عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-01-2014, 01:23 PM
 
مُمَيَزَة-~ رقة الحلال ~





































هنا بروايتي الثالثة تطرقت لطريق ... خطته أناملي على أحد دفاتري
التي ...حملت بطياتها وصفحاتها العديد من أوجاعي وأفراحي
هنا وخصوصا بهذا الدفتر .. قررت أن أسافر رحلة خيالية لعالم حقيقي
تجتمع به الدموع مع الفرح والابتسامة مع الحزن
حركت يدي ببطء نحو قلمي وخطيت : بسم الله الرحمن الرحيم

ولا تنسو الفهرسة لتسهيل الوصل للبارت
فاهلا بكم









بدأت ...
عندما قررت عائلتي النبيلة أن أتزوج إجباريا ... بشخص لا أعرفه حتى ...
خطيت ثانيتاً بقلمي اسم الرواية : يوميات متزوجة .. (رقة الحلال)
وبدأت بسرد روايتي الخيالية ...
نزلت أول دمعه من عيني وكان سببها والدي
مسحت دموعي بسرعة وقلت برعشة قد دبت بأوصالي : لكن يا أبي .. هذا لا يعقل
نهض والدي المبجل ووضع كفه على رأسي قائلا بهدوء قاتل : لقد كبرت ..
وذهب .. منهياً الحديث ..
هنا وبهذه اللحظة شعرت بأن الأرض تدور حولي , لا ... بل تشدني إليها لأقع
وقعت جاثية على ركبتاي وبدأت بالبكاء ..
وأنا بأوج بكائي وصراخي كنت أستمع لوقع تلك الخطوات السريعة التي تتجه نحوي
شعرت بذلك الحضن الدافئ اللذي احتواني وهو يتمتم : لا عليك صغيرتي .. لا عليك
توقفت عن البكاء للحظات وكأن كلام أمي هو ما جعلني أيقن بأن ما
يحدث ليس بخيال ..



رفعت رأسي من حضنها وقلت بابتسامة شفقة على حالي : أمي ما يحدث ليس بصحيح
ابتسمت أمي وامتلأت عيناها بالدموع وقالت : صغيرتي هذه سنة الحياة ومن ثم لا تقلقي ........
بترت جملتها عندما ,
نهضت واقفة على رجلاي .. كان لدي كلام كثير
أقوله ل أمي ولكن ما ذنبها هي بالأمر .. كنت أود الصراخ والبكاء ,
كنت أود أن أخرج ما بقلبي ... ولكنني فضلت الصمت ..
وتصنعت القوة , لم أرد أن يرى أحد ضعفي ...
رأيت والدتي وهي تلملم دموعها .. كم زاد ذاك من ألمي , رأيتها وهي تكفكف حزنها ..
استدرت ببطء وذهبت للدرج اللذي قادني مباشرة لغرفتي ..
دخلت وأغلقت الباب بهدوء .. مسندتا ظهري عليه
نظرت لتلك اللوحة التي علقت على الجدار ..
نظرت لها بحزن وهمست : لم يمضي أسبوع على تخرجي ...
جلست بالشرفة وأنا أنظر لشارع المقابل وعيناي تذرف دموع الحزن ..
مرت الأيام بسرعة .. مرت أربعة أيام رغم مرها وحزنها ...
إلا أنني لم أشعر بها وهي تمر



مرت ليعلن والدي موعد الزفاف ... مرت لتعلن يوم افتراقي عن أمي ... مرت لتعلن دخولي بعالم لا أعلم عنه شيء
مرت وقد سرقت مني سعادتي .. مرت ومرت , ومرت .. وها أنا الآن أجلس قرب والدتي
بينما أمي تتكلم وتبتسم لشخصين , كان رجل وامرأة قد تخطيا الأربعين من العمر
كنت نعم أنظر لهما ولكن كنت كالجسد دون روح .. أما بالنسبة لعقلي وقلبي فقد قررا الرحيل بعيدا
عادت روحي لجسدي عندما لامست كف أمي
الحنون وجنتي قائلتا : نعم أنها صغيرتي روزالي
نظرت لأمي وابتسمت ابتسامة صغيرة رغم أنني تخطيت الثانية والعشرون إلا أن أمي لا تزال تناديني بصغيرتي
امتلأت عيناي بالدموع ولا أدري لماذا؟؟
ربما لأنني لن أري أمي كل يوم أو ربما بسبب مناداتها لي بصغيرتي .. صدقوني لا أدري لماذا ذرفت تلك الدموع؟؟
جحظت عينا أمي ورأيت ملامح الحزن قد كست وجهها الحنون .. فابتسمت وسط دموعي وقلت محدثتا نفسي : أحبك جدا
قال الرجل ضاحكا : ما هذا يا ابنتي .. أنت لن تتركي والداتك للأبد ..
نظرت له لأرى المرأة وهي تضربه بكوعها قائلتا بحرج : لا عليك , زوجي جورج يحب المزاح
قالت أمي وهي تشير إلي والحزن قد خيم على ملامحها الرقيقة : روزالي مرحة جدا وتحب الجميع ..



ضحك المدعو جورج وقال محدثا زوجته : ماريا أنها عكس تشارلي تماما ..
لاحظت مسحة الحزن التي غطت وجه المدعوة ماريا وقالت بهدوء : لا أري السيد جيمس
قالت أمي : نعم لديه بعض الأعمال أنا متأسفة لأنه لم يأتي
قال جورج بابتسامة : لا يهم يكفي وجودك ووجود الآنسة ....
قطع كلامه ليتبعه بضحكه : أقصد السيدة ...
بهذه اللحظة فقط اكتشفت أن والدي ليس بيننا .. كنت أبحث عنه بعيناي , ولكن توقفت فجأة عن التفكير بأبي عندما حاولت أن أفسر كلام السيد جورج ... (ماذا يعني بأنني لست آنسه بل سيده ) توقفت عن التفكير فجأة وكأن صاعقة ضربت رأسي لأفهم مغزى كلامه ..
نظرت تلك النظرة البلهاء للسيد جورج وزوجته السيدة ماريا ..
بادلتني النظر السيدة ماريا بحنان قائلتا : روزالي آسفة ولكن تشارلي مشغول قليلا ..
قلت بصوت منخفض : تشارلي ..
نظر لي السيد جورج قائلا بضحك وهو يضع يده على بطنه الكبير : نعم أنه زوجك المستقبلي
أصدقكم القول أني شعرت العالم قد أنهار فجأة وأن الصورة التي بخيالي لحياة جميلة قد تشققت وانكسرت
نظرت بسرعة ل أمي وأنا لا أرى إلا باللون الرمادي فقط , نعم فقد اختفت الألوان فجأة , فما جدوى الألوان بعالم لا أجد به السعادة , أنا عادة ما أربط عالمي بالألوان ... تفهمون ما أقصد !!



رأيت أمي ومعالم الارتباك قد كست وجهها الدافئ ..
شعرت بكفها يقبض بقوة على كفي .. وكأنها تصبرني ..
تمنيت الصراخ والبكاء ولكنني قررت أن أكتم ما أشعر به ..
لا أدري لما ينتابني هذا الشعور ..
لا أدري لما بعد أن علمت أنني يجب أن أتزوج .. أصبحت هادئة وأتفهم الأمور ببساطة .. ربما لهذا السبب قد قبضت أمي على كفي , لتصبرني .. حتى لا أبدأ بالصراخ
ابتسمت لسخرية القدر , ها أنا الآن , أدخل عالم الكبار الممل , اللذي لا طالما كرهته وبغضته ...
وأنا أسبح بخيالي الواسع .. وإدراكي لبعض الأمور , شعرت بتلك الأنامل التي بعثرت شعري بفوضوية ..
نظرت لأجد أنه السيد جورج , قال وهو يبتسم : إلي اللقاء ..
رددت السيدة ماريا نفس الجملة ..
رأيت أمي تخرج خلفهما .. بينما بدأت عيناي تمتلئ بالدموع ...
حبستها , مانعة أي قطرة من النزول ... كنت أسمع وقع خطوات أمي وهي تركض ..
نظرت لها وقلت وكأنني أوقفها عن الاقتراب أكثر : أمي .. أنا بخير .. ثم أنا موافقة على الزواج



رأيت معالم وجه أمي وهي تتغير كانت مرتبكة وحزينة , قالت بعطف شديد أفقدني جزءً من قوتي : آسفة حبيبتي آسفة
كنت أود الانهيار .. ولكنني تماسكت , لا أدري لما قلت تلك الجملة الغبية , وكأنهم منتظرين جوابي , لا بل وافقوا نيابة عني .. كنت أريد أن أبرهن فقط أنه يمكنني الزواج وتحمل المسؤولية كاملة ...
أكملت أمي برعشة بصوتها : روزا .. عزيزتي .. كنت أود أن لا تتزوجي بهذه الطريقة ولكن هذه العادات ..
صمتت لتكمل بحزن أفقدني قوتي تماما : فأنا أيضا تزوجت هكذا..
هنا وأنا أرى أمي منهارة صرخت وتساقطت الدموع من عيناي : تبا للعادات ... نعم تباً .. تباً لكل من يتبعها .. تباً
ضربت رجلي بقوة في الأرض مع كل كلمة نطقت بها .. ركضت بعد ذلك متخطية والدتي ... لغرفتي ... التي أصبحت ملجئي الوحيد بعد ذلك اليوم ..
جلست على سريري الصغير وأنا أبتسم وسط دموعي قائلتا : تبا , تبا ...
لا أدري كيف جاء هذا اليوم ولكن ها أنا الآن أجلس منتظرة والدي ليصطحبني لحفل الزفاف



بينما أنا اجلس على الكرسي بهدوء , كنت أنظر لثوبي الطويل الأبيض , مبتسمتا بسخرية على ما يحدث معي
أنا الآن أرتدي ثوب زفافي اللذي لطالما خططت كيف سيكون ,..يا لا سخرية القدر ..
أيقظتني تلك القبلة الحنون على جبيني ...
نظرت لعيون والدي المليئة بالدموع التي تعبر عن أسفها , قلت بابتسامه : أنا أسامحك ..
ضحك والدي قائلا : حبيبتي الصغيرة , صدقيني هذا كله لمصلحتك ..
أيقن تماما أن والدي يحبني جدا ويتمني لي الحياة الجميلة ..
أخذت نفسا طويلا وكأنني لم أتنفس منذ فترة , ونهضت ..
تمسكت بكف والدي وأنا أبتسم ..قائلتا بصوت منخفض : أنا جاهزة يا أبي ..
كنت متمسكة بأبي كالطفلة تماما وأنا أنظر لكل هؤلاء الناس .. لم أتخيل هذا الكم من الضيوف ..
لم أرى أمي وهي تتقدم إلا عندما استلمتني من والدي لتجلسني على ذلك الكرسي الرائع
أصدقكم القول وأنا جالسة شعرت بالفرحة قد بدأت تتسلل لقلبي , لا أدري لما .. فهذا اليوم لطالما خططت لعيشه بشكل وطريقة مختلفة وها أنا ألآن أعيشه دون أن أخطط لزهرة به .. ولكن السعادة كانت تغمرني بشدة



كنت أبتسم لأمي .. والتي تبادلني بدورها الابتسام .. وهذا ما يعزز ثقتي بنفسي ......
أبعدت مقلاتاي عن والدتي وأنا أبحث عن أي أحد أعرفه بين هذا الكم من الجماهير .. رأيت خالي وزوجته وهما يبتسمان ويبدو الفرح جليا بوجههما فقد رزقا أخيرا بطفلهما الأول منذ مدة قصيرة .. رأيت أيضا عمي الكبير ورأيت السيد جورج وهو يضحك ..ابتسمت , يبدو أن هذا الرجل يحب الضحك , لمحت السيدة ماريا وهي محرجة , يبدوا أنه حدث أمر ما بينهما ... كان بجانب السيد جورج ثلاث فتيات وطفلة جميلة للغاية تبدو معالم الثراء واضحة عليهن , رأيت أيضا صديقاتي وهن يلوحن لي , ابتسمت لهن بشكر ... أدمعت عيناي فأنا لم أراهم منذ مدة ..
كنت أبحث وأبحث عن أي أحد أعرفه ... تقريبا رأيت كل من أعرفهم بحياتي ... لحظة , أين أخي الكبير ....
عدت من جديد وأنا أنظر لوالدتي , كنت أود أن تنظر لي لأسألها عن أخي , شعرت بالغيض فهي تتحدث ولا تعيرني اهتماما , ابتسمت ابتسامة واسعة عندما نظرت إلي , أردت أن أهمس ولكن فاجأتني تلك اليد التي امتدت لي .. أزحت رأسي وجسدي للخلف .. وتتبعت بعيناي تلك اليد إلى أين تؤدي . ..
شعرت بأن قلبي قد توقف فجأة عن النبض .. نظرت لذلك الوجه الهادئ ..
أغمض لي عيناه وكأنه يحييني .. لا أدري ... ولكنني تجمدت ..
كنت أنظر له كالبلهاء ..



فكرت من يكون هذا الشخص .. قلت بهمس : أيعقل ؟؟
رأيت خلفه السيدة ماريا وهي تبتسم والسيد جورج أيضا ..
ازدرت لعابي وخفضت رأسي بحرج , بينما تتبعت عيناي أنامله التي تتحرك أمامي .. والتي تحثني بدورها على أن أمسك بكفه
شعرت بأمي وهي تساعدني على الوقوف , كنت شاكرةً لأمي على مساعدتها .. فأنا لم أستطع الوقوف ..
وضع الشاب و اللذي أذكر أن أسمه تشارلي , كفه بجيب بنطاله ..
بينما أحاول بفشل طرد الخوف بانشغالي بترتيب ثوبي جيدا
أغمضت عيناي فجأة وقد صرخت بخفوت عندما هم ذلك الضوء من آلة التصوير على عيناي ..
شعرت بالحرج وأنا أنظر لتشارلي المبتسم بخفة .. يبدو أن يهزأ بي
أغمضت عيناي فجأة وقد صرخت بخفوت عندما هم ذلك الضوء من آلة التصوير على عيناي ..
شعرت بالحرج وأنا أنظر لتشارلي المبتسم بخفة .. يبدو أن يهزأ بي
أربكني هذا الوضع فقد جاء الضوء من آلة التصوير بغتة ..
اختفي ارتباكي عندما رأيت صديقتي سمانثا وهي تقول : قولي جبنه ...
ابتسمت وتذكرت أيام الدراسة ..
لقد مر الوقت سريعا وها أن الآن أستعد لأبدأ حياتي الجديدة ... مع زوجي
لا أدري ولكنني احمررت خجلا بمجرد أن فكرت بأنني لوحدي مع هذا الشخص اللذي أصبح زوجي ..
رأيت والدي وهو يتقدم لي بابتسامة هادئة قائلا وهو يعانقني بخفة : تشارلي ... اعتني بها جيدا
المكان مظلم للغاية ... كنت غاضبة بشدة , أهذا الشخص أحمق آم ماذا .. كنت أود أن أصرخ بوجهه ( لما نسير بالظلام , أنا لا يمكنني الرؤية)
كنت أعاني الأمرين مع هذا الثوب الضخم قلت بهمس : نعم , أعتني بي جيدا يا أبي , أحمق
سمعت صوت الباب يفتح ثم ظهرت الأنوار لتضيء الحديقة التي أسير بها .. وصلت للباب , دخلت بتردد



لم أرد إغلاقه , فقد بدأت أوصالي بالارتجاف , فجأة وبدون مقدمات صفع الباب بقوة ..
نظرت لشمالي لأجده وقد كست ملامحه الغموض .. استدار قائلا : اتبعيني
تحركت ببطء خلفه , قال وهو يشير لباب ما : يمكنك النوم هنا..
نظرت للباب اللذي أشار له وقلت بهمس : ماذا تعني ؟؟
سمعت صفع باب أخر من خلفي , أغمضت عيناي من هول الصوت وارتعدت أوصالي بشدة ... هنا بدأت الألوان تتلاشي من جديد .. فقد أتضح كل شيء
ماذا كنت أنتظر , هل كنت أنتظر منه أن يعانقني مثلا , أو يقول لي أحبك .. كم أنا حمقاء , فما حدث لي منذ مدة وتخطيته , يبدو أن تشارلي لا يزال يعانيه , فمن يدري ربما لديه حبيبة ..
بدأن السعادة تتلاشي مجددا ... فلربما يكفيني أنني عشت حياتي كلها سعيدة رغم كل ما ممرنا به .. وأتي الوقت .. لأعيش بعض الحزن
دخلت لتلك الغرفة المظلمة وقد أغرقت عيناي بالدموع
بحثت عن مفتاح الضوء لتلمسه أناملي ..
أخذت نظرة تفحص سريعة .. كان يتوسطها سرير مرتب .. وخزانه على جانبه ..
سقطت دمعة من أحد عيني فور أن فكرت بأنني سأكمل حياتي بهذه الغرفة المملة
تقدمت للمرآة ونظرت لنفسي , كنت قد لاحظت أنني تغيرت جدا بسبب مستحضرات التجميل
أمسكت المنديل الورقي وبدأت بتنظيف بشرتي ... قلت بهمس : لن ينفع هذا ..
خرجت من غرفتي والتي أضأت الردهة , رأيت ذاك الباب اللذي أغلقه تشارلي قبل مدة وانتبهت للمطبخ بزاوية المنزل , كنت أبحث بعيناي عن دورة المياه ..
دخلت لدورة المياه بعد أن كشفت مكانها لأخرج بعد برهة .. وقد شعرت بأنني ارتحت من هذا الحمل الثقيل ..



عدت لغرفتي وخلدت للنوم مباشرة وبثوب الزفاف أيضا ... طلبت من الله فقط .. أن يصبح الغد أفضل .. وسرعان ما غفوت .
كنت في حيرة من أمري , هل أرفع شعري .. آم أجعله منسدلا ...
قررت أن أرفعه بفوضوية بعد أن تساقطت بعض الخصلات على جبيني ..
حاولت أن ابتسم ولكنني شعرت بأنني لست بحالة جيدة لأبتسم
تقدمت من باب الغرفة وأنا ارتجف رعبا ...
كنت قد ارتديت قميصا أزرق .. مع تنوره باللون الأبيض تصل لنهاية سقاي
أمسكت المقبض وأدرته ببطء شديد وأنا أتنفس الصعداء ..
خرجت وأنا أترقب أي حركة مباغتة , ضحكت بخفة وقلت بهمس : وكأنني لص ..
زالت ابتسامتي فور أن تأكدت أن المنزل فارغ تماما .. فالوقت قارب الظهيرة ..
ولا يمكن أن يكون السيد نائما ...
نظرت لتلك الغرفة التي دخلها بالليلة السابقة .. كانت مغلقة
وتوجهت عيناي تتفحصان المنزل وأثاثه .. كان الأثاث غريبا بعض الشيء أو الأصح أنه كان كئيبا قليلا ومخيفاً
فغرفتي كان يطغي عليها الرمادي .. بينما هنا يطغي اللون البني مع بعض الإكسسوارات الغريبة , كتلك العنكبوت التي توسطت الجدار ... بينما كانت الساعة رأس نمر حقيقي كما أعتقد ..
لاحظت أن تصميمه همجي بعض الشيء من ناحية اقتناءه لبقايا الحيوانات
السجادة أيضا كانت جلد نمر .. كم هذا مقرف .. أما المقاعد فقد كانت تتلون بين درجات البني والأسود
بينما تتوسط المقاعد تلك المنضدة المنحوتة من عظام , تعتليها مجموعه من الأشواك والأغصان الجافة ..
وزينت المدفئة بأنياب الفيلة مكونتا مظهرا غريبا كأنهما سيفان متقاطعان ..
قلت بهمس : أنه شخص غريب ..
شدت انتباهي طاولة البلياردو التي تمحورت بالزاوية وبمسافة بعيدة نوعا ما عن البيانو الكلاسيكي ..
تمشيت قليلا وأنا أراقب خفايا المنزل , لاحظت أن الأرض خشبية .. من الصرير اللذي تصدره



وكأي فتاة متزوجة يجب أن تهتم بزوجها .. ابتسمت على ما فكرت به , وتوجهت فورا للمطبخ
دخلته كان هو الأخر .. غريبا بعض الشيء ..
فوجئت بالمبرد ذو طابع يوحي بأنه كائن حي , فقد اتخذت شكل فيل أفريقي , بينما امتد خرطومه ليكون مقبض الباب
لم اهتم بباقي الأشياء ربما لأنني أعتدت على ذلك .
توجهت للمبرد فورا .. وبدأت أعد ما أعرفه من مأكولات ..
قاربت الساعة الثالثة مساء ولم يأتي السيد بعد
شعرت بالغيض وقلت : ليس هو فقط من أجبر على الزواج , أنا أيضا ..
نهضت من على الكرسي وتوجهت للمطبخ بعد أن استرحت قليلا قرب المدفأة , قررت أن أكل قليلا فلقد جعت كثيرا
وأنا أهم برفع غطاء القدر , سمعت باب المنزل قد فتح ... خرجت من المطبخ بسرعة لأجده يخلع حذاءه قرب الباب
لا أدري لما ابتسمت , كنت أتفحصه جيدا , لأكتشف أن عيناه تمتلك اللون البني الخافت , كانت لامعتان جدا ..
قلت بخفوت : مرحبا
نظر لي ثم قال بصوت جهوري : مرحبا ..
لا أدري ولكنني شعرت بسعادة غامرة .. ابتسمت وقلت : لقد تأخرت
هنا شعرت بأنني فعلا قد تماديت .. نظر لي ببرود ولم يتكلم , فقد فهمت ما تقصده تلك النظرات ( وهل تعلمين أنت متى أعود لأتأخر )
قلت بخجل : جهزت الطعام ..
ذهب صوب غرفته قائلا : لا لقد تناولت الطعام بالشركة ..
أصبت بالحرج فعلا ولكن الغضب كان هو المسيطر قلت بحنق : ماذا عني ؟ وأنا التي تكبدت عناء الطبخ ..
دخل لغرفته وأغلق خلفه الباب ..
شعرت بالضعف .. وبدأت بالبكاء , ربما لأنه لم يعاملني أحد بجفاء من قبل ..
تنهدت وذهبت لغرفتي أنا أيضا , فقد فقدت شهيتي ...
قضيت نهاري كله بغرفتي , وها قد أسدل الليل ستاره ..
قررت أن أتجرأ وأخرج ..
خرجت وذهبت للمطبخ , شربت كأس ماء .. وخرجت من المطبخ , نظرت حولي لم أره ..
كانت غرفته لا تزال مغلقة , توجهت صوب باب المنزل بعد أن دق جرسه معلنا شخصا ما قد أتي
لا أدري ابتسمت ابتسامة واسعة وذهبت نحوه ولكن صوته أوقفني : توقفي وعودي لغرفتك ..



عقدت حاجباي ولكن ما كان مني إلا أن أطعته ..
ذهبت لغرفتي وجلست بسريري وأنا أشعر بضيق شديد جدا ..
فلت بخفوت : لم كل هذا التسلط والتحكم ..
زفرت بضيق , خللت أناملي القصيرة بشعري المموج للخلف والحزن مخيم بكل زوايا غرفتي الهادئة ..
ما هي إلا بلحظات إلا ودخلت تلك الفتاة المبتسمة , اتجهت نحوي بكل سعادة ..
ضيقت عيناي بتفكير .. رأيت هذه الفتاة سابقا , وقفت لا إراديا ورددت لها الابتسامة عندما اقتربت أكثر, لتتبعها فتاة أخرى بنفس عمرها تقريبا وهي تبتسم وأخيرا فتاة تبدو بعمري تقريبا دخلت وهي تقول : أحمق وبارد المشاعر ..
نظرت لي وأنا ابتسم واقتربت مني مسرعة وهي تعانقني ..
تفاجئت قليلا ولا زلت أنظر للباب مترقبة فتاة أخرى ولكن بدلا عن ذلك دخل تشارلي مبتسماً ..
كدت أجن بل جننت وأنتهي الأمر , شكرت الله أن الفتاة كانت تعانقني بقوة وإلا قد وقعت مغشياً علي .
ابتعدت الفتاة قائلتا بابتسامة : أنا ريتا وهذه أختي برتني وتلك أختي الكبرى ليزا ..
وأكملت بضحك : عمري 23 عاما أما برتني 24 عاما و ليزا 27 ...وأنت ؟؟
قلت بابتسامة : مثلك تقريباً..
قالت ليزا بابتسامة : ليس واضحا
ابتسمت بلطف ..
كنت أنظر للفتيات كان الشبه واضحا جدا يمتلكن نفس لون عيناي تشارلي ونفس الشعر الأسود المائل للزرقة أيضا ولكن كان شعر تشارلي داكن للغاية ..
ليزا ذات شعر طويل ورائع أعجبني جدا .. سرحته بيدها للخلف لألمح خاتم الخطوبة يلمع بين أناملها ..
أما بالنسبة ل برتني فقد كانت تبدو فتاة هادئة وخجولة , شعرها أيضا طويل ولكن ليس مثل ليزا , كانت ترفعه بفوضوية
بينما ريتا كانت ذات شعر قصير نوعا ما يصل لتحت أذنيها بقليل , تبدو مرحه ..
قال تشارلي ببرود وابتسامة خافتة : ما هذه الزيارة .. ألا توجد بعض الخصوصية قليلا , خصوصا وأنه أول يوم لنا
جحظت عيناي ونظرت له , ليبادلني النظر بخبث ..
أشحت نظري وقد بدأت أشعر بالحر .. خصوصا بوجنتيٌ .. وكحركة إرادية وضعت كفاي على وجنتاي لألطف حرارتهما .. ولكنني فزعت من صراخ ليزا التي قالت : لا لا لا لا , لا أصدق , الفتاة تموت خجلا .. لم أحرجتها تشارلي ..
ضحكت الفتيات بينما ابتسم تشارلي وخرج من الغرفة .. تبعته برتني قائلتا بهدوء وابتسامة : عن أذنكن
كانت ليزا تضحك بينما قالت ريتا بضحك : أذهبي , أذهبي ..
فعلا شعرت بالحرج الشديد وقلت بابتسامة خجلة : آسفة , ماذا تشربن ؟؟
قالت ريتا وهي تفكر : أنا شاي .. فالجو بارد للغاية , نحتاج مشروباً دافئا ً .
أما ليزا فقالت بابتسامة : وأنا أيضا
ذهبت فورا للمطبخ وأنا أشعر بالحرج الشديد , بينما سمعت ضحكاتهن قد تعالت ..
وأنا متوجهة للمطبخ مؤنبتا نفسي على هذا التصرف , رأيت برتني وهي تبكي و لم أصدق أن تشارلي يعانقها وهو يمسح على شعرها , تلاقت نظراتي الحانية مع نظرات تشارلي , وفورا أبعدت نظري عنهم وأسرعت نحو المطبخ ..
أعددت الشاي بسرعة ووضعت البسكويت أيضا بصحن صغير , قدمت ل ليزا وبالدور ريتا وذهبت ل تشارلي ثم برتني ....
جلست قبالة تشارلي وبرتني .. وأنا أنظر ل برتني .. يبدو أنها بخير ..
فها هي تبتسم .. يا ألهي , تبتسم لي .. فورا رددت الابتسامة بارتباك وصببت جم حرجي بشرب الشاي ..
دار حديث بين الأخوة و اللذي لم أفهم منه شيء إطلاقا ..
كل اللذي فهمته هو أنهم يتحدثون عن جوي .. ربما أخوهم أو صديق العائلة
قالت ليزا بخجل : جوي كان يريد المجيء ولكنه محرج قليلا ..
رد تشارلي بخبث : نعم فهو يفهم بالأصول , يعلم أن الوقت ليس بمناسب ..
ضحكت برتني بخفة بينما أبتسم تشارلي عندما رأي ابتسامة أخته تلون وجهها الشاحب ..
أعقبت ليزا بغيض : ريتا تكلمي ..
ضحكت ريتا بصوت مرتفع وقالت : نعم ف ريتا المحامية هنا , نعم جوي شخص مهذب ولكن نحن أخواتك , لا ضير في مجيئنا اليوم ..
كنت استمع بصمت وأفكر , من هو جوي .. وأنا أخمن ب من يكون جوي هذا ..
قالت ريتا بغيض : .. هيييي روزا ..
سعلت وأنا أشرب الشاي ونهضت مرتبكة بعد أن انسكب نصفه على ملابسي ..
تأوهت بخفوت قائلتا : أنه ساخن, ساخن ...ساخن جداً
نهضت ليزا وخلفها برتني للمطبخ وصرخت ريتا : أحضرن ماء مثلجا
وتبعتهما هي الأخرى بينما اقترب مني تشارلي قائلا بهدوء شديد : أجلسي لا ترتبكي الشاي ليس بساخن ..



نظرت له وجلست وأنا أود البكاء , فالشاي لم يكن ساخنا ولكن يبدو أنني جننت قليلا ..
أنزلت رأسي وقبضت بيدي على ملابسي بشدة .. شعرت بكيس الثلج اللذي وضع على موضع جسدي حيث وقع الشاي ونظرت لأجدها ريتا .. نظرت لها بامتنان
لتقول بعد برهة : آسفة ...
قلت وأنا أكاد أن أنفجر من كتمان الدموع : لا عليك هذا خطأي ..
أكملنا الجلسة وأنا هادئة تماما ..
لتقول لي ليزا بابتسامة لعوب : يبدو أنك فعلا تحتاجين الخصوصية ..
ابتسمت ببلاهة .. لينهضن الفتيات ويسلمن ويذهبن ..
ودعتهن .. واستغرق مني الأمر كل هذا الوقت لأفهم .. لما أحتاج الخصوصية
شعرت بالحرج الشديد ..عاد تشارلي بعد أن أغلق الباب وقال لي بهدوء : أنت بخير
حركت رأسي بنعم وذهبت لغرفتي فقد كنت بحاجة ملحة للبكاء ..
ولم يتوقف الأمر على ذرف الدموع فقط , فقد أتبعت هذه الدموع ببعض النحيب ..
اشتقت ل أمي وأبي .. أنا لم أرتح هنا .. فالجو غير ملائم بالنسبة لي ..
وأنا أبكي كنت أشعر بأن جميع الهموم قد سكبت فجأة فوقي .. فأنا بعيدة عن أمي وأبي وأعيش بمنزل رجل غريب , لا يحبني .. وأتصرف تصرفات رعناء .. لا أدري لما كل هذا يحدث لي .. أعلم بأني لم أولد وبفمي ملعقة من ذهب .. ولكنني لا أعرف كيف أتصرف ... و ما يحدث هنا لا أستطيع تفسيره .. ولا أطيقه .. وإضافة لهذا زوجي , من يدري ربما متعلق قلبه بفتاة ما ..آه أنا أشعر بالتعاسة تغلفني من كل جانب ...
توقفت عن البكاء , وأنا ألملم شتات كبريائي ..
نهضت من على سريري وتوجهت للمغسلة خارج الغرفة ... شعرت براحة بعد أن كتمت البكاء طويلا
جلست على سريري مجددا وقلت محدثة نفسي : انه بارد المشاعر .. لم يأبه لي أبدا , آه
تنهدت بحزن وأكملت بابتسامة : غدا سأري أمي وأبي .. نعم سأذهب ..
ارتديت ملابس النوم وخلدت للنوم وأنا سعيدة للغاية ...
كنت قد دخلت للمطبخ وجهزت الإفطار ... السعادة كانت تغمرني , فاليوم سأرى أمي وأبي ..
جلست قرب المدفأة قليلا وعدت للمطبخ , تأكدت أن الفطائر المحلاة قد نضجت جيدا , قبل أن أخرجها من الفرن
قلت بخفوت : رائحتها زكيه ..
جلست ووضعت فطيرة بطبق بجانبي .. ورشفت قليلا من عصير البرتقال .. وعدت لأكل الفطيرة
كانت ساخنة جدا جدا ... نفخت عليها قليلا وقضمت بسرعة : واو هذا ساخن جدا
فاجئني صوت تشارلي , بعد أن سحب كرسيا وجلس عليه : هل لي بهذا ؟؟
وأشار على اللقمة التي توقفت بين فمي ويدي , جحظت عيناي .. وقلت لما لم يذهب لعمله ..
بلعت القضمة بصعوبة ونهضت من على الكرسي ..
وضعت أمامه فطيرة وكوب ملأته بعصير البرتقال ...
فتحت فمي عدة مرات وأنا أراه يأكل الفطيرة ببطء ..كنت أود أن أسأله لما لم يذهب للعمل ..
جلست أمامه وعدت للأكل بصمت ..
شربت العصير دفعة واحدة ونهضت واضعة صحني وكوبي بالمغسلة ..
خرجت لأجلس قرب المدفأة من جديد وأنا أفكر كيف لي أن أخبره باشتياقي لوالدي ..
قلت بهمس : سيد تشارلي .. لا لا لا , لا يمكنني قول كلمة سيدي ..
ــ حسنا سأقول , احم احم .. اشتقت لأمي وأبي .. هل يمكنك أن تقلني لمنزلي ..
شعرت به وهو يجلس بجانبي قائلا وهو يضع رجلا على الأخرى : هذا منزلك ..
ازدردت لعابي وابتعدت عنه قليلا .. فقد كان قريبا جدا ..
بدأت تتسارع دقات قلبي .. كنت أشعر أنه يمكنه سماعها ..
نظر لي ببرود قائلا : أو أن لك رأي أخر ..
أجبت ببلاهة : رأي أخر بماذا ؟؟
ضيق عيناه وكأنه يود كشف شيئا ما بي .. فأجبت بسرعة وكأن الزمن قد عاد بي للحظات للخلف : لا أقصد شيئا .. سوى .. أمي .. وأبي ..هو بيتك .. واشتقت ..
رأيت ابتسامته تتسع أمامي قائلا بعد ذلك : فهمت ما تعنينه ولكن المرة القادمة تحدثي جيدا ..
نهض بعد ذلك , بعد أن جعلني أغرق ببحر من الحرج .. كنت قد طأطأت برأسي للأسفل .. وأشعر بأنني قد أنزلته لأسفل نقطة بالأرض , تمنيت لو أنني أختفي ... ما هذه البلاهة التي تحدثت بها منذ قليل , كم أنا حمقاء وغبية .. آه
عاد لغرفته .. وهنا تنفست الصعداء وأنا بأوج تنفسي وإذ به يخرج قائلا بعبوس : لن أقلك لأي مكان ..
نظرت له مطولا وقطعت نفسي .. ماذا يقصد .. لكن أنا مشتاقة لهم .. ولكن لما هذا العبوس كان مبتسما منذ قليل ..
بادلني النظر وعاد للغرفة ..
أمسكت بغرتي وأنا أشدها .. كنت اندب حظي .. على هذا الزوج ..
مر الصباح وأنا غاضبة بشدة .. ها قد دقت الساعة الثانية عشر ..
مما يعني أنه عليا صنع الطعام .. ولكنني أود أن أعاقب هذا تشارلي .. هو أساسا لم يتناول الغداء بالأمس ..
دخلت لغرفتي .. كانت لا تعجبني .. فهي كئيبة للغاية ..
قررت أن أضع كل وقتي بتغييرها , رفعت عن ساعدي وابتسمت بثقة ...
بدأت وضع كل الأشياء المرعبة بصندوق ورقي .. فربما تشارلي يريدها .. لن أرميها ..
وضعت الساعة التي قرب سريري والتي كانت على شكل جمجمة مليئة بالدماء ..
وبدأت بوضع كل شيء غريب ومخيف بالصندوق ..
فتحت أحد حقائبي الكبيرة والتي تحمل عدة أشياء .. رغم أنني لم أخترها , ولكن يكفي أن رائحة أمي بها ..
وجدت ساعة على شكل قلب وضعتها مكان السابقة .. وأيضا بعض الأغطية التي تحمل رسومات جميلة ..
وجدت أيضا قطع من الزجاج الجميل .. أعجبتني كثيرا فقد كان الزجاج ملونا ..
وضعت أحداها قرب الباب .. والأخرى قرب النافذة .. وجدت لوحة صغيرة تحمل رسما دقيقا لزهور برية ..
وضعتها هي الأخرى مكان صورة أخرى تحمل وجه كالقط وأيضا إنسان مليئة بالكثير من التفاصيل الغريبة ..
وجدت أشياء كثيرة أعجبتني .. وضبت كل شيء جيدا .. دفعت الصندوق قرب الباب , كان ثقيلا جدا ..
فتحت حقيبة ولا تزال حقيبة أخرى .. لم أفتحها بعد , كنت أمعن النظر بها ..
اقتربت منها وبدأت بفتحها ..
ولكن توقفت حينما سمعت طرقات متتالية على باب الغرفة ..
اتجهت نحوه وعندما فتحته تعرقل بسبب الصندوق .. قلت : لحظة ..
أردت إبعاده ولكن فُتح الباب عنوة .. وقعت بينما سكب ما بالصندوق أرضا وتبعثر وكسرت اللوحة ..
نظرت له بغضب وقلت : ماذا ؟؟ أنتظر قليلا ..
نظر للغرفة ويبدو الغضب جلياً بوجهه.. قال بحنق : هل سمحت لك بذلك ..
نهضت وقلت ببرود وأنا أنفض ملابسي من الغبار : لا , ولكن هذه غرفتي ..
أجابني بصوت مرتفع وغاضب : هذا بيتي .. أعيدي كل شيء لمكانه ..
ارتعشت من صوته المرتفع والغاضب , قطبت جبيني وقلت بهدوء : الغرفة تشعرني ب .....
قاطعني مقتربا مني وقد ارتفعت كفه للأعلى , معلنة أنها ستسقط على تلك الوجنة الرقيقة .
انتظرت قليلا قبل أن افتح عيناي .. كان قد خرج من الغرفة .. وهو غاضب بشدة ..
سقطت دمعة رعب من مقلتي .. واستدرت ل أعيد الغرفة على ما كانت عليه ..
أعدت تقريبا كل شيء لمكانه .. عدا تلك اللوحة .. اقتربت منها وحملتها برفق , حتى لا تؤذيني ...



خرجت من الغرفة وفي نفس اللحظة .. صفع باب غرفته بقوة .. ارتعبت وارتعشت مرارا ..
كنت قد اكتشفت نصفه المظلم .. المرعب .. قبضت كفاي بشدة واستنشقت هواء كافيا ..لأملئ به رئتي ..
وضعت اللوحة بسلة المهملات , أردت العودة لغرفتي .. ولكنني رأيته يخرج من غرفته
عندما تلاقت نظاراتنا , زفر بغضب وحمل معطفه على كتفه وخرج من المنزل ..
بلعت ريقي وأغمضت عيناي ..
ذهبت لغرفتي .... كنت حزينة للغاية , رميت بنفسي على السرير وغفوت بسرعة ..
شعرت بقرصه برد تحركت قليلا في سريري ثم نهضت .. نظرت للساعة المضيئة .. أخافتني لوهلة .. ضننت أنها جمجمة حقيقية فقد كانت مضيئة العينان .. واللون الأحمر محتواها ..
كانت الساعة تقارب الثانية بعد منتصف الليل ....
ذهبت لدورة المياه , خرجت بعد ذلك لأقوم بمسح وجهي بالمنشفة ..
جلست على سريري متنهدة بعمق ... نظرت للنافذة .. ابتسمت بخفة وقمت بفتحها , كان الجو رائعا رغم برودته إلا أنه كان هادئاً ومبهجا خصوصا بوجود هذه النجوم التي تزين السماء .. كانت السماء أشبه بعرس رائع قد زينته تلك اللؤلؤة البيضاء , القمر .. والنجوم سعيدة باكتماله ..
كانت الحديقة هادئة للغاية .. وصوت الصرير هو الطاغي على هذا الهدوء .. محطما إياه برقه شديدة ..
بينما أنا منشغلة بهذه الموسيقى الرائعة لفت انتباهي ذلك الظل الطويل .. كان مستندا على الشجرة ..
أمعنت النظر جيدا , يبدو أنه تشارلي , ابتسمت بخفة .. رأيت نفثة الدخان التي خرجت من فمه ....
عبست , أنه يدخن , هذا سيء ... ألا يكفي والدي ...
رأيته يلتفت وينظر لي بغموض .. رأيت كفه تحثني على إغلاق النافذة .. لم أتحرك ولم أبه له , كنت أنظر له بتحدي ما إن لاحظت أنه سارع مشيه , حتى أغلقت النافذة ودفنت نفسي بالسرير
سمعت باب المنزل وهو يفُتح ويغلق بنفس الوقت ..
لا أدري ولكنني شعرت بقليل من الخوف , فمثلت النوم , وفعلا غرقت بنوم عميق ..



ارجو ان يعجبكم البارت الاول ؟
اتقبل الانتقادات والاراء
تمنياتي بقرآة ممتعه ^_^









التعديل الأخير تم بواسطة Prismy ; 12-01-2014 الساعة 09:35 AM
رد مع اقتباس