يوم جديدة تشهد الحياة ولادته مرة أخرى لأول مرة و منذ سنوات يتغير روتين حياة أريا الملل و الكئيب , لأول مرة تستيقظ لتتجه إلى عمل , و لهذا سببت لها فرحت عارمة محت عن قلبها بعض الأحزان , و لكن لا يزال ألم الغدر و الحنين في قلبها لا ينفك بتقطيعه بسكين الألم الحاد إلى أشلاء .
وصلت أريا لمكان العمل الخاص بها و جلست على الكرسي في انتظار زبائن للمحل , و بينما هي كذلك كانت تتأمل المحل ... كانت جدرانه بالون الأبيض فقط و يوجد فيه رف واحد قد وضعت في أطعمت غذائية و بعيد عنه قرب الجدار الأخر وجدت ثلاجة كبيرة للأطعمة المثلجة .
ربع ساعة , نصف ساعة , ساعة , و لم يأتي أي زبون للمحل , تثاءبت أريا بملل وهي تضع يدها على فمها , يبدوا أنها ستبقى طول اليوم هكذا بدون أن يأتي أي شخص .
مضى وقت طويل و كانت أريا واضعتا يدها على خدها بملل و هي تتذكر أمر أخر قد أثقل كاهليها
خطوة للوراء ...
بين الفرح و الحزن كان في داخلها حرب لا تنتهي , فرحة بسبب إيجادها لعمل و حزينة من أجل أنها لا تستطيع اخذ أجرها إلا في نهاية الشهر , ها هي ذي الآن عائدة إلى منزلها بعد يوم كدت فيه بقوة لتحصل على عمل . وصلت للمنزل أخيرا لتدخل إليه بسرعة متجهة إلى غرفة أمها , وصلت إليها لتفتح الباب و تجد أمها جالسة على كرسي أمام النافذة تشاهد السماء , استغربت قليلا من عدم نومها هذه المرة في السرير لكنها اقتربت منها متجاهلة الأمر لتضع يدها على كتفها و تقول بفرح عارم و ابتسامة مشرقة
أمي ... لقد وجدت عملا
نظرت الأم لها بفرح شديد و هي ترى أخيرا ابتسامة ابنتها التي لم ترها من زمن طويل , رددت الأم بسرور وقد وقفت لتسمك يدي أريا
الحمد لله بنيتي, أنا سعيدة من أجلك
بابتسامة خفيفة قالت أريا
شكرا لك أمي ....
ثم أكملت و قد اختفت الابتسامة من وجهها و هي تتذكر أمر مهم جعل ملامحا حزينة
لكن .... الدفع سيكون في نهاية الشهر و لن أستطيع شراء الدواء
تجمدت في مكانها و قد أدركت أنها سبب تعاسة ابنتها الآن , و غادرت الابتسامة من وجهها الشاحب ...
للحظة فقدت توازنها و الدنيا قد بدأت تدور من حولها , و كأن الجاذبية الأرضية تريد إفلاتها , وضعت يدها على الكرسي محاولة أن تحافظ على توازنها , كادت تسقط لولا أن أريا أمسكتها و ساعدتها على الاستلقاء في السرير بسرعة .
و بعد محاولات من أريا نامت الأم أخيرا.
انتهى ... عودة للواقع ...
تنهدت أريا و قالت متذمرة
اللعنة على حياتي .... آه لقد مللت من كل.
*،
خرجت من المحل عائدة إلى بيتها بعد يوم ممل كئيب , بالكاد أتى زبائن لذلك المحل, في هذا الوقت لم يكن هنالك الكثير من الأشخاص يمشون في المكان مما جعلها تخاف المشي وحيدة فأسرعت بخطاها و هي مخفضة رأسها إلى الأسفل .
بينما هي كذلك إذ وصلت لمنطقة وجد فيها الكثير من الشبان , ملامح الشغب بادية على وجوههم , و كانت الكتابات في الجدران كثيرة جدا , أسرعت أكثر بالمشي و لم تكن تنظر أمامها و لهذا حدثت المشكلة العظمى ....اصطدمت بأحدهم بالخطأ .
رفعت عيناها برعب شديد لترى شاب أمامها , يرتدي قميص اسود عليه كتابة باللون الأبيض و كذلك قلادة جمجمة , نظر لها الشاب بخبث و أرجع شعر رأسه إلى الوراء , كان شعره أشقر طويل قليلا خصلتان من الأمام مصبوغتان باللون الأحمر ... قال لها محاولا افتعال مشكلة
أنتي ... ألا ترين أمامك ها ؟
قالت أريا و لامح رعب ارتسمت عليها
أنا آسفة ... لم انتبه
ابتسم بشيطانية لسماع كلامها , و اقترب إليه بخبث بينما هي تراجعت للمها بسوء نواياه و لكنها اصطدمت بشخص أخر .... لا بل أشخاص أدارت وجهها لترى ثلاثة أو أربعة أشخاص أمامها
{ لا شك أنها عمياء}
{هذا مؤكد ... إنها تبحث عن المشاكل}
{كم هي حمقاء }
أدركت أريا أنها في مشكلة حقيقية فحولت الهرب إلا أن أحدثهم امسكها من ذراعيها من الوراء و سحبها إليها بعنف قائلا
حاولي الهرب و ستندمين أشد الندم يا جميلة
صرخت أريا بألم و بكاء قائلة
لا ... رجاءا أتركني أنا لم أفعل شيء
*،
على الكرسي كانت جالسة و يديها مربوطتان بحبل متين .
ما ذنبي ليحدث معي هذا ؟ , كل ما أريده هو الهدوء في حياتي , لما فعلوا هذا ؟ ... لما ؟ ... كيف سأترك أمي ؟ و ما سيكون مصيري و مصيرها بدوني ؟
كان هذا يدور في خاطر أريا المسكينة , لا احد يقدر كثيرة ألامها و طول أحزانها ...
أريا كانت جالسة في غرفة مظلمة جدا و النور يدخل من نافذة خلفها , فجأة ... بسبب هذه الأجواء تذكرت ما حدث معها قبل سنوات , عادت لها الذكريات الأليمة الدفينة
{ الرجل صاحب القناع ... اختطافها و عدم قدرتها على فعل شيء ... تعذيبها بطرق وحشية و لكنها لا تدري لما ... }
الخوف بمزق قلبها الآن ... و الذكريات شيئا فشيئا تعود ... الدموع تنهمر من عينيها الزرقاوتين رعبا ...
و من بين كل تلك الآلام و الأجواء التي وضعت فيها أريا سمعت صوت أشخاص يقتربون من الغرفة , سمعت الحديث بينهم
تبا لك ... لما أحضرت فتاة إلى هنا
ألم تقل أنت انك تبحث عن رهينة للحصول على المال , و قد وجدت
حسنا .. حسنا .. أنمنى أن تكون من عائلة تملك أموال تكفي رغباتنا
فهمت أريا كل شيء الآن حقا ...و لكن كيف ... أحد الأصوات تعرفه
و إذ بالباب يفتح ليدخل منه شخصان ... فتحت عينا أريا على أقصة حد عندما رأتهما ... لم تكن مهتمة لاختطافها و لكنها عندما رأته نست كل شيء ... ملامحها الباردة التي لم تعتد عليها سابقا مرتسمة على وجهه و كذلك ابتسامة الاحتقار معتلية وجهه
نظرت له بنظرات تفاجئ ليبادلها ذلك
قالت بحقد وحزن و ألم و غيظ
ماتسودا !
يتبع لا احد يرد