الموضوع: لأجلك انتقم
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-25-2014, 10:00 AM
 
لأجلك انتقم



كثيرٌ منا عانى من الظلم في هذه الحياة

تعرض للأذى والخيانة والعدوان

كثيرٌ منا رأى أن هذا يجب أن يتوقف

وقليلٌ سعى جاهداً لإيقافه

كان بالأمس صديقاً

الآن أمسى عدواً

يتغير الناس في هذه الحياة بسرعة

فاحذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة

فما أصعب نزع سهم غرزه فيك ذلك الصديق

وما أشد ألمه

لكن هذه شريعة الحياة



ألقى بجسده المنهك على الأرض وأخيراً سمح له بالاستسلام لتلك الجراح الكثيرة التي جعلت من جسده تحفة مزركشة فلم يسلم أي جزءٍ منه من طعنات ذلك الخائن.
أخذ يراقب غيوم السماء لعلها تطفئ نيران غضبه.صاحب ذلك المنظر خيوط ذهبية كأن الشمس تمد يدها لتأخذه من هذا العالم.
ظهرت اسنانه البيضاء معلنة ليعلن وجهه عودة ابتسامة حملت نفسها وغادرت منذ سنين. سمح لتلك الاشعاعات اللامعة وتلك القطن البيضاء الناعمة بأن تأخذخ في جولة لذلك العالم.
العالم الذي لطالما لجأ إاليه في جميع أحزانه وآلامه فلقد كان بلسماً يداوي جميع جراحه فما عرف فيه معنىً للهموم
أخذ شريطٌ من حياته يعرض على شاشة كبيرة كانت قد تربعت على الأعشاب الخضراء النقية محاطةً بألوان تفوح منها رائحة زكية.
توقف عرض فيلمه المفضل فقد قاطعه بعض القطرات الباردة التي تلامست مع وجههه الأبيض.
لم يتجرأ على فتح تلك العينين الخضراوين الواسعتين خوفاً من أن تعرض حقيقة كونه غارقاً في بحر من دمائه فلم يخطر على باله غير هذا الاحتمال المأساوي فهو يخشى أن يصل ذلك الصديق العزيز ليعلن بقدومه انتهاء أنفاسه المتقطعة من الألم.
ضغط عليهما بشدة كي لا يخوناه كما خانه ذلك الصديق ويُفتحا لكنّ صوتاً صغيراً حنوناً بعث فيه الشجاعة ليسمح لهما بأن يكشفى الستار عن نور الحياة.
رُفع ذلك الستار الأسود ليكون أول ما يراه ملاكاً بريئاً يحدثه

- يا عم أأنت بخير؟
عادت تلك الابتسامة إلى وجهه الدامي
- طفلة...ماذا تفعلين هنا؟هذا خطر عليكِ قد تكوتين...أرجوكِ ابتعدي عني حتى لا تصابي بأذى
- الحمد لله على سلامتك خفت أن...

لم تقدر الصغيرة على إكمال كلماتها البريئة فقد رحات إلى عالمٍ آخر هو أيضاً خالٍ من الآلم والأحزان.
شاهدها وهي تسقط أمامه لتعلن سفرها إلى ذلك العالم بشكل مفاحأ دون ن تحمل حقائبها.اختفت يد الشمس ليبدأ مع ذهابها نزول قطرات دافئة من تلك العيون الفاتنة.
أخذ يتأمل الإنسان الذي ضمد جراحه خوفاً عليه من أن يسافر قبله.لم يقدر على النهوض لكي يحملها بل اكتفى بتقبيل ذلك الوجه الرقيق لكي يلمح سبب مصرعها.
شاهد سهماً مزروعاً في ظهرها يرتوي من تلك الدماء الصافية

- هذا السهم بالتأكيد سهمه...لكن لماذا قد يقتل هذه الصغيرة...أليس يريدني أنا...أيعقل لأنها أهتمت بي؟ لا أدري كيف كنت صديقاً له..يالي من مغفل لو قتلته عندما كان أمامي لكني فضلت مسامحته...سبب موتها أنا...تباً لي

بدأت نيران الغضب تشتعل في داخله وعلت وجهه نظرات حقدٍ وكراهية فلقد اتفق جسده على التغلب على تلك الجراح العصيبة للقيام بشيء واحد وهو الانتقام لأجلها
شعر بافتراب أحدهم.بدأت ضربات قلبه تتسارع كأنه بقي يجري لعدة أيام دون توقف.بدأت جسده بالاقشعار من شدة خوفه.ملئت عيناه بنظرات العب وابتلع ريقه كأنه آخر ما سيبلع في هذه الحياة.
أخذ ينظر إلى الأشجار عسى أن يعرف من أي اتجاه هو قادم وأثناء قيامه بذلك عادت الشجاعة وتذكر وعده بلانتقام بعدما رأى جثتها الملطخة بدمائها النقيّة.
رأى ذلك الخائن لتعود دموع الحزن لعينيه اللتان صارتا حمراوين من كثرة الدموع.تملكه الغضب وصار مجرد لعبة بين يديه

- لماذا قتلتها؟الأنها ساعدتني؟أعدك سأنتقم لها ...سأقتلك أيها الحقير
- وهل يهمك أمرها لهذه الدرجة؟لتقلق على نفسك أيها الجبان.هذه الفتاة أثبتت أنها أشجع منك فلقد رأتني وأنا أصوب عليك ورمت بنفسها لكي تنقذك
- أيها المجرم إنها مجرد طفلة

اعتلت وجهه الأحمر علامات السخرية من كلماته

- هه.تقول طفلة لا يهمني ذلك. الآن إما أن تتعاون معي أو أجبرك على ذلك.
- حاول إن استطعت فلن تجبرني على شيء
- اضحكتني ففي النهاية سوف تتعاون معي فأنت شخصٌ ضيعف وجبان
- حاول إن استطعت ذلك فعلى الأقل عدم إخبارك بمكانه سيكون جزءاً من انتقامي لأجلها

وجد الغض الغضب دمية جديدة ليلهو بها فلم يستطع أن يتمالك أعصابه ثم ظهرت ابتسامة دون معنىً على وجهه الدائري

- تنتقم لها؟ أنت شاهدتني وأنا أقتل عائلتك ولم تحرك ساكناً بل هربت خوفاً من أقتلك. جبانٌ مثلك لن يستطيع الانتقام فهو مجرد جبان... الآن أخبرني أين خبأته وأعدك بأنك ستموت ميتةً سريعة
- لن تحصل مني على أي شيء ولا حتى حرفاً واحداً
-حسناً.أنت أردت هذا.سآخذك معي فإن لم تتكلم فسأنهي حياتك بشكل يجعلك تتمنى لو أنك أخبرتني.سأجعلك تموت مراراً وتكراراً حتى تصير مجرد غبار

أظهر ذلك الخائن ابتسام خبثً اعتادت ألا تغادر شفتيه الحمراوين لينطلق مسرعاً باتجاه صديقه الذي لن يقدر على النهوض بسبب تلك الآلام التي تتلبسه في كل لحظة لكنه صُدم عندما رآه واقفاً يتناسى آلامه ممسكاً بيده الخنجر الفضي الذي أهداه إياه عندما كانا طفلين صغيرين
قرر أن يخرج خنجره هو أيضاً لكي يقتله في حال حاول قتله

طُعن كلاهما وتلقيا ضربة مميتة ليشهقا آخر شهقاتهما وهما يحدقان في آخر وجه يرانه في هذه الحياة.


~~~تمت~~~
~*~*~
~*~
*


كل واحدٍ يمتلك بطلاً بداخله حتى لو كان جباناً

سيأتي يومٍ يستيقظ فيه ذلك البطل

فقط علينا التحلي بالصبر

والبحث عن الدافه الذي سيوقظه

فلنخرج بطلنا للعالم

فقد يخرج من أمور بسيطة

أو من تشجيع شخص

فقط علينا الإيمان بذلك

لا حد يرد


__________________


وفي الجحيم شيء لن يراه احد سواك




رد مع اقتباس