عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 09-08-2014, 03:08 PM
 
فالطريق الفطري لإثبات توحيد الألوهية‏:‏
الاستدلال عليه بتوحيد الربوبية؛

فإن الإنسان يتعلق أولًا بمصدر خلقه،
ومنشأ نفعه وضره؛

ثم ينتقل بعد ذلك إلى الوسائل التي تقرّبه إليه،
وترضيه عنه،
وتوثق الصلة بينه وبينه،

فتوحيد الربوبية بابٌ لتوحيد الألوهية؛
من أجل ذلك احتجَّ الله على المشركين بهذه الطريقة،
وأمر رسوله أن يحتجَّ بها عليهم،

فقال تعالى‏:‏
{ ‏قُل لِّمَنِ الأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ *
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ
قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ *

قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ
وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ *
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ
قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ *

قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ
وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ
إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ *

سَيَقُولُونَ لِلَّهِ
قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ ‏}

‏[‏المؤمنون/84-89‏]‏‏.‏


وقال تعالى‏:‏

{ ‏ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ
لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ
فَاعْبُدُوهُ ‏}

‏[‏الأنعام/102‏]‏‏.‏


فقد احتج بتفرُّدِه بالربوبية
على استحقاقه للعبادة،


وتوحيد الألوهية‏:‏
هو الذي خُلق الخلق من أجله،

قال تعالى‏:‏
{ ‏وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ
إِلا لِيَعْبُدُونِ‏}

‏[‏الذاريات/56‏]‏‏.‏

ومعنى ‏(‏يعبدون‏)‏‏:‏ يُفردوني بالعبادة،


ولا يكون العبدُ موحدًا
بمجرد اعترافه بتوحيد الربوبية؛
حتى يُقرَّ بتوحيد الألوهية،
ويقومَ به،

وإلا فإنَّ المشركين كانوا مُقرِّينَ بتوحيدِ الربوبية،
ولم يُدخلهم في الإسلام،

وقاتلهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم،

وهم يُقرُّون بأن الله هو الخالق الرازق،
المحيي المميت،

كما قال تعالى‏:‏
{ ‏وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ
لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ‏}

‏[‏الزخرف/87‏]‏،

{ ‏وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ
لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ‏ }

‏[‏الزخرف/9‏]‏،


‏{ ‏قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ
أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ
وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ
وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ
وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ
فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ‏}

‏[‏يونس/31‏]‏‏.‏

وهذا كثيرٌ في القرآن،

__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس