الموضوع
:
{ بريق فضة} بوابة الحديقة
عرض مشاركة واحدة
#
54
09-10-2014, 12:20 AM
الفصل السابع : قراءة ممتعة اتمناها لكم
بقيت جامدا ومتصلبا في مكاني لوقت طويل حتى جاء خالي وفك وثاقي وذهب دون ان يهمس ببنت شفة وسارت معه والدتي حتى الباب الامامي للدار ثم رجعت لغرفتها وهي تنظر لي بأسف على حالي ولا ابالغ انها كانت ممتعضة مني بشدة ولا اذكر سوى اني بقيت متكئاً على المنضدة لا اجرؤ على النظر في وجه امي لما الم بي من شعور بالخزي والعار .
ذهبتُ الى مخدعي حتى انام قليلا فقد اوشك النهار على البزوغ لكني لم انم مطلقا وقد شعرت بالوهن والضعف والذي لم اكن لأتوقعه بتاتا ان امي دخلت تحمل طعام الافطار ووضعته على سريري دون ان تنطق باي حرف وخرجت واغلقت الباب ورائها تاركة من خلفها كيان قد استحوذ عليه الضيق والنحيب . تمنيت ان تلك الاوقات المشحونة تتلاشى ثم تختفي ولهذا السبب طرأت على بالي فكرة مجنونة وهي ان اذهب الى عشق حياتي يابين حتى تستضيفني في منزلها وبالفعل ذهبت ومضيت خارجا من المنزل بعد ان جمعتُ بعضا من ملابسي فقد نويت ان امكث في منزلها عدة ايام ولم اقترب من الطعام الذي قدمته لي والدتي وسرت الى الباب الامامي لأخرج امام اعينها واتت لي اختي الصغيرة اوشي ترحب بي فدفعتها فوقعت لتنخرط في البكاء ولم آبه لها فخرجت ولم اعر أي اعتبار للموقف ولا اخفي عليكم اني احببت ان انتقم من امي عن طريق اوشي المسكينة .
عندما كنت اسير قاصدا منزل من اهواها لفحتني موجة برد هائلة وكان الصباح المتنفس المنعش لم يحسن مزاجي المتعكر ووصلت الى المنزل المقصود ففتحت لي الخادمة واخبرتها اني اريد مقابلة يابين فذهبت لتخبرها بقدومي فحضرت يابيين وقالت ببهوت (خيراً ان شاء الله، ما الذي جاء بك في هذه الساعة الباكرة من الصباح؟) صُدمت لطريقة كلامها وقلت ((انظري الى الخرقة التي في يدي ـــ فيها ملابسي وانوي المبيت عندكم ريث ما تعود المياه لمجاريها بيني وبين اسرتي)) ضحكت بصخب فقالت ((انت تمزح بالطبع ــ تبدو في غاية الحماقة والمرح في آن واحد لأنك اضحكتني!)) شعرت بالحرج ولم يكن ينقصني الا ان تهزأ بي امام والدها الذي جاء يرى ما الامر فروت له ما حدث فقال باستهزاء والابتسامة تكاد تشق ثغره (( اذهب الى حيث اتيت ــ لقد خدعتنا بتهذيبك كما خدعت والدتك وخالك!)) وبالطبع جريت بكل ما اوتيت من قوة وتناهت الى اسماعي صوت ضحكاتهم ولهذا تمنيت الموت لكن الموت لا يأتي بالتمني فذهبت الى الحديقة حتى الاقي حتفي هناك ودخلت من الفتحة لان الحارس كان لم يفتح بوابتها بعد ولم تبدو لي مثيرة او مخيفة كما هي في الليل .
رميت الخرقة ووقعت على الارض وبدأت ابكي فشعرت ان روحي تختنق فتقيأت . واثناء ذلك قد هبت ريح عاتية على الحديقة فتشبثت بجذع شجرة بجانبي وعادت الاصوات الصارخة من جديد واصغيت الى صوت بدا مميزا لي فقد كان ذلك الصوت ضاحكا لكنه خاليا من السعادة وجائت في بالي ان اذهب الى مصدر الصوت لكن الرياح الشديدة حالت دون ذلك ومع تمسكي بالجذع وانا في حالة هلع بدأت اشعر بالجوع وقد خارت قواي فأغمى علي بعد ذلك وافقت على صوت هامس بجانب اذني بدا لي ان يقرأ بعض التعاويذ لأمرا لا افهمه وفتحت عيناي ببطيء لأرى ضوء احمر خافت في غرفة ضيقة تخنق بصغرها من فيها ولم اجرؤ على رؤية من جانبي خشية ان يكون شيطان فتذهب روحي مني من الرعب المحتمل الذي قد الاقيه.