عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01-02-2008, 08:40 PM
 
رد: مشاهدة توقعات ميشيل حايك سنة 2008 م تحميل فيديو

باب ما جاء في الكهان ونحوهم
قَالَ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى(شيخ الإسلام بن تيمية)- باب ما جاء في الكهان ونحوهم .
روى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- رواه أبو داود وللأربعة والحاكم، وقال: صحيح على شرطهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- ولأبي يعلى بسند جيد عن ابن مسعود مثله موقوفا، وعن عمران بن حصين مرفوعا ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- رواه البزار بإسناد جيد ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن من حديث ابن مسعود دون قوله: " ومن أتى. ..إلخ".



قال البغوي: العراف: الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك، وقيل: هو الكاهن، والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل، وقيل: الذي يخبر عما في الضمير. قال أبو العباس ابن تيمية -رحمه الله-: العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق، وقال ابن عباس -رضي الله عنه- في قوم يكتبون أباجاد وينظرون في النجوم: ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق.


باب ما جاء في الكهان ونحوهم؛ هذا الباب أتى بعد أبواب السحر؛ لأن حقيقة عمل الكاهن أنه يستخدم الجن لإخباره بالأمور المغيبة، إما التي غابت في الماضي أو الأمور المغيبة في المستقبل التي لا يعلمها إلا الله -جل جلاله- فالكاهن يجتمع مع الساحر في أن كلا منهما يستخدم الجن لغرضه ويستمتع بالجن لغرضه، ومناسبة الباب لكتاب التوحيد أن الكهانة استخدام للجن، واستخدام الجن كفر وشرك أكبر بالله -جل وعلا- وأنه لا يجوز أن يستخدم الجن في مثل هذه الأشياء، واستخدام الجن في مثل هذه الأشياء لا يكون إلا بأن يتقرب إلى الجن بشيء من العبادات، فالكهان لا بد حتى يخدموا بذكر الأمور المغيبة لهم أن يتقربوا إلى الجن ببعض العبادات إما بالذبح أو الاستغاثة أو بالكفر بالله -جل وعلا- بإهانة المصحف أو بسب الله أو نحو ذلك من الأعمال الشركية الكفرية.
فالكهانة صنعة مضادة لأصل التوحيد، والكاهن مشرك بالله -جل وعلا-؛ لأنه يستخدم الجن ويتقرب إلى الجن بالعبادات حتى تخدمه الجن، حتى تخبره الجن بالمغيبات هذا لا يمكن إلا بأن يتقرب إلى الجن بأنواع العبادات، وأصل الكهان في الجاهلية كانوا كما مر معنا في حديث جابر في باب سبق أن الكهان كانت منتشرة في بلاد العرب في الجزيرة وفي غيرها، والكهان أناس يدعى فيهم الولاية والصلاح عندهم وأن عندهم علم ما سيكون في المستقبل، أو عندهم علم المغيبات التي ستحدث للناس أو تحدث في الأرض ولهذا كانت العرب تعظم الكهان وكانت تخاف من الكهان وكانت تعطي الكاهن أجرا عظيما؛ لأجل ما يخبر عنه.
والكاهن كما ذكرنا لا يصل إلى حقيقة عمله بأن يخبر عن الأمور المغيبة إلا باستخدام الجن والتقرب إلى الجن بالتقربات الشركية فتستمتع الجن به من جهة ما صرف لها من العبادة ويستمتع هو بالجن من جهة ما يخبره به الجن من الأمور المغيبة.
والجن تصل إلى الأمور المغيبة التي تصدق فيها عن طريق استراق السمع، فإن بعضهم يركب بعضا حتى يسمع الوحي الذي يوحيه الله -جل وعلا- في السماء وربما أدرك الشهاب الجني قبل أن يلقي الكلمة لمن تحته، وربما أدرك الشهاب الجني بعد أن ألقى الكلمة فتأتي هذه الكلمة للجن فيعطونها الكهان فيكذب معها الكاهن أو تكذب معها الجن مائة كذبة حتى يعظم شأن الكهان وحتى تعظم عبادة الإنس للجن.
وقبل بعثة النبي -عليه الصلاة والسلام- كان استراق السمع كثيرا جدا وبعد بعثته -عليه الصلاة والسلام- حرست السماء من أن تسترق الجن السمع، لأجل تنزل القرآن والوحي حتى لا يقع الاشتباه في أصل الوحي والنبوة، وبعد وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام- يقع الاستراق ولكنه قليل بالنسبة لما كان عليه قبل البعثة، وصارت عندنا أحوال استراق السمع ثلاثة: قبل البعثة كثير جدا وبعد بعثة النبي -عليه الصلاة والسلام- لم يحصل استراق من الجن.
وإن حصل فهو نادر في غير وحي الله -جل وعلا- بكتابه لنبيه، والحالة الثالثة بعد وفاته -عليه الصلاة والسلام- رجع استراق السمع أيضا ولكنه ليس بالكثرة التي كانت قبل ذلك؛ لأن السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا والله -جل وعلا- بين ذلك في القرآن في آيات كثيرة من أن النجوم والشهب ترمي الجن كما قال -جل وعلا-: إلا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ ونحو ذلك من الآيات التي فيها أن الشهب مرصده للجن تبينت لك حقيقة الكاهن.
إذا ظهر ذلك، فالكاهن قد يطلق عليه العراف وهذا الاسم الكاهن أو العراف اسمان متداخلان قد يكون أحدهما يدل على الآخر، وعند بعض الناس أو في بعض الفئات يستخدم الكاهن للإخبار لما يحصل في المستقبل، ويستخدم كلمة أو لفظ العراف لمن يخبر عن الغائب عن الأعين مما حصل في الماضي من مثل مكان المسروق أو السارق من هو؟ ونحو ذلك مما هو غائب عن الأنظار وإنما يعلمه العراف بواسطة الجن.
والصحيح في ذلك ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية أن العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلمون في معرفة الأمور بتلك الطرق، من تكلم في معرفة الأمور المغيبة إما الماضية أو المستقبلة بتلك الطرق، طريق التنجيم أو طريق الخط في الرمل أو طريق الطرق على الحصى أو الخط في الرمل بطريق الطرق أو بالودع أو نحو ذلك من الأساليب أو بالخشبة المكتوب عليها أباجاد أو نحو ذلك من قراءة الفنجان أو قراءة الكف كل من يخبر عن الأمور المغيبة بشيء يجعله وسيلة لمعرفة الأمور المغيبة يسمى كاهنا ويسمى عرافا؛ لأنه لا يحصل له أمره إلا بنوع من أنواع الكهانة، وسيأتي ذلك -إن شاء الله-.
قال -رحمه الله-: " باب ما جاء في الكهان ونحوهم " يعني: من العرافين والمنجمين والذين يخطون في الرمل والذين يكتبون على الخشب ونحو ذلك. قال: " روى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما .
هذا الحديث نبه الشراح على أن لفظه في مسلم من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما بدون كلمة " فصدقه " وكلمة " فصدقه " في هذا الحديث موجودة في مسند الإمام أحمد الشيخ -رحمه الله- ذكر هذا الفظ وعزاه لمسلم على طريقة أهل العلم في عزو الحديث لأحد صاحبي الصحيح إذا كان أصله فيهما باتحاد الطريق أو نحو ذلك.
من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما هذا الحديث فيه جزاء الذي يأتي العراف فيسأل العراف، وقلنا: إن العراف يشمل اسم الكاهن ونحو ذلك، فمن أتى عرافا فسأله بمجرد سؤال ولم يصدقه فإنه لا تقبل له صلاة أربعين يوما، والمقصود من قوله: لم تقبل له صلاة أربعين يوما أنها تقع مجزئة لا يجب عليه قضاؤها، ولكن لا ثواب له فيها؛ لأن الذنب والإثم الذي حصله حين أتى العراف فسأله عن شيء يقابل ثواب الصلاة أربعين يوما فأسقط هذا هذا، ويدل ذلك على عظم ذنب الذي يأتي العراف فيسأل العراف عن شيء ولو لم يصدقه، وهذا عند أهل العلم في حق من أتى العراف فسأله عن شيء رغبة في الاطلاع، أما من أتى العراف فسأله للإنكار عليه وحتى يتحقق أنه عراف فلا يدخل في ذلك؛ لأن الوسائل لها أحكام المقاصد.
الحالة الثانية: أن يأتي العراف أو الكاهن فيسأل عن شيء، فإذا أخبره الكاهن أو العراف صدقه بما يقول، فالحديث الأول الذي عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه: أنه لم تقبل له صلاة أربعين يوما والحديث الثاني فيه أنه: كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- فيتضح بالحديثين أن الحالة الثانية وهي: من أتى العراف أو الكاهن فسأله عن شيء فصدقه أنه كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأنه لا تقبل له صلاة أربعين يوما وهذا الحال يدل على أن الذي أتى الكاهن أو العراف فصدقه أنه لم يخرج من الملة؛ لأنه حدّ -عليه الصلاة والسلام- عدم قبول صلاته بأربعين يوما، والكافر الذي حكم عليه المسلم أو من أتى الكاهن إذا حكم عليه بأنه كافر كفرا أكبر ومرتد وخارج من الملة فإن صلاته لا تقبل بتاتا حتى يرجع إلى الإسلام.
قال طائفة من أهل العلم: دل قوله: فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما على أن قوله: كفر بما أنزل على محمد أنه كفر أصغر وليس بالكفر المخرج من الملة، وهذا القول صحيح وهو الذي يتعين جمعا بين النصوص، فإن قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما يدل على أنه لم يخرج من الإسلام، والحديث الآخر وهو قوله: من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد يدل على كفره، فعلمنا بذلك أن كفره كفر أصغر وليس كفرا مخرجا من الملة هذا أحد الأقوال في مسألة كفر من أتى الكاهن فصدقه بما يقول.
والقول الثاني: أنه يتوقف فيه فلا يقال: يكفر كفرا أكبر ولا يقال: أصغر وإنما يقال: هو كفر إتيان الكاهن وتصديقه كفر بالله -جل وعلا- ويسكت عن ذلك ويطلق القول كما جاء في أحاديث، وهذا لأجل التهديد والتخويف حتى لا يتجاسر الناس على هذا الأمر، فهذا هو مذهب الإمام أحمد في المنصوص عنه.
والقول الثالث من أقوال أهل العلم في ذلك: أن الذي يصدق الكاهن كافر كفرا أكبر كفره مخرج من الملة إذا أتى الكاهن فسأله فصدقه أو صدق الكهان بما يقولون قال طائفة من أهل العلم: كفره كفر مخرج من الملة، وهذا القول فيه نظر من جهتين: الجهة الأولى: ما ذكرنا من الدليل من أن قوله -عليه الصلاة والسلام-: لم تقبل له صلاة أربعين يوما يدل على أنه لم يكفر الكفر الأكبر، ولو كان كفر الكفر الأكبر لم يحد عدم قبول صلاة بتلك المدة من الأيام.
والثاني: أن تصديق الكاهن فيه شبهة ادعاء علم الغيب أو تصديق أحد ممن يدعي علم الغيب كفر بالله -جل وعلا- كفرا أكبر، لكن هذا الكاهن الذي ادعى علم الغيب كما نعلم أنه يخبر بالأمور المغيبة فيما صدق فيه عن طريق استراق الجن للسمع فيكون إذن هو نقل ذلك الخبر عن الجن والجن نقلوه عما سمعوه في السماء، وهذه شبهة قد يأتي الآتي الذي يأتي الكاهن فيقول: أنا أصدقه فيما أخبر من الغيب؛ لأنه قد جاءه علم ذلك الغيب من السماء عن طريق الجن، وهذه الشبهة تمنع من التكفير، تكفير من صدق الكاهن الكفر الأكبر، فصار عندنا إذن أن القول الأظهر أن كفره كفر أصغر وليس بأكبر لدلالة الأحاديث ولظهور التعليل في ذلك.
قال: فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو القرآن؛ لأنه قد جاء في القرآن وما بينه النبي -عليه الصلاة والسلام- من السنة أن الكاهن والساحر والعراف لا يفلحون وأنهم إنما يكذبون ولا يصدقون.
قال: ولأبي يعلى بسند جيد عن ابن مسعود مثله موقوفا وعن عمران بن حصين مرفوعا: ليس منا من تطير أو تطير له يأتي في باب ما جاء في التطير أو تكهن أو تكهن له ليس منا: يدل على أن الفعل محرم وبعض أهل العلم يقول: إن قوله -عليه الصلاة والسلام-: ليس منا يدل على أنه من الكبائر، وقال: ليس منا من تطير أو تطير له والطيرة من الكبائر " أو تكهن " يعني: ادعى علم الغيب وادعى أنه كاهن أو أخبر بأمور من المغيبة يخدع من رآه بأنه كاهن، قال: "أو تكهن له " يعني: من رضي بأن يتكهن له فأتى فسأل عن شيء أو سحر أو سحر له، و من أتي كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- وهذا كله لأجل أن تصديق الكاهن، فيه إعانة له على الشرك الأكبر بالله -جل وعلا-.
هذا حكم الذي يأتي الكاهن، أما الكاهن فذكرنا حكمه وهو أنه مشرك الشرك الأكبر بالله؛ لأنه لا يمكن له أن يخبر بالأمور المغيبة إلا بأن يشرك.
قال البغوي: العراف الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك، هذا الذي ذكرنا من أن العراف عند بعض أهل العلم من يخبر بأمور سبقت لكنها خفية غيبية عن الناس لكنها من حيث الوجود وقعت في ملكوت الله. قال: " وقيل: هو الكاهن " يعني: سمي العراف يعني: أن العراف هو الكاهن اسمان لشيء واحد. قال: " والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل وقيل الذي يخبر عما في الضمير، وقال أبو العباس ابن تيمية: العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم" المنجم هو الذي يستخدم علم التأثير يقول: ظهر نجم كذا والتقى بنجم كذا.
فمعناه أنه سيحدث كذا وكذا أو إذا ولد فلان أو إذا ولد لفلان ولد في برج كذا فإنه سيحصل كذا وكذا له من الغنى والفقر أو السعادة أو الشقاوة ونحو ذلك، فيستدلون بحركة النجوم على حال الأرض وحال الناس فيها، وسيأتي تفصيله إن شاء الله قال: " والرمال " الرمال: هو صاحب الطرق أو الذي يخط في الرمل أو يستخدم الحصى على الرمل يقال له: رمال ونحوهم، يعني: من مثل الذين يقرءون الكف ويقرءون الفنجان أو في هذا العصر الذين يكتبون في الصحف والجرائد والمجلات البروج وما يحصل في ذلك البرج وأنت إذا ولدت في هذا البرج معناه سيحصل لك هذا الشهر كذا وكذا، هذه كلها من أنواع الكهانة كما سيأتي.
قال: " وقال ابن عباس في قوم يكتبون أباجاد وينظرون في النجوم: ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق " ذلك؛ لأن كتابة أباجاد والنظر في النجوم يعني: للتأثير نوع من أنواع الكهانة والكهانة محرمة وكفر بالله -جل وعلا-، بقي أن نقول: إن أصناف الكهانة كثيرة جدا وجامعها الذي يجمعها أنه يستخدم الكاهن وسيلة ظاهرية عنده ليقنع السائل بأنه وصل إليه العلم عن طريق أمور ظاهرية علمية تارة يقول: عن طريق النجوم وتارة يقول: عن طريق الخط أو عن طريق الطرق أو عن طريق الودع أو عن طريق الفنجان أو عن طريق الكف أو عن طريق النظر في الأرض في حصى يجعله أو عن طريق الخشب ونحو ذلك.
هذه كلها وسائل يغر بها الكاهن من يأتيه، في الحقيقة هي وسائل لا تحصل العلم ذاك ولكن العلم جاءه عن طريق الجن، وهذه الوسيلة إنما هي وسيلة للضحك على الناس وسيلة لكي يظن الظان أنها تؤدي إلى العلم وأن هؤلاء أصحاب علم وفن بهذه الأمور، وفي الواقع هو لا يتحصل على العلم الغيبي عن طريق خط أو عن طريق فنجان أو عن طريق النظر في البروج أو نحو ذلك وإنما يأتيه العلم عن طريق الجن وهو يظهر هذه الأشياء حتى يحصل على المقصود حتى تصدقه الناس بأنه لا يستخدم الجن ولكنه ولي من الأولياء كيف يستنتج المغيبات من هذه الأمور الظاهرية؟.
في بعض البلاد كغرب إفريقيا وبعض شمالها ونحو ذلك وهذا منتشر أيضا في الشرق وفي كثير من البلاد يجعلون من يتعاطى هذه الأشياء وليا من الأولياء ويقولون: الملائكة تخبره بكذا فهو لا يفعل الفعل إلا بإرشاد من الملائكة، فالذين يفعلون هذه الأفعال من الأمور السحرية أو الكهانية عندهم أنهم أولياء؛ ولهذا ترى بعض الشراح يذكر في مقدمة هذه الأبواب أن أولياء الله -جل وعلا- لا يتعاطون الشرك ولا يتعاطون مثل هذه الأمور، فأولياء الله مقيدون بالشرع وليسوا من أولياء الجن. نعم.
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!