الموضوع: الدنيا
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-02-2008, 04:04 PM
 
Unhappy الدنيا

أريدُ أنْ أكتبَ لا لأعبرَ عنْ حالي ولكنْ يكفيني أنْ أكتبَ عنْ الواقع ِ..

لنْ أكتبَ عنْ تشاؤمي.. يأسي.. حزني.. لا أبداً لنْ أفعلَ..

ولكني سأكتبُ عنْ دنيا ظالمة.. ظالمة ٌ قاسية.. تستهزئُ بنا..

أتظنونَ أن الدنيا تعطي الفرحَ فعلا ً؟!!. أتظنون أنها صديقة ٌ يؤتمن لها؟!!.

أتظنون أنها عادلة؟؟؟

لا.. لا.. إنها لم تكنْ كذلكَ يوماً, أتعرفون من هي الدنيا؟

الدنيا شخصية شريرة يخيل لي أحياناً أنها إحدى الساحرات الشريرات في واحد من المسلسلات الكرتونية, تقف في إحدى الزوايا المعتمة من العالم وتلاحظه عن بعد..

تحركنا فيه كالدمى.. تعتبرنا مصدر تسليتها الوحيد..

تعطيك.. تمتعك.. تمنحك الأمل والسعادة للحظات.. تجعلك تعتقد أنك ملكتها ولو للحظة.. ومن زاويتها السوداء تلك.. تسخر منك.. تهزئ بك.. تضحك.. تقهقه سخرية..وعندما تجد أنها ملّتك.. تُنهي اللعبة بخسارتك ولكنها لن تقول لك حظاً أوفر في المرة القادمة فهي لن تعطيك حظاً أوفر..

وهكذا تتركك.. تتركك بعد أن استمتعت بك.. تتركك محطماً مدمراً مكسور الفؤاد..

الدنيا عدو احذرها تعش فيها, وعندما تحصل على لحظة سعادة لا تنسى أبداً أن سعادتك ستنتهي.. وأن هناك لحظة ستأتي لينتهي بها كل هذا.. لا تنسى أن الغد قد يكون أسوداً.. يلفك فيه فضاء أسود.. وتحبس فيه بين جدران أربعة.. لا تستطيع منها أن تلحظ بقعة ضوء مفقودة.. وعندما تحاول الخروج تصطدم بأحد هذه الجدران.. تتكسر أضلاعك.. تتألم.. ولكنك تظن أنك ما زلت تستطيع المحاولة.. تصطدم ثانية..وتتكسر أضلاعك ثانية.. وتتألم ثانية.. وفي هذه المرة تنحني لشدة الألم.. فتخاف.. تبتعد.. تنزوي في واحدة من الزوايا أربع.. ترتجف خوفاً وبرداً.. تبدأ بالشعور أن البرد يسكن في عظامك.. تتجمد وتتجمد.. وفي لحظة يتجمد قلبك تماماً وهنا تنكسر كمرآة.. وفي كل قطعة من حطامها ترى نفسك من جديد.. في كل قطعة ترى دموع عينيك.. ترى حسرة قلبك.. ترى جرح قلبك.. ترى نزيف قلبك.. وتسمع أنينه..

وفي لحظة يتحول السواد إلى دماء.. دماء حمراء.. تنتشر.. ترتفع بين الجدران الأربعة.. ترتفع لتخنقك.. وعندما تصل إلى حافة الموت وتشارف على النهاية.. تجد الدنيا تمد لك يدها من جديد فهي لا تريد موتك تريد التسلية.. التسلية فقط..وهنا ترسم لك خيوط الأمل من نور تقنعك بأنها الأميرة الحسناء التي ستداوي جراحك.. وأنت..أنت مرة أخرى تنسى من هي الدنيا.. وهي.. هي تعطيك السعادة وتدفعك_للهفة قلبك_ لتصديقها..تمنحها الثقة.. تعتقد أنها أخيراً أشفقت عليك.. تعود إلى الحياة من جديد.. إلى نور كاذب تعيش فيه لحظات أخرى قبل العودة إلى ظلام دامس..

والدنيا تعود لزاويتها لتستمتع بغبائك..
وهكذا دواليك….. حتى آآآآآآآآآآآخر أيام عمرك.