عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 09-09-2014, 07:32 AM
 
يُلتمسُ الضياء من رحم الظلام

"مهما تطاول في أرجائنا الغلس
فالفجر من رحم الظلماء ينبجس"

في سيرة المصطفى درس يعلمنا
هذا اليقين وهل في الحق ملتبس

فهاك فانظر رسول الله كيف غدا
بربه واثقا والناس قد يأسوا

فقد غدا بحبال الله معتصما
والنصر ممتنع عنه ومنحبس

ثلاث عشرة عاما ظل يرقبه
مع الصحابة حتى أورق الورس

وذاق في دربه من قومه صلفا
وكم تأذى وأدمى رطبه اليبس

في بطن مكة لاقى ماتنوء به
شم الجبال فلم يغضى له جرس

طالت عليه الليالي في مضاربها
والظلم منتشر والعدل مرتكس

لكنه كان يعدو نحو غايته
عدو الرياح فلا ظهر ولا فرس

وبين أعينه الآيات ساطعة
وحوله الصلف المغرور والهوس

وقال قولته العظمى لمن تبعوا
وحي السماء وقد أضناهم الرجس

قد كان في من مضى يؤتى بمؤمنهم
نصفين ينشر حتى يذهب النفس

حتى يقول الذي غاصت حوافره
بين الرمال وأعيا ساقه البلس

متى انتصار الهدى والأرض مثخنة
جراحها والأسى كالوحش يفترس

متى سينتصر الإسلام في بلد
يسوسه الإفك والطغيان والنجس

يجيبه الكون والآيات تالية
بأن فجرا قريبا سوف ينبجس

فلن يدوم انكفاء الأرض لو سقيت
أطيانها وسيجني الخير من غرسوا

ما أجدب الخصب إلا من تعثرنا
والكرم غرب والزيتون والبلس

مادام في أمة الإسلام باقية
لن تنحني أبدا ياويح من خنسوا

سينتهي الجور حتما من مرافئنا
ويسطع النور حتى ينمحي الغلس

هذا حداء الذي استقوت حبائله
بعروة الحق لم يعثر به فرس

فانظر إلى وثبة التاريخ يخبرنا
أن الشدائد تمحيص لمن درسوا

وفي مسيرة طه خير موعظة
فهل لنا في رسول الله مقتبس

غدا تعود لنا الأمجاد ثانية
ونرتدي حلل التمكين يا قدس

هائل الصرمي 5/9/2014
رد مع اقتباس