خرج القارب بعد شروق الشمس مُتّجهاً إلى وسط البحر،
وعلى متنه جَلَس الفتى مُتأهباً لصُنع تاريخه الخاص كصياد محترف.
كانت الأمور طبيعية قبل أن تهُبّ عاصفة؛
فتُحيل السماء إلى غيوم ومطر وبرق..
لم يَبدُ على ابيه الصياد الكبير علامات جَزَع ولا خوف..
خِبرته بأمور البحر ومروره بأشياء مشابهة جَعَلَته يتعامل مع الأمر بحسم وجدّية.
بَيْد أنّ الفتى كان مضطرباً خائفاً ؛
فذهب إلى أبيه يبثّه خوفه مرتعداً: "المياه يا أبي ستُغرقنا، إنها النهاية لا ريب".
فما كان من الأب إلا أن أمسك بكتف صغيره بقوة،
ونظر في عينيه، وقال له: "لن يستطيع ماء البحر جميعه إغراق قاربك،
مادام لم يصل إلى داخله".
نعم؛ فالداخل هو الأهم؛ حيث الجوهر والكيان الأصلي. وفي الحياة كما في البحر،
تهبّ العواصف،
تزمجر،
نظنّها جميعاً ستقلب قارب حياتنا رأساً على عقب،
فقط الذي يحافظ على داخله صلباً قوياً سالماً،
هو الذي سينتصر ويستمرّ.
بينما الهلع والخوف واجتلاب الظنون والمخاوف والأوهام، سيُغرقنا قبل أن تُغرقنا هموم الحياة وتحدياتها.
خاصة أن الحياة عندما تزمجر؛
فإنها تُرسل إليك سؤالاً في غاية الأهمية، وهو: هل أنت على قدْر الاختبار؟ هل تستحقّ أن تكون على ظهر القارب؟
أم أنك يجب أن تنتظر على الشاطئ،
لتعود إلى كهفك مطمئناً هانئاً،
مكتفياً بمتعة المشاهدة؟ قطوف لــ / كريم الشاذلي
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |