عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 08-29-2014, 06:49 AM
 
الفصل الثالث‏:‏

الكونُ وفطرتُهُ في الخُضُوعِ والطَّاعةِ لله


إنَّ جميع الكون بسمائه وأرضه وأفلاكه وكواكبه،
ودوابه وشجره ومدره وبره وبحره،
وملائكته وجنه وإنسه؛
كله خاضع لله،
مطيع لأمره الكوني،

قال تعالى‏:‏
{‏ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
طَوْعًا وَكَرْهًا‏ }

‏[‏آل عمران‏:‏83‏]‏،

وقال تعالى‏:‏
{‏ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ ‏}

‏[‏البقرة/116‏]‏،

{‏ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ
وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ ‏}

‏[‏النحل/49‏]‏،

{ ‏أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ
يَسْجُدُ لَهُ
مَن فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَن فِي الأَرْضِ
وَالشَّمْسُ
وَالْقَمَرُ
وَالنُّجُومُ
وَالْجِبَالُ
وَالشَّجَرُ
وَالدَّوَابُّ
وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ‏ }


‏ ‏[‏الحج/18‏]‏، ‏

{ ‏وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
طَوْعًا وَكَرْهًا
وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ‏ }

‏[‏الرعد‏:‏15‏]‏‏.‏


فكُلُّ هذه الكائنات والعوالم؛
مُنقادة لله خاضعة لسلطانه؛
تجري وفق إرادته وطوع أمره،
لا يستعصي عليه منها شيء؛
تقوم بوظائفها،
وتؤدي نتائجها بنظام دقيق،
وتنزه خالقها عن النقص والعجز والعيب،


قال تعالى‏:‏
{‏ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ
وَمَن فِيهِنَّ

وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ
وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ‏ }

‏[‏الإسراء/44‏]‏‏.‏


فهذه المخلوقات صامتها وناطقها،
وحيها وميتها،
كلها مُطيعةٌ لله مُنقادة لأمره الكوني،
وكُلُّها تنزه الله عن النقائص والعيوب
بلسان الحال، ولسان المقال‏.‏


فكلما تدبّر العاقل هذه المخلوقات؛
علم أنها خُلقت بالحق وللحق،
وأنها مسخرات ليس لها تدبير
ولا استعصاء عن أمر مدبرها؛
فالجميع مُقِرُّون بالخالق بفطرتهم‏.‏
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس