عرض مشاركة واحدة
  #47  
قديم 08-24-2014, 10:20 PM
 
Smile الفصل السادس : قراءة ممتعة اتمناها لكم





الفصل السادس

لم يغفى لي جفن ولم يرتاح بالي قط بعد رؤية ذلك الكابوس وسمعت صوت طرق على الباب جعلني اصيح بذعر واتدثر بفراشي ولم انتبه انني قد بللت فراشي الا بعدما دخلت امي بقلق شديد واخذت تمسح على رأسي ورأت ما رأت فاكتست لون الحمرة وجهي وتدفق العرق من رأسي واشعرتني نظرات امي المتعاطفة بنفور من نفسي وقالت بحزم بعدما غيرت وقفتها المنحنية الحانية لتستقيم ومعها افكار خالي التي لم تلبث ان عادت ((من العار ان تفعل ما ارى بهذا السن ـ ماذا جرى حتى تتبول)) شعرت باقتضاب شديد وقلت بعصبية حادة ((اخرجي من مخدعي ـ فانا لا اريد ان ارى احداً)) امتلكتها رجفة خفيفة شعرت ان كيان احترامها كأم قد سقط بيدي فقالت وبدأت دموعها تنهمر امام عيناي اللتان لم تجرآن على رفع بصرهما اليها (( انك قاسي ـ لقد عاودتك اخلاقك السيئة وسوف اخبر خالك بما حدثتني به من تعدي!))

خرجت بخطوات متسارعة وكانت في الحقيقة تجر قدماها قدر استطاعتها وادركتُ انها قد فضلت ان تواسيني بدل ان توبخني كل هذا التوبيخ في ظل الحرج الذي تمالكني لكن عقل الخال ياسلودي وافكاره الصارمة حول قواعد التربية لفتى هش مثلي حسب تعبيره قد غلب عاطفتها المتأججة والتي صوبتها كلها حول اوشي لسوء الطالع.

ولما اطبقت امي باب الغرفة بانزعاج بكيت بدوري بحرقة والم وكاد الضيق ان يعصف بي . ولم اجد بدا من الذهاب الى الحمام حتى اغتسل وتواريت عن انظار والدتي التي كانت تجوش انحاء المنزل وتتحرك بعشوائية باديا عليها الغضب لاجلي . رششت الماء الدافىء على جسمي ورأيت ندبات قبيحة حمراء تنتشر في انحاء متفرقة من جسمي المتهالك فصرخت صرخة رعب دوت في انحاء المنزل وجائت امي مسرعة بفزع الى ناحية المغتسل وبدأت تصرخ تطلب مني فتح الباب وفي الحقيقة كنت ابكي واطرافي الاربعة مثبتة على الارض ورأسي يتجه نحو الارضية التي يتدفق الماء فوقها والماء يصبُ فوقي وقد انهرت بالكامل وبدا علي الاعياء واجتاحتني رغبة عارمة في الانتحار .



ومضى وقت طويل على حالي تلك حتى سمعت صوت خبطات عنيفة تقرع على الباب وزاد حنقي اكثر عندما سمعت خالي يطلب مني فتح الباب قائلا (آمرك بفتحه ـ وان لم تفتحه فسأكسره بنفسي ،واني انصحك بفتحه من تلقاء نفسك تلافيا للعواقب التي ستحل بك) امتعضت بشدة وصحت قائلا مخاطبا امي بقسوة كبيرة مني وجفاء نادرا ((كم اكرهكي ـ لانكي تضعيني موضع سخرية للناس)) عندئذ جن جنون الخال وعرفت انه سيكسره فارتديت منشفتي وتأهبت لفتح الباب ولما فٌتح انقض خالي بعنف علي واخذ يسحبني الى حيث المنضدة واجلسني عليها بشدة بأس منه وقال ((انك لفتى مختال وشرير!ـ لابد ان القي عليك دروسا في كيفية احترام والدتك ـ وان اعلمك القول بأن الغلمان ذوي الارواح الشريرة سيذهبون الى الجحيم ويتخذونها نزلا لهم!)) اصابني الرعب والهلع الشديدين من كلماته المخيفة وانين والدتي المنتحب وسألني السؤال الذي كنت اخشاه ((كيف تبلل فراشك وانت ابن الرابعة عشر عاما؟!)) ثم اردف قائلا بسخرية ((لقد اذهب عقوقك بوالدتك عقلك!)) وجاء دور امي وقالت ولا زالت تذرف الدموع من مُقلتاها اللتان احمرتا من شدة البكاء ((ادعو الله ان يتفضل عليك بالاخلاق والا اخشى عليك ان يسلبك روحك وان ترمقني وخالك بهذة النظرة الوقحة الجلفة !)) لم اعد اتحمل تلك الكلمات فانفجرت بالبكاء والصراخ واصابني هيجان تام وقمت انتفض مما ادى الامر بخالي الى ربطي بحبال وثيقة بعدما ارجعني على المنضدة وبعدا انتهى من ذلك قلت وانا شبه منهار ((اريد ان اعلمكم القول باني اذهب الى الحديقة فجرا وان امور عظام تحدث هناك)) ثم اردفت قائلا بعدما اخذت ازفر بشدة وانتفض رعبا وحزنا ((ان روحا شريرة قد اصابتني وفي طريقها لاخذ روحي معها)) حينئذ صاحت امي بوجع شديد وترامت على الارض واخذ الخال بيداه اللتان بدأت ترتجف ليمسك يدها وقال بصوت مقتضب ((انت قد جلبت بذلك الجحيم لك ولنا!)) استولى الذهول علي واصبحت اكثر جدية واصغيت الى كلماته بعناية فقال ((ان الناس يتوجسون شرا من الحديقة ليلا ـ ثم انت تقوم بالذهاب اليها!)) ثم استطرد وقال بصراخ ((بئس ما فعلت!)) . غلبتني الحيرة فيما ذهب الخال بوالدتي الى مخدعها ليهدئها هناك تاركاني اموج في سبات افكاري ومخاوفي عما قاله اضافة لما اصاب روحي وجسمي.

رد مع اقتباس