى عندماحاولت الاتصال بي كنت اتعمد عدم الرد..
قال هشام بسخرية: اذا كان مقلبا..لقداخترتما الشخص الخطأ يا آنسات..لأني سأعيد لكما الصاع صاعين..
واردف متسائلا: ولكن ماذا هناك فعلا..ما الأمر الذي لا اعلمه أنا الى الآن ويعلمه الجميع..
قالتفرح بابتسامة مرحة: الم تعلم بعد..يكفي وجود هذه الآنسة الجميلة في منزلنا حتى نخفيالأمر عنك..
قال هشام بسخرية: لقد ظننت ان الأمر مهم حقا..فما الذي يُدهش لوقامت وعد بزيارتنا..انها تقوم بذلك كل اسبوع..
قالت وعد وهي تجذب فرح من كفها: هيا يا فرح يبدوا ان الأخ يشعر بالملل مني..فلنذهب الى غرفتك..
قالت فرح وهيتتوقف في مكانها وتلتفت الى هشام: انه ليس اليوم المعتاد لزيارة عمي الىمنزلنا..لكن هناك بعض الأمور الذي دعته ليقوم بهذه الزيارة..لذا فهذا يعني انهمسيحضرون الى منزلنا يومين بالأسبوع..أفهمت الآن؟..
ومع ان هشام شعر بالسعادةلهذا الا انه قال: هذه ليست مفاجأة حتى تخفياها عني..
قالت فرح: اذا ماذاتكون؟..
قال هشام بسخرية: كارثة..
قالت وعد وهي تخرج لها لسانها بحركةطفولية: مضحك جدا..
وبغتة سمعا صوت نداء والدة هشام وهي تنادي فرح..فقالت هذهالأخيرة : لا اعلم ماذا تريد أمي..سأذهب لأراها..
قالت وعد في سرعة: سآتيمعك..
وتوجهت خلف فرح في سرعة..وقبل ان تخرج سمعت هشام يناديها فالتفتت اليهبحيرة وقالت: ماذا؟..
قال مبتسما وهو يتقدم منها: كيف حال العمل معك؟..
هزتكتفيها وقالت: لا بأس به الى الآن..
قال وهو يشير اليها نحو جهاز الحاسوب: تعاليسأريك تصميم لمنزل..واخبريني برأيك به..
قالت وهي تتوجه نحو جهاز الحاسوب وتجلسعلى المقعد الخاص به: أهو من تصميمك؟..
قال وهو يجذب له مقعدا ويجلس الى جوارها: بالتأكيد..
تطلعت وعد باهتمام الى التصميم ومن ثم قالت بابتسامة: جميل..ولكنينقصه شيء..
قال متسائلا: ما هو؟..
- الحديقة الأمامية والخلفية..الا ترى انهسيكون أجمل بهما..
تطلع الى التصميم ومن ثم قال: بلى..معك حق..
قالت وهي تنهضمن على المقعد: عليك ان تعرف انك لست وحدك من لديه أفكارا جيدة..والآن الىاللقاء..
تطلع اليها وهي تغادر غرفته..وما ان فعلت حتى قال بحب: لو تعرفين ياوعد..انك قد أضفت فكرتك هذه لما أتمناه ان يكون منزلنا المشترك..لو تعلمينفقط...
*************
قالت فرح بملل وهي تعد الأطباق بالمطبخ: دائما فرح..لايوجد غيرها بالمنزل ليطلبوا منه العمل..وكأنني أعمل خادمة هنا..
ضحكت وعد وقالت: للأسف الخادمة أفضل منك..فهي تحصل على راتب شهري..
قالت فرح بضيق: معك حق..حتىالخادمة باتت أفضل مني..
ابتسمت وعد وهي تقترب منها وتضع بعض الكعك في الطبق: ولم انت غاضبة هكذا..ها انذا اساعدك..
قالت فرح وهي تقلد وعد بسخرية: ها انذااساعدك..لقد مرت ساعة وانت تضعين هذا الكعك فقط بالطبق..
قالت وعد بمرح: لم تصبحساعة بعد..انها ساعة الا دقيقتين..
قالت فرح بضجر: اسمعي اتركي هذاالكعك..واذهبي لاعداد العصير..
قالت وعد وهي تبتسم بمرح: أمرك سيدتي..
وتوجهتالى تلك الخزانة العلوية بالمطبخ..وقالت وهي تقتح بابها: فرح أي علبة هي علبة مسحوقالعصير..
قالت فرح وهي تزفر بحدة: الا تعرفين القراءة؟..
- بلى ولكن هناك عدةانواع..اي نوع استخدم..
- أي شيء..
قالت وعد وهي تلتقط علبة مسحوق عصيرالتفاح: اذا سأقوم باعداد عصير التفاح لاني اعلم انك لا تحبينه..
قالت فرحبابتسامة وهي تلتفت اليها: ولم كل هذا الكره..
همت وعد بقول شيء ما ..عندماشاهدت رنين هاتفها المحمول..والتقطته لتشاهد انه رقم مجهول..عقدت حاجبيها ومن ثمأجابت قائلة: الو..من المتحدث؟..
جاءها صوت امرأة تقول: أأنت الآنسة وعدعادل؟..
- اجل انا هي..ما الأمر؟..
- أنا أتحدث إليك من صحيفة الشرق..وهميطلبونك الآن..
قالت وعد بغرابة: الآن؟؟..
- اجل..احرصي على ان لاتتأخري..
- حسنا.. الى اللقاء..
أغلقت وعد الهاتف وهي في حيرة من أمرها فقالتفرح بحيرة وهي تتطلع اليها: ماذا هناك يا وعد؟..
قالت وعد وهي تتنهد: يطلبوني فيالصحيفة الآن..
قالت فرح بدهشة: الآن؟..لم؟..
- لست اعلم..سأذهب وارىالأمر..
- ألا يمكنك الاعتذار عن الذهاب؟..
- ولم افعل؟..سأذهب وارىالأمر..وأتركك لوحدك تعملين..حتى تعرفي قيمتي..
قالت فرح مبتسمة: سأعرف انك لاتعملين شيئا من الأساس..
قالت وعد وهي تلوح بكفها: الى اللقاء الآن..اراكبخير..
قالت فرح في سرعة: مع السلامة..وحاولي ان تحضري الى منزلنا بعد انتهاءعملك..
- سأحاول..
قالتها وعد وتوجهت الى باب المنزل الرئيسي فاستوقفتهاوالدة هشام قائلة: الى اين يا وعد؟..
قالت وعد في سرعة وهي تلتفت إليها: يطلبونني في الصحيفة..سأرى ما الأمر وأعود سريعا..الى اللقاء..
قالت والدة هشامبهدوء: صحبتك السلامة يا وعد..وقودي بتمهل ولا داعي للعجلة..
ضحكت وعد وقالت: حسنا سأفعل..مع السلامة..
وأكملت طريقها نحو خارج المنزل..وهي تستغرب انهم قدطلبوها لأمر ما خارج وقت العمل وهي تقريبا لا تقوم بأي عمل في الصحيفة و...
(الىأين؟..)
انتفضت وعد عندما شعرت بكف على كتفها.والتفتت لترى صاحب الصوت..وقالتبملل: من اين تخرج انت؟..
ضحك هشام وقال: من الباب..شاهدتك تغادرينفتبعتك..والآن اخبريني الى اين انت ذاهبة؟..
- الى الصحيفة..
قال هشامباستنكار: الآن؟؟؟..
قالت وعد وهي تسرع مبتعدة عنه نحو سيارتها: كلا غدا..والآنمع السلامة..
قال بحدة: انتظري يا وعد..لم انهي حديثي بعد..
قالت وعدبضجر:عندما أعود سأجيب عن جميع أسألتك..سأذهب الآن حتى لا أتأخر..
قالتهاوانطلقت بالسيارة متوجهة الى الصحيفة..ترى ما الذي ينتظرك يا وعدهناك؟..
************




















يلا الجزء التاني المفاجأه



*الجزءالتاسع*

(هل بدأتالأمور تتحسن؟)

توقفت وعد بسيارتها في المواقفالخاصة بالصحيفة وهي لا تزال تشعر بغرابة ان يطلبوها في الصحيفة في مثل هذاالوقت..هبطت من سيارتها الرياضية الحمراء وتوجهت الى داخلالمبنى....وعلى الطرف الآخر..كانطارق يقف عند باب القسم ويقول متحدثا الى أحمد: ألم تصلبعد؟..قال أحمد نافيا: ليسبعد..ولكنها ستصل عما قريب..قالطارق وهو يتطلع الى ساعة معصمه: سوف نتأخر هكذا..قال أحمد بهدوء: هم لم يبلغوها إلا منذ ربع ساعة..لذا فهيبحاجة لبعض الوقت حتى تصل إلى الصحيفة و...صمت أحمد ولم يكمل عبارته عندما شاهد طارق يلتفت عنه ويتطلع الى يسارهويقول: هيا يا آنسة وعد..لا نريد أن نتأخر..كانت وعد قد وصلت لتوها الى القسم...لترى طارق يقف عند بابه..ويوجه لهاعبارته السابقة ..فقالت بحيرة: لحظة واحدة لم افهم شيئا بعد..هلاّ افهمنيأحدكم..سار طارق في طريقه متوجهانحو المصاعد وقال: سنقوم بعمل مقابلة صحفية مع أحدالوزراء..قالت بغرابة: وألا يمكنالانتظار حتى الغد لعمل هذه المقابلة؟..قال طارق ببرود دون ان يلتفت لوعد التي تسير خلفه: لم نجد غير هذاالموعد للقاؤه..وهو على اية حال وزير ومنشغل دائما لذا فمن الصعب أن نحصل علىالموعد حسبما نريد نحن...أحستوعد ان هذه فرصتها لتلطف الجو قليلا خصوصا بعدما فعلته معه هذا الصباح..وقالتبابتسامة وهي تسرع في خطواتها قليلا: لقد نسيت أحد مواضيعي على مكتبي..هل أستطيعالعودة له..فأخشى ان ينشر أحدهم الموضوع دون ان اعلم..توقف طارق للحظات عن السير والتفت لها ليقول ببرود اكبر: الآن فقط صدقت المثل القائل..(افعل خيرا..وارميه بالبحر)..اتسعت ابتسامة وعد بالرغم منها وقالت: كلا لا اقصدشيئا..على العكس كنت أفكر بالاعتذار عما قلته لك هذاالصباح..قال طارق بلامبالاة: لاداعي..فأولا كان ذلك شأنك أنتِ..وثانيا أنا نسيت الأمربرمته..صمتت دون ان تنبس ببنتشفة..وهي تفكر فيما قاله..على الأقل ان الأجواء بينهما لم تعد متكهربة الآن..وهاهوالهدوء يعم بينهما أخيرا..ولكن هل هو هدوء ما قبل العاصفة ياترى؟..وها نحن نرى طارق ووعديخرجان من مبنى الصحيفة ..وتلك الأخيرة تقول قاطعة الصمت الذي خيم عليهما لفترة: أيوزير سوف نلتقي به لعمل المقابلة الصحفية معه؟..قال طارق بهدوء: وزير التربيةوالتعليم..ارتسمت ابتسامة واسعةعلى شفتي وعد وقالت: أتعلم ..عندما كنا صغارا كنا نتمنى ان نلتقي به..ولكن لقتلهوليس لعمل مقابلة صحفية معه..وذلك لتلك المناهج التي كناندرسها..قال طارق بهدوء: ونحنايضا كنا نتمنى المثل..وكأننا نظن انه اذا رحل وزير ما لن يجلبواغيره..استغربت وعد تجاوب طارقمعها بالحديث.. تذكرت كلمات أحمد في هذه اللحظة..انها لن تعلم معدن طارق الحقيقيالا بعد فترة من الوقت..و...(ستغادرين بسيارتك؟..)قالها طارق قاطعا أفكارها وهو يراها تتوجه نحو سيارتها..فأجابته قائلة: اجل..قال طارق بهدوء: حسناإذاً..إذا أضعت الطريق فعودي الى هنا..أومأت برأسها وهي تدلف الى السيارة وتغادر بها خلفه..وطوال الطريق كانتالأفكار تتسلل الى ذهنها..انه يبدوا مختلفا..يتجاوب معها بالحديث ولا يتجاهل ماتقوله..يتحدث بهدوء اكثر منه برود..ترى هل أصبح يحترم وجودها علىالأقل؟..وصلت الى حيث مبنىالوزارة وأوقفت سيارتها بالمواقف الموجودة بجانب الشارع الرئيسي..وخرجت من سيارتهاووجدت طارق يخرج من سيارته بدوره..تقدمت منه وتساءلت قائلة: ما اسم الوزير الذينقوم بمقابلته؟..قال طارق بهدوءوهو يسير الى حيث الشارع: صالح سالم..- وكم ستستغرق المقابلة؟..قال طارق بضجر: ساعتين..لم تنتبه وعد لرنة الضجر في صوته..فقالت: هل قمت بعمل مقابلة معه منقبل؟..التفت لها طارق وقال بملل: أي اسألة سخيفة تسألين؟..اتسعتعينا وعد استنكارا..وصمتت وهي تشعر بالحنق منه..ها قد عاد بأسرع مما كانت تتوقع الىشخصيته المغرورة..وقالت بسخط: اسألني انا السخيفة..ام طريقة حديثك هيالسخيفة..والتفتت عنه لتعبرالشارع..فأسرع طارق يقول: انتظري لا تزال هناك سياراتبالطريق..قالت بحنق دون ان تلتفتله: لست طفلة..وتبعت عبارتهابعبور الشارع..وهي تشعر بالغضب من تصرفه معها..عندما شعرت ان الأمور تحسنت معه..عادلطبيعته الباردة واللامبالية..من يظن نفسه لوح الثلج هذا..انه مغرور..مجرد شخصمغرور..يظن انه الافضل دوما و...استيقظت من أفكارها عندما شاهدت طارق يقف أمامها على الطرف الآخر منالطريق وهو يقول بصرامة: في المرة القادمة..لا تتصرفي تصرفات الأطفال هذه وتعبريالطريق من دون اهتمام..فلو حدث لك شيء سوف أكون انا المسئول..لا أريد أية مشاكل ياآنسة ..هل هذا مفهوم؟..تطلعت لهوعد باحتقار..تتمنى لو تستطيع ان تقول له..انه ليس سوى مغرور متعالي..وانه شخص لايرى سوى نفسه في هذا العالم..ويرى الجميع على انهم اقل مستوى منه حتى وان كانواافضل منه..متكبر..تافه..وسمعتطارق يقول بصرامة اكبر: لم تجيبي..هل فهمت ما قلته أمأعيده؟..قالت بحدة: فهمته ولاحاجة لأن تعيده..ولكني أظن ان ليس من حقك لعب دور الرئيس علي فأنا صحفية مثلك تماماويتوجب عليك احترامي على الأقل وعدم التقليل من شأني اوإهانتي..قال طارق ببرود: أولاأنت لست صحفية الى الآن..لأنك لا تزالين تحت التمرين..وثانيا..انا لم اقلل من شأنكاو أهينك..قالت بعصبية: إذاًماذا تسمي الذي تفعله؟..قال بعدماهتمام: اسمعيني جيدا يا آنسة..نحن هنا من اجل عمل..وعمل فقط..ولا داعي أن تؤثرأمور شخصية على العمل الذي جئنا من اجله..قالت وعد بغضب حاولت ان تخفيه: معك حق..فهذه الأمور الشخصية لا تستحقالاهتمام..لم يعلق على ماقالته..ودلف الى مبنى الوزارة..ووعد دلفت من بعده..وهي تشعر بغضب شديد تجاه طارقوما يفعله..
************
قال هشام بعصبية وهو يرمي بهاتفه على الأريكة: لماذا لا تجيب على اتصالاتي؟..انها المرةالعاشرة التي اتصل بها..ولا تجيب..ماالذي يحدث؟؟..قالت فرح بملل: هشام يكفي..وعد ليست طفلة ..والداها لميقلقا عليها الى هذا الحد..لقد ذهبت في عمل وستعود منهقريبا..تطلع الى ساعته وقال: لقدمضت ساعتان ونصف منذ ان غادرت..ربما قد حدث لها أمر ما..قالت فرح وهي تزفر بحدة: ولماذا تتشاءم..إنها بكل تأكيدبخير..ولكنها ربما لا تجيب على اتصالاتك لأنها تكون بمقابلة صحفية وقد وضعت هاتفهاعلى الوضع الصامت..قال هشامبعصبية: تبا..تبا...لم اعد احتمل..سأذهب لها..قالت فرح بحدة: هشام لا تضخم الأمور هكذا..وعد ليست طفلة ولا داعي لانتعاملها على انها كذلك..لو حدث معها شيء ستتصل بنا..فقط اجلس انت..او اذهب الىأصدقائك..قال وهو يدس أصابعه بينخصلات شعره بعصبية: أتظنين انني سأتمكن من الذهاب الى مكان وانا لا اعلم ما الذيحدث معها..ولماذا لا تجيب على اتصالاتي؟..قالت فرح بغضب: لقد طفح الكيل يا هشام..هي لم تذهب لتقاتل في الحرب حتىتخشى عليها هكذا..انتظر وستصل..قال هشام وهو يلتفت عنها: لن تفهميني يا فرح..لا احد منكم سيفهمنيابدا..- بل أفهمك..واعلم انكتحبها ولا تحاول الإنكار..لا يقوم بتصرفات كهذه غير شابيحب..صمت هشام ولم يجبها..يعلمان خوفه مبالغ فيه..وقلقه كذلك..ولكنه لا يملك شيء حيال ذلك..لقد شعر بالاضطرابوالتوتر وهو لا يراها تجيب..ويخشى أن أمرا سيئا قد حدثلها..وسمع بغتة رنين هاتففرح..وتطلعت هذه الأخيرة الى الرقم وقالت وهي ترفع عيناها الى هشام: انها وعد..هلانت مرتاح الآن..لم يحدث ل....لم تستطع فرح إكمال جملتها..لأن هشام قد اختطف الهاتف من كفها وأسرعيجيبه قائلا: وعد اين انت الآن..ولماذا لم تجيبي علىاتصالاتي؟؟؟..ضحكت وعد وقالت: هلأخطأت بالرقم ولا اعلم..أظن إنني قد اتصلت على هاتف فرح..قال هشام وهو يحاول تمالك أعصابه:وعد..لست في مزاج يسمحلي بالمزاح..قالت وعد بهدوء: مابك يا هشام؟..إن كنت تشعر بالغضب على عدم الرد عليك فقد كنت بالمقابلة الصحفية..ولماستطع إلا أن اترك الهاتف على الوضع الصامت..وها انذا قد خرجت من المقابلة قليلا مناجل ان أطمأنكم على أحوالي وإنني بخير..لا تقلق..والآن معالسلامة..تساءل هشام قائلا: متىستعودين؟..- اظن بعد نصفساعة..- فليكن اذا اهتميبنفسك..الى اللقاء..ولم يلبث اناغلق الهاتف..فقالت فرح وهي تعقد ساعديها امام صدرها: اخبرني ..هل ارتحتالآن؟..قال هشام بابتسامة: كثيرا..قالها واتجه الى الطابقالاعلى وفرح تتابعه ببصرها..يا ترى يا هشام الى متى ستظل متعلق بأمل واه؟..الىمتى؟..
************
وفيالطرف الآخر..دلفت وعد الى داخل غرفة المكتب التي كانت تضم طارق ووزير التربيةوالتعليم..لقد خرجت منها بعد ان شاهدت اتصالات هشام المستمرة..وأحست بالشفقة والعطفتجاهه..بالتأكيد هو يظن ان امر ما قد حصل لها..وخصوصا انها لا تجيب عليه..ولهذااستأذنت خارجة من المكان..لتتحدث الى هشام..ولكنها تدرك يقينا انه لن يكتفيبالأسألة لهذا قررت الاتصال بفرح لتطمأنهم على حالها فقط.. وما جعلها تشعر بالرغبةبالضحك بحق هو ان من أجابها هو هشام في النهاية...ومن جهة أخرى لم تحاول التدخل بالمقابلة ابدا..او حتىالتعليق على أي شيء واكتفت بالصمت..فهي لا تزال تشعر بالغضب من تصرفات طارقمعها..وفوجئت بطارق يقول وهو يلتفت لها بعد انتهاء المقابلة الصحفية تقريبا: أليسلديك سؤال ما؟..هزت رأسها نفيابصمت..فأردف بصوت هامس بعض الشيء وهو يميل نحوها: ولا حتى سؤال عن رشوىمصطنعة..وجدت وعد نفسها تبتسممما قاله..لا تعلم لم؟ ..كلماته أشعرتها بأنه يريد أن ينسيها ما حصل منه..او ربمايحاول تلطيف الجو على الأقل..وقالت بهدوء: ولا حتى هذا..التفت طارق الى الوزير وقال: حسنا اذا سنغادر الآن..سعدنابلقاؤك يا سيد صالح..قال السيدصالح باقتضاب: وانا كذلك..صافحهطارق وغادر المكتب برفقة وعد..والتي ظلت مصرة على صمتها..ولم تنطق بحرف وحد..وقالطارق عندما طال الصمت بينهما: لا أراك تتحدثين..أو تسألين أيةأسئلة..قالت ببرود متعمد: أليسهذا ما تريده؟..قال طارق بهدوء: أن تظلي صامتة؟..كلا ليس ما أريده ان تصمتي..قالت وهي تتنهد: ان تحدثنا استهزؤوا بنا..وان صمتنا قالوا لم تصمتونولا تتحدثون..قال طارق باهتماممصطنع: من هم؟..قالت وعد بسخرية: أصحابي..قال طارق مبتسما بهدوء: أرسلي سلامي لهم اذا..وعد التيتطلعت الى طارق وهي تشعر بحيرة من امرها..يا الهي أي شخص هو هذا..منذ قليل كان فيقمة البرود..والآن أراه يتحدث بشكل طبيعي ويمزح كذلك..سيصيبني بالجنون بكلتأكيد..إن استمريت بالذهاب معه في أي لقاءات قادمة..قالت وعد بعد فترة من الصمت وهي تغادر مبنى الوزارة برفقةطارق: هل يمكن ان اسأل سؤالا؟..ام اصمت فربما يكون سخيفا بالنسبةلك..قال بعدم اهتمام: اسألي..- هل هناك أي لقاءاتقادمة؟..- لستاعلم..قالها وصمت..طارق الذي كانيعيش في حيرة تزيد على حيرة وعد أضعافا..ما الذي يدفعني للتجاوب معها..للحديث إليهاوالمزاح أيضا..إنني استغرب شعوري بالضيق عندما شاهدتها صامتة طوال الوقت وحاولتالحديث اليها..علّي أُحسن الامور بيننا قليلا..وبغتة شعر بصوت من اعماقه يقول: (استيقظ يا طارق من امامكهي فتاة تدعى وعد..لا (مايا )..)وعاد ليجيب على نفسه قائلا: (ولكنها تشبهها بعفويتها ..بمرحها..وبعصبيتها..انها لا تلبث ان تذكرني بها بين لحظةوأخرى..)


(أستاذطارق..)استيقظ طارق من شرودهوالتفت الى وعد ناطقة العبارة السابقة..وقال: ماذا هناك؟..قالت مبتسمة: لا شيء ولكنك تجاوزت سيارتكفحسب..التفت طارق الى ما وراءهليكتشف صحة ما قالته..وابتسم لا اراديا وتوجه ليصعد سيارته..ولا يزال عقله الباطنيردد ..انها ليست مايا..ليست هي..تريدون ان تعلموا من هي مايا..وما هي حكايتها مع طارق..ستعلمون ولكنليس الآن..فقط عندما يقرر طارق ان يعود بالزمن للوراء ويحدثنا عن الماضيقليلا..
***********
وصلت وعدالى مبنى الصحيفة..ولكنها لم توقف سيارتها بالمواقف الخاصة بل فتحت النافذةالجانبية لها..وهتفت منادية طارق الذي غادر سيارته منذ لحظات: استاذطارق..التفت لها واقترب منالسيارة قليلا فقالت: سأغادر انا الآن..تساءل قائلا: الا تريدين تعلم كيفية اعداد التقرير للمقابلةالصحفية؟..قالت بهدوء: مرةاخرى..أنا مستعجلة الآن..فأهلي قلقون على تأخري..قال طارق ببرود: كما تشائين..معالسلامة..قالت مبتسمة: اراكبخير..الى اللقاء..قالتهاوانطلقت بالسيارة..لا تستطيع الإنكار ان وسامته لا تزال توترها..كلماتهتربكها..نظراته الباردة تسرع نبضات قلبها..ترى ما الذي حدث لي؟..أليس هذا من أفكربالانتقام منه على ما يفعله بي؟.. اني اشعر بشيء غريب يتسلل الى اعماقي..كلمااتذكره..يا الهي أي شيء يحدث لي..أي شيء؟..وصلت في تلك اللحظة الى منزل عمها فأوقفت السيارة وهبطت منها..واستدارتلتغلق بابها..وهي لا تزال غارقة في أفكارها..أيعقل ان لوح الثلج هذا قد بات يسيطرعلى أفكاري..من المستحيل ان اهتم بشخص مثل ذاك..شخص غامض..مغرور..بارد..وبه شيء مامميز..لا اعلم ما هو..لكني اشعر بأنفاسي المتوترة كلماتذكرته..و...أحست بغتة بشخص يقفخلفها..وكادت ان تلتفت لولا انه قد وضع يده على كتفها..فشهقت بقوة وهي تلتفتله..وقالت وهي تزفر بحدة وتطلع الى هشام الواقف امامها: لو توقف قلبي يوما..ستكونانت السبب..قال مبتسما: لا تخشيشيئا..لن يصيبك شيء..واردفقائلا: والآن..لماذا تأخرت؟..قالت بضجر: اقسم بأنني قد جئت من الصحيفة مباشرة الى هنا..لم ذهبللتسوق او لزيارة صديقاتي..واردفت وهي تلتفت له: هشام أأطلب منك شيء؟..التفت لها متسائلا فقالت: قلل من محاصرتك لي..فإن كنت لاتعلم..فهي تضايقني..والداي لا يفعلان ما تفعله معي..قال بسخرية: ربما لأنك لست مهمةلديهم..قالت ساخرة: ان لم اكنانا مهمة لديهم..وانا الفتاة الوحيدة لهم..فمنسيكون..انت؟..قال مبتسما: ولملا؟..قالت وهي ترفع حاجبيهاباستخفاف: لان بكل صراحة ..رجل في السادسة والعشرين من عمره..لا يحتاج للرعاية اوالاهتمام..قال ساخرا: وفتاة فيالثالثة والعشرين من عمرها يجب عليها ان تكون محط اهتمامالجميع..رفعت حاجبيها في استخفافقائلة : الجميع لا المتطفلين..رفع حاجبيه باستنكار قائلا : من المتطفل ؟؟..ابتسمت بسخرية قائلة : شخص تراه في المرآة يوميا ..قال ساخرا : و أنا أسرحشعري..قالت في سخرية : كلا و أنتتفرش أسنانك ..مط شفتيه قائلا : سخيفة..قالت في سرعة : على الأقللست بحجم السخافة التي لديك..قالهشام بسخرية لاذعة: حقا..اذا البشرية في خطر..هتفت بمرح: بالتأكيد..إذا كنت أنت احدهم..قالتها وانطلقت إلى الداخل..متوجهة الى المطبخ..ولكنها لمتشاهد فرح فقالت مبتسمة: بالتأكيد لن أجدها هنا..أظننت انها ستبقى في المطبخ لثلاثساعات متواصلة؟..وسمعت من خلفهاصوت هشام يقول لها: فرح بالأعلى ان كنت تريدينها..قالت وهي تخرج منم المطبخ وتسرع بصعود السلالم: أشكرك ياايها المتطفل..قال بسخرية: العفويا أيتها السخيفة..توقفت علىالسلالم للحظة والتفت الى هشام لتقول وهي تخرج له لسانها: سخيف ومتطفل..وتصلح حارساللسجن..ابتسم وقال: لم؟..قالت وهي تكمل صعودالسلالم: لأنك لا تكف عن ملاحقتي..وإحكام الحصار علي..صدقني لو قدمت أوراقك المهنيةلديهم بالإضافة إلى خبرة عشر سنوات من إحكام لحصار علي..ْ سيتم قبولك على الفورودون الحاجة لأية شهادة..وابتعدتعنه الى الطابق الأعلى..فقال وهو يتطلع الى النقطة التي كانت بها منذ لحظات: (احبك..كل خلية في جسدي تشهد بحبك..كل نبضة من نبضات قلبي تهتف باسمك..اخبريني ألاتشعرين؟..أليست لديك مشاعر كباقي البشر لتشعري بكل هذا الحب الكبير الذي احملهلك؟..لم اعد احتمل..أريد ان اصرخ وأقول بدون خوف..أحبك يا حلمحياتي)..
**************
صعدعماد الى سيارته وقال مبتسما: وأخيرا سأعود الى المنزل..فبعد ساعات من العمل المتواصل بالشركة..ومراقبة مختلفالطلبيات للشركة..حان الوقت أخيرا ليعود الى منزله..انه يشعر بالتعبوبالإرهاق..ويتمنى ان يصل سريعا الى المنزل..ليحصل على حمام دافئ ومن ثم يرمي بجسدهالمتهالك على الفراش ليستغرق في النوم..يشعر انه بحاجة للنوم لأيام وربما لأسابيعحتى يسترد بعضا من ن....استيقظمن شروده اثر الحادث الذي كان بالطريق.. والذي دفعه للانتظار بصف السياراتالطويل..والتفت ليتطلع الى الحادث الحاصل بالطريق..كان الحادث بين سيارتين احداهمارياضية والأخرى اعتيادية..ويبدوا ان الخطأ كان على صاحب السيارةالرياضية..تقدم صف السياراتقليلا وهذا ما مكنه من مشاهدة رجل المرور..ورجل في الثلاثينيات من عمره تقريبا يقفإلى جواره..بالإضافة إلى..إلى فتاة..إنها ليلى!..من تقف أمامه الآن هي ليلى..انه لايتخيل..يا لمصادفات هذا القدر!!..فها قد جمعهما من جديد بعد يومين فحسب من افتراقهما.. ويبدوا إنها هيالمخطأة وقد تسببت في الحادث..ليس عليه ان يصمت ويتطلع اليها فحسب دون ان يفعلشيء..على الاقل يعرض مساعدته ومن حقها ان تقبل او ترفض هذهالمساعدة..أوقف سيارته الى جانبالطريق..وهبط منها ليعبر الطريق الى الجهة الأخرى منه..وما ان اقترب منها حتى هتفقائلا: آنسة ليلى..استغربت ليلىهذا الصوت وظنت انه تشابه بالصوت ليس إلا..ولكن عندما التفتت له تجمدت في مكانها.. ولم تستطع ان تنبس ببنت شفة وهي تشعر بغرابة وجوده معها الآن وفي هذاالمكان..في حين قال هو: هليمكنني أن أساعد في شيء؟..قالتبدهشة وكأنها لم تستمع الى عبارته السابقة:سيد عماد..ما الذي جاء بك الىهنا؟..قال مبتسما: كنت مغادراالى المنزل وشاهدت هذا الحادث..اخبريني هل يمكننيالمساعدة؟..قالت وهي تهز رأسهانفيا: كلا شكرا لك..قال متسائلا: ولكن يبدوا انك أنت من تسبب بالحادث ..وبحاجة لمن يستطيع التفاهم مع الشخص الذيصدمت سيارته..قالت بابتسامة: لاعليك..لدي تأمين على السيارة ..وسيتم إصلاح سيارته على نفقات شركةالتأمين..قال عماد وهو يهزكتفيه: لا بأس ولكن هل تسمحين لي أن أتفاهم معهم حتى ينتهيالأمر..قالت بارتباك: أشكرك لاداعي..لا أريد إزعاجك وإقحامك معي في مشاكلي..قال بابتسامة: لا عليك..لن يكون هناك أي إزعاج ..ارتاحي أنت..وسأقومانا باللازم وأتفاهم معهما..قالتفي سرعة: أشكرك كثيرا ولكن...قاطعها قائلا: صدقيني يا آنسة ليلى لن يزعجنيالأمر..صمتت باستسلام..ورأتهيقترب من شرطي المرور وذلك الرجل الذي صدمت سيارته..ورأته كيف يتحدث اليهما ويحاولان ينهي الأمر بهدوء..وارتسمتابتسامة إعجاب على شفتيها..وهي تشعر بالفخر لأن عماد الى جوارها الآن..على الرغم منان المشاكل هي التي تجعله يقف الى جوارها..وصحيح ان ما جمعهما الآن هيالمصادفة..لكنها تمنت ان تتكرر هذه المصادفات..حتى يتجدد لقاءها به وتراه مرةأخرى...
***********




انشاللهتكون عجبتكم المفاجأه