عرض مشاركة واحدة
  #65  
قديم 08-26-2014, 01:56 AM
 

( الفصل التاسع )


فتحت عيناها بتعب لتغلقهم من جديد منعاً لعودة تلك الذكريات , لعنوا من جنسهم و أبيدوا من جنس أخر , ماضٍ مرير و ذكريات أفظع , لازالت تذكر رائحة الدماء , لازال صوتهم بأذانها يتردد , دمائها أنقذتها و لكن دمائهم المختلطة بدماء البشر هي من أبادتهم , أنقذوها لتعيش معهم و لا يدرون أنهم أنقذوا وحش بالنسبة إليهم و أميرة بالنسبة لجنسها .
ذكرياتها تبخرت من هول ما رأت و عادت لتعيد بناء ما تدمر , مضت عشرون عاما , بالنسبة للبشر عشرون عاما من السعادة , و لكن بالنسبة لها عشرون عاما من التعاسة .
تتنفس بتعب كأنها تصارع في حلبة ما , لكنها تصارع بعيد عن الحلبة بين الحقيقة و الواقع , حقيقة عندما تظهر ستختل كل الموازين , وواقع إنجابها وحش من وجهة نظر كلا الجنسين .
فتحت عيناها من جديد لتلتقي بعينيه القلقتين , توقف الزمن بالنسبة إليهما , صراع جديد أحاط بها هل تترك الماضي و تبقى تحت جناحيه , أم تتمرد لتظهر قوة جنسها الحقيقية , أخرجها من تفكيرها يديه الدافئتين " حبيبتي , هل أنتي بخير ؟ " كأن كلاماته أصابت وترها الحساس , فاضت دموعها من غير توقف , و تسللت شهقاتها لتملأ أرجاء تلك الغرفة , لم يعلم ما حدث و ما سيحدث و لكنها آمنت بأنه عندما يعلم الحقيقة لن يسألها هل أنتي بخير ؟
لازالت مستلقية لا تقدر على الحراك و هو بجانبها يواسي أحزانها المجهولة , توقفت بعد فترة تلك الدموع عندما قررت أن تخطو خطوة جديدة ستنسى أو ستحاول أن تتناسى , أغمضت عيناها بقوة و هي تتذكر نهاية الحادث عندما بدأ الرجال يصرخون ليس لاشتياقهم و لكن لأن عدوهم باغتهم , وقفت مشدودة و هي ترى الجميع يهربون بدأت تلك الصخور بالانهيار عليهم , يركضون هرب من صخرة قد تؤدي بحياتهم , يهربون و يهربون و لكن إلى أين ؟ إلى السطح حيث ستستقبلهم أشعة الشمس لتحرق أجسادهم , فها هي لعنتهم من بني جنسهم .